بسم الآب و الابن و الروح القدس
الاله الواحد آمين
[/color]
أربعينية الشهيد الشجاع يشوع مجيد هداية
من زوجتك( حبيبتك، صديقتك، أم أولادك ) كما كنت تصفني دوماً
أستمد كلماتي البسيطة من شخصك المتواضع
فكيف و من أين أبدأ؟؟؟
أأعزي نفسي و أولادنا و كل محبيك داخل العراق و خارجه؟؟؟
أم أهنئك على نيلك شهادة الخلاص الأبدي ببـذل دمك البريء فداءً لقضية شعبنا التي آمنت بها فأرتوى منه تراب العراق الحبيب في بلدتك العريقة بغديدا (حاضرة السريان) و القرى المجاورة لها حيث الناس البسطاء الطيبين الذين رحبـوا باليد التي امتدت لمسـاعدتهم و منطقتهم انسـانياً أولاً حيث الكرامة و الحق في العيش كأناس كاملي المواطنة ثم نواحي الحياة الأساسية (الصحية، العلمية، الثقافية، الفنية، الدراسية، الرياضية، الترفيهية،.....) أي كل ما فيه سعادة و رُقـي الأنسان في مجتمعنا العراقـي و بضمنه المناطق المسيحية المُحبة للتعايش السلمي مع الآخرين كبشر بغض النظر عن انتمائاتهم و معتقداتهم..... و لكن!!!
هل تسمح النفوس الضعيفة الحاقدة بذلك و هي أسيرة الشر الذي يهاب كل ما هو خير فيسارع لحبس أنفاسه كما حبسوا أنفاسك برصاصهم الغادر الجبان؟
لكن فاتهم و لقلة إيمانهم بالله القدير إن الروح هي أهم من الجسد الفاني حيث ستبقى روحك الطاهرة و افكارك الخيّرة و شهادتك في سبيل المباديء و الحق حافزاً قوياً للأجيال القادمة النقية التي لا تعرف الحقد و الحسد و الشر الذي جوبهتَ به لإسكات سلاحك الأقوى من رصاصهم الغادر ألا و هو ((القلم)) و الكلمة الصادقة حيث الحرية و الكرامة التي خصَها الرب للبشر جميعاً.
إن ثقافتك و شخصيتك القوية المتفائلة و إخلاصك في خدمة العراق و بضمنه شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) أخافت الجهلاء الحاقدين من نهوض المنطقة و جعل أهلها يعيشون بكرامة و حرية و مساواة بعدما ذاقوا شتى الصعاب على مر السنين و ما زالوا.....لتمسكهم بأصالتهم العراقية.
هنيئاً لك و لجميع شهداء الحرية و الأنسانية حيث الحياة الأبدية
و لأعداء الانسانية الخزي و العار.
يشوع إسمك يشع بالأمل و الحياة و النور حيث اغتالوك أهل الظلام
أنت لم تمت بل حيٌ في ضمائر كل الخيرين في وطنك العراق الحبيب و العالم أجمع.
ارقد بسلام و نور الرب يشرق عليك
نقدم شكرنا و تقديرنا الى كل الطيبين الذين شاركونا مصابنا الأليم و قدموا التعازي من داخل عراقنا الحبيب و خارجه.
زوجتك و أفراد عائلتك الفخورين بك دوما
----------------------------------------------------------------
إلى أبي البريء
آه ما أقسى ما عاملوك به الظالمون العديمي الرحمة
لقد أطفئوا شمعة النور التي أُضيئت أمام الأجيال الجديدة للنهوض نحو العلم و الثقافة و التقدم الإنساني مؤكدين بأن حياة القتلة عبارة عن ظلام دامس يقودهم إلى الجحيم لا محالة.
أبي..... لم أرى وجهك الأبوي الحنون منذ ثلاثة سنوات كوني خارج بلدي العراق و كان أملي كبير بأن تزورني و زوجي وولديَ اللذين كنتَ تتمنى رؤيتهما و ضمهما الى صدرك الحنون الذي اخترقه رصاصهم الغادر بكل وحشية و حقد.
إنك رمز لشعبنا ((الكلداني السرياني الآشوري)) خاصةً و الشعب العراقي عامةً لإخلاصك و تفانيك في سبيل خدمتهم مما أخاف الأشرار المنافقين المتربصين لكل دعاة السلام والمحبة.
لا توجد كلمة في كل قواميس العالم تعبر عن حزني و ألمي بفراقك المرير و لا يمكن لحسرتي عليك أن تذهب سدىً عند الله القدير الذي يجازي كل ظالم و مجرم على هذه الأرض مهما طال الزمن.
إنني أتكل على الرب لأنه عادل و أطلب منه الصبر على هذه المأساة مع إن قلبي يعلمني بأن شهادتك في سبيل الحق أكسبتك الحياة الأبدية و هي عصية ً على الظالمين.
فارقد بسلام يا أبي البريء
إبنتك التي يملأ قلبها الحسرة
ليندا يشوع هداية
--------------------------------------------------------------------------
حبيبي بابا
حرمتني منك الأيادي التي لا تعرف الرحمة
حرمتني من رؤيتك و حنانك
فراغ رهيب تركته يعم حياتي
قلبي يعتصر ألماً على فراقك
لمن سأقول بابا بعد الآن؟
أذكـر كل كلمة كنت تقولها لي و خصوصاً إن شخصيتي و تصرفاتي تشـبهك..... يا لحسرتي فبرغم ألمي و معاناتي أكتب.....
إني أفتخر كوني إبنتك و أنت تستحق أن يكون أولادك فخورين بك, شجاعتك اللامتناهية و مبادئك المسيحية الحقة و إيمانك بقضية شعبك و نضالك من أجلهم و ذكائك اللهاب و حنانك و محبتك و مساعدتك لكل محتاج و مريض يطرق بابك.
لم تكن سياسياً لامعاً فحسب بل كنت إنساناً يحمل كل معاني الإنسانية, فقدانك خسارة كبيرة ليس لي فقط و إنما لكل الشعب الذي عملت من أجله بكل محبة و إخلاص و صدق و أمانة, ستبقى ذكراك خالدة مدى الأجيال أيها البطل المناضل, كلي إيمان بأنك يا أبي الأرضي عند أبي السماوي تنعم بالراحة الأبدية حيث سنلتقي بعد حين بمشيئة الرب.
إبنتك التي تحبك و لن تنساك ما حَيّتْ
لينا يشوع هداية
---------------------------------------------------------------------
رسالة إلى شهيد الحرية (يشوع مجيد هداية)
أبي..... يا من كان سبب مجيئي إلى هذه الحياة
يا من علمني الأخلاق و المباديء والحق
يا من زرع فيَ بذرة النقاء و الصدق و المحبة
لم أكن أتصور إنك تملك كل هذا الكم الهائل من الحب
فقد بذلت دمك الطاهر النقي فداءً لشعبك
الشعب الذي أحبك و ذاق طعم نجاحاتك
فأنت كإنسان..... محبوب من الجميع
و كسياسي..... علاقاتك الطيبة تظهر لمعانك
و كأب..... لم أرى بقدر حنانك و حبك لنا فقد كنت تضع نفسك في الأخطار و تبعدنا عنها قدر ما إستطعت
فأنا أسأل الآن كيف يُجازى إنسان مثل أبي بنكران الجميل و القتل؟
غدروك يا أبي خلال تأدية واجبك تجاه الوطن و الناس
أراقوا دمك البريء في ليلة مظلمة مثل وجوههم
حسبوا أن بموتك ستموت كل أفكارك و أعمالك
لم يعرفوا أن قلمك قد غلبهم بآلاف السنين
صحيح أني تألمت و شعرت أن كياني قد تدمر و روحي سُحبت مني و قلبي أوشك على التوقف لأنني في يومها كنت في بغداد أُنجز أمور دراستي..... و عندما جئت لألتقي بك اللقاء الأخير رأيت علم العراق و علم السريان يلفان جثمانك الطاهر إلا أنك بإستشهادك رفعت علم وطنك فوق الجبال و رفعت رؤوس كل العراقيين..... لأنك أصبحت شهيداً لقضية شعبك (السرياني الكلداني الآشوري) و شرفت تأريخ شعبك العريق و غدوت من أعلامه العالية التي ترفرف على طريق الحرية.
أبي لا زلت أذكر قولك لي بمدى فرحتك و أنت في جبهة القتال في 26/5/1984 عندما جاءك خبر ولادتي, فأنا أشكر الرب لأنه حفظك عائداً من الجبهة لتراني و ترقب مراحل نموي و تفيدني من خبراتك و تجاربك في الحياة.
فلا تقلق يا (أبا يوسف).....
لن تضيع تربيتك الصالحة لي و مبادئك السامية يوماً
ولن يضيع دمك الزكي الطاهر ابداً لأن مكانك عند ربنا يسوع المسيح فهو يعتني بك الى يوم لقائنا و الى الأبد
و هو أيضاً سيكشف المجرمين و يعاقبهم.
قبلاتي لجبينك و يديك و قدميك يا أبي الحبيب
لن يفارقني كلامك و صوتك و حبك مدى أيام حياتي
و سأظل أفتخر بك الى أن ألتقيك في الفردوس.
إبنك المحب
يوسف يشوع هداية
-------------------------------------------------------------------------------
إلى أبي الحبيب
غدرهم لك دمر داخلي الغض و سحقني كإبن محب كان في إنتظار والده الحنون لينعم معه بلحظات عائلية هادئة مطمئنة.....
لماذا هذه الوحشية؟
هل إختفت الرحمة من قلوب البشر؟
ماذا جنيتَ يا أبي و ما هي جريمتك التي بسببها قتلوك بهذه البربرية؟
ألأنك كنتَ إنساناً صادقاً مع نفسك و مع الآخرين؟
ألأنك خدمتَ في وقتٍ كَـثُرت فيه الأكاذيب و الحيل و المراوغة؟
لم يرُق لهم وضوحك و عملك المتفاني في سبيل الناس و المنطقة بغديدا و القرى المجاورة لها و التي تمثل التأريخ العريق لوطننا.
ماضيك و حاضرك يشهد بأنك إنسان مخلص بالفعل و ليس بالقول و إن كل إنسان محب لوطنه يحترمك يا أبي الشجاع , فبإستشهادك بانت بذور محبة الناس لك و لمبادئك .
أطلب من الرب الرحمة و الصبر لنا و لكل محبيك
إبنك المحروم من حنانك
يوحنا يشوع هداية
--------------------------------------------------------------------
من إبنتك الصغيرة مريم
الى أبي المناضل الشهيد و حبيبي و عزيزي يشوع مجيد هداية
أنا افتـخر بـك لأنك بذلت نفسـك من أجـل جميع المسـيحيين و السـريان خاصةًً، أنت شجاعٌ جداً لأنك لم تخف من الذين قتلوك لانك كنت تقول أن يسوع المسيح معي.
لم أستطع تحمل الصدمة و مأساتي كانت كبيرة حين أحضروك بتابوت ٍ و ملابسك التي تشربت بدمك البريء و رصاصات غدرهم في جسدك الطاهر الذي كان ينبض بالنشاط و الحيوية و السعادة بخدمة الناس الذين لم يروا شخصاً مثلك ضحى بحياته من أجلهم فكان حزنهم شديداً يا أبي و صديقي و كل حياتي ,تلك الحياة التي إنتزعوها مني بقتلهم إياك بوحشية و حقد , إني أُحبك و أعرف أن يسوع المسيح قد أخذكَ عنده و كنت وما زلت تستحق كل الحب و التقدير من كل شخص قابلك وعرف معدنك النقي الأصيل.
و يا أبي إن هؤلاء الذين قتلوك لا يعرفون الله و لا يعرفون معنى الإنسانية و الحق و العدالة و إنك كنت تعمل بالنور و إنهم يكرهون الناس الذين يعملون بالنور لأنهم يعملون بالظلام, و إنك كنت تعمل على بناء المؤسسات الإنسانية كدار العجزة و جمعية انطاكية الإنسانية و مستشفى .....
أبي اني إبنتك الصغيرة المدللة عندك و لا أدري بما اوصفك به ..... أنت بطل شجاع و إنساني و تحب الخير للجميع.
أنا حزينة لأني لن أراك بعد الآن لكن روحك موجودة بيننا و أنا فرحة لأنك كسبت الحياة الأبدية عند يسوع المسيح و إن هؤلاء القتلة سيأخذون عقابهم إن شاء الله لأن الحياة على الأرض تنتهي في أية لحظة و لكن الحياة ما بعد الممات لا تنتهي أبداً, و أحب أن أقول بأن جميع الناس في بلدنا العراق و جميع انحاء العالم حزنوا عليك يا أبي و خسروك لأنك أنت رمز السريان و أول شهيد ٍ لهم.
أبي أخلد بسلام
الراحة الأبدية أعطهِ يا رب و نورك الدائم يشرق عليه
آمين
مريم يشوع هداية
-----------------------------------
إلى روح جدي الشهيد يشوع مجيد هداية
أسمع كل يوم عبارة تتردد في أحاديث الأقارب و من أمي و أبي بأن الأيادي الآثمة إغتالتك فيجيب قلبي الصغير و أنا أمسح دموع والدتي الغالية , و أخفف عن أبي وطأة حزنه و ألمه لفقدانك , لا و لن يموت جدي فهو حي و خالد في ضمائرنا و روحه النقية حاضرة في وجداننا كما أستذكر آخر مكالمة لي معك يا جدي الحبيب حين وضعت والدتي سماعة الهاتف على أذني و إذا بصوتك الحنون يا جدي قائلاً لي ( دخييت حبيبي ماريو ) فهتفتُ في الحال جدو؟ مع ضحكات طفولتي البريئة و أحسست بمدى سعادتك لسماعكَ صوتي و مناداتي لك بعبارة جدو بابا .
حرمني الأشرار من رؤية وجهك السمح ومن حضنك الدافيء العطوف , لكني سأبقى متواصلاً معك حيث صورتك التي أقف أمامها محادثاً شخصك من خلالها و مجيباً لي عن تساؤلاتي .
إنني أفتخر بك و بمبادئك التي كانت و ستبقى البذرة الأساسية التي تحث الأجيال القادمة على الشجاعة و المحبة و الصدق و خدمة الناس بعدل و تفاني و سأكون عاملاً بكل وصاياك متبعاً خطاك الواثقة القوية في مسيرة طويلة لنيل حقوقنا التي تستباح كل يوم .
و لعلم الأشرار بتأريخك النضالي المشرف و جرأتك في طرح أفكارك لحل القضايا المصيرية فلم يجدوا وسيلة لإسكات صوتك الهادر سوى تلك الطريقة القذرة برصاصهم الغادر .
إطمئن يا جدي و نَمْ قريرَ العين ِفكل رصاصة إخترقت جسدكَ الطاهر ستبقى نيشانَ شرفٍ نحمله و نفخر به الى الأبد و رسالتك ستكون حية في ضمائر كل الشرفاء من أبناء شعبنا العراقي و بضمنه شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) الذي ضحيت بحياتك لأجلهِ .
أستودعكَ بين يدي فادينا يسوع المسيح يا جديَ البطل
حفيدك الفخور بك
ماريو أثير[/b][/font][/size]