المحرر موضوع: مات عبد الستار ناصر!  (زيارة 1700 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Rasha Fadel

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 7
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مات عبد الستار ناصر!
« في: 16:24 17/08/2013 »


مات عبد الستار ناصر!


رشا فاضل
بيروت

وهذا يعني .. إن جسد الرواية العراقية والأدب العراقي انشرخ إلى نصفين

نصف للرواة ونصف لعبد الستار ناصر ..

ونصف عبد الستار هو النصف الأكثر وجعا وصدقا وإبداعا ، فقد سرقته البلاد البعيدة المضببة باللغات الهجينة, ولم يعد بإمكاننا حتى أن نواريه دموعنا، ونشيجنا باللغة المحبّبة الى قلبه لغة " الطاطران" ولغته, حين سافر الى الحب ليجد الخيبات ..

مات عبدالستار ناصر!

ولموته، وجع سكين ينغرس ، مع كل حرف في طراوة القلب .. وكنت قبيل هذا الرحيل المباغت أبحث عنه بين صفحات الفيس بوك .. هو الذي قالها لي مرة حين دعوته بمقال أن يدخل هذه الشبكة العنكبوتية ليعطي صغار المثقفين والمتتثاقفين حجمهم بظهوره ، فقال لي ممازحا : لا أعرف كيف أدخل هذا العالم ..علّميني ..

وكان الوقت شحيحا في "عمان" التي شهدت تحقيق حلمي بلقائه ..

جلست قربه .. تأبطته مثل أي كتاب ثمين .. أو حلم مبهر..

قلت له : حين رأيتك في الجامعة مرة، محاضرا ، وزائرا ، وحلّق الجميع حولك ليظفروا بتوقيعك ، وقفت أمامك ، قلت لك : احفظ اسمي، فكتبي ستزاحم كتبك في المكتبات ..

وبابتسامتك أجبتني : ضعي صورتك فقط، وهي ستزاحم كتبي ..

ذلك التحدي الصبياني الجميل كان يدرك تماما أن لاكتاب يزاحم قصصك وحكاياك لأن بطولاتك لم تكن ورقية مثلنا .. وأبطالك كانوا من لحم، ووجع ، ودمع، وعشق ..

وإنني مهما جلت، وسحت على سطوح الورق ، فلن أدرك سرك في الكتابة ياصاحب السر والطريقة ..

سامحني يا" ستار" .. لأني لم أصلك في غربتك، فقد طرقت أبواب الأصدقاء ،ولم يهدني أحد اليك، أنا التي حرصت دوما على الاتصال بك ، حين كنت بعمان ، وكنت كلما تحدثت معك ، أشعرأن العالم بخير، والكتابة بخير، وبطل رواياتي بألف خير ..

لاشيء لديّ منك ، اللحظة، سوى صور تجمعني بك أضمها بعناق دامع .. عناق مالح يرفض أن يصدق إنك سافرت بعيدا ، وحقا .. أتأبطك في الصورة ، وكأنني كنت أستعد لهذه اللحظة وأخشاها ...

مات عبد الستار ناصر !

جملة فادحة تدق طبول الوجع في كل أرجاء الروح ..

أبكيك اللحظة، وأبكي معك رغبتي الأخيرة بسماع صوتك في غربتك الباردة ..

أنت الذي اقتلعوك من بغداد ذات حرب .. عبثا حاولوا غرس جذرك في كندا ..

وهاهو احتجاجك الأخير على الوطن ..

عتابك الذي اخترق صدورنا بسهم الرحيل ..

هل مت حقا !

أم إنك تفكر برواية جديدة وعاشقة جديدة تراودك عن موتك ..

ووطن لايتقن نفي عشاقه

وتربة لاتقتلع جذورهم أحياء

وتستدرجهم أمواتا .

rasha20002099@yahoo.com


غير متصل Enhaa Yousuf

  • مشرف
  • عضو مميز
  • ***
  • مشاركة: 1748
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.enhaasefo.com/
رد: مات عبد الستار ناصر!
« رد #1 في: 14:21 31/08/2013 »



هل مت حقا ...!

دائما يغادرنا الموت بسؤال ... إن لم يكن عقيم ، فهو يتيم
سؤال
 يترك رائحة الموت تتبختر في صدورنا
ينفض علينا رداء الذكريات ، فتتشرد لحظة ألتقتْ فيها عيوننا ، اناملنا ، و همساتنا
وتطير بعيدا احلامنا  ... وينضوي عهدٌ أقسمنا فيه على تحقيقها سوية

العزيزة رشا
شكرا لهذا النص
تحية لانضمامك لزاوية ادب ... ومرحبا بكل مشاركاتك
انهاء