الاخ تيري بطرس المحترم،
تحية للجميع
في الحقيقة مقالك هذا خلط علينا الكثير من الامور، وكأنك تطالبنا بالاعتذار للكورد لانه البعض شمل جميعهم بالفعل المشين الذي قامت به بلدية اربيل.
من البديهي جدا ان اي انتقاد يوجه لمن قام بفعل مشين لا يقصد به الا من هم في مركز صنع القرار او من يمثلهم، وليس من المنطق ان ينتقد عامة الشعب كسواق التكسي مثلا او من يطرقون الاواني في سوق الصفافير، لذا كان لزاما عليك ان توضح لنا اكثرمن هم الذين خدشوا مشاعر عامة الكورد ومن هم الذين خُدِشَتْ مشاعرهم بانتقاداتنا. هذا من جانب ومن جانب اخر ان تعليقين للاخ فاروق كوركيس والاخ ابو سنحاريب يعبران بدقة عن رؤيتنا تجاه الكورد في هكذا قضايا. والسؤال المطروح الان هو، هل كل ما جرى لشعبنا من قتل وتهجير وتغيير ديموغرافي والاعتدات التي نقرأ عنها هنا وهناك منذ زمن بعيد ولحد يومنا هذا تحديدا على هذه البقع الجغرافية التي في تماس مع الاخوة الكورد، هل هي احداث عرضية ام احداث ممنهجة؟.
الاخوة الكورد يشمئزون ويعترضون منذ استقلال العراق على تأسيس هكذا دولة دون مراعات مشاعر المكونات الاخرى من غير العرب بدمج مكونات غير متجانسة ويقصدون به الاختلاف بين القوميتين العربية والكوردية رغم انها (جمهورية العراق) بدون تعريفها بالعربية كمثيلاتها السورية والمصرية وان اسم العراق متأتي من مدينة تاريخية قديمة بقدم السومريين (اوروك) بينما سحق التاريخ وسحق معه مشاعر المكونات الغير الكوردية الغير المتجانسة ايضا بتسمية هذه البقعة الجغرافية ارض اشور بكوردستان اي (ارض الكورد).
كم من ابناء شعبنا اطلع على مقالنا بهذا الخصوص في صوت كوردستان، والاهم كم منهم علق تايدا او رفضا او تصحيحا على المقالة وفي الموقع المنشور، لكي يدرك الاخوة الكورد اننا حقا، مهتمين للامر ومتالمين منه ولسنا في فورة غضب تزول كما زالت غيرها.
شخصيا اطلعت على مقالك في الموقع المذكور ولم اعلق عليه لانني كنت متشوقا لاقرأ تعليقات الاخوة الكورد عن هذا الموضوع بالذات وكانت النتيجة مخيبة ليس لامالي لانني كنت اتوقعه بل لامال البعض ممن يرون ان في الكورد الكثير الكثير من يقفون بالضد من هكذا افعال ويدينوها، بينما قرأت ثلاث تعليقات اثنان منها مؤيد بدون شروط.
اما اذا كان الكورد مهتمين كثيرا بمواقفنا او مشاعرنا فبمقدورهم زيارة مواقعنا للتعرف والاطلاع عليها .
هذا الموقع بالذات عندما يوجه انتقاد لاي طرف كوردي لا ينتقده لانه قام بخدش مشاعر العرب مثلا، بل لانه لم يكونوا قساة بما فيه الكفاية تجاههم.
وخلال السنوات التالية التقيت باخوة من الكورد استنكروا واعتذروا عن ما فعله هؤلاء المجرمين، لانهم يدركون مدى الالم الذي سببه ذلك ولا يزال لنا.
رغم انني اؤمن ان الديموقراطية الحقيقية لا تتحقق الا عندما يكتمل تحول مجتمع ما الى مجتمع ديموقراطي لان الديموقراطية في تصوري المتواضع هي ليست عملية سياسية فحسب وانما هي عملية تربوية بالدرجة الاساس، لذا اتسأل كم من الاخوة الكورد الذين جاملك وجها لوجه قد بادر لادانة هذا العمل بتنظيم تظاهرة بسيطة امام بلدية اربيل؟ هذا على الاقل ما تتوقعه من مجتمع يعيش في ظل نظام ديموقراطي وتجربة فتية لا تمر مناسبة الا وصدعت رؤسنا بسماع عبارات رنانة كهذه عنها.
رغم ان العلاقات بين الشعبين الهولندي والالماني من بعد اندحار النازية لا تشوبها اي شائبة الا ان الهولنديين لا يفوتون الفرصة سواء في ذكرى مآسات الاحتلال الالماني لهولندا او من خلال التقاء البلدين في مناسبات رياضية يعبرون عن سخطهم واشمئزازهم من الالمان عما حدث.
اخيرا وليس آخرا لا اعتقد يوجد شعب على الكرة الارضية وهذه ليست مبالغة يحتسب ويقدر لمشاعر الاخرين كشعبنا الاشوري بكل طوائفه رغم الويلات التي مر ولا يزال يمر بها لحد يومنا هذا.
عصام المالح