المحرر موضوع: مزيداً من شلاما إلى زوعا (الحركة الديموقراطية الآشورية)  (زيارة 3006 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مزيداً من شلاما إلى زوعا (الحركة الديموقراطية الآشورية)
==================================
أبرم شبيرا
شذرات ذهبية من الإنجيل المقدس:
======================

يقول ربنا يسوع المسيح له المجد في إنجيل لوقا "أية أمرأة عندها عشرة دراهم، إذا أضاعت درهماً واحداً، ألا تشعل مصباحاً وتكنس البيت وتبحث بإنتباه حتى تجده وبعد أن تجده، تدعو الصديقات والجارات قائلة: أفرحن معي، لأني وجدت الدرهم الذي أضعته، أقول لكم: هكذا يكون بين ملائكة الله فرح بخاطئ واحد يتوب" (لوقا:15/8-10). ثم يقول "كان لإنسان أبنان، فقال أصغرهما: يا أبي، أعطي الحصة التي تخصني من الميراث! فقسم لهما كل ما يملكه. وبعد بضعة أيام جمع الأبن الأصغر كل ما عنده، ومضى إلى بلد بعيد وهناك بذر حصته من المال في عيشه الخلاعة. ولكن لما أنفق كل شيء، أجتاحت ذلك البلد مجاعة قاسية، فأخذ يشعر بالحاجة..... فقام ورجع إلى أبيه. ولكن أباه رآه وهو ما زال بعيداً، فتحنن، وركض إليه وعانقه وقبله بحرارة. فقا له الأبن، " يا أبي أخطأت إلى السماء وأمامك، ولا أستحق بعد أن أدعي أبناً لك..." أما الأب فقال لعبيده: "أحضروا سريعاً أفضل ثوب وألبسوه، وضعوا في أصبعه خاتماً وفي قدمه حذاء. وأحضروا العجل المسمن وأذبحوه، ولنأكل ونفرح: فإن أبني هذا كان ميتاً فعاد، وكان ضائعاً فوجد فأخذوا يفرحون!" (لوقا: 15: 11- 24).... ولما عرف الأبن الكبير غضب ورفض أن يدخل البيت، "فخرج أبوه وتوسل إليه، غير أنه رد على أبيه قائلا: "ها أنا أخدمك هذه السنين العديدة، ولم أخالف لك أمراً ولكنك لم تعطني ولو جدياً واحداً لأفرح مع أصدقائي، ولكن لما عاد أبنك هذا الذي أكل مالك مع الفاجرات، ذبحت له العجل المسمن!" فقال له: "يابني أنت معي دائماً، وكل ما أملكه هو لك، ولكن كان من الصواب أن نفرح ونبتهج، لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوجد" (لوقا: 15: 28-32).

وفي مكان آخر يقول ربنا يسوع المسيح له المجد لتلاميذه، "وقام بينهم أيضا جدالأ في أيهم يحسب الأعظم، فقال لهم: "إن ملوك الأمم يسودونهم وأصحاب السلطة عندهم يدعون محسينن. وأما أنتم، فلا يكن ذلك بينكم، بل ليكن الأعظم بينكم كالأصغر، والقائد كالخادم" (لوقا: 22:24-26). وفي سفر الزانية ورميها بالحجارة ذكر ربنا يسوع المسيح له المجد "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر" (يوحنا: 8 : 7). وعن البساطة والتواضع يغسل ربنا يسوع المسيح له المجد أقدام تلاميذه يقول "فإن كنت، وأنا السيد والمعلم، قد غسلت أقدامكم، فعليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أقدام بعض. فقد قدمت لكم مثلاً لكي تعملوا مثل ما عملت أنا لكم... وصية جديدة أنا أعطيكم: أحبوا بعضكم بعضاً (يوحنا: 13: 14 و 34).

دروس وعبر من الإنجيل المقدس:
=====================

عجيب غريب !!! ما الذي حشر أبرم شبيرا نفسه في مسائل الأنجيل المقدس ونحن نعرف علمانيته وضلوعه في مسائل سياسية وقومية؟؟؟ هكذا سيتسائل القارئ الكريم بمجرد قراءة السطور أعلاه، هكذا سوف يستغرب وينتقدنا من لجؤئنا إلى الإنجيل المقدس ونحن العلمانيين الذين لا كلام ولا عمل  لنا في هذه الأيام غير الغوص في عالم السياسة والمسائل القومية التي يكتنفها الكثير من الطرق الملتوية والأساليب المعروفة لنا بغموضها وتقلباتها ولجوءها إلى كل وسيلة ممكنة لتحقيق أهدافها. غير أن مثل هذا الإستغراب يمكن تخفيفه أو أزالته عندما نعلم بأنه عندما تعصف بالمجتمع كوارث ومصائب يصعب للإنسان السيطرة عليها فيضطر حينذاك اللجوء إلى القوى الخارقة والسماوية وإلى طلب رحمة وخلاص ربنا السماوي لإنقاذ المجتمع كما فعل جدنا الأكبر الملك الآشوري سنحاريب (705-681 ق.م.) أثناء فيضان نهر الخوصر (حاليا في مدينة الموصل) الذي عصف بعاصمته نينوى فصام هو وشعبه وتضروعوا إلى ربنا السماوي لتخليصهم من الفاجعة والكوارث التي سببها الفضيان، وكما فعل ويفعل أبناء أمتنا في عصرنا هذا عندما تعصف بهم الكوارث والحروب فيلجأون إلى الصوم والصلاة والتذرع إلى ربنا السماوي للرحمة والخلاص وطلباً للأمن والسلام والإستقرار. واليوم يعصف بمجتمعنا "الكلداني السرياني الآشوري" عواصف خطيرة وفواجع كارثية أقل مايقال عنها بأنها تهدد مصير وجود أبناء أمتنا في أرض أباءهم وأجدادهم وتقلعهم نحو المجهول. ولا شك فيه إطلاقاً بأن بعض المخلصين من أبناء أمتنا وأحزابنا السياسية ومنظماتنا القومية وحتى كنائسنا عملوا كثيراً أو قليلاً لمواجهة هذه التحديات الماحقة ولكن يظهر بأن موازين القوى في هذه المواجهة ليست لصالح أمتنا لا بل فإن هذه الموازين تزداد ميلاً لصالح الآخر عندما تبدأ الخلافات بالإرتقاء إلى الإختلافات ومن ثم إلى تناقضات داخل مجتمعنا وتحديداً داخل ممثليه من الأحزاب والتنظيمات القومية وبالتالي عجزهم الكلي لا في الوقوف في وجه هذه التحديات بل في الكف عن الكلام عنها وكشف حقيقتها أو تسويفها بشكل يخدم المصالح الخاصة وليس مصالح الأمة ويرسخون مواقعهم الجبهوية في المجتمع خاصة عندما تأتي فرص المنافسة وفترات الإنتخابات للوثوب إلى هذه المواقع أو تكريسها.

أن القارئ اللبيب يستخلص وبسهول عظمة العبر والدروس من الشذرات الذهبية القليلة المذكورة أعلاه من الإنجيل المقدس وتفيدنا كثيراً لو أتبعت وطبق على واقعنا الحالي الممزق.. كلنا، مهما كانت تسميتنا القومية أو الكنسية مسيحيون تعمذنا بروح القدس وتناولنا جسد ربنا يسوع المسيح له المجد وشربنا من دمه، فهذا يفرض علينا إيماناً مسيحياً كثيراً أو قليلاً بإنجيله المقدس وبالتالي يفرض علينا على الأقل قراءة رسالة ربنا السماوي وإستخلاص الدروس والعبر منها لكي تنير طريقنا نحو المحبة والسلام والتضمان مع البعض. فالشذرات الذهبية القليلة من الإنجيل تعطينا أمثلة رائعة في الصفح والغفران والتصالح والتواضع وخدمة الكبير للصغير وهي مبادئ جوهرية تفيدنا كثيرا في هذه الأيام في أزالة الخلافات وسؤء الفهم السائد في مجتمعنا وتحديداً في أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية  فيصبح التواضع والصفح والتصالح أمور مطلوبة وبشكل ملح خاصة بعد أن دبت الخلافات وسوء الفهم داخل بيت أو تنظيم هذه الأحزاب. فبعد أن فشلت تقريباً كل المحاولات في ردع الصدع داخل البيت الواحد فلم يبقى أمامنا إلا اللجوء إلى رسالة ربنا يسوع المسيح له المجد طلباً منه أن ينشر محبته على أبناءه فيسود فيهم التواضع والصفح والتصالح من أجل خير هذه الأمة.   

التواضع والصفح والتصالح طرق لإستمرار رسالة زوعا نحو المستقبل:
=========================================

القارئ اللبيب يدرك من البداية بأن حديثي هنا هو عن الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) ليس بسبب عنوان الموضوع بل من خلال "الأزمة" التي تمر بها في الوقت الراهن وإنطباق ما ورد في أعلاه عليها حيث تشتد هذه الأزمة بإقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية لإقليم "كردستان" العراق. فالبعيد والقريب يعرف بأن زوعا حركة سياسية قومية كبيرة ورائدة في مجتمعنا ينعكس تماسكها ونشاطها وإنجازاتها بشكل مباشر وواضح على مجتمعنا فيزداد الوعي القومي والسياسي بين أبناء الأمة ويزيد من تفاؤلهم نحو المستقبل في أرض الوطن. والحال عكس ذلك، فعندما يدب الخلاف في أروقة زوعا ويتقلص نشاطها وتضمر إنجازاتها ويتسارع قادتها نحو الكراسي البرلمانية والحكومية ينعكس هذا أيضا على أبناء الأمة فيتقلص تفاؤلهم لا بل يزداد تشاؤمهم ويفقدون ثقتهم بأحزابنا السياسية وبممثلي أمتنا بعد أن تزداد فيها المحسوبية والفردية.  هذه الحقيقة مهما أختلفنا مع زوعا أو أتفقنا فهذا لا يغير بشئ منها لأنها حقيقة واقعية أثبتها السنين الخوالي والأيام الحالية التي تمر بها زوعا. يحاول البعض من إتباع سياسة النعامة في إغفال أو تجاهل ما يجري في زوعا وتأثير ذلك على مسيرة حركتنا القومية وكأنه لا وجود لمثل هذه الأزمة. في حين يحاول الآخرون خاصة البعض في قيادة زوعا الحالية أوالواقعين في غرام أعمى معها تسويف هذه المسألة وتصغيرها وأعتبارها كأمر إعتيادي يحدث كثيرا في الحركات والأحزاب السياسية وحدث ذلك لزوعا أيضا في السنوات الماضية ولكن خرجت زوعا منها سالمة ومعافية. هذا أمر صحيح ولكن لا يصح إطلاقاً المقارنة والتشبيه بين ما حدث في السنوات الماضية من  ترك أو خروج ""نفر أو نفرين" من قيادة زوعا ومن ثم إنزواءهم في زوايا منسية من المجتمع السياسي والقومي أو إنخراطهم في نشاطات أخرى لا تمت بصلة مباشرة بتنظيم زوعا، فالإنقطاع هنا كان تنظيمياً وفكرياً وسياسياً بالتمام والكمال، وبين ما يحدث في هذه الأيام، حيث هناك عدد كبير من الكوادر المتقدمة وأعضاء في اللجنة المركزبة لزوعا منتخبين بشكل شرعي من قبل المؤتمر العام للحزب قد أنقطعوا تنظيمياً عن زوعا وليس فكرياً، وهو أمر نادر الحدوث إن لم يكن معدوماً في تاريخ تنظيماتنا السياسية، وهذا أمر قد يشل من نشاط وتحرك زوعا بشكل طبيعي وشرعي وذلك بسبب فقدان أو تقلص الأكثرية الحاسمة في إتخاذ القرارات. فهؤلاء رغم إنقطاعهم تنظيمياً عن زوعا بسب إختلافهم مع القيادة الحالية إلا أنهم يصرون على إرتباطهم بزوعا فكرياً وسياسياً وإستمرار إلتزامهم بنهج وفكر زوعا حتى وإن تأطر نشاطهم الإنتخابي بقائمة مختلفة عن قائمة الرافدين التابعة للقيادة الحالية لزوعا وبتسمية قائمة "أبناء النهرين" إستعدادا لإنتخابات برلمان لإقليم ""كردستان" العراق. كما يجب أن لا ننسى بأن البعض من هؤلاء هم من الكوادر التاريخية وبعضها شاركت في تأسيس زوعا والآخرون أنظموا لزوعا في السنوات الأولى الصعبة وشاركوا مع بقية أعضاء قيادة زوعا  في دفع مسيرتها رغم الظروف الماحقة التي كانت تحيط بهم، فتاريخهم السياسي والنضالي مرتبط بنضال وصمود زوعا وبالتالي لا يمكن التفريق والفصل بينهما.

لا أدري فيما إذا كانت مصادفة أم مسألة واعية في تسمية هذه القائمة بـ "أبناء النهرين". إذ كلا التسميتن "قائمة "الرافدين" و قائمة "أبناء النهرين" لهما مدلول واحد سواء أكان من حيث المضمون الذي يشير إلى التسمية التاريخية لوطن الأباء والإجداد وإلى إرتباط أصحاب هاتين التسميتين بهذا الوطن أو من حيث الفكر والترابط بين أصحاب كلا التسميتين والتعبير، بوعي أو غير وعي، عن وحدتهما المؤطرة بفكر وسياسة زوعا وهو تأكيد آخر على كون المعارضين للقيادة الحالية لزوعا إرتباطهم بها فكرياً وسياسياً. لقد سبق وأكدنا مراراً وتكراراً بأن الاختلافات التي تشب بين أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية أو حتى في داخل هذه التنظيمات لا تقوم على أسس فكرية أو أيديولوجية بل هي في معظمها خلافات شخصية ومواقفية وبررنا ذلك على أساس كون أمتنا أمة بسيطة في تفكيرها ومطالبها ولا خلافات فكرية عميقة بين أفرادها وتنظيماتها. ففي معظم الحالات وإن أرتقت هذه الاختلافات إلى خلافات إلا إنها لم تصل إلى مرحلة التناقضات السياسية المستعصية التي تقود إلى صراعات لا نهاية لها، وزوعا نموذج في هذا السياق. فقد شبت فيها بعض الإختلافات التي أرتقت إلى الخلافات وهذه الأخيرة أما أرتكنت في حدودها أو أضمحلت ولم ترتقي إلى مستويات أعلى. واليوم وصلت الخلافات بين قيادي زوعا إلى أعلى مستوياتها إلا أنها لا زالت ضمن حدودها ولم ترتقي إلى مستوى التناقض طالما لازال المنقطعين عن تنظيم زوعا مرتبطين فكرياً وسياسيا بزوعا ولم يلجؤا إلى تأسيس حزب آخر رغم إمكانياتهم الفكرية والسياسية والتنظيمية وقاعدتهم الجماهيرية، كما وأن القيادة الحالية لزوعا لم تصدر قرار صريح بفصلهم.

يعتبرالإنسان أعظم رأسمال في حركة المجتمع. والتنظيمات المجتمعية والسياسية وهي الأطر التي تتم فيها حركة المجتمع فتقدمها وتأخرها يقاس بها تقدم وتأخر المجتمع. وزوعا حركة سياسية رئيسية وفاعلة في مجتمعنا، رغم فكرها النير وسياستها القومية الأصيلة إلا أن الإنسان يلعب دوراً كبيراً في فاعلية زوعا وفي تنوير سياستها وتوصيلها إلى أبناء أمتنا. إذن من هذا المنطلق يصبح الإنسان، وباللغة السياسية نقول الكادر الحزبي، يصبح مصدر الحركة بخطواتها الأمامية والخلفية... بخطواتها الإيجابية والسلبية... وبإنفتاحه وإنغلاقه... وبتواضعه وتعاليه... وبتفاهمه وتعنده... وبصفحه وحقده ...  وبتصالحه وإنعزاله... من هذا المنطلق نقول بأنه لا يمكن لأية حركة أو حزب أو تنظيم معبر عن المجتمع يحظى بالتقدم والسير إلى الأمام والتطور فيما إذا أعتمد أصحاب هذه التنظيمات والأحزاب على الجوانب السلبية لهذه الخطوات... إنغلاق وتعالي وتعند وحقد وإنعزال إلخ... وهي مصدر الشرور في دفع الإختلافات والخلافات البسيطة إلى إستمرارها وإرتقاءها إلى مستوي تناقضات وصراعات مدمرة ليس للتنظيم نفسه بل للمجتمع أيضا. من هنا نقول لم يبقى أمام قيادة زوعا وبكلا الطرفين في الداخل والخارج إلا أن يأخذوا ولو مرة واحدة ليسجلوا بذلك سابقة تاريخية في أمتنا من الصفح والتصالح وسائل في ردع الصدع القائم حالياً في زوعا خاصة بعد فشل تقريباً كل المحاولات "العلمانية" في هذا السياق ولم يبقى أمامنا إلا طرح محاولة أخرى مبنية على مزيداً من شلاما لزوعا لمد الأيادي للصفح والتصالح حباً بهذه الأمة المبتلية بعصر زمانها. بادرنا في موضوعنا السابق المعنون "وبينما تقبع الحركة الديموقراطية الآشورية على صفيح ساخن، نقول... شــلاما لزوعا" بدعوة لعقد مصالحة بين القيادة الحالية لزوعا وأعضاءها وكوادرها المتقدمة الخارجة عنها وعلى أسس "علمانية" سياسية قائمة على عقد إجتماع بينهما من دون شروط مسبقة تتم الدعوة والتنظيم من قبل بعض من المثقفين المحبين لزوعا والموثقين بهم من قبل كلا الجانبين... ولكن كما يقول المثل فاليد الواحدة لا تصفق، فأعضاء القيادة والكوادر المتقدمة والمنقطعة عن التنظيم وافقت من حيث المبدأ على الدعوة ولكن أعضاء القيادة الحالية للتنظيم رفضت الفكرة على أسس قائمة على ضرورة الإلتزام باالسياقات السياسية والتنظيمية للحركة التي ثبتها ونظمها النظام الداخلي لزوعا. ولكن إذا كانت مثل هذه الأسس مقبولة في الظروف الإعتيادية إلا أنه من المعروف، والقيادة الحالية لزوعا أدرى منًا جميعاً بأن مثل هذه الأسس، أي الإلتزام بالسياقات السياسية والتنظيمية للحزب تتنحى جنباً وتوضع على الرفوف العالية في الظروف الإستثنائية والحرجة كما هو الحال مع زوعا في الوقت الحاضر وتصبح مصلحة الحزب والجماعة التي تمثلها أسس الأساس في التعامل مع هذه الظروف غير الإعتيادية، ولا أحد إطلاقاً يستطيع أن ينكر بأن زوعا يمر بهذه الحالة الإستثنائية والصعبة غير الأعمى والمعادي لمصحلة زوعا نفسها. فالإعتراف بهذه الحالة الإستثنائية سيكون مدخلاً للقبول مبادئ الإنفتاح والتواضع والصفح والتصالح وإرجاع زوعا إلى سابق عهدها المعروف لدى أبناء أمتنا بنضالها وتفانيها ونكران الذات من أجل المصلحة العامة للأمة.

زوعا والإنتخابات البرلمانية لإقليم "كردستان" العراق:
==============================

خلال الأيام القليلة القادمة ستجري إنتخابات برلمانية لإقليم "كردستان" العراق وقد خصص كوتا متكونة من خمسة مقاعد لأبناء أمتنا يتنافس عليها ثلاث قوائم نزلت إلى الساحة كممثلة لأبناء أمتنا "الكلدانية السريانية الآشورية" وهي قائمة التجمع الكلداني السرياني الآشورية ممثلة لبعض الأحزاب والكيانات السياسية لأمتنا والمتحالفة تحت تسمية "تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية بعد أن شذت قيادة زوعا عنها وخرجت بقائمتها المعروفة بـ "قائمة الرافدين". أود هنا تذكير القارئ الكريم بما ذكرناه قبل سنة أو أكثر عند الحديث عن هذا التجمع والمفارقات أو الخلافات التي ستحدث بين الحزب الكبير(زوعا) وبقية الأحزاب الأخرى المؤتلفة تحت هذه التجمع عندما يأتي وقت تحديد وتوزيع الإمتيازات بين أعضاء التجمع وهو أمر مع الأسف الشديد يحدث اليوم. إضافة إلى هاتين القائمتين نزلت إلى الساحة أيضا قائمة "أبناء النهرين" ألتي شكلها القياديون والكوادر المنقطعة عن تنظيم زوعا. وهنا ملاحظتين مهمتين يستوجب ذكرهما. الأولى: أن هذه القوائم الثلاث مرتبطة بشكل أو بآخر ببعضها سواء من حيث إستمرار أصحاب قائمة أبناء النهرين إرتباطهم بزوعا فكريا وعدم إنفصالهم عنها أو فصلهم بقرار من قبل القيادة الحالية أو من حيث إستمرار زوعا، ولو شكلياً، عضويته في التجمع. أما الملاحظة الثانية وهي الأهم، فمن الملاحظ بأن هذه القوائم الثلاث تتبنى في عملها السياسي والقومي التسمية الجامعة الوحدوية "الكلدانية السريانية الآشورية" وإختفاء أصحاب التسميات المنفردة، ولا نقول الإنفصالية، سواء الكلدانية منها أو السريانية أو الآشورية من الساحة السياسية وتبرير عدم خوضها لهذه الإنتخابات أو غيرها بتبريرات لا يقبلها المنطق إطلاقاً. وهذا أمر جميل جداً حيث يعكس مدى إهتمام أبناء أمتنا بمسألة جمع جميع التسميات التاريخية والحضارية لأمتنا في جبهة واحدة من أجل نيل حقوقها المشروعة في الوطن. وأكتفي بهذا القدر فالقارئ اللبيب تكفيه كلمات قليلة لفهم هذه الحقيقة الواقعية أما الأخرق فلا تكفيه مجلدات طويلة لفهم واقع أمتنا الحالي.
 
لقد سبق وأن أكدنا وفي مناسبات عديدة عدم حصر أو إحتكار الكراسي البرلمانية والحكومية لأعضاء قياديين في أحزابنا السياسية وفي نفس الوقت أكدنا على ضرورة ذهاب أبناء أمتنا إلى صناديق الإقتراع ليس حباً أو تثميناً لهذا القيادي المرشح أو الآخر وإنما أثباتاً للآخرين بوجودنا ومن حقنا في ممارسة حقوقنا السياسية في أرض الوطن ولكن " لمن تتلو مزاميرك يا أبرم شبيرا" فترشيح قيادي أحزابنا وفوزهم المؤكد لكرسي في البرلمان سائر على قدم وساق و "طوز" في مثل هذه الدعوات لأن حلاوة الكرسي أكثر بكثير من تقديم أي تنازل أو أبداء نكران الذات من أجل مصلحة الأمة. على العموم فاليوم يستمر اللهوث وراء الكراسي البرلمانية لإقليم "كردستان" ومن حق هذه القوائم الثلاث أن تطمح أو تحلم بأن تفوز إن لم يكن بجميع المقاعد الخمسة فعلى الأقل الفوز بأكثريتها. ومن الملاحظ بأن هناك نوع من الحساسية المفرطة بين هذه القوائم الثلاث خارجة عن الإطار التنافسي الإعتيادي المعروف في هذا السياق سببها قد يكون شذوذ زوعا عن سياسة التجمع أو خروج القياديين التاركين لتنظيم زوعا بقائمة مستقلة عنها ومنافسة لقائمتها "قائمة الرافدين". لا بل والأكثر من هذا تكتسب هذه الإنتخابات خاصة بالنسبة لزوعا وبكلا جناحيها أهمية قصوى والفوز بجميع أوبأكثرية المقاعد يشكل أمراً حاسماً ومهماً لأن الفوز سوف يثبت مدى شعبية كل جناح منهما حينذاك سنكون أمام صورة أوضح أكثر مما هو عليه قبل الإنتخابات. والأهمية القصوى للفوز بهذه المقاعد وتقرير شعبية القيادة الحالية لزوعا جعلتها أن تستضيف أكبر وأشهر فنانين في مجتمعنا وهما آشور بيت سركيس وعمانؤيل بيت يونان للقيام بحفلات غنائية دعما لقائمة الرافدين، وهو أمر يحدث لأول مرة فلم يحدث خلال الإنتخابات السابقة المركزية والأقليمية وهذا يعكس مدى خشية القيادة الحالية من نتائج هذه الإنتخابات.

على العموم، فالوقائع الحالية تشير وتؤكد بأن أي من هذه القوائم الثلاث يستحيل عليها الفوز بجميع المقاعد في برلمان الإقليم بل ستنال كل قائمة مقعد واحد أو أكثر. وإن حدث هذا فأنه سيشكل حالة مهمة جداً ووضعاً حاسماًً يضع الفائزين أمام مسؤولية تاريخية يحاسبهم أبناء أمتنا عند فشلهم في تحملها. فمن الضروري جداً على الفائزين عدم نقل الحساسية والجفاء والإزدراء القائمة بينهم إلى قبة البرلمان بل عليهم واجب قومي مقدس يقوم على ضرورة التنسيق والتعاون والألفة والمحبة بينهم وهم جالسون جنباً إلى جنب يمثلون أبناء هذه الأمة الذين أنتخبوهم وإلا سيصبحون أضحوكة للآخرين وسيساقون إلى محكمة ضمير  الأمة للمحاسبة والمعاقبة الضميرية. لا بل أن مثل هذا الوضع سوف يفتح الأفاق واسعة لتتصافح أيديهم خاصة بين الأعضاء الفائزين من قائمة الرافدين وزملائهم من قائمة أبناء النهرين لتكون مثل هذه المصافحة طريقاً للصفح والتصالح وفتح المجال لوضع خارطة طريق نحو مؤتمر عام يشارك فيها الجميع تلتحم لحمة زوعا فيه لتنطلق من جديد نحو آفاق جديدة وواسعة تبهر بها قلوب أبناء أمتنا، وأنا واحد منهم.
 كان قول ربنا يسوع المسيح له المجد عظيماً عندما قال:
"طوبى لصانعي السلام، فإنهم سيدعون أبناء الله" (متي: 9 : 5)

 



غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الكاتب ابرم شبيرا
الاخوة من كلا طرفي قيادة زوعا
الاخوة القراء والمهتمين

شكرا لحرصك والنظرة المتسامية التي تخطاب فيها كلا القيادتين، وما قلته اراه صحيحا تماما. يظن البعض حينما يعمل في الحقل القومي ، ان ما  يقوم به او يقرره او يؤمن به امر يعود له فقط  بصورة مطلقة. ان هؤلاء لا يعوا ان هذه الطريقة من التفكير فيها شيء من القصور والضحالة، فكل شخص يعمل في الكنيسة كاكليروس او في المجال القومي او في مجال النشاط الثقافي او في المؤسسات المدنية،  يجب ان يتذكر القضية التي يعمل فيها ليست قضيته فقط، فهو ليس حرا  كما يظن !!، هناك الاف بل الملايين يحترقون في الداخل لحصول شيء وربما يكون هذا الشخص او هذا الحزب الباديء بالخطوة الاولى او حامل لواء هذه القضية، لكن القضية ليست قضيته لوحده بصورة مطلقة.

 رغم بعدي القريب من زوعا وتقاطعي في كثير من الاحيان مع قراراتهم ، لكن اشعر بحزن حينما ارى ما يحدث في زوعا. المطلوب اليوم  من جميع اعضاء الحركة من المستقلين والعاملين فيها التفكير  بالعقلانية والتجرد من المصالح  الشخصية لان القضية ليست قضيتهم فقط،  لانهم هم جزء من الكل ولكنهم ربما كانوا  او يكونوا الجزء الاهم من خلال دورهم او موقعهم.

انا اؤيد دعوة الاخ شبيرا من تشكيل لجنة مشتركة من ثلاثة اطراف، ثلاثة اعضاء الحركة الحالية، وثلاثة من المعارضة ( على ان تشمل جميع الذين خرجوا من زوعا من الثمانينات الذين يرغبون بالعودة) ، واربعة من المستقلين المعروفين بنزاهتهم واخلاصه وفكرهم الشمولي الناضج لقضية ابناء شعبنا بكافة تسمياتها.

املنا ان يحس  المعنيين من قيادة زوعا الحالية قبل غيرهم (لانهم اصحاب القضية  لهم الامكانية لصناعة التاريخ من خلال قرارهم) على الخطورة التي هم مارون فيها قبل ان تاتي الايام  الاتعس يندم  فيها كل واحد مرة اخرى على ما حصل من الكوارث كما حصل في زمن اغا بطرس وسميل .
 

غير متصل برديصان

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1165
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
     توضيح بعقل راجح من قبل احد ابناء شعبنا وان كان لاينتمي تنظيميا الى زوعا لكنه يشعر بامانه تاريخيه كمثقف ان يدلو بمكايراه صحيحا واننا نؤيد طرح الاستاذ شبيرا ورد الاستاذ يوحنا   تحياتي    بغداد

غير متصل جوني يونادم عوديشو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 67
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد ابرم شبيرا المحترم
مقالك يحتاج 4 فناجين من القهوة أو أكثر في حالة قرأته للنهاية .
ولكن لدي سؤال
هل ستستجيب القيادة الحالية لطلبكم وطلبات الجماهير  أم ستستمر بنفس النهج .
وأنا بدوري أحيي أبناء النهرين على تواضعهم  وقبولهم بالمبادرة الأولى واتصور تم تشخيص الخلل الان .ولكن قد تتصور القيادة الحالية بان الموضوع فقط انتخابات إقليم وأنا أقول لا والأيام ستكشف ذلك .
واقترح على السيد ابرم شبيرا المحترم في المقال القادم ان يضيف كلمة مزيدا إضافية :
مزيدا مزيدا مزيدا من شلاما الى زوعا (عسى أن  تستجيب القيادة الحالية) .
وتقبل خالص تحياتي
جوني يونادم عوديشو

غير متصل اكد زادوق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
  • الجنس: ذكر
  • التأريخ يكتبه المنتصرون
    • مشاهدة الملف الشخصي
دروس وعبر من الإنجيل المقدس
اتمنى لو يرجع كل سياسيينا الى المرجع الوحيد والحق (الكتاب المقدس) الذي ينادي بالمحبة والتسامح والتواضع .
اصل كل شر هو الكبرياء والغرور وعدم الاعتراف بالاخطاء ( الكل قد زاغوا معا فسدوا, ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد ) مزمور14؛ 3
اساس كل عمل يجب ان يكون بالمحبة .(4" المحبة تتانى وترفق. المحبة لا تحسد, المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ,5" ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تظن السوء.6" ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق.7" وتحتمل كل شيئ وتصدق كل شيئ وترجوا كل شيئ.8 " المحبة لا تسقط ابدا......)كورنثس الاولى13: 5-8
فاين نحن من كل هذا ؟ ليهدي الله الجميع الى سبيل مستقيم وليفتح لنا قلوبنا وعيوننا ونساله ان يرحمنا قبل فوات الاوان وضياع الفرصة حيث البكاء وصرير الاسنان لا ينفع........ ودمتم
اكد زادق ججو

غير متصل م.نينوى للتكافل الاجتماعي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 72
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 شكرا على مقالك الرائع حيث عالجت فيه جوهر المشكلة القومية (الابتعاد عن الايمان ) والتي بسببها تنتج كل الشرور 
  والظلام والعبودية لكون الايمان قوة واللايمان ضعف ومن الضعف تتكون الثغرات التي يدخل منها العدو ويخرب البنيان المرصوص وتذهب
  كل التضحيات سدى ...
                                 

                                                                                          عوديشو بوداخ