الاستاذ تيري المحترم,
تحية طيبة,
رغم شكوكي حول اهداف وتوقيت طرحكم لهكذا مقال, فانني ساتجاوز مناقشتها كوني لا املك ما يدعم تلك الشكوك. الا انني ساتوقف عند المقتبس الاتي من مقالتكم:
"عندما دعم شعبنا قائمة الحركة الديمقراطية الاشورية في انتخابات اقليم كوردستان عام 1992 لم يدعمها لنهج ولعمل او لبطولات قامت بها، فهذا كله كان مجهولا وغير معروف واساسا غير موجود، ولكنه دعمها لانها كان الوحيدة التي نزلت معركة الانتخابات،".
كل الشعب الاشوري في العراق وفي بداية الثمانينيات كان يعرف بوجود زوعا (بدرجات متفاوتة) وكل الاشورين في الشتات عرفوا بوجود زوعا بعد اعدام الشهداء الخالدين (يوبرت ويوسب ويوخنا), وتنظيمات الحركة كانت كفيلة بنشر نهج وعمل وبطولات الحركة من خلال المنشورات والاصدارات والصحف والبيانات التي كانت يتم تداولها سرا في بغداد والموصل وكركوك, وفقط البعثيين من ابناء شعبنا لم يطلعوا على نهج الحركة لانهم كانوا مكشوفين لتنظيمات زوعا. اذا لا يمكن ان نصف ابناء شعبنا بانهم انقادوا (عن جهل) لدعم الحركة وهو الامر الذي يذكرني بتصريح الاستاذ نمرود بيتو حول تعامي بعض عشائر ابناء شعبنا في تاييدها لزوعا, بل بالعكس تماما لقد كان الشعب الاشوري في عموم العراق مهيئا لنصرة زوعا كنتيجة لاطلاعه الكامل على مجمل نشاطاتها والا كيف يمكن لحركة سياسية ان تفوز باربعة اخماس المقاعد المخصصة من قبل ناخبين لايعرفوا شيئا عن نهجها او عملها او بطولاتها والاكثر الذي تجنبه حضرتكم, هو عن شهدائها!
سيدي تيري, انت تجيب وتقول ان السبب هو "ولكنه دعمها لانها كان الوحيدة التي نزلت معركة الانتخابات،". طيب, هل هذا يعني (افتراضا) انه لو كان محل الحركة الذي نزل الانتخابات هو الحزب الوطني الاشوري او التجمع الديمقراطي الاشوري او حزب بت نهرين الديمقراطي, كان ليحقق الفوز الساحق الذي حققه زوعا؟ قطعا كلا ولاسباب اول من يعرفها هو شعبنا.
ثم كيف تعمم جهل ابناء شعبنا بوجود زوعا ونهجه وشهدائه وعمله وبطولاته في الوقت الذي كانت فيه مفارز زوعا في الثمانينيات تجوب كل قرى شعبنا في موسكا/ توتشمايي/ كاني بيلافي/ باز/ دهي/ داؤودية/ شيوز/ باختمي/ بدلية/ دركني/ مركجية/ طاجيكي/ بابلو وغيرها!! ودهوك التي كان مسؤول تنظيمات زوعا فيها هو الرفيق هرمز هامي اخو الشهيد الخالد شيبا وعن اول مفرزة لزوعا دخلت الى دهوك سنة 1983!
الحركة الديمقراطية الاشورية ليست ظاهرة وقتية طارئة يحرك بوصلتها شخص او مجموعة, انها ارث مقدس شبّ على دماء طاهرة لا يمكن ان نتنكر لها. وما يجري في داخل زوعا برايي هو امر جدا طبيعي لتحديد مسارات المستقبل لانني اثق بان كل الاطراف في زوعا ستضع المصلحة القومية لشعبنا فوق اي اعتبار.
تقبل احترامي.