المحرر موضوع: اتانا المطران رمزي كَرمو زائرا رسوليا  (زيارة 2774 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أتانا المطران  رمزي كَرمو  زائراً رسولياً
شمعون كوسا

لم نكن نعرف ما هو الزائر الرسولي ولم يخطر ببالنا يوماً حتى خيالُه . كنا نسمع مِن حين لآخر عن رجل دين قابعٍ في روما يحمل هذا اللقب ، كان يتجه بين فينةٍ وأخرى الى بعض المدن الكبيرة لا سيما الاسكندينافية منها . كانوا يحدثونا عن زياراته للسويد مثلا ، حيث كان يعتلي المنبر بعد قراءة الانجيل ، ويبدأ بالتوبيخ والتأنيب والتقريع ، وبعد سرد سلسلة من تقصيرات الحاضرين الذين لا يعرفهم اصلا ، يدعوهم الى التبرع ، كالرجل السياسي الذي بعد كلمته امام الناخبين يدعوهم الى الاقتراع . يوعز الى هؤلاء الخطـأة المساكين بتحريك اياديهم السخيّة نحو جيوبهم للخروج باوراق نقدية ،تستقر في الطبـق دون إحداث دويّ ، وليس قطعاً حديدية قيمتها تتوقف عند الرنة التي تحدثها !!  أنا شخصيا لم اتشرف بمعرفة هذا المسؤول ولكني سمعت هذا الكلام ، كما سمعه غيري ، من أكثر من مصدر ، والعُهدة تبقى على الألسنة التي تفوّهت بما سمِعَتهُ آذانُها ، ونقلت ما شاهدَته أعينُها .
وفي نفس السياق ، قيل حتى ان البعض كانوا يقاطعون الكنيسة عند علمهم بمجيئه لانهم بكل بساطة لم يكونوا على استعداد لتلقّي توبيخ مجاني لا يستحقونه ، فهُم لم يكونوا يوماً عالة عليه ولا مدينين له بشئ . أنا أرى بأن الزائر الرسولي هو كاهن قبل كل شئ ، وهذا هو حال المطران والبطريرك وحتى الكردينال . هؤلاء جميعا هم في خدمة رعيتهم ، ويجب عليهم ان يكونوا رعاة صالحين قبل كل شئ محبّين لرعاياهم ، كما كان معلمهم المسيح .
والان سابدأ موضوعي بالقول :  في الخامس من شهرنا الجاري ، إستقبلتْ مدينة نانت في فرنسا ، بمجموع مسحييها العراقيين ، الزائرَ الرسولي الجديد المعيّن من قبل الفاتيكان ، سيادةَ المطران رمزي كرمو  . كان الاستقبال حارا جدا وبمستوى اندفاع المطران رمزي بالتوجه نحو مدينة ، تبعد عن باريس بحوالي اربعمائة كيلومتراً غرباً ، مدينة مهمة بالنسبة لفرنسا ، غير انها رعية متواضعة لا تضمّ أكثر من ثلاثين عائلة مسيحية عراقية معظمهم كلدان .
بدأ المطران رمزي كَرمو زيارته ، كما فعل في المدن الفرنسية الاخرى ، بالتوجه الى مقرّ ابرشية نانت للقاء اسقف المدينة ، المطران جان بول جام . كان اللقاء ، الذي استغرق زهاء نصف ساعة ، مناسبة لتبادل الحديث حول كنيسىتي العراق وايران ، لان المطران رمزي هو مطران ايران ، وايضا حول وضع الكلدان والاقليات الشرقية الاخرى في فرنسا وفي اوروبا .
بعد هذا وعند الساعة الثانية عشرة والنصف ، اقام سيدنا المطران قدّاسا احتفاليا تخللته موعظة تناول فيها شرحا لانجيل اليوم عن براءة الاطفال والويلات التي وجهها المسيح الى من تأتي علي يده الشكوك . حرص على تذكير الحاضرين باصولهم الشرقية وبانتمائهم الى كنيسة اشتهرت بعدد شهدائها وقديسيها. ومستخدماً اسلوب  الراعي الصالح ، حذر الناس من مخاطر الحرية التي يتمتعون بها هنا وقال : فرنسا كانت البنت المدللة للكنيسة غير انها لم تعد كما كانت في سابق عهدها . الكثير من قوانينها تناقض تعاليم الله والكنيسة لا سيما في موضوع الاجهاض والزواج الحرّ ، وابسط مثال هو الحرج الذي يسببه لنا الاجابة على السؤال التالي : اذا كانت امهاتنا قررن في حينه قتلنا في بطونهن ، هل كنا سنلتقي معا اليوم ؟ قال :  إنّ ما فقد قدسيته هنا ، يجب علينا ان نعيد اليه قدسيته بالنظر اليه بعيون آبائنا واصول ايماننا الشرقي . وختم موعظته بالقول : انكم جميعا شهود ، انتم نور العالم ، وعليكم التبشير باسم المسيح لان التبشير لا يقتصر على رجال الدين .
كانت فعلا موعظة نوعية خرجت من فم مسؤول يتحدث بغيرة وقناعة ، ولقد أنصت اليها المؤمنون النانتيّون بخشوع وانتباه لانهم كانوا متعطشين الى كلام ، قد سمعوه حتما قبل ذلك ، ولكنه اليوم كان له وقع آخر في نقوسهم .
بعد القداس ، تمّ الانتقال الى صالة كبيرة جمعت المطران مع رعيته الصغيرة . عند الانتهاء من تناول وجبة الغداء الذي تنوعت اصنافه العراقية بتنوّع الايادي الطاهية ، توجّه الزائر الرسولي من جديد الى الحاضرين بكلمة للتعريف عن نفسه فقال : 
لقد بدأتُ مسيرتي الكهنوتية بالدخول الى معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل سنة 1957 ، وبالمناسبة كان بمعيتي في نفس الصفّ الشماس شمعون كوسا الذي ترونه هنا .  بعد اربع سنوات فقط ، رجوتُ مديرَ السمنير ، الاب يوسف اوميه ، ان يسمح لي بترك المعهد لاني احسست باني لم اكن مدعوّا للكهنوت . تركتُ المعهد وتوجهت الى بغداد لمواصلة دراستي الاعدادية ومن ثَمّ انتقلت الى فرنسا لاكمال دراستي الجامعية . في مدينة مونبلييه جنوب فرنسا أحسستُ بالدعوة ، التي كانت قد هجرتني في حينها ، وكأنها تطرق باب قلبي قائلة : (يا رمزي ، انهض لقد دقت ساعة رسالتك . إن دعوتك كانت  قد استترت مؤقتا ولكنها لم تمت ). بعد هذا النداء ، انخرطتُ مع مجموعة كهنة برادو في ليون بفرنسا ، وبعد ان ارتسمتُ كاهنا ، إنتقاني البطريرك روفائيل بيداويد للارتقاء الى درجة الاسقفية ، وهكذا بعد فترة ، حللت محل المطران حنا زورا على كرسيّ ابرشية طهران .
بعد هذه المقدمة الموجزة ، أجاب المطران رمزي على اسئلة الحاضرين عن ابرشيته في ايران وعن مهمته الجديدة كزائر رسولي . قال بانه يتوقع ان يتم تعيين مطران رسمي للكلدان في اوربا في السنة القادمة . في نهاية حديثه طلب المطران وبالحاح من الاباء والامهات التفكير بتشجيع ابنائهم للانخراط في سلك الكهنوت قائلا بان الكنيسة بحاجة ماسة الى كهنة .
التقى الزائر الرسولي بكافة الموجودين وحرص على سماعهم فردا فردا . اقترح الحاضرون في القاعة وضع مبلغ صغير من المال في جيبه غير انه رفض رفضا قاطعا ، ولم يقبل حتى اقتراح بعض من جاؤوا بمبالغ اخرى يقدمونها كقداديس . أمام تعلّق الناس الشديد به ، وعد المطران رمزي بزيارة ثانية الى هذه المدينة في شهر شباط من العام المقبل ، وقال بانه سيحاول اصطحاب غبطة البطريرك معه . غادر الزائر الرسولي مدينة نانت في الساعة السادسة بعد الظهر بعد تلبية رغبة العوائل في التقاط صور تذكارية معه .
لم أعتد على تخصيص مقال عن زيارة رجل دين او كتابة تقرير بهذا الخصوص ، ولكني فعلت ذلك  للمطران رمزي ، بسرور عظيم ، لانه زميل صفّي ، وإن لقائي به في ذلك اليوم كان الاول بعد أكثر من خمسين سنة . لقد استقبلتُه بشوق واستعدت معه ذكريات الماضي . وانا الذي لم أخدم قداديس كثيرة ، قمت بمعيته في إحياء قداس بكامل صوتي ، حيث كان مقاما الرّست والصبا يقوداني في مسايرة ، صوته الجميل المحمّل بنبرات تقطر حناناً وتدعو لحنين عميق ترتاح له النفوس .
لقد أحبّ اهل نانت زائرهم الرسولي ، وسيبقى يوم السبت ، الخامس من تشرين الاول تأريخا حيّا في اذهانهم لانهم تعرفوا على رجل دين بسيط ، مسؤول متواضع ، واسقف حريص على الوقوف الى جانب افراد رعيته .

kossa_simon@hotmail.com


غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ولكنه المطران رمزي كرمو، اسأل اللاجئين العرقيين في ايران ابان الحرب العراقية الايرانية عنه عندما كان قسا، لقد كان اخا وصديقا للكل، لقد فتح باب الكنيسة للكل دون ان يسال من اي طائفة انت. الرب يحمي كل من يعمل ويبني ويعزز المحبة بين ابناء الكنيسة الواحدة بمختلف تسمياتها.
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ

غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لي ذكريات جميلة مع المطران رمزي كرمو، اتذكر عندما جاء بعد تخرجه كاهنا من فرنسا ليخدم في كنيسة ام المعونة/بغداد، لقد تعلمنا منه الكثير..
فقد غير  مفهومنا التقليدي عن كيفية قراءة الانجيل مع تطبيقه.. كان يجالسنا في تجمعاتنا ويسامرنا في طلعاتنا... واتذكر كيف قدِم للمساعدة في تحويلة احد الاصدقاء من دار الى دار.. يحمل بالامتعة وهو فرح... ولا ننسى دوره مع اسرى الحرب في ايران والتي كنّا نسمعها من كل اسير قادم. هنيئا لأهل اوربا الكلدان من قربهم لسيادته..والرب يبارك

عبدالاحد قلو

غير متصل عصام المـالح

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 392
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نعم تعرفت عليه في طهران وهو نموذج رائعا لحامل رسالة الكهنوت لم ارى مثله الا الشهيد حنا الشقلاوي.
نطلب للكاهن رمزي كرمو  الصحة الدائمة والعمر المديد.

عصام المالح
"Everybody wants to go to heaven, but no body wants to die"
Peter Tosh

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أنا سعيد لرؤيتي ان الجميع متفقون على مؤهلات المطران رمزي الكهنوتية وغيرته واندفاعه لمساعدة الغير .
انا اعزو هذه الاصالة الروحية الى دعوته التي تمت بعد ان اعترك الحياة ، فكان قراره ثابتا ، لقد اقتنع مع مرور الزمن بان العالم يحتاجه
وبانه يستطيع القيام بخدمة يستقي تعليماتها مباشرة من من معلمه الاول وهو المسيح .
شكرا لمداخلات الجميع وهذا فخر لي ايضا ان اسمع رضى الناس واعجابهم برجل دين يستحق ذلك

غير متصل said hanna

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 226
    • مشاهدة الملف الشخصي
    ياابا كميل
 انت قلت ما نتمنى ان نقوله بحق هذا الزائر الرسول الكريم  حقا اجدت النظم والتعبير  فطوبى لك ياسيد الكلمة
 نعم سيبقى يوم السبت ، الخامس من تشرين الاول تأريخا حيّا في اذهاننا لاننا تعرفنا على رجل دين بسيط ، مسؤول متواضع ، واسقف حريص على الوقوف الى جانب افراد رعيته .كما تفضلت فكل الشكر لك


غير متصل وميض شمعون آدم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 56
    • مشاهدة الملف الشخصي
I attended a Holy Mass held by Monsignor Garmo in the Church of Sacred Heart of Jesus in Baghdad few weeks before leaving Iraq in 1996, and have since longing to participate again in the Holy Mass celebrated by this Holy man. I never forgot his encounter with the Holy Eucharist in the Holy Alter, during that Holy Mass I felt his spirituality forcing me and drawing me towards the highest.

I have never forgot him since then and have been hearing about his grace from time to time until he was appointed by the Holy Synod of the Chaldean Church as an Apostolic Visitor to Europe. And I was sure that he will do a remarkable work, and not long after that I read his letter to the Chaldean priests in Europe (see the link below) and it touched my deepest heart for the words of humility, love and surrender to God’s Loving Plan in our lives.

Thank you Shamasha Simon Kossa for this article that gave me a chance to put few unworthy words for this worthy man! God Bless

http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/4920.html

الشماس وميض شمعون ادم
تورنتو ـ كندا

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ سعيد والشماس وميض

ان سطوركم الوجيزة هي علامة حب للزائر الرسولي الذي لا زال يقوم بزياراته على احسن وجه
الناس بحاجة الى مثل هذه القدوات ، لانه يتصرف اولا واخيرا كرجل دين مؤمن واثق من رسالته ومتتشوق لايصالها
للمؤمنين الذين كرس نفسه لخدمتهم
تحياتي لكما