في ذكرى شهدائنا الابطال
قبل ان أبدأ بالكتابة في ذكراكم الغاليه والعزيزه في قلوبنا .. أرفع قبعتي وأنحني أحتراماً وأجلالاً لكم أيها الأبطال الذين ضحيتم بحياتكم في سبيل قضية مقدسة أمنتم بها فكان ثمن ايمانكم الشهاده وهي اسمى وأرفع وسام في الحياة.. لا يستطيع أي انسان الحصول عليه.
في هذه الذكرى وفي هذه السنة بالذات سأرثيكم بطريقة تختلف عن التقليد العام للأحتفال الذي تعودنا عليه بألقاء أبيات شعر رنانة أو خطب منتهي صلاحياتها وتباع اليوم في سوق الخرده ثم ينتهي الاحتفال بأغنية( آلبه سميله وخجيله دوخا ).
في هذه الذكرى سأخبركم يا شهدائنا بشئ مؤلم وحزين .. سأقول لكم الحقيقه المره بأنكم كنتم وستكونون آخر الشهداء في درب مسيرة قضيتنا المقدسة .. لأن القضية وبكل أسف قد أنباعت وألأمانة فقدت والأمة الجبارة المقدسة التي ضحيتم في سبيلها قد تجزأت وتمزقت والمبادئ اصبحت في طي النسيان .
كيف أرثيكم يا شهداءنا ووجوهنا قد أسودت من بعدكم لأنكم كنتم ضحية أخطاء أناس لم يعرفوا قيمة استشهادكم وفي سبيل ماذا هدر دمكم !! وقبل أن أرثيكم لنرثي انفسنا لأن ألأمة اليوم يا شهداء ألأمة يقودها صعاليك وخونة بعيدون كل البعد عن الشعور القومي .. وكل اسم يتبناه صعلوك أثول لمسح الأسم المقدس يتقاضى مقابله دفاتر من الورق الأخضر من اسياده الحاقدين على ( آشور ) ناسياً هذا الصعلوك بأنه سيبقى صعلوكاً وألأسم الذي استشهد في سبيله خيرة شبابنا سيبقى خنجراً في قلب كل حاقد وخائن وخالداً مدى الحياة .
لا تغضبوا مني يا شهداءنا لأني أريد أن ابين لكم في يوم ذكراكم الغالي ما حصل لأمتكم بعد سقوط بغداد وما قلته هو القليل القليل مما حصل ، وان الذين غيَروا اسمكم هم أبناء القضية التي أعدمتم بسببها والذين مزقوا وفرقوا أمتكم هما أخوانكم أبناء أمكم وأبيكم .. والذين باعوا قضيتكم بأبخس الأ ثمان هم الذين كانوا يغنون للأمة وللقضية !!
لا تستغربوا يا شهداءنا مما أقوله لأنه الواقع فقد تغير كل شئ في قاموس السياسة وأصبحت لغة الكرسي والمال هي المسيطرة .. كل واحد من رفاقكم الذين ضحيتم بحياتكم من أجلهم يريد الكرسي وظهرت من جراء هذا الصراع وجوه جديده واحزاب لا تعد ولا تحصى لم يكن لهم أي أساس ايام النضال السري ولم يعرفوا ما معنى القوميه ولا يحملون هذا الشعور .. واليوم يعتبرون أنفسهم من حاملي راية الأمة فيخترعون أسماء جديده لهذه القوميه حسب غباءهم وحقدهم اللعين على اسم أشور الجبار.. اما الوجوه القديمة لأمناء احزابنا هي هي كما تركتموها أحدهما يريد لدغ الأخر وأزاحته بعيداً عن الكرسي فضاعت القضية وتفشى مرض الأنقسام فيها .
فناموا وضمائركم مرتاحة لأنكم نلتم شرف الشهادة يا أبناء أمي وأبي وأنحني ثانية بكل أحترام وأقول بصوت عال أن ألأمة التي أنجبت وقدمت هذه الكوكبه المخلصة من الشهداء لن ولم تموت ... لكم جنات الخلد ولأبناء أمتكم الصبر والسلوان وللخونة اقول ( لا خير في أمرئ ربح كرسي الخيانة وخسر نفسه ) مع أعتذاري لهذا الرثاء الجديد المحزن ولكنه الواقع والسلام .
شوئيل نوئيل سركيس
7/آب/2013
