المحرر موضوع: عملنا القومي بين المفهوم والممارسة  (زيارة 1389 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henry sarkees

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
    • مشاهدة الملف الشخصي
عملنا القومي بين المفهوم والممارسة

تمر على قضيتنا القومية خلال هذه المرحلة، حالة من الخمول والجمود الفكري  والسياسي،  بعد إن جعلتها الظروف الاستثنائية المحيطة بها ، معزولة بعض الشيء عن واقعها وممارساتها المختلفة. هذه الحالة وهذا الوضع المتردي والجامد تجسد قدرا من الحضور السياسي والجماهيري. وأتحدث عن هذه الحالة، التي انعكست سلبا على خارطة العمل الحزبي والوجود القومي.. أن أزمتنا في العمل السياسي داخل بيتنا القومي، واضحة بصورة لا تحتاج إلى برهان، فإذا كابرت بعض القيادات السياسية، في عدم الاعتراف بهشاشته، فإنها تتعامى عن واقع يتحرك بها نحو مآلات خارجية عن إمكانيات التحكم والسيطرة عليها ألان أو في المستقبل. ومن هذا تتجلى أزمتنا في العمل السياسي وفي الخطاب القومي،  بفقدان المرتكزات الواقعية والأطر، لذلك ينحصر مضمونه في بعد واحد ووحيد هو الصراعات والتناحرات والسباق على المناصب، بعيدا عن الانفتاح على الرأي  وتقبل الآخر، وبالتالي محتاج الى مضمون واقعي ونسق فكري ينمي الوعي السياسي والقومي، ويبلور اتجاهاته ومواقفه ويحدد حركته بالتنظيم والتخطيط. وبالرغم من قرائتنا للمشهد السياسي الحاضر، اعتقد بان ليس بمقدور أحزابنا القومية،التكاتف ورص الصفوف و توحيد الخطاب بشكل المطلوب  ، الذي يعبر عن واقعنا المزري ويجسد تطلعات شعبنا بحيث يكون في صدوره اليهم منبثقا منهم، ومحركا لوعيهم بالإحداث التي تمر على امتنا ومواقفهم منها بايجابية تحشدهم في النشاط السياسي  المنظم وبرامجه العملية على الصعيد القومي،  لبيان وجه من تجليات أزمات العمل السياسي، ولأضيف أليها التساؤل عن حجم نشاطنا الحزبي، في مجال تنمية قدرات الأعضاء وتطوير مهاراتهم النظرية والعملية في مجال الاهتمام بحقوق في النقد والنقد الذاتي والحريات وتنمية الديمقراطية فيهم. إذا لم تنظم قوانا السياسية  بنيتها، ولم تبن قدراتها العملية وتعزز هذه القدرات بالتدريب والخبرة، فكيف بمقدورها ان تعمل على تنفيذ برامجها وتحقيق أهدافها المستقبلية؟، بل كيف لها أن تخطط برامج العمل وتدير آليات التنفيذ بكفاءة واقتدار. وتبقى أزمات التجدد والفاعلية والنماء والتأثير مفتوحة على التأمل والتساؤل، من منطلق الإيمان بأهمية العمل السياسي المنظم والمبرمج لمواجهة أزمات الواقع والتفاعل الايجابي مع معطياتها، والاستجابة القادرة على الفعل والتأثير للتحديات المختلفة ومتطلبات التنمية والتطوير. ثم نعتمد على هذا القول تفسيرا معقولا ومقبولا لأزمات العمل السياسي لنرتب على ضوء ذلك سؤالا بهذه الصيغة اذا كان ذلك هو الواقع الحاضن لوجودنا القومي، فما هي المداخل المتاحة لتغييره وتوفير بيئة ملائمة لازدهار خارطة تقدمنا وامتلاك مقومات القدرة على الفعل والتأثير؟؟.. تكمن أهمية هذا السؤال في أهمية جوابه بيان المعادلة الرابطة بين فاعلية العمل السياسي وانجاز مهام الإصلاح والتغيير التي لن تتحقق , وتحقق أهدافها بغير إرادة  قوية وقادرة على إنتاج تأثير سياسي وفكر قومي ناضج ومؤثرة في الواقع، والفعل القادر على التحكم بواقعنا والسيطرة على ذاتنا. إذا يتحدد علينا جميعا الدخول إلى حل أزمات واقعنا الذي نحن نتراوح فيه، ومشكلاته الكبيرة والصغيرة بتجاوز معضلة العمل السياسي المتدني، أي بإصلاح أداة العمل المعطلة في برامجنا ونحدد الخلل من اجل تنفيذ الإصلاح الجزئي او التغيير السياسي الشامل والمتكامل، فأيا كان صدق المضمون لبرامج العمل، وأيا كان صوابها الواقعي نظريا وعلميا، فأنه نفاذها في الواقع ونجاحها في تغييره مرهون كليا لأداة العمل المجسد للقدرة والكفاءة في تنفيذ الآليات والانجازات، وهذه الأداة هي  بيد الساسة ومنها يبدأ التغيير والحل.. تحتاج أحزابنا القومية إلى مراجعة النفس، والاعتراف بالأخطاء التي وقعت فيها بالماضي ولا زالت، وعليه لابد بان تحاول بكل جدية وتفكير بمعالجة تلك المعوقات والأخطاء وتجاوزها بكل حيوية وفاعلية وجودا ودورا. بعد أن أصبح وعي أبناء شعبنا لا يستجيب لمثل هذه الخطابات السياسية المفرغة من إي مضمون فكري ودلالات واقعية، وبالتالي لن يتحرك خلف أدوات لا وجود لها على الواقع الآني.. وعلينا ان نعترف بان عملية التغيير والتجديد لا تتحقق بالأماني والرغبات والأحلام الوردية. ذلك ندعو الجميع وخاصة قوانا السياسية إلى التفكير بما هي عليه من جمود وشلل ومن عجز، لتدرك أنها الأولى بالإصلاح وبالإنقاذ  ما يمكن انقاذه وعلى ضوء ما  تحدثنا فان عملنا السياسي بحاجة إلى عملية قيصرية  جديدة, لبلورة إطار تفكيرنا وقدراتنا الذاتية على تجاوز جميع الإشكاليات والتعقيدات. ومن هذا المنطلق نقول على الساسة لابد أن تتعاملوا بشفافية بعيدا عن المصالح الشخصية والمحسوبية والعشائرية، وأيضا التعامل بروح الديمقراطية مع الاخرين من ابناء شعبكم،وان كانوا خصوما، واحترام الجميع حتى من كانوا ينتهجون منهجا معاكسا لكم ، وعدم احتقارالاقلية المتواضعة وان كانت تمارس معكم فن الاختلاف والاتفاق والاندماج، وايضا احترام الراي والراي الاخر، واخضاع جميع المواضيع التي تخص قضيتنا القومية للنقاش وعدم اضطهاد اصحاب المواقف، وممارسة أسلوب الديمقراطي في النقد والنقد الذاتي المنصف.. لقد بدأ وضحا وجليا للجميع بان التحالف والتقارب الجاري بين أحزبنا القومية منذ فترة ليس بقليلة، لم يكن في الأصل عن اقتناع  في الأفكار ووجهات النظر والاهداف، بل هو نابع فقط من مصلحة سياسية آنية وضيقة الأفق اقتضت التجاذب والتقارب الصوري والخبري فقط  لإرضاء جماهير شعبنا لا أكثر.. والسلام

هنري سركيس


غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الأخ هنري سركيس

تحية طيبة وشكرا على هذا النداء الضروري ولكن لدي ملاحظات قليلة إنما هامة، على ما تفضلت بطرحه.

أولا: لقد أثبت العقد الأخير بأنه ليس لدينا "أحزاب" بمعنى الكلمة كون الحزب هو مؤسسة عقائدية ولكي يكون آشوريا عليه أن يتبنى عقيدة "آشورية" توضح آلية العمل من أجل القضية الآشورية في سبيل الحفاظ على أهم مقوّمات الوجود القومي الآشوري، أي الهوية والأرض، وهذا "ممنوع" في كافة كافة المؤسسات السياسية الآشورية سواء تلك التي تنتحل الإسم الآشوري أو تلك التي تعمل تحت التسميات الطائفية. وأنا أتحدّى أي "سياسي مخضرم" أن يذكر ما هي العقيدة الآشورية في حـُــزَيبه.

ثانيا : لقد أثبت العقد الأخير بأن هذه الحــُـزيبات تعيش على بساطة المهجر الكسول الذي يحاول أن يقنع نفسه بأنه يضحّي بشيء من أجل بني قومه، وذلك بالمشاركة في الإنتخابات أو بإرسال الأموال الطائلة إلى النماذج التي أتيت على ذكرها.

في هذه الحال، العملية القيصرية يجب أن تكون فصل المهجر الآشوري عن الحــُـزيبات وذلك بدعم "الشعب" الآشوري تحت الإحتلال بعدّة وسائل ومنها أن يتحوّل المهجر إلى قوة ضغط على سلطات الإحتلال الكردو-إسلامي (العراقي اليوم) عن طريق النشاط في إبراز المسألة الآشورية كمشكلة جدية بين المشاكل في العراق وعدم الإكتفاء بالنحيب والبكاء.

كما على الحــُـزيبات الآشورية، طالما أنها تدّعي بالعجز في طرح القضية الآشورية، التوقف عن بث انهزاميتها في المهجر وذلك بالسكوت المطبق حين يتكلم المهجر، أو على آشوريي المهجر مقاطعتها نهائيا.

ولتحقيق ذلك لا بدّ من تأسيس منظمة آشورية عالمية "غير واقعية" كون قضايا الشعوب لا تأخذ الواقع بعين الإعتبار، بل الحقيقة التي هي الفيصل في تحديد متطلبات استمرارية الوجود القومي الآشوري، والحقيقة هي أن أرضنا آشور وهي محتلة، وهويتنا آشورية وهي مصادرة من بعض الجياع الذين نسميهم "ساسة شعبنا"، ويجب أن نعمل انطلاقا من هذا المفهوم.
آشور كيواركيس - بيروت

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ العزيز هنري سركيس المحترم ... تقبل تحياتنا
أهلا ومرحباً بك في موقع عينكاوه كمشارك له مستقبلاً  مشرقاً في مجال الفكر والتحليل السياسي ، حقيقة فغن مقالكم ممتاز في مضمونه وصياغته وأتمنى لكم التوفيق في تقديم المزيد من الكتابات في القضايا الفكرية والسياسية ، وكانت مداخلة مفكرنا الرائع والشجاع الأخ آشور كيوركيس في الصميم نرجو أن تكون قد أغنت مقالكم وشكراً لكم وللأخ آشور .
   


                         تقبل تحياتي : أخوكم خوشابا سولاقا

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ العزيز آشور  كوركيس المحترم
الأخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية قومية
أشكركم من صميم قلبي على مروركم الكريم  وتقييمكم للمقال ، ملاحظاتكم ومداخلاتكم  وأرائكم وسام شرف لي أعلقه على صدري وافتخر به، لأني سوف أخذها بنظر الاعتبار. وأتمنى لكما المزيد  من الصحة ودمتم سالمين برعاية الرب.. وتقبلوا مني فائق احترامي
أخوكم
هنري سركيس
abuorneena

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ هنري سركيس المحترم

احيك على هذا التحليل المنطقي والرؤية الواقعية لما تتطلبه طبيعة العمل السياسي المشترك لاحزابنا السياسية العاملة في الوطن وللفت انظار ابناء شعبنا في الوطن والمهجر لما آلت اليه ضعف وكساد وتشرنق آلية التعامل والتفاعل والتنسيق بين احزاب امتنا والذي كانت احوج ما تكون عليه في هذه المرحلة وتحت هكذا ظروف ، لتكون امتنا كتلة متراصة وقوية وواضحة في الطرح والاداء فيما يخص حقوق امتنا القومية المشروعة وتثبيتها في دستوري الدولة والاقليم ، ولا سيما التعامل مع الاحزاب الاخرى وأن كان ظرورياً بحسب المفهوم الوطني، لكنه ليس صحياً ولا يخدم امتنا في حالة ضعف خطابها القومي الموحد وهشاشة وحدة صفوفها ، وعليه تتطلب المصلحة القومية بل تتحتم لايجاد صيغة عمل جديدة للتعامل الجدي والبناء وتنسيق متكامل وفعال بين احزابنا السياسية العاملة في الوطن وأن كان بمفهوم الحزب القائد لمن يدعي الشمولية ولكن ليس باسلوب الحزب الواحد اطلاقاً وبمفهوم التهميش والاقصاء بل كما تفضلتم بتفاعل وتكامل الاراء وقبول الاخر (وهذا رأي الشخصي ايضاً كاحد ابناء هذه الامة من المستقلين) ،وان تكون مساندة المهجر ضغطاً للاتجاه التضامني وتنسيق المواقف وتوحيد الخطاب القومي المؤثر على الساحة العراقية وليس بدافع المشاعر المجردة، لكي لا نصل الى اليوم الذي نرفع فيه  ( اخرجو منها يا شعبي ) شعاراً لا قدر الله .شكراً لمقالك القيم هذا وانت تكرر نشرة بحلتك واطلالتك الجديدة وتقبل تحياتي. 

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ العزيز ايشو شليمون المحترم
تحية طيبة وبعد
في البداية أقدم شكري وامتناني الخالص لكم وعلى مروركم الكريم واغنائكم القيم بما تفضلتم به.
وتقبل مني كل الود والاحترام
اخوكم هنري سركيس
abuorneena