في دمشق القديمة..
هبة هاني
(1)
هذه ليست قصيدة إنما حسرات جاء مخاضها
التحديات كثيرة..
أوقاتاً يهز الازرق شلالات من الترقب ويبيع الاعمى زهورا لايعرف الوانها..
أتمشى بين وعود شاخت
وكل لديه ظله
إلا أنا إثنان: أنت وأنت
(2)
محاولة فاشلة لاحتواء المكان ومثلها اخرى لمجاراة الزمن
أيهما أبعد مسافة؟ الشمس ام دفئك
وماهي المعجزة؟ التنزه على سطح القمر أم لقيانا؟
(3)
مرةً قلت سأجرب طعم الحب
فضاع العمر
ولم يعد لي وسادة
تأكدت أن النسيان أطيب ذكرى ورحت اليه
لكنه رفض ان يمد يديه
(4)
صورتنا الربيعية كانت تجربة حب بريئة
كان ممكناً جداً أن تغدو الارض كلها خضراء
(5)
لما انجبت بنات افكاري
ظننت أني سأوزع الحب ياسمين
وأني ساغير وجه العالم
ووجه التاريخ
ووجه الحب
وأني سأزوجهن الى الكواكب الاثني عشر
وستغدو النجوم أحفادي
كنت أطمح أن أبني مدينة عصرية بلا فقر
بلا حرب
بلا رحيل
لكن ما اتضح
وما اكتشفت
بأني تورطت في الشعر وفيك
وأني أرثوعصافيراً ميتة
(6)
في دمشق القديمة أكاد أسمع صوت قلبك
وإن كنت لا تصدق أضف: ما زلت أشم عطرك
وعلى ذات الطاولة جلس حبيبان
مثلنا تماماً.... لايجيدان الرسم
(7)
أنا مازلت أنت
أراك حين أتنفس وأقدم أيامي للذكريات قرباناً
اقتات لغة العصافير ولا أدع الماضي وشأنه
أرسم حباً فوق الغيوم لكي لا يقلقه المطر
واغلق باب غرفتي لاهرب
أهرب منك إليك
وما للشوق سكون
وطالما إنك حبيبي سأكتب عن الحزن
وأختصر الشعر بحكمة صغيرة
"تمضي السنين ووجهك يبقى"........