المحرر موضوع: مشاكسة اعتقـــال القتلـــــى وافلات القتلــــــــــــــــــة  (زيارة 638 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 558
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مشاكسة
اعتقـــال القتلـــــى
وافلات القتلــــــــــــــــــة
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

اذا كانت ابرز واغرب واعجب انجازاتنا وملاحمنا وابتكاراتنا وابداعاتنا التي ادهشت الانسانية والامة العربية من محيطها العاثر الى خليجها الحائر قد تجسدت بمأثر عديدة مجيدة فريدة , منها (يا للعجـــب يا للعجـــب ..أغنـــى دولــــة وأفقــــــر شــــعب) و (دولــــــة رومانســـية بلا وزراء امييــــن .. عفــــوا ’ اقصـــد بلا وزراء امنييـــــن) و (دولــــة ميزانيــــة المئــــــات الملياريـــــة بلا طاقــــــة كهربائيـــــة) و (دولـــــة البطاقــــــة التموينيــــة غيـــــر القادرة علــــى الانجــــاب والذريـــــة) رغم كل التصريحات النارية والفحوصات المختبرية والتخصيصات المالية والسفرات السياحية والايفادات الرسمية والعقود الوهمية والعمولات الخيالية ’ فقد برزت الى جانب كل تلك الماثر ’مأثرة جديدة مجيدة ’ تمثلت بنجاحنا الباهر الماهر في السير عكس نظريات واتجاهات وفرضيات وحقائق ووقائع وقوانين وثوابت العالم الامنية التي تؤكد باجمعها على العلاقة العكسية في المعادلة الامنية ’ اذ كلما زادت اعداد ومجاميع القوى الامنية وتخصيصاتها المالية واجهزتها المهنية ’ كلما تراجعت الجريمة وتقلصت مساحة الارهاب وانخفضت معدلاتهما ’ اما نحن فقد نجحنا في عكس هذه المعادلة الامنية الدولية وقلبها رأسا على عقب , من خلال ابداعاتنا المتفردة في تحويلها  من معادلة عكسية الى معادلة طردية ’ وجعل بعض ابطالنا الامنيون بعبقريتهم الفذة طرفيها كالاتي :
(اضخـم الميزانيـــات الماليـــة + أكبــــر القطاعـــــات والعناصــــر والاجهــــزة الامنيــة = أكبــــر الخســـائر البشريـــــة ).
وحتى لا نستغرب ولا نعجب ولا نتهم او نعتب , اكد مسؤول حكومي رفيع بأن هنالك في بغداد وحدها اربع فرق عسكرية وان هنالك اكثر من مليون منتسب في صفوف قوات الجيش والشرطة بما يعني توفر عسكريا واحدا لكل (30) مواطنا ’ اما الميزانية المالية المخصصة للامن والدفاع للعام الحالي (2013) فقد بلغت (19702296000000) دينارا’ وبلغة الحروف والكلمات بلغت تسعة عشر الفا وسبعمائة واثنان مليارا ’ ومائتان  وستة وتسعون مليون دينار ’ ومع ذلك فقد (نجحـــت بأمتيـــــاز) بعض قواتنا وكفاءاتنا وخبراتنا وعقولنا واجهزتنا الامنية نجاحا باهرا وبمنتهى الكفاءة المهنية التي اذهلت العالم وهزت بعنف عقوله الامنية المتمرسة في القبض وبسرعة قياسية على كل ضحايا العنف والارهاب وعلى كل هياكل المفخخات بعد تفجيرها وعلى كل ضحايا الكواتم والعبوات اللاصقة ومنح الجناة فرصا (انسانيــــــة) للهرب خارج مواقع جرائمهم وربما خارج البلاد ليأمن من شرورهم العباد, حيث شهدت هذه (الستراتيجيــــة الامنيـــة الانسانيـــــة الرومانســـية الوطنيـــة الشفافــــة) مؤخرا وبعد نجاحها الكبير والخطير تطورا ايدلوجيا اذهل المتابعين الامنيين والمحللين الستراتيجيين من خلال تعميمها على السجون والمعتقلات حيث تم اختبارها بنجاح في سجني  التاجي وابو غريب وتمخض ذلك الاختبار التاريخي الناجح  بهرب السجناء و اعتقال السجانين المساكين القتلى منهم والجرحى والمعوقين.     
في ظل هذه النجاحات الامنية الملحمية أكدتْ احصائية جديدة عن عدد ضحايا العنف في بلادنا خلال شهر تموز الماضي إن معدل عدد القتلى في اليوم الواحد بسبب اعمال العنف (الرومانسية) وصل الى 25، فيما وصل عدد الجرحى الى نحو 52.
 
 وبحسب إحصائيات للامم المتحدة التي تعتمد على مصادر امنية وطبية عراقية فإن شهر تموز قبل ان ينتهي خلف 719 قتيلا و1581 جريحا وتقدر الاحصائيات والمصادر المحايدة ان عدد الضحايا في تموز فقط كان بحدود الالف انسان.
وبالتاكيد فقد ارتفعت اعداد الضحايا بعد موجة التفجيرات المتتالية في جميع محافظات العراق سيما العاصمة بغداد، حيث سجل مقتل (2500) مواطن خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة التي سبقت تموز الماضي بحسب ارقام الامم المتحدة بينهم 761 في حزيران الماضي, فيما شهد الاسبوع الاول من  شهر تموز مقتل أكثر من 330 شخصا في هجمات في مناطق متفرقة ليعود ويرتفع عدد القتلى في نفس الشهر بعد مرور عشرين يوم منه ليصل لنحو 525 ما يعني أن معدل ضحايا العنف في العراق بلغ نحو 25  قتيلا يوميا , بينما تؤكد المصادر ان احصائية القتلى ارتفعت بعد التفجيرات الاخيرة لتصل الى  حوالي الالف قتيل، أما الجرحى فهم اكثر من الف وخمسمئة مواطن.  وقد نفذت اغلب عمليات العنف بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وانتحاريين، مستهدفة المساجد والحسينيات والمقاهي والاسواق والسجون ونقاط التفتيش  ’ ورغم الاجراءات الفعلية التي تتخذها الجهات المسؤولة لاحتواء الموقف ومحاصرة الارهاب  وقواعده الا ان معادلتنا الوطنية الفريدة المجيدة  (اضخـــم الميزانيــــات الماليــــة + اكبـــــر القطاعــــات والعناصــــر والاجهــــزة الامنية = أكبــــر الخســـائر البشريـــــــة ) ما تزال سيدة الموقف على الارض.
في خضم ذلك وحيث يسارع افراد مختلف القوى الامنية ورجال الانقاذ والطوارئ والاسعاف الفوري لدينا حال سماعهم اصوات انفجارات المفخخات والعبوات وغيرها الى مواقع الاحداث لفرض طوق امني ولاسعاف الجرحى ونقل الضحايا وفق اعلى المشاعر الوطنية وانبلها ’ تحضرني حكاية عن احد مراكز الشرطة في احدى الدول المتسولة والمتوسلة كات يضم مفوضا امنيا (عبقريـــــــا) ’ كان كلما تحدث جرائم قتل او دهس او عنف يسارع مع مفرزته الى مواقع الاحداث الملتهبة لاجراء التحقيقات الاولية ’ وحال وصوله لموقع الحدث كان يتصل لاسلكيا بمدير المركز ليزف له فرحا مستبشرا انباء انجازاته العبقرية وهو يصرخ مبتهجا (ابشــــرســـــيدي ... فقـــــد قبضنــــا علـــــى القتيـــــل ) ويضيف مفاخرا ( وفــــر القاتــــل الــــى جهــــة مجهولـــــــة).
 فالى متى سيتواصل عرض هذا المسلسل الهندي في محافظاتنا المنكوبة ؟ مسلسل القبض على الضحايا وافلات فرسان الارهاب والجريمة والرزايا؟