الحوار والراي الحر > الحوار الهاديء

انفال عائلة توما ريس من كوندي كوسا المنسية

(1/4) > >>

اسكندر بيقاشا:
انفال عائلة توما ريس من كوندي كوسا المنسية


ابناء توما وابن خالهم امير

مقدمة

جرائم البعث كثيرة رغم ان البعض منها في خضم الجرائم المتتالية التي قامت بها اطراف متعددة في العراق "الجديد" بدأ الناس بنسيانها رغم بشاعتها. الكثير يربط الانفال بالشعب الكردي لكنه في الحقيقة فقد شمل المسيحيين الكلدان الاشوريين السريان ايضا.

بعد ان وضعت الحرب مع ايران اوزارها توجه صدام الى بسط نفوذه على جميع انحاء العراق بكل الوسائل ومنها ضرب المعارضة العراقية بالاسلحة الكيمياوية او ما سمي بالانفال. ففي ٢٥ آب عام ١٩٨٨ وجه صدام حسين قواته نحو منطقة بهدينان التي كان تسيطر عليها قوات المعارضة العراقية.

 ما اتحدث عنه الان هو  تسليط الضوء على ابادة لعائلة باكملها متكونة من ٣٣ شخصا كانت ساكنه في قرية كوندي كوسا الواقع شرق نهر الخابور في الجهة المقابلة لقرية ليفو. والعائلة الضحية هي عائلة مختار القرية توما باكوس المعروف توما ريس.

لقد التقيت توما عام ١٩٨٣ عندما كنت بيشمرغة ضمن مفرزة تابعة للحركة الديمقراطية الاشورية حيث بتنا ليلتين متتاليتين هنالك. لقد ترك الرجل انطباعا جميلا عندي . فبالاضافة الى شبابه وحيويته فقد وجدته مليئا بمشاعر المحبة والتعاطف معنا. كانت معاملته لنا كأخ ‪و‬صديق منذ الوهلة الاولى وقد شعرت براحة كبيرة في بيته حيث كنا نبات الليل في القرية ونخرج الى الوديان والهضاب القريبة من القرية في النهار.‬

لقد حزنت كثيرا عند سماع خبر مقتله في التسعينات مع معظم افراد عائلته لكنني حزنت من جديد حينما حوكم صدام واعدم بتهم اقل بشاعة من دون ان يذكر احدا دماء توما وعائلته والعشرات من الكلدان الاشوريين السريان وكأننا نحن لم يصبنا شيئا من بطش الحزب الشوفيني وجلاوزته.

ذهبت الى العراق عام ٢٠٠٩ لمراقبة انتخابات برلمان اقليم كردستان وقررت حينها ان ازور القرية التي اكلت يوما من زادها ونمت في كنف اصحابها ولاعرف اكثر عن مأساة ابناء القرية.

لقد تم بناء القرية من جديد ببيوت اسمنتية وتغيرت الكثير من ملامح القرية لكنني استطعت تذكر بعض المواقع في القرية رغم مرور خمسة وعشرون عاما على رؤيتها آخر مرة وقد شعرت بان الحزن لا زال يخيم عليها, فالمأساة كانت كبيرة. عند وصولنا القرية انا وثلاثة اصدقاء التقينا السيد تيدي برخوالذي استقبلنا بترحاب كبير فعرفنا بانفسنا عليه وسألناه عن المختار فاخبرنا انه غير موجود في القرية وعندما اخبرناه عن اننا نطلب معلومات عن المفقودين من القرية وان كان بامكانه الاجابة على بعض الاسئلة, وافق على ذلك برحابة صدر هو وزوجنه الكريمة ورفضوا مغادرتنا قبل تناول الغداء .

هل لك ان تحدثنا عن ظروف الاختفاء؟
تيدي: قبل ان يأتي الجيش جاءت مفرزة من زوعا وبلغت اهالي القرية بان عليهم ان يهربوا بينما البيشمركة  الكردية اوصت اهالي المنطقة بالبقاء في قراهم. خرجت انا اولا وفي اليوم الثالث خرج كل اهالي المنطقة منهم اهالي كوندي كوسا. اتجهوا الى تركيا ووصلوا الى كلي دهي حيث عم الظلام. احدى العوائل لم تتوقف وعبرت الشارع العام شمالا بينما توما وعائلته وعوائل اخرى  لم يعبروا الشارع. وفي الليل حوطت المنطقة من قبل الجيش العراقي واخذوا جميعا اسرى وعددهم 33 شخصا. وقد نقلوا اولا الى معسكر انتقالي في باهركى وهنالك اطلق سراح طفلين لانهم كانوا مرضى وسلموا الى عمتهم التي كانت تعيش في الموصل.
سألت تيدي عن السبب في عدم عبور توما وعائلته الشارع مثل الباقين, اجاب تيدي بانه تساءل دوما عن اسباب توقف عائلة توما ريس عن المسير وعدم الاستمرار لحين الوصول الى مناطق امنة لكنه يعتقد ان السبب  قد يكون لان توما نفسه كان مطمئنا نوعا ما.
لماذا لم يهربوا قبل ذلك؟
قبل اربعة ايام من الهجوم جاء البيشمرغة وطلبوا ان لا يتحرك احدا من القرية ولكن توما بدا خائفا جدا, حسب اهل القرية. لكنه اتخذ قراره عندما رأى ان الاكراد ينهزمون.
لماذا لم يحذره الكرد رغم انه كان صديقا لهم؟
ـ لا ادري.

سألت تيدي ان كان له صلة قرابة مع الضحايا.
ـ توما كان ابن عمي , شمشون ابن اختي (خوارزايا) وكلهم كانوا اقاربي.
 وما الذي حصل لهم بعد ذلك؟
ـ لا ندري ,

وما هي آخر معلوماتكم؟
ـ كل ما  سمعناه انهم ارادوا فصل الرجال عن النساء لكن النساء طالبن بالبقاء مع ازواجهن. لكننا لا نعرف ماذا حصل بعد ذلك.
وهل هنالك مصدر اخر للمعلومات ؟
مركز الانفال هو المصدر الرئيسي وتوجد اسماء الذين فقدوا في هذه العملية.
من بقي من العائلة؟
ـ  بنت اخت توما كانت عند عمتهم. وبنت لتوما كانت مريضة في باهركى وهي الان في استراليا.

ولماذا لم يطلقوا سراح نساء واطفال العائلة؟
 قال تيدي: في الانفال اختفى البيشمرغة فقط بينما اختفى الجميع من ابناء قريتنا, الاطفال والنساء والشيوخ .حتى الرجال لم يكونوا مسلحين عدا رجل واحد ورغم ذلك فقد تم قتلهم.
ثم يضيف :السبب قد يكون انهم(اي الحكومة العراقية) اعتبروا المسيحيون واليزيدية خونة لانه وحسب السلطات فانهم  عرب متعاونين مع الكورد.
 وما هي علاقة توما مع الاحزاب السياسية
ـ حسب معرفتي فان توما كان احد الذين ساعدوا على تاسيس زوعا ثم يضيف, عام 84 اراد ان يكون قياديا في زوعا لكنه لم يفلح فافترق عن زوعا والكلام لازال لتيدي. كان توما مختارا للقرية لذلك كان متعاونا مع الجميع فكانت علاقته جيدة مع البيشمرغة ومع الحكومة ايضا.
واستطرد يقول:
ـ كانت مصلحة القرية تتطلب ان يتعاون مع الاثنين.

ثم عدت الى تيدي وسألته: ما الذي نستطيع فعله لمعرفة مصير العائلة؟
ـ كل صرخة او كتابة اوسؤال هو مهم ... السكوت لا يفيدنا
وماذا تطالبون ان يعمل من اجل الشهداء؟
ـ نطالب باقامة نصب تذكاري لشهداء الانفال في القرية.

  وفي الختام يذكرنا تيدي بانه عام ١٩٩١ بعد حرب الكويت رجع بعض اهالى القرية وكان هو ( اي تيدي) من اول الراجعين بامر الحركة الديمقراطية الآشورية ويضيف : بقيت ليلة في قرية باختمى تم رجعت الى القرية واخبرت زوعا عن الوضع المتحسن فرجعوا جميعا الى مناطق مختلفة.


اطفال القرية المفقودين


مريم الباقية الوحيدة
وبعدما عرفت ان البنت الوحيدة التي بقيت من العائلتين موجودة في استراليا سالت عنها احد اقاربي في سدني والذي لحسن احظ كان صديقا لزوجها سامي. اتصلت بها قبل عدة ايام وكانت مريم مليئة بالاحاديث والذكريات التي حكتها بسرعة وبشكل عفوي وكانها كانت حدثت بالامس. الحقيقة لم تكن من السهولة بالنسبة لسماع شخص يتحدث وعايش مثل هذه الجريمة المروعة دون التأثر بها فكيف وهي التي عاشتها وعانتها ولا زالت جروحها دامية في قلبها. من شدة تأثري لم استطع تدوين ملاحظاتي في البداية لذلك اعدت عليها معظم الاسئلة مرة اخرى.

ومريم التي كان عمرها سبع سنوات في وقت الانفال تقول حول ايام الهجرة:
 لقد تركنا القرية مثلما تركها الاخرون وسرنا مشيا عائلتنا وعائلة خالي وعائلة ابرم الذي كان والدي قد ساعدها في البقاء في قريتنا نحو الحدود التركية . وعند وصولنا الى حافة جبل كنا متعبين جاء شخصان ملثمان وتكلموا بالكردية مع والدي وقالوا له بانهم ان سلمنا انفسنا فانه لن يحدث لنا شيئا. ابرم الذي كان معنا قال لابي بانه لن يئتمن النظام حتى لو جاء صدام بنفسه واعطاه الامان لذلك فانه لم يبقى الليل على سفح الجبل بل عبر الى الجهة المقابلة للجبل. بينما والدي امن بالمرسلين واعتقد بانه سيعود الى قريته او الى اقاربه في منكيش. لكنه في الليل احاط بنا الجنود من كل صوب  واسرونا هناك.
ولماذا تعتقدين ان والدك آمن بهم؟
ـ لاننا لم نفعل شيئا غير الخير للناس, وابي كانت علاقاته طيبة مع الجميع وكان له اصدقاء كثيرون.
وتستمر مريم بسرد ما حصل لهم فيما بعد:
ـ هنا عزلوا مباشرة والدي وخالي واخي سركون ولم نراهم بعد ذلك. وبعد ان بقينا سبعة ايام في سجن القلعة في دهوك حيث ضربونا وعصبوا اعيننا تم نقلنا الى الى مخيم في عنكاوا. وسالتها هل كان معسكرا؟.
ـ لا ادري لكنه كان مسيجا وفيه الكثير من النساء والاطفال وكانت تفتقد الى اية خدمات.
وكيف تخلصت انت من المخيم؟
ـ عندما زارتنا عمتي في المعسكر وكنا وانا وابن خالي امير واخي آشور مرضى فارادت عمتي ان تخرجنا وتعرضنا على الطبيب في الخارج فوضعتنا في السيارة(باص) واخفتنا تحت الكراسي الى عبرنا السيطرات. ومضت تضيف, وبعد ان شفي اخي اشور عاد الى المخيم اما انا وابن خالي فقد تأخرنا حوالي شهر لكن المفاجأة كانت انه عندما رجعنا لم نرى احدا من اهلنا.
وهل اختفى الجميع؟
ـ كلا فالعوائل الكردية التي كانت هناك قد اسكنت في القرى القريبة من عنكاوا اما العوائل المسيحية واليزيدية فقد اختفت.
وماذا تعتقدين السبب. قالت مريم وبالم:
ـ لا اعرف, فقد يكون احدا قد اوشي بنا.
 وماذا جرى لجدك؟
ـ بفي هو وجدتي في سجن القلعة في ظروف تعيسة جدا كما سمعنا, ولا نعرف ماذا جرى لهم.
هل سالتم الجهات المسؤولة في العراق عن مصيرهم؟
ـ عمتي ذهبت الى العراق وسالت عنهم واعطت السلطات اسمائهم ومواليدهم لكن الجواب كان: لا تسألوا عنهم فقد اختفوا.

الفصل الاخير من المأساة
ماذا جرى لابن خالك امير الذي بقي من عائلة خالك شمعون؟
ـ انه الفصل الاخير من المأساة كما قالت. ففي عام ١٩٩٥ حاول مع ٣٠ شابا الذهاب الى تركيا وطلب اللجوء في الخارج لكنهم تعرضوا الى اطلاق نار من ربايا الجيش. وكان المصاب الوحيد هو ابن خالي الذي اصيب في فكه. وعلى اثر ذلك نقل الى مستشفى دهوك لكن لا اعلم بالضبط لماذا لكنه تعرض الى مضاعفات خطيرة اثرت على دماغه وساءت احواله جدا. وكان اخ خالي في المملكة المتحدة استطاع ان ينقل امير الى الولايات المتحدة الامريكية لكن بعد فوات الاوان حيث لم يستطيعوا انقاذه وتوفي هناك وهو شاب يافع.

اسخريا آدم الهوزي الذي رافقني الى القرية كان عسكريا في دهوك بعد الانفال يقول:

ـ  عام 1988 رأيت والد توما العجوز في قلعة دهوك حيث كانت سجنا لاعداد كبيرة من العوائل من مختلف الاثنيات عندما كنت جنديا هناك وكان حاملا قصعة ‪وواقفا ‬ في الدور لاخذ الطعام. ‪ويضيف اسخريا‬ سالته بهدوء ـ عمي هل تعلم ماذا جرى لتوما؟ فنظر الي وبدأت الدموع تنهمر من عينيه وقال : لقد انتهى توما‬‬

وما هي ذكرياتك عن كوندي كوسا؟
ـ كنت هاربا من الجيش.في القرية وقد قام اهل القرية بالواجب ورحبوا بنا وقدموا لنا كل الخدمات حتى خبزنا كانت نساء القرية يخبزنه لنا. واضاف لقد بقيت في القرية 5 اشهرا وكان في القرية ما يقارب الاربعون هاربا.
و سالت السيد اسخريا ايضا ما هي ذكرياتك عن توما؟
كان طيبا جدا معنا ويوفر لنا كل ما نحتاجه. ثم يضيف:
ـ اتذكر عندما قررت تسليم نفسي للحكومة عند صدور عفو عن الهاربين قال لي, انك مرحب بك دائما وانت دوما في عيوننا.

وفي مقر زوعا المتواجد في عنكاوا سألت السيد نينوس بثيو احد قياديي ومؤسسي زوعا عند زيارتي الى شمال العراق لتغطية انتخابات برلمان اقليم كردستان ٢٠٠٩ والذي كان يتردد على كوندي كوسا منذ تأسيس زوعا فيقول عن توما ريس:
 ـ كان رجلا مخلصا وشجاعا ومساعدا لنا جدا.ثم يستطرد فيقول بانه كان يساعدنا في الكثير من القضايا حتى انه كان يحمل احيانا بريدنا الحزبي وياخذه الى بغداد.

سألت مريم ان كان احدا من الاحزاب الكردية قد اتصل بهم وتحدث اليهم, قالت مريم:
ـ كلا, لكن عندما ذهبت عمتي الى العراق طلب اصدقاء ابي من الكرد ان اتصل بهم وقالوا انهم يريدون سماع صوتي لان والدي كان عزيزا عليهم جدا. وهل اتصلت بهم؟ قالت مريم:
ـ  كلا لانني لا اعرف الكردية ولا العربية.
 وفيما اذا كانت الاحزاب الاشورية قد اتصلت بها قالت والحسرة تظهر من نبرات صوتها:
ـ كلا لم يتصل بنا احدا رغم انهم كانوا يبيتون عندنا شهرين او حتى سته اشهر وكان والدي يعطيهم كل شئ تم يضعهم على الفرس ويرسلهم الى الوجهة التي يريدونها.

وفي الختام أتساءل ما الذي فعلناه للبحث عن رفاة الشهداء والمطالبة بمعرفة ما جرى لهم ومحاسبة الفاعلين الذي لا يختلف اثنان على انها الحكومة العراقية.
كما واراه من الخطأ ايضا ان احدا لم يقدم دعوى ضد اركان النظام البائد رغم ان هذه الجريمة لبشاعتها كان من الممكن قطع رأس النظام نفسه لو توفر جزء يسير من العدالة. حيث كان حريا باحزابنا خاصة الحركة الديمقراطية الاشورية ان تقدم الحقائق والمستندات الى محكمة الانفال التي حوكم اركان النظام البائد فيها اولا احتراما لارواح الابرياء التي ازهقت ووفاءا للعوائل التي اخذت من افواه اطفالهم لاطعام رجالاتها, بالاضافة الى ان ذلك كان من الممكن ان يجعل مشرعي الدستور ان يذكروا تضحيات المسيحيين من الاشوريين والكلدان والسريان اسوة بالقوميات والطوائف الاخرى في ديباجة الدستور.

ملاحظة:هنالك الكثير من المعلومات لازالت غير مؤكدة لذا يرجى من يعرف المزيد اضافته في الموقع اوارساله الى بريدي الالكتروني:iskandero57@gmail.com

اسماء المفقودين او الشهداء  الذين قضوا في انفال كوندي كوسا واعمارهم عند القاء القبض عليهم: حسب موقع  الانفال
باكوس توما باكوس            اكثر من 70     
 70 مارغريت دنخا كوريل            اكثر من     
 58              توما باكوس توما       
 54       الشوا موشي عوديشو       
 16          شوشن توما باكوس         
 14         سركون توما باكوس           
 9     سنحاريب توما باكوس         
 13                 اشور توما باكوس         
11       شموني توما باكوس         
 56    شمعون موشي عوديشو         
 43        يسمي هارون       
 23     مريم موشي عوديشو         
3           شيرين موشي عوديشو         
 3         يونيه موشي عوديشو         
11        سمير شمعون موش         
 7              سامي شمعون موشي             
 1         داني شمعون موشي         
  9         اميرة شمعون موشي         
 5        سميرة شمعون موشي         
 10           داليا شمعون موشي         
 3              موشي شمعون موشي         
12        شمايل ايوب خان خوشابا           
 20              ماركريت يلدا هارون         
  2           والتر شمايل ايوب خان         
 1      ناديا شمايل ايوب خان         
 19         يوسف ايوب خان خوشابا         
 70           مريم طوبيا ميخائيل         
 56     شمعون كوركيس يوالاها         
 54         ايوب شمعون كوركيس         
48       ايشو شمعون كوركيس         
 39     عوديشو شروين عوديشو         
25     شليمون شروين عوديشو         
  25         شوشن شروين عوديشو                       



باكوس توما


سركون توما


شمون موشي مع المفقودين


شوشن توما


مريم واختها شموني







انطوان الصنا:
شكرا للاخ اسكندر بيقاشا المحترم على طرح موضوع شهداء شعبنا وتضحياته في عمليات الانفال سيئة السمعة والصيت والذي يتزامن مع الذكرى السنوية 80 لشهداء شعبنا في مذبحة سميل 1933 ان حجم تضحيات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من اجل الوطن وحقوقهم المشروعة كبيرة ومنذ بداية القرن العشرين ولغاية اليوم في هكاري واورميا وطور عابدين وامد وسميل وصورية والانفال وفي بغداد والموصل وكركوك والبصرة وفي كل شبر من ارض الوطن يحكي حكاية اسمها الشهداء الخالدين الذين اراقوا دمائهم الطاهرة على ثرى الحق والكرامة دفاعا عن الوجود القومي والديني الذي صار اليوم قاب قوسين او ادنى من الهاوية

ان هذه التضحيات الكبيرة يعرفها القاصي والداني من كل اطيات الشعب العراقي حيث تم التعتيم على تضحيات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وشهدائه وتم تهميشها بشكل متعمد في المحكمة الجنائية العراقية !! اثناء محاكمة رموز النظام الشوفيني السابق من المخططين والمنفذين لهذه العمليات الخسيسة في مناطق تواجد شعبنا التاريخية وفي مواقع قرنا المدمرة والمدرجة اسمائها في ادناه والتي سويت بالارض وحرقت حقولها وبساتينها وصبت ينابيعها بالسمنت وهجر اهلها قسرا بالرغم من ان الملفات والوثائق والادلة القاطعة والشهادات الحية قدمت للمحكمة ...

لغرض تدوينها في المطالعات القانونية المستوجب محاسبة منفذي الجريمة عليها لكنها لم ترى النور ولم يتم التطرق لها في المحكمة ولم نشاهدها على شاشات الفضائيات التي نقلت المحاكمات لماذا لا نعرف السبب ومن يتحمل المسؤولية التاريخية في هذا التقصير ؟ حيث لا يمكن ان ينسى شعبنا شهدائه وقراه المهدمة وارضه المحروقة في اقليم كوردستان وبعض القرى في المناطق المجاورة والتي افرغت من سكانها الاصليين لتهجيرهم قسرا وحرق وهدم القرى باكملها ومصادرة الاملاك بغرض خلق منطقة عسكرية وتغير ديمغرافي ان حجم ونسبة التضحيات التي قدمها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تفوق حجمه وعدده في الوطن بالمقارنة مع شركاء الوطن ...

المطلوب من الحكومة العرقية تعويض الشهداء وعوائلهم واحفادهم ضحايا الانفال من شعبنا وكل الشهداء من الاطياف الاخرىت ومنهم الاخوة الكورد بشكل مجزي وعادل ومنصف ماديا ومعنويا عن الخسائر التي لحقت بهم جراء سياسة القتل الجماعي والتهجير القسري والابادة وتخصيص ميزانية مستقلة لاعادة الاوضاع الى وضعها الطبيعي قبل جريمة الانفال في اعمار وبناء القرى واقامة مشاريع زراعية وسياحية وصناعية وخدمية في مناطق المتضررين ..



في ادناه اسماء اكثر من خمسون قرية شهيدة تعود لشعبنا تم تدميرها وتسويتها بالارض في جريمة الانفال
------
1 - قرى منطقة بروري بالا
----
كاني ماسى - جديدى - تاشيش - توشمبي - كاني بلافى - هيس - ميركا جيا - باز - موسكا

2 - قرى منطقة صبنا وسرسنك والعمادية وزاويته وعقرة
-----
كوندكوسا - داؤودية - دهي - ارادن - بليجانى - بوباوا - بى بيدى - ديرى - خليلانى - بلمند - هيزانى العليا - هيزانى السفلى - شولى - كشكاوا آزخ - ميروكي - ارماش - ميروكي - جم ربتكي - هزارجوت - اطوش - دزي - جم أشرت - بلمبوس - شرانش بابلو - باش - ديركنى

3 - قرى منطقة زاخو وسميل
-----
ناف كندالا - ليفو - بهنونة - ميركاسور - ملا عرب - بيركا - كيراكورا - ماوانا - بدلية - صوركا - باختمى - هجيركى - هوريسك - شيوز - شرانش

المجد والخلود لشهداء عائلة توما الريس وكل شهداء شعبنا في الانفال
المجد والخلود لكافة شهداء الوطن في الانفال
المجد والخلود لكافة شهداء شعبنا وامتنا
والخزي والعار للقتلة المجرمون الاوباش

                                                                                                              انطوان الصنا

يوحنا بيداويد:
تحية كبيرة للصديق اسكندر بيقاشا الذي تحدث معنا قبل اسابيع في باريس عن امتلاك اي معلومة اضافية عن قضية اختفاء توما الريس مع عائلته . لما تحدث عن هذه الجريمة كادت الدموع تسقط منا حيث ذكرني  بايام السابقة كيف كان  ان ابائنا واجدادنا يقدمون كل ما لديهم للضيوف ولكن هيهات كلها كانت تذهب في ادراج الرياح بل احيانا كانوا يدفعون الثمن حياتهم وحياة عوائلهم للعمل الحسن مثل توما الريس.

قصة توما الريس ليست الوحيدة لاحد ابناء شعبنا  بل هناك المئات بل الاف القصص منذ تاسيس الدولة العراقية سواء في عصرها الملكي او الجمهوري مثل مذبحة سميل . ولكن في عصر الجمهوري كان معظم الاوقات تحت حكم حزب البعث الذي اجرم باقسى ما يمكن بحقنا مثل مذبحة صوريا  . ولكن من بعده  ايضا حدثت الكثير من الجرائم بل جرائم مروعة مثل سيدة النجاة وغيرها .

انا هنا اطرح اقتراح اتمنى ان تتبناه مؤسسة ما مثل ( مؤسسة حمورابي لحقوق الانسان) او اي حزب او جهة او مجموعة من الاصدقاء .

ان يتم جميع كل هذه القصص والحوادث ويتم توثيق الجرائم (بحسب الوثائق والشهود بأقرب ما يمكن للحقيقة دون المبالغة ) التي حدثت بأبناء شعبنا خلال القرن الماضي ولحد اليوم وجمعها و  طبعها ككتاب وليرسل الى جميع الجهات المعنية العراقية والدولية كي يطلعوا على شيء من تاريخ شعبنا الحديث وما حل به نتيجة السياسات الدولية والاقليمة والحكومات غير الوطنية والوطنية.

مرة اخرى شكرا للزميل اسكندر بيقاشا ولمقاله الرائع .

قشو ابراهيم نيروا:
           ܞ  
ܡܥܵܩܪܵܐ ܪܵܒܥ ܐܹܣܟܵܢܕܵܪ ܕܒܹܥܬ ܩܵܫܵܐ ܗܵܘܹܬ ܒܵܣܥܡܵܐ ܪܵܒܵܐ ܩܵܐ ܡܕܟܵܪܬܵܘܟܘܢ ܠܐܵܢܥ ܫܡܵܢܹܐ ܕܒܢܵܥ ܐܘܡܬܵܢ ܡܢ ܐܘܚܕܵܢܹܐ ܕܘܣܟܥ ܘܒܵܪܘܵܪܥ ܒܵܠܵܐ ܕܫܩܠܗܘܢ ܟܠܥܠܵܐ ܕܣܵܗܕܘܬܵܐ ܒܫܢܬܵܐ ܕ1988 ܒܥܵܕ ܫܘܠܛܵܢܵܐ ܒܵܥܣܵܥܵܐ ܀ ܡܥܵܩܪܵܐ ܐܣܟܵܢܕܵܪ ܐܵܢܐ ܟܬܒܹܐܥܘܹܢ ܠܫܡܵܢܹܐ ܕܐܵܢܥ ܚܙܡܵܢܥ ܘܒܢܵܥ ܡܵܬܥ ܘܐܢܵܫܘܵܬܵܢ ܐܚܹܪܢܹܐ ܕܫܩܠܗܘܢ ܟܠܥܠܵܐ ܕܣܵܗܕܘܬܵܐ ܓܵܘ انفال ܡܢ ܐܘܚܕܵܢܹܐ ܕܢܹܪܘܵܐ ܘܢܗܹܐܠܹܐ 53 ܓܵܢܵܬܵܐ ܀ܗܕܟܵܐ ܡܢ ܩܵܕܡ ܚܕܵܐ ܫܢܬܵܐ ܫܹܡܵܢܵܗܥ ܘܣܥܩܘܡܵܐ ܕܒܪܵܥܬܵܗܥ ܐܥܘܹܢ ܡܘܨܹܠܹܐܠܗܘܢ ܓܵܘ ܫܵܘܦܵܐ ܥܵܩܥܪܵܐ ܕܥܢܟܵܒܵܐ ܀ ܡܥܵܩܪܵܐ ܘܡܘܚܒܵܐ ܐܹܣܟܵܢܕܵܪ ܗܵܠ ܒܕܟܵܪܹܐܥܘܹܬ ܥܵܘܡܵܐ ܕܚܠܘܠܵܘܟܘܢ ܥܵܢ ܙܘܘܵܓܵܘܟܘܢ ܓܵܘ ܥܵܘܢܵܢ ܕܟܹܐ ܐܵܢܵܐ ܡܚܵܥܹܐܢ ܗܘܵܐ ܙܘܪܢܵܐ ܘܥܵܥܩܘܒ ܚܵܕܒܫܵܒܵܐ ܡܚܵܥܵܐ ܕܵܗܘܠܵܐ ܀ ܗܕܟܵܐ ܡܢ ܒܵܥܬܵܘܟܘܢ ܪܚܫܠܵܢ ܠܒܵܥܬܵܐ ܕܒܵܒܵܐ ܕܟܵܠܘ ܕܦܫܠܵܢ ܡܚܵܥܵܐ ܙܘܪܢܵܐ ܒܥܕܵܢܵܐ ܕܡܦܵܠܛܬܵܐ ܕܟܵܠܘ ܗܵܪ ܗܵܕܵܚ ܓܵܘ ܐܵܘܵܢܵܐ ܥܒܕܠܵܢ ܚܠܘܠܵܐ ܒܵܣܥܡܵܐ ܩܵܬܵܘܟܘܢ ܀ ܗܕܟܵܐ ܒܛܠܵܒܹܐܘܵܚ ܡܢ ܐܵܠܵܗܵܐ ܚܘܠܡܵܢܵܐ ܘܚܵܥܹܐ ܥܵܪܥܟܹܐ ܘܡܵܢܬܵܥܬܵܐ ܩܵܬܵܘܟܘܢ ܀ ܗܕܟܵܐ ܐܚܹܪܢܵܐ ܐܵܢܥ ܫܡܵܢܹܐ ܕܒܢܵܥ ܢܹܪܘܵܐ ܕܚܥܹܫܹܐܠܵܗ ܓܵܘ انفال ܡܘܨܹܠܐܠܥ ܓܵܘ ܫܵܘܦܵܐ ܕܥܢܟܒܵܐ ܒܵܣܥܡܵܐ ܪܵܒܵܐ ܐܵܡܥܢ ܀ قشو إبراهيم نيروا من امريكا؟      

قشو ابراهيم:







تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة