الأستاذ فاروق كيوركيستحياتي
لا أذكر الإمبراطورية الميدية هنا التي أسقطت الإمبراطورية الآشورية للإستدلال على الوجود الكوردي في العراق الحالي منذ زمن سحيق من الزمن، بل أذكر دولة أو إمارة أردلان الحديثة. تأسست إمارة أردلان الكوردية قبل نشوء الدولة العثمانية بمائة و ثلاثين (130) عاماً. قامت هذه الإمارة (345) سنة قبل معركة جالديران التي أنت تذكرها كتأريخ لبداية مجئ الكورد الى العراق. إليك و للقراء الأعزاء الآخرين نبذة عن هذه الإمارة.
دولة أردلان (1169 – 1867م)دولة أردلان الكوردية إمتدت من أصفهان الى كركوك، حيث حكموا هذه الإمارة لمدة 698 عاماً التي كانت قائمة من سنة 1169 الى سنة 1867م، إلا أن الأمير شرفخاني بدليسي يذكر في كتابه "شرفنامه" الذي كتبه في سنة 1005 هجرية، أي قبل 428 سنة، بأن دولة أردلان تم تأسيسها في زمن الساسانيين، أي قبل ظهور الإسلام و أنها إستمرت الى سنة 1284 هجرية. (باوه أردلان) أسس هذه الإمارة و لذلك سُمّيت هذه الإمارة بإسمه.
كانت دولة أردلان تضم أصفهان وهمدان وكرماشان وهورامان وشارزور وأربيل وراوندوز وكركوك والموصل وكفري وخانقين ومندلي وتكريت وأجزاء من محافظة الكوت. خضعت إمارة العمادية التي كانت تضم عقرة والدير ودهوك وزاخو، لحكم الأردلانيين لمدة 200 عاماً الذي إستمر من القرن الثاني عشر الى القرن الرابع عشر الميلادي (1200-1300م). تأسست هذه الدولة في شارزور الواقعة في محافظة السليمانية و ثم إنتقل مركز حكم الدولة الأردلانية الى مدينة "سنه"، حيث إتخذ الأردلانيون هذه المدينة عاصمة لهم. قامت هذه الدولة الكوردية بسك النقود الخاصة بها. يذكر "لونكريك" بأن "أردلان أفضل إمارة ظهرت في المنطقة من حيث الحضارة أو الحكم الملكي قبل الإحتلال العثماني للمنطقة" و حتى أنه يصفها بالإمبراطورية الأردلانية أكثر من مرة (ستيفن هيمسلي لونكريك، 1968م، أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث، كتاب يبحث عن تأريخ العراق في العصور المظلمة. ترجمة جعفر الخياط، الطبعة الرابعة، بغداد). القاجاريون بقيادة ناصر الدين شاه (1848 - 1896) أسقطوا الدولة الأردلانية في عام 1867.
تذكر بأن الاشوريين كانوا يشكلون الاغلبية السكانية للمنطقة الشمالية ولغاية احصاء 1957. هنا أستند الى إحصائية 1947 للسكان التي هي أقدم من إحصائية عام 1957 التي تشير الى أن نفوس الكورد السُنة كانت 18,4% من نفوس العراق و الكورد الشيعة 0,6% و الإيزيديون و الشبك 0,8 الذين هم من الكورد أي كانت نسبة الكورد في العراق 19,8% في عام 1947، بينما كانت نفوس المسيحيين (الكلدان و الآشوريون و الأرمن) 3,1% من سكان العراق (يُرجى الإطلاع على الرابط أدناه لمعرفة تفاصيل إحصاءات النفوس الجارية في العراق).
http://www.mesopot.com/default/index.php?option=com_content&view=article&id=242&limitstart=12تقبلوا خالص تحياتي
الأستاذ الفاضل shawkat Tosaتحياتي لكم
في الحقيقة أنا مهتم بالتأريخ الكوردي و اللغة الكوردية و القضية الكوردستانية، إلا أن ما دفعني الى كتابة هذه الدراسة عن تأريخ الكورد و الآشوريين و العلاقة بينهم، هو المناقشات الكثيرة التي جرت على منبر منتديات عنكاوه حول التأريخ الكوردي و اللغة الكوردية و كذلك بدأتُ بكتابة هذه الدراسة لأن البعض من الآشوريين يدّعون بأن كوردستان هي الأرض التأريخية للآشوريين. لذلك إلتجأتُ الى المصادر التأريخية الموثوقة لإلقاء الضوء على هذا الموضوع. يجب أن لا ننسى بأن تأريخ المنطقة متشابك و مرتبط مع البعض و يضطر المؤرخ في كثير من الأحيان التطرق الى تأريخ شعوب أخرى لعلاقته بتأريخ الشعب المعني.
تقبلوا فائق إحتراماتي و تقديري.
الأستاذ LUCIANشكراً لتعقيبك و إهتمامك بالموضوع.
عنوان الدراسة هو "نبذة تأريخية عن الكورد والآشوريين و العلاقة بينهم" أي أنها تتناول تأريخ الكورد و تأريخ الآشوريين و العلاقة بينهم. القسم الأول من الدراسة هو عن تأريخ الكورد ما قبل التأريخ. لو كانت الدراسة تتضمن هذه المقالة لوحدها لَكان عنوانها خطأ، إلا أنها مؤلفة من 8 أقسام التي تغطي جميع المواضيع التي جاءت في العنوان.
هذه الدراسة ليست تلك الدراسة التي ذكرتُ في حينها بأنني سأنشرها في مجلة علمية مختصة. تلك الدراسة هي حول السومريين و أن مسودة تلك الدراسة جاهزة، سأقوم بكتابتها و نشرها بعد الإنتهاء من هذه المقالات المتعلقة بتأريخ الآشوريين و الكورد و المقالات القليلة المتبقية من (تركيا الى أين؟)
لا يمكن الإنكار بأن العولمة وثورة الاتصالات و المعلومات سهلّت بشكل كبير في إجراء الدراسات و ساهمت في سرعة إجرائها و إنجازها، حيث قبل إكتشاف الإنترنت، كان الباحث العلمي يقضي حوالي ستة أشهر من وقته في المكتبات للعثور على المصادر التي كان يحتاجه لبحثه، بينما الآن يستغرق ذلك أقل من نصف ساعة، حيث أن الجامعات لها إشتراك في المجلات العلمية العالمية الإلكترونية التي يستطيع الباحث الإطلاع عليها، مثلاً للحصول على المصادر التي تحتاجه دراستي الراهنة، يمكن كتابة مفاتيح الكلمات الدالة على الدراسة و في هذه الحالة مفاتيح الكلمات هي: (تأريخ، آشوريون، كورد، علاقة) للحصول على المصادر المطلوبة. بالإضافة الى تأثير زوال الدكتاتورية في العراق و التغييرات الجارية في كل من تركيا و سورية على كتابة التأريخ الكوردي.
بالنسبة الى كتابتي عبارة "كوردستان المحتلة"، يجب أن نعرف الفرق بين الكتابة العلمية و الصحافية. أنا أنشر هذه الدراسة في منتديات عنكاوة و ليست في مجلة علمية، حيث أن كلاً من الصحافة و العلم له لغته الخاصة و أسلوبه في الكتابة. طبعاً سأقوم بتنقيح الدراسة و كتابته تبعاً لتعليمات النشر في المجلة العلمية التي سأبعثها إليها.
صحيح أن كوردستان لم تكن دولة، و لكن هذا لا يعني بأن كوردستان غير محتلة. تكون كوردستان غير محتلة عندما يستطيع شعب كوردستان تقرير مصيره بنفسه. هنا أتساءل هل كان العراق دولة قبل الحرب العالمية الأولى أو أنه كان عبارة عن ثلاث ولايات عثمانية و هكذا جنوب السودان و بنغلادش و باكستان و برتغال و كوسوفو و غيرها لم تكن دول في السابق و الآن كلها دول مستقلة. إن القول بأنه لا يحق لشعب ما تأسيس دولة مستقلة لأنه لم يكن يملك دولة في السابق، هو كلام الأتراك و الفرس و العرب العنصريين.
أسماء كوردستان كانت مختلفة بإختلاف الأقوام و الشعوب التي كانت تطلق أسماءها على كوردستان. هذه الأسماء مأخوذة من آثار تلك الأقوام و تمت ترجمتها و تحليلها من قِبل علماء الآثار و المؤرخين. ذكرتُ بأن أول من أطلق إسم "كوردستان" على موطن الكورد هو السلطان السلجوقى سنجر و ذلك فى أواسط القرن السادس للهجرة (القرن الثاني عشر الميلادي) أي قبل أكثر من 800 سنة، بينما الأسماء السومرية و الآشورية و البابلية و غيرها لم تكن "كوردستان" بل أسماء أخرى مثل (كوردا قوتيوم) أو (كورتي) أو (قاردو) و غيرها.
الدكتور زهدي هو بروفيسور مختص بالتأريخ. المؤرخون لا يكتبون كيفما يشاء، حيث أن أبحاثهم تُنشر في مجلات علمية، تقوم الهيئة التحريرية للمجلة عادةً بإرسال كل بحث الى شخصَين مختصَين لتقييمه، فإذا أيده الإثنان حينئذ يتم نشر البحث و إذا لم يؤيداه فأنه لا يتم قبوله للنشر، أما إذا أحد المختصَين قيّم البحث إيجاباً و الثاني سلباً، فيتم إرسال البحث الى مختص ثالث لإبداء رأيه بالبحث.
النص واضح بالنسبة الى اللوحَين السومريين، حيث بناء على طلب البروفيسور زهدي الداوودي قام البروفيسوران الألمانيان مانفريد ميللر و أولسنر المختصَان بالسومريات بترجمة هذين اللوحَين السومريين من اللغة السومرية الى اللغة الألمانية.
بالنسبة الى إسم أربيل، فمعنى السومري هو أرض الإله. صحيح أن الكلمات المتشابهة في لغتَين قد لا تعنيان نفس المعنى، إلا أن كوردستان الحالية هي الموطن الأصلي للسومريين و لذلك هناك تشابه لغوي بين السومرية و الكوردية، سواء في المفردات أو الكتابة الإلتصاقية و تركيب الكلمات. بينما النص الإنكليزي الذي كتبته أنت يُقصد به لغتان مختلفتان توجد بالصدفة كلمات متشابهة بينهما غير أنها لا تعنيان نفس الشئ، حيث أن هاتَين اللغتين قد لا يربطهما التقادم المشترك و الأرض المشتركة و القرابة و القواعد اللغوية.
سبق لي أن نشرتُ مقالة عن تأريخ اللغة الكوردية في منتدى عنكاوه، حيث تستطيع الرجوع اليها لمعرفة تأريخ اللغة الكوردية و أبجديتها. كما سبق لي أن نشرتُ العديد من الآثار التأريخية لأسلاف الكورد و أعتقد أنك إطلعت عليها أثناء النقاش الذي دار بيننا في السابق.
تقبلوا خالص احتراماتي
الأستاذ Qasho المحترمتحياتي و شكري لمساهماتك في مناقشة الموضوع. أكتب هذه المرة بالعربية حتى يتسنى للقارئات العزيزات و القراء الأعزاء بالإطلاع عليها لِمَن منهم لا يجيد الكوردية. أولاً من المستبعد جداً أن يواجه شعب كوردستان خطر الفناء و الإبادة من جديد، حيث أنه صمد بوجه تحديات مصيرية خطيرة، إلا أنه صمد و ضحى و نجح في صموده و نضاله رغم وحشية و بربرية و قسوة أعدائه المجرمين. سيبقى هذا الشعب الذي يعشق الحرية و الإستقلال سواء ساندته أمريكا أم لاء.
لأطمئنك بأنني لم أنتمي يوماً لحزب البعث و لم أحصل على زمالة أو بعثة من الحكومة البعثية لتكملة دراساتي العليا، سأوجز لك سيرة حياتي معززة بالصور لا لأحصل على تزكية بل لترتاح أنت و هذه أول مرة في حياتي أنشر شيئاً عن حياتي الشخصية لأنني لا أحبذها. في السياسة، أصبحتُ عضواً في عصبة الشغيلة الكوردستانية (كومه له) في عام 1976 و التي كانت جناحاً للإتحاد الوطني الكوردستاني. كانت نشاطاتي الحزبية السرية تدور في عقر دار البعثيين (بغداد). خاطرتُ في كثير من الأحيان بحياتي و كثيرون من تنظيمنا تم إعدامهم من قِبل الحكومة البعثية. إستمرتُ في العمل الحزبي الى عام 1982، حيث تركتُ الحياة الحزبية الا أنني إستمرتُ في العمل الكوردايه تي. خلال وجودي في بغداد، الدكتور صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي الحالي كان يعمل في مجلس البحث العلمي الذي كنتُ أعمل فيه و كان بعثياً كبيراً و سكرتيراً عاماً لمجلس البحث العلمي، فكان صالح المطلك يكتب بإستمرار تقارير حزبية ضدي. بعد ذلك إلتجأت الى الغرب و أصبحت لاجئاً سياسياً. كنتُ خريج جامعة بغداد عندما خرجت من كوردستان. حصلت في السويد من جامعة أوبسالا على شهادة الماجستير و من كل من جامعة أبردين الأسكتلندية و بلفاست الإيرلندية الشمالية (البريطانية) على شهادة الدكتوراه. نشاطاتي الوطنية إستمرت و هنا أرفق بعض الصور عن هذه النشاطات:
صورة 1. يظهر فيها في اليمين مهدي كاكه يي و في اليسار الدكتور كمال قيتولي في مظاهرة في مدينة إسترلنك الإسكتلندية عام 1990.
صورة رقم 2. يظهر في اليمين مهدي كاكه يي و في اليسار الدكتور كمال قيتولي في مظاهرة في مدينة إسترلنك الإسكتلندية في عام 1990.
صورة 3: الدكتور كمال قيتولي يلقي كلمة نيابة عن شعب كوردستان في المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني في عام 1991 بحضور مهدي كاكه يي و في كلمته يطالب الحكومة البريطانية بتأييد إستقلال كوردستان.
صورة رقم 4. من اليمين الى اليسار: حسن أبروماند، مهدي كاكه يي، أليكس ساموند، د. كمال قيتولي. كان أليكس ساموند آنذاك رئيس الحزب القومي الأسكتلندي و عضو البرلمان البريطاني. في الوقت الحاضر يشغل منصب رئيس وزراء حكومة أسكتلندا و لا يزال رئيس الحزب المذكور.
مع خالص التحيات
في الختام أقدم شكري لجميع القارئات العزيزات و القراء الأعزاء و لجميع الذين ساهموا في المناقشة و في إغناء المقال بمداخلاتهم القيمة.