أوقفوا صراخكم قبل أن نكشف المزيد من الاوراق!!
أوشـــانا نيســـانoschana@hotmail.com
أتذكر مثلما يتذكر الملايين من العراقيين محبي كرة القدم وتحديدا مباريات كاس شباب أسيا في العاصمة الايرانية طهران عام 1977، أتذكر مقولة شيخ المعلقين العراقيين مؤيد البدري حين ردد مرارا وقال " بالاهداف سنرد عليهم"، وهو ينقل أحداث فوز منتخب الشباب العراقي على الشباب الايراني ويرد على المعاملة غير اللائقة وصل كرم الضيافة الإيراني حدَّ قيام أحد اللاعبينَ الإيرانيينَ بتمزيق العلم العراقي بمساعدة حراس الملعب والاعتداء على طاقم المنتخب العراقي.
أستعيرالمفردات الثلاث للمقولة التي رددها المعلق الرياضي الشهير مؤيد البدري قبل 36 عاما في الرد على تخرصات الفئة الزوعاوية الحاقدة والمصّرة على تغطية الشمس بالغربال. هذه الظاهرة التي لا تعمي الابصار وحدها وانما في طريقها لتعمي القلوب في الصدور وسط هذا السكوت المطبق للاكثرية من كتابنا ومثقفينا.
حيث بعد أقل من أسبوع من الألفاظ البذيئة والكلمات القبيحة التي سطرها متخصصون في النفاق والدجل من اتباع زوعا وايتامها، وصل السيد رئيس الاقليم على راس وفد رفيع المستوى يرافقه السيد روميو هكاري الى بغداد لبحث الملفات العالقة بين بغداد واربيل يوم الأحد المصادف 7 تموز الجاري. علما أن مشاركة السيد هكاري ضمن الوفد المذكورجاءت أساسا بأعتباره الممثل "الوحيد" لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي شارك فعلا في لجنة صياغة مسودة دستورالاقليم ودافع بجد واخلاص في سبيل الحفاظ على حقوقنا القومية المشروعة.
روميو هكاري على يمين دولة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي
ولكي لا يبقى الحديث مجرد كلام، يجب تقديم القرائن والدلائل التاريخية في سبيل "الكف عن رمي الحجارة على بيت زوعا، لان الحجارة لا تكسر الحديد بل تكسر بيتكم الذي هو من زجاج ركيك الصنع (صنع في مصنع البرزانين) يا سيد نيسان، يكتب السيد سرجون موديل 83 معلقا على المقال الذي نشرته تحت عنوان" هكاري يجدد ثقته بالدستور الذي شارك في صياغته. رغم أن عمر الحكومات المركزية العراقية يذكرنا أنه لولا دعم وتشجيع القيادات الكردستانية وعلى راسها نهج السيد البارزاني لما قدرلنا اليوم الحديث عن الحقوق المشروعة والمعترف بها ضمن الدستورين العراقي والكردستاني بتاتا.
قبل الخوض في مسألة نزاهة السياسة القومية-الوطنية التي مارسها ويمارسها السيد هكاري ضمن الاقليم، يجب القول وبملء الفم" أتحدى أي أنسان أو أي مواطن عراقي يفلح في تقديم اي برهان أو سند يثبت انني يوما كنت حزبيا في اي حزب أو أي تنظيم عربي، كردي أو حتى أشوري، باستثناء كتاباتي المؤيدة لقضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. هذه الكتابات التي تشرفني مثلما تشرف مسيرة حياتي وحياة اسرتي كلها".
في حين وبمجرد الالتفاتة الى ارشيف ما نشرته جريدة المرجعية وغيرها من الجرائد العراقية بعد السقوط المدوي للصنم وكشف ملفات ونشر وثائق أزلام المخابرات العراقية يمكن للقارئ أن يقرا بوضوح مدى تعامل السيد ي.ن.ك ( يونادم يوسف كنا) وصهره مع المخابرات العراقية. هذا وبالاضافة الى حقيقة أخرى ومفادها أنني شخصيا، والشماس كوركيس شليمون زيا معاون محافظ دهوك الحالي، التقينا السيد ياقو( يونادم يوسف كنا) في منتجع دربند/ جومان صيف عام 1975 وهو مهموما بنقل رواتب البيشمركة في الفرع الاول للحزب الديمقراطي، باعتباره محاسبا لباتاليون الشهيد هرمز التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني.
وبالعودة الى خلفيات السيد هكاري، أذكّر السيد سرجون 83 وجوقته، أن السيد هكاري لم يغادر العراق ولم يلتحق يوما بحماية الشهيد فرنسو حريري، كما يكتب. ولم يلتحق بصفوف الجيش العراقي بعد تخرجه من جامعة بغداد وظل هاربا من الخدمة العسكرية مختبئا ضمن الجبال المطلة على قريتنا قرية هاوديان لسنوات. في حين بدأت مفارز الامن وازلام المخابرات العسكرية تشدد من زياراتها المفاجئة وكمائنها في سبيل القبض على هكاري أو غيره من افراد عائلتنا بعد فراري من الخدمة العسكرية واللجوء الى ايران. نتيجة لذلك نجحت مفرزة من المفارز الامنية في القاء القبض على أحد اشقائنا ونقله الى زنزانة تحت مبنى ما كان يسمى بالفرقة الحزبية لتنظيمات حزب البعث العربي الفاشي. هذا الاعتداء الوحشي الذي دفع بالسيد هكاري الهارب أساسا، أن يخط لعميلة انتحارية بهدف انقاذ شقيقه المعتقل. علما انه نجح وبقدرة قادر في انتشال شقيقه من الزنزانة والانتقال به بسيارة في وضح النهارالى مكان أمن خارج سيطرة النظام وقطعاته العسكرية.
لربما تصادف توقيت هذه العملية الانتحارية للسيد هكاري ضد مواقع البعث وعملاءه مع بنود الاجندة المشكوكة لنضال سيدكم مسؤل العلاقات الخارجية لزوعا وقتها وهو يقدم تقاريره المنتظمة ضد اللاجئين من ابناء شعبنا الى منظمة الباسداران الامنية في مدينة اورمية الايرانية. بضمنها التقرير الذي انتهى بالقاء القبض علي وعلى زوجتي ونحن بصدد السفر الى موسكو في سبيل اتمام دراسة الدكتوراه بتاريخ الشعب الاشوري والهندسة المدنية في جامعة الاستشراق في الاتحاد السوفيتي السابق.
الهدف الذي حققناه والحمدلله في السويد رغم مشقة الاغتراب ومتاعب الحياة. حيث نجحت في طبع مؤلفي المعنون " الواقعية في الفكر الاشوري المعاصر" منتصف التسعينات من القرن الماضي. الكتاب الذي مدحه رئيس جامعة الاستشراق المرحوم البروفيسور قسطنطين ميتروفيج ماتفيف بنفسه، بعد مراجعته له ضمن رسالة وجهها لي قبل وفاته بسنوات من أن "الواقعية في الفكر الاشوري المعاصر" هو كتاب أعتبره في مصاف المؤلفات العالمية التي كتبت حول نضال شعبنا الاشوري. أرجوا أن تستمر في الكتابة وتمنحنا الكثير من مؤلفاتك القيمة، عزيزي اوشانا نيســـان.
في حين حصلت زوجتي في السويد على شهادة الدكتوراه في الهندسة من جامعة التكنولوجيا الملكية السويدية ولا من كوريا الشمالية التي لم تطأ قدماها يوما أرضها، كما يذكر السيد سرجون 83 . علما انه في الوقت الذي كنت مهموما بكتابة هذا الرد، رجعت زوجتي من زيارتها الى موسكو بتاريخ 7 تموز الجاري وهي ضمن الطاقم الاكاديمي الاوروبي الخاص بدراسة العلوم والبرامج الخاصة بالنقل والمواصلات ضمن الاتحاد الاوروبي وهي تشرح فرحتها لي وتقول: نهض البرفيسور الروسي المسؤل عن الجامعات الروسية ليرحّب بالوفد الاوروبي الزائرويقول: فرحت جدا عندما شرحت لي مترجمتي من أن الدكتورة ألبانيا نيسان والقادمة من السويد اليوم، هي أصلا من ميسوبوتاميا بلاد اشور بلد الحضارات. عليه يجب الترحيب بها واعتبارها ملكة هذا المساء وحاملة رسالة هذا البلد العريق في التاريخ وتحديدا ما يتعلق بالمواصلات والنقل".
وفي الختام يجب ان نعترف، انه لا الانتقادات الرصينة ضد القيادة المتنفذة للحركة، تلك التي تعودنا أن نقرأها بانتظام على الصفحات الالكترونية وتحديدا صفحة عنكاوا، ولا القوائم الخاصة بالانشقاقات أو التمرد واخرها توضيح السيد ميخائيل بنيامين عضو اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الآشورية والمنشور أمس حول نشر مذكرة خمسة من أعضاء اللجنة المركزية، ولدت بالضد من النهج السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية ووجودها. ولكن الواضح أن الانتقادات كلها تصب ضد القرارات الاحادية الجانب ونهج العقل المدبر لزوعا في تهميش دورالاكثرية من القيادات السياسية بما فيها القيادات الشابة والمخضرمة.