د.حبيب تومي والاخوة المتداخلون سلام ومحبة للجميع:-
اعتقد ان السيد المسيح نفسه اراد ان يفصل السياسة عن الايمان والدين بمقولته المشهورة , والتاريخ يشهد منذ بزوغ المسيحية ولحد لحظتنا هذه ان كل تدخل للكنيسة في امور العالم والسياسة كانت مصاحبة لها كوارث وفواجع كثيرة ,فالعالم المادي بكل تفاصيله الدقيقة يختلف كليا واجمالا عن العالم الروحي الغير مرئي الفوق الطبيعي والفوق عقلي, ما الذي يجمع بينهما ؟؟ سؤال يطرح نفسه؟
عالمنا مليئ بالمصالح والتحزبات واختلاف الاراء والافكار مليئ بالانقسامات والتشرذم عالم من المتناقضات امس ليس كاليوم واليوم لن يكون كغدا وهكذا (حجي الليل يمحيه النهار)كما يقول المثل الدارج .
ارى ان كل محاولة لربط مؤسساتنا الكنسية او حتى الكنيسة والاكليروس ذاتهم بمصالحنا وحروبنا وتحزبانتا السياسية المتقلقلة والمتذبذبة سوف تجر كنيستنا الى دهاليز مظلمة وسوف يخفت بريق لمعانها المستمد من نور وجه المسيح الذي وضع لنا الاساس الصلب حينما فرق واكد ان الدين لله والسياسة للعلمانيين كل يجب ان يعطى حقه ولاكن لا يجب ان يخلط بين الحقوق البشرية المدنية التي تتعارض مجملها مع مطاليب الله وقوانينه التي لا يمكن ان تتغير كما قال بولص الرسول في احد رسائله(المسيح هو هو ,امس واليوم والى الابد).
اتمنى ان يكون دور الكنيسة فقط في نشر مبادئ وتعاليم السيد المسيح الحقة وان تقاوم قوى الظلام والشر وتدافع عن الحق الكتابي ضد البدع والهرطقات وان تنشر رسالة انجيل المحبة الى كل العالم وان تبنى ملكوت الله وهذا هو دورها الاساس بالاضافة الى الارشاد والتعليم والنصح والتوبيخ والتقويم واصلاح امور الناس الروحية اولا ومن ثم الانسانية. اما احزابنا السياسية كافة ان كانت تريد الخير لنفسها اولا ولمن تدعي انها تمثلهم عليهم اولا ان يضعوا المسيح نصب اعينهم قبل ان يعملوا اي شيئ وقبل ان يدين كل منا الاخر علينا ان نقيم ذواتنا وانفسنا لان الديان واقف على الباب الا وهو شخص المسيح نفسه.
وشكرا لكم مجددا وليبارك الله في الجميع لما هو خير لشعبنا ولوجودنا على ارض الاباء والاجداد.