المحرر موضوع: إعدادية الحمدانية الصناعية في العناية المركزة.....!  (زيارة 671 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إعدادية الحمدانية الصناعية في العناية المركزة.....!
[/size]
                                                                           
                                                                                             بشار الباغديدي

تسبقني الحسرات والآهات كلما أمعنت النظر في مدرستي التي تخرجت منها يوما ,وتملاني الدهشة والعتاب لنفسي كيف يتركها أهلها الباغديديون هكذا . نلك الأرض التي وهبها أخيار الروح لأولاد هذه المدينة التواقة الى العلم والمعرفة لينهلوا منها ما يروي ضماهم في علوم شتى...كم كانت بعيدة وكم كانت قريبة ..اجل كنا نراها من بعيد لأنها أشبه بالمنارة التي تشع من بعيد ,و قريبة بنفس الوقت ,لان فيها تعلمنا ما هو الوطن وعرفنا كيف نبني بالقلم والإرادة أعمدة الدار ,نعم كما تعلمنا ونحن صغار( دار... دور ,نار نور) هكذا رأينا نور المعرفة ؟كم تخرجت أجيال وأجيال من حضرتها يوم كانت بستانا بشتى الأثمار(معلمين ومدرسين مهندسين وأطباء فنانين وآباء روحيين....و الخ . وما غنى بلدتنا إلا بهم  حتى صارت سلة العلم والتعليم هنا وهناك وفي بلاد الغربة دون غيرها من المناطق المجاورة.. تلك البعيدة التي قلنا عنها الكثير أصبحت للأسف اليوم بعيدة نعم (ترملت) تلك البناية فيوما بعد يوم أخذت التجاعيد تظهر على وجهها الباسم  واخذ الوجوم ينبئنا بمرض في تلك الأم التي أعدت شعبا وليس جيلا ..شعبا مختلف الأطياف والألوان بمحبة واحدة .كانوا أبناء هذه ألام سوية كإخوة كما الرب يقول "ما اجتمع اثنان باسمي فهناك أكون أنا".اجل رغم غضب الطبيعة ومناخها وعوامل التعرية التي ضربت فيها ,تركها أهلها أيضا يوم تحولت الى مكان إيواء (1)  للأسف... كدار بسيطة يجتمع فيها المهندسون والمعلمون والخبراء والأكاديميون كل بحسب اختصاصه لأداء واجباتهم التربوية والعلمية والعملية ,ولكن أين المدرسة ؟؟  فمن كثر الزحمة لا يستطيعون حتى أن يتنفسوا فرصتهم المقررة بين الدروس .. وقد لا يفهم البعض القصة ولا يستوعب معاناة هذه البناية البداية . (بناء آيل للسقوط  ) الحجة التي تبنتها الجهة القائمة بالعمل والتي لم تنفذ !!! لا بل المرض الذي شخصه الأطباء (لجنة من محافظة نينوى –مستشار المحافظ) مشكورين أرادوا أن يقدموا بعض الخدمات لها وما إن وصل الأمر للوزارة ذات الشأن (وزارة التربية) فوجئنا بإخلاء المدرسة لإجراء عملية جراحية ألا وهي استئصال ورم خبيث  ...يا للعجب كل تلك السنين وألام العملاقة تحملت ولم تمت واليوم يأتي تشخيص الطبيب بالعملية .كان ذلك في نهاية كانون الأول 2011 على مشارف أداء الطلبة أولادها امتحان نصف السنة ,ورغم هلعنا بالأمر للوقت الصعب وللشتاء (لا يكون هربكم في الشتاء)  من جهة وفرحتنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جهة أخرى تم إخلاء المدرسة من كل ما فيها من الأثاث ومتعلقاتها لتشفق علينا اعداية قره قوش للبنين وتقوم باستضافتنا مشكورة لأشهر قليلة بانتظار الوعود التي قطعوها الأطباء .علما أن نسبة الشفاء التي ابلغنا فيها كانت 80% ......كان الأمل يلوح في الأفق تارة لنرى الجسم الجديد لهذه العملاقة الشيخة والفتية والشك تارة أخرى في تلك الوعود !  فالموعد هو الشهر السادس 2012 .. تذكروا هذا الموعد جيدا ... الشهر السادس 2012 لكن واه   أسفاه ....كما قالت الخديدية..... فلم يكن شي مما كان ! عدنا من الضيفية الشقيقة الى الأم المدرسة الحبيبة الحزينة وهي لم تزل تئن وتبكي بعدما أتت الجرافات لهدمها من الأساس بيومان فقط أزيلت  معالم وتاريخ أجيال و في لحظات قصار أملين لإعادة ذاك التاريخ لمدرسة هي مكملة لتلك الأجيال كونها الوحيدة ولأهميتها الوحيدة أيضا المهنية والفنية والعلمية (إعدادية الحمدانية الصناعية) .نعم شركة تابعة لوزارة الإسكان _البناء الجاهز استلمت المشروع لتنجزه في الشهر السادس من التاريخ أعلاه.هدم وبناء فلم يتم غير  الهدم لأنه بالطبع أسرع من البناء ألف مرة وفي كل شي ,وهم ما لا نستغرب منه لأنه تعودنا في (عراق دم  قراطي) ,الذي نبكي عليه هو مستقبل هذه الأجيال التي تسكن حاليا وفي الألفية الثانية 2013 وطلبتها يجلسون في كرفانات غير مؤهلة حتى لبعض الكائنات للأسف الشديد !!!!.
وفوق هذا وعود تأتي وتذهب مرور الرياح دون جدوى . كم تسلم من الطبيعة وعالمها وشتاءها القاسي والى متى يبقى البعير على التل كما كتب في الصف الثاني الابتدائي ! والى متى نظل نعاتب والى من ؟أفلا تعرف الجهات ذات العلاقة ذلك ,الم ترى بأم عينيها مشهد المدرسة الخربة,الم يصل إليها كتابنا وكتابكم؟ أيها المحافظ ومدير التربية ورئيس الوحدة الإدارية أين انتم وأين أفكاركم من بناء العراق الجديد  في هوامش وفراغات ....أنقذوا أبناءكم الطلبة  فالعام اقبل كي يقبلكم الله,

ـــــــــــــــــ
(1) فضلت هذه المفردة من بين المفردات المؤلمة التي تعنيها الكلمة نفسها احتراما لجلالها .
(2) نشر المقال في جريدة صوت بخديدا العدد 115 ت1 2013.