الأخ هنري سركيس
تحية طيبة وشكرا على هذا النداء الضروري ولكن لدي ملاحظات قليلة إنما هامة، على ما تفضلت بطرحه.
أولا: لقد أثبت العقد الأخير بأنه ليس لدينا "أحزاب" بمعنى الكلمة كون الحزب هو مؤسسة عقائدية ولكي يكون آشوريا عليه أن يتبنى عقيدة "آشورية" توضح آلية العمل من أجل القضية الآشورية في سبيل الحفاظ على أهم مقوّمات الوجود القومي الآشوري، أي الهوية والأرض، وهذا "ممنوع" في كافة كافة المؤسسات السياسية الآشورية سواء تلك التي تنتحل الإسم الآشوري أو تلك التي تعمل تحت التسميات الطائفية. وأنا أتحدّى أي "سياسي مخضرم" أن يذكر ما هي العقيدة الآشورية في حـُــزَيبه.
ثانيا : لقد أثبت العقد الأخير بأن هذه الحــُـزيبات تعيش على بساطة المهجر الكسول الذي يحاول أن يقنع نفسه بأنه يضحّي بشيء من أجل بني قومه، وذلك بالمشاركة في الإنتخابات أو بإرسال الأموال الطائلة إلى النماذج التي أتيت على ذكرها.
في هذه الحال، العملية القيصرية يجب أن تكون فصل المهجر الآشوري عن الحــُـزيبات وذلك بدعم "الشعب" الآشوري تحت الإحتلال بعدّة وسائل ومنها أن يتحوّل المهجر إلى قوة ضغط على سلطات الإحتلال الكردو-إسلامي (العراقي اليوم) عن طريق النشاط في إبراز المسألة الآشورية كمشكلة جدية بين المشاكل في العراق وعدم الإكتفاء بالنحيب والبكاء.
كما على الحــُـزيبات الآشورية، طالما أنها تدّعي بالعجز في طرح القضية الآشورية، التوقف عن بث انهزاميتها في المهجر وذلك بالسكوت المطبق حين يتكلم المهجر، أو على آشوريي المهجر مقاطعتها نهائيا.
ولتحقيق ذلك لا بدّ من تأسيس منظمة آشورية عالمية "غير واقعية" كون قضايا الشعوب لا تأخذ الواقع بعين الإعتبار، بل الحقيقة التي هي الفيصل في تحديد متطلبات استمرارية الوجود القومي الآشوري، والحقيقة هي أن أرضنا آشور وهي محتلة، وهويتنا آشورية وهي مصادرة من بعض الجياع الذين نسميهم "ساسة شعبنا"، ويجب أن نعمل انطلاقا من هذا المفهوم.
آشور كيواركيس - بيروت