المحرر موضوع: مــــــــــن ســــاعة الصفـــوِ تــــأتــــي ســــاعــــةُ الكـــــــدرِ  (زيارة 2024 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ع.ع.ع

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


مــــــــــن ســــاعة الصفـــوِ تــــأتــــي ســــاعــــةُ الكـــــــدرِ






ضَـــــــــــــوعَ الروضُ والمســــــــــــــــاءُ الجميــــــــل ُ                                   والربــــــــــــــــــــى تزدهــــــي ويـــزهو النخـيــــــــــــــــــــلُ
وتلـفُ الوجـــــــودَ رخــــــــــــواً ظــــــــــــــــــــــــــلالٌ                                    تشـــــــربُ الــــــــــروحُ كأســـــــــــــها فتمــــــــــــــــــــــيلُ
والنســيمُ العليـــــــــلُ تَغـفــــــو عليــــــــــــــــــــــــه                                  عيــوِنــنـــــــــــــــا و يســتريـــــــــــــــــــحُ الجديــــــــــــــــــلُ
متــعـــــــــــــــــةٌ الـــروحِ ان تـُــــــــــروِّحَ نفســــــــــاً                                   غــابَ عنهـــا الضـــــــــــــــــياءوالقـنديــــــــــــــــــــــــــــــــلُ
وتـــــــــــداعت لـنــا همــــــــومٌ ثـِقــــــــــــــــــــــــالٌ                                   غـمـرتـــنـــــــــــــــا وعـــزَّ عـنـــــــــــــــها البـديــــــــــــــــــلُ
لغــــــةُ المـــــوتِ قـــد أحـــــــالت رُبـانـــــــــــــــــــــا                                   يَـــبــســـــــــــــــــاً جــافــيـــاً وغــــــــــامَ الأصـــــــــــــــــيلُ
غِـــيــَرُ الدهـــــرِ قـد أشــاخـــــــــــت صـبانــــــــــــا                                    ونابــنـا عــاصفٌ ويـــــــــــــــوم ٌ ثــقـيــــــــــــــــــــــــــــــــلُ
نُـــــذرُ الحـــــــــرب والـــدما لـــــــــم تغــــــــــــــــادِر                                   عيــــــــونــنـــا فـكـــــــــلُ يــــــوم ٍ رحيـــــــــــــــــــــــــــــلُ
وألِفــــــــــــنا وديـــــــدن النـــاس مـــــــــــــــــــــوتٌ                                   فجــــــــــــــريحٌ مــــــــــن حـــــــــــــــولنا وقتـــيــــــــــــــــــلُ
وكــــــــــــــــــــأنَّ الأقــــــــدار مــــا قــدرتنـــــــــــــا                                    لِـــســـــــــوى المـــوت والجـــــــــراح ُ تسيـــــــــــــــــــــــلُ
شطــــــرتنـــــــــــــــــا قبـــــائـــــــلاً عنــــعنــــــــاتٌ                                   وحِـــجاجُــنـــــــا القــــــــــــرأنُ والأنجيـــــــــــــــــــــــــــــــــلُ  
فاجتــــــــــــــــــــــررنا الماضي وفية اخــــــــــــتلافٌ                                   فهـــــــذا قائـــــــــــــــــــــــــلٌ وهــــــذا يقـــــــــــــــــــــــــول ُ
وأجترحنـــــــــــــــــــــا مشــــــــــارباً مفـــســــــداتٍ                                 وعكفنـــــــــــــــــــــا على خطــــــــــــــــــاها نجــــــــــــــــــولُ
شيعـــةٌ لاتـــــــــــــــــــــريد دينـــــــاً ســـــواهـــــــاً                                  وسنــــــــــــــــــــــةٌ عن دربهــــــــــــــــــــا لاتميـــــــــــــــــــلُ
وكــــــأنَّ السمـــــــــــــــــــــــاءَ حكــــرٌ علينـــــــــــا                                  لوحـــــــــــــــــدنا ونحـــــــــــــــن فيـــــــــــها العقــــــــــــــــول ُ
أمـــمُ الغـــــــربِ قــــد تعــــــــــــــــــــالت بنــــــــاءً                                   وعاــى الشـــــــــــــــــــــرق ذلـــــــــــــــتـــــةٌ وخمــــــــــــولُ
وطفقـــــــــــــــــنا ندورُ جهـــــــــلاً نناغـــــــــــــــي                                  ربَّ شــــــــاةٍ و ربَ معـــــــــــــــــــــــزى تبـــــــــــــــــــــــــــولُ
وعدَونا لفــــــــــرطِ جهــــــــــــــــلٍ وحقـــــــــــــــدٍ                                   نتـــســــــــــــــــــامى بجلهنـــــــــــــــــــــا ونصــــــــــــــــــــولُ
شغلتنــــــا عن المعـــــــالي نصــــــــــــــــــــــــوصٌ                                  فصحيـــــــــــــــــــــــــــــحٌ هــــــــــذا وهــــــــــذا دخيـــــــــــلُ
وغرفنــــــــــــــــا ماضـــــــــــــــــياً وكــومَ عظــــــامٍ                                  واقمنــــــــــــــــــــا بصرحــــــــــــــــــــه لانـــــــــــــــــــــــــــزولُ
وهــــــــو فخـــــــــــــــــرٌ نعـــــــزُّ في جانبيـــــــــــه                                  لو كـــــــــــــــــــان فيـــــــــــه للمعـــــــــالي وصــــــــــــــــــولُ
لكنـــــــه قــــــد صــــــار مدعــــــــاة شـــــــــــــــقِّ                                 بالـــــــــــــذي جــــــــــاءَه الشــــــــرحُ والتَأويـــــــــــــــــــــــــلُ
هو يـــــــــــــــــومٌ اردتُ فيـــــه اغتســـــــــــــــــالاً                                  من همــــــــــــــــومٍ فطــــــــــــــــــافَ بـي مايحــــــــــــــــــــولُ
هو ذاك العـــراقُ يصــــــــحو ويغفـــــــــــــــــــــــــو                                  ازمــــــــــــةٌ تختفــــــــــــــي واخـــــــــــــرى تصـــــــــــــــــــــولُ

                        



غير متصل ايفان عادل

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 70
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
قدراتُنا لا تُظهر حقيقتَنا
بل خياراتُنا هي التي تفعل
...
...
...
شكراً ع.ع.ع.


تحياتي
ايفان عادل

غير متصل ع.ع.ع

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد ايفان عادل

مع وافر تحياتي اشكرك اذ شاطرتني الرأي مع محتوى القصيدة وجوهرها وغاية ماتريد التوصل الية راجياً منك رأياً نقدياً لها من حيث المحتوى والمضمون وشكل القصيدة واطارها ولغتها مع التقدير

غير متصل ع.ع.ع

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيدة مريم ضياء المحترمة / شكراً لما قدمتة من رأي يتوافق من روح القصيدة التي تحاول ان تغسل أدران التطرف من جسم الانسانية ليعيش الجميع تحت ظلال المحبة لاتفرق بينهم اديان ومذاهب دينية او فكرية او اجتماعية . فان الفيصل في قيمة الانسان هو مدى مايبذل من جهة لخدمة الانسانية ويبتعد عن ابتعاث الاحقاد والاحن واجترار الماضي فان الله صنو المحبة وان الشيطان هو رديف التعصب والبغض ليس الا مع وافر تقديري .

غير متصل ايفان عادل

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 70
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيّد/السيّدة ع.ع.ع.
تحية روح الكلمة

طبعاً من المعلومِ لديكم أنّني لستُ ناقداً، فللنقدِ أهلهُ بما لديهم من خبراتٍ واسعةٍ في مجال اللغة بقواعدها وعلومها وأيضاً في مجال الشكل اعتماداً على الطريقة التي كُتبت بها القصيدة فإمّا أن تكون قصيدةً عموديّة كما هو الحال مع قصيدتكم وإمّا أن تكون من الشعر الحرّ أو قصيدة النثر، أمّا ما يخصُّ المحتوى والمضمون فهذا يعتمدُ على قوّة التأثير الذي تتركهُ القصيدة في نفسِ القارئ والتي بطبيعتها (أي قوّة التأثير) تعتمدُ على مدى التقارب والتشابه بين فكرة القصيدة وما تقولُ وبين حياة القارئ وما تفعلُ.
فقد تأخذُ القصيدةُ قارئها إلى الماضي ويرى نفسَهُ أمام ذكرياتِهِ بأفراحِها أو بأحزانِها، وقد تأخذُهُ إلى المستقبلِ ليشاهدَ حولَهُ الأمنياتِ التي يرجو أن تتحقّقَ أو المخاوفَ التي يتمنّى أنْ لا تحصلَ أبداً، وربّما يرى القارئ مندهشاً القصيدةَ وكأنّها لسان حاله لما فيها من تعابيرٍ وجملٍ وصورٍ تحكي ما يجولُ بداخله فيما نسمّيه بالحاضر والذي رغم الدلالات اللغوية التي تعبّر عن وجوده فهو غير موجود، لأنّنا في حالة حركةٍ مستمرةٍ.
موضوعُ قصيدتكم واضحٌ جدّاً، ولمسَ في نفسي الكثيرَ من مواقعِ الألمِ والحزنِ والغضبِ والحسرةِ لما يحصلُ اليوم في عراقنا الجديد ...!!
لقد وصفتُم الأحداثَ وأسبابَها وما تخلّفهُ فينا من نفاياتٍ وسمومٍ، وصفتموها ببراعةٍ مستخدمين لغةً ليست بالصعبةِ فلم تستعملوا مفرداتٍ غريبة أو معقّدة أو قديمة لم يعد لها استعمالٌ بين العامةِ من الناس. مع أنّنا نعيشُ يوماً من السهلِ جدّاً البحث فيه عن المعاني إذا كان في نيّتنا حقّاً أن نفهمَ ما نقرأ. فنرى بوضوح كيف بدأتم من خلال الأبيات الثلاثةِ الأولى بوصفِ جمال البلاد في صورٍ جميلةٍ، طبعاً لا تمتُّ للواقعِ بصلة، حتى أنّنا لا يمكن أن نقولَ أنّها تمثّلُ حال البلاد لا في الماضي القريب ولا البعيد حيث تاريخنا الذي تتسلسلُ فيه الحروب والاقتتالات والثورات والاغتيالات والمؤامرات فمن أين للجمال والهدوء مكانٌ وسط هذه الصور الوحشيّة الكاسرة لكلّ ما هو جميلٌ في الحياة، ليس لصور الجمال مكانٌ في حياتنا إلّا في مخيّلة اللذين يختلفون في رؤيتهم للعراق وللإنسان العراقيّ عمّن ذكرتموهم في الأبيات اللاحقة.
وتستمرّون في هذا السياق حتى البيت قبل الأخير حيث تعلنون العودة إلى حالكم ثانيةً من حيث بدأت رحلتكم منكم في بداية القصيدة، فمن صورٍ للأحلام والأمنيات ومحاولةٍ للاسترخاءِ قليلاً من عبء حقيقة الواقع المرّ, وهنا برأيي كنتم في أو كنتم تحاولون أن تكونوا في ساعة الصفو, وجدتم أنفسكم تنتقلون بين تلك المشاهد والصور المؤلمة في عراقنا الحبيب, إلى حالة الكدرِ, مختارين هذا الانتقال الزمني بين ماض التمنّي إلى مستقبل اللاتمنّي (إن صحَّ التعبير) عنواناً رائعاً لقصيدتكم والذي هو عجز بيتٍ في قصيدة "أرح ركابك" للشاعر العراقيّ الكبير محمد مهدي الجواهري حين يقولُ:
كــأنَ نُـعماءه حـبلى بـأبؤسهِ      مـن ساعةِ الصفو تأتي ساعة الكَدَرِ
موضوعُ قصيدتكم مهمٌّ جدّاً بل إنّه يحتلُّ موقعَ الصدارةِ من حيث الأهميّة بالنسبة لجميع المواضيع الأخرى في حياتنا، التطرّف وما ينتجُ عنه من أزماتٍ وكوارثٍ. بات هذا الموضوع بأسبابه ونتائجه حديث الساعة وحدثها, ليس في العراق فحسب بل في المنطقة جمعاء، فلا يخفى على أحدٍ ما حصل في العراق الجديد من مشاكلٍ وكوارثٍ وأزماتٍ على كافةِ الأصعدةِ الاجتماعيّةِ والسياسيّةِ والاقتصاديّةِ والبيئيّةِ ...الخ، وكيف أثّرتْ سلباً على حياة الفرد وبالتالي المجتمع بأكمله, لقد خسرنا الكثير الكثير وطبعاً أسياد الموقف يختلفون عنّا في هذا الرأي والذي يحسم هذه النسبيّة هو الزمن, فمحاولاتُ تزيين القبح لا تمكث طويلاً حتى وإن طالت قروناً, شكراً للزمن الذي يكشفُ لنا ما ومن الذي يبني وما ومن الذي يهدم. لا تكفي كلُّ أوراق الدنيا وساعات الزمن إن أردنا المضيَّ في هذا الحديث بكلِّ تفاصيله بالإضافة إلى أنّ ذلك لن يغيّرَ من الأمور شيئاً فغير العمل الجاد من أجل التغيير نحو الأفضل ليس هناك ما يستطيع أن يقود انساننا العراقيّ إلى حيث يعيش قيمته الحقيقيّة كانسان بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، لا يكفي أن نتغنّى بأمجادنا وقدراتنا ومواردنا وعظمتنا وقوّتنا فحين تأتي ساعة الخيار هناك تظهر حقيقتنا لذلك قلتُ:
قدراتُنا لا تُظهر حقيقتَنا
بل خياراتُنا هي التي تفعل ...
وهذا الكلامُ ينطبقُ على كلا الطرفين الظالم والمظلوم، وفي الحقيقةِ كلاهما ظالمٌ وكلاهما مظلومٌ.

وبالحديث عن شكلِ القصيدةِ فمن الواضحِ أنّها على بحرِ الخفيف:
فَاْعِلاتُنْ مستَفع ِ لُنْ فَاْعِلاتُنْ      فَاْعِلاتُنْ مستَفع ِ لُنْ فَاْعِلاتُنْ        
وهنا لي ملاحظةٌ من حيث الوزنِ، فبينما كنتُ أقرأ القصيدةَ لاحظتُ عدمَ التقيّدِ بضوابطِ الزحافِ في تفعيلةِ الحشو (فَاْعِلاتُنْ) إذ هي وفي أكثر من محلٍّ على وزن (مُفَاْعِلُنْ = //ه//ه) وهذا لا يجوز.
كما أنَّ هناك خطأً املائيّاً في كلمة (ذلتةٌ) والأصَّح أنْ تكونَ (ذُلّةٌ)، فوجدتها أقرب ما يمكن من الخطأ المذكور، مثل هذه الأمور تحصلُ عند طباعة القصيدة على الحاسوب لذلك يجبُ مراجعة القصيدة لأكثر من مرّةٍ للتحقّقِ فيما إذا كانت هناك أخطاءٌ من هذا القبيل.

شكراً لقصيدتكم الرائعة
ودمتم تحت رعاية السّماء


تحياتي الخالصة
ايفــان عادل

غير متصل Enhaa Yousuf

  • مشرف
  • عضو مميز
  • ***
  • مشاركة: 1748
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.enhaasefo.com/
الاخ العزيز او الاخت العزيزة  ع ع ع

اهلا وسهلا بك في زاوية ادب

هنا صورة مؤلمة ...
ساهم البشر في رسمها داكنة او باهتة
و بإضافة اجتهادات طارئة  .. تم تشويهها
ساهم البعض بتمزيقها
والبعض الآخر لم يكف عن تحريفها
انها صورة تكاد تتنفس رغم الاختناق
تكاد تبكي وحتى ان لم تجد الدموع
انها صورة تحمل الكثير ... ولا ترضى بان تبقى مجرد صورة !!

تحية لهذا الابداع
وارحب بكل مشاركاتك الادبية

*****

واسمح او اسمحي لي ان اضيف هنا

 تحية للاخ ايفان على هذه القراءة التفصيلية لهذا النص الثري بالافكار والصور والمعاني 


انهاء

غير متصل ع.ع.ع

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد ايفان عادل المحترم
السيدة inhaa-sefo
لقد سرني كثيراً ما جاء في تقييمكم لقصيدتي من حيث المحتوى الفكري وحيوية الموضوع الذي اصبح هاجساً يوميا للمجتمع العراقي خصوصا ولمجتمعات المنطقة بشكل أعم عل القصيدة تسهم في ازالة اللبس وتزيل شيئا من الغبش عن اصل التطرف والقوى التي تساهم في ترسيخه خدمة لأجندات سياسيه لا تخفى على اللبيب من حيث كونه استخداما للدين في تطويع الجماهير لفكرة الاصطفاف مع السياسي الذي يحاول ترسيخ ملكه لا على اساسٍ معرفي حضاري ديمقراطي يعمل على نهضة الامه ووضعها على طريق التحضر والرقي.
وأود في هذه المناسبة ان اطرح رأيي الشخصي (عسى ان تشاطروني فيه)في اصل تلك الظاهرة وتطورها باعتبارها حاجة اجتماعيه ادت غرضها في المجتمعات القديمة المتخلفه؛حيث ان ظهور الاديان حتمه واقع كون الانسان كان ضعيفا امام ظواهر الطبيعة وقواها المختلفة ؛فكان في رعب دائم وحاجه نفسيه الى ملجأ روحي يستند اليه ازاء المخاطر الدائمة التي تحيق به لذلك لجأ الى عبادة الريح والمطر والشمس والقمر والنجوم وقدم لها القرابين والنذور ارضاء‘ لها ودرء‘لمخاطرها .وبظهور المجتمعات البشرية الاولى واتساعها وتشعبها تطورت معها الاديان والافكار الغيبية تبعا لذلك ؛ولحاجة تلك المجتمعات في ضبط سلوك الافراد والجماعات وكبح مروقها عن السياق العام واعراف تلك المجتمعات يوم لم يكن هناك شرطة وسجون تستطيع ان تردع غلواء النفوس الشريرة فبذلك يكون الدين رادعا ذاتيا وقيدا مختارا وبذلك كانت الاديان تناسب مجتمعاتها وتضع محدداتها طبقا لنواميس ذلك المجتمع المعين وبعد ان تطورت الاديان واصبحت اداة للسيطرة السياسية والنفوذ والحكم نشأت الافكار والاجتهادات المختلفة ووضعت نواميس جديده لغايات مخلصه لضرورة مجاراة الواقع  تارة او لغايات سياسية لخدمة الحكام وبذلك ظهرت طبقة وعاظ السلاطين كما يسميها(الوردي).
وقد كان التعصب للقبيلة او الكتلة او الطائفة وقبل ذلك للعائلة وبعد ذلك للدين او المذهب حاجة أملتها الضرورات الحياتية للحماية. وقد كان التعصب يصل الى حد الانصهار التام مع الكتلة او الجماعة  .
يقول الشاعر الجاهلي :
وما أنا الا من (غزية‘)ان غوت                غويتُ وان ترشد (غزيةُ ) أرشد
فهو يتماهى مع قبيلته في الغواية والرشد غير آبه بالحق او الباطل وهذا الانصهار الذي يصل حد التعصب الاعمى انسحب الى الاديان والمذاهب والقوميات والآثنيات ؛ولكن ظهور المدنيات الحديثة وسلوكها مذاهب الديمقراطية وانتشار المعارف وثورة المعلوماتية قد شذب وأزال كثيرا من تلك العنعنات.
وتاريخ العراق الحديث يشهد على ذلك ابان تشكيل الحكم الوطني عام 1921 وبناء دولة المؤسسات وانتشار التعليم واطلاع الناس على معطيات الحضارة الحديثة ؛ ولكن الاهداف السياسية لبعض الدول الاقليميه المتصارعة دفعتها الى تغذية النعرات الطائفية لاستقطاب تلك الجماعات الى جانبها؛ ولعل الصراعات التي اشتعلت بين العثمانيين والصفويين والتي كانت مثالا صارخا لاستخدام المذهب من اجل التأليب وحشد القوى ؛هذه الصراعات تطل برأسها من جديد لتضم اقطاباً جديدةً تريد ان تستمر على الحكم بطريقة القرون الوسطى في زمن ثورات الشعوب والديمقراطيه .
لقد كان بودي ان استمر في ايضاح هذا الموضوع الجدير بالدراسه والاهتمام لكني آثرت عدم الاطالة بتقديم هذه الالمامه عن هذا الخطر الداهم.
اعود فاسجل لكم شكري وفائق احترامي مع وعد بالتواصل مع التقدير .
                                                                                                     صديقكم
                                                                                                    ع.ع.ع