المحرر موضوع: الظواهري والبغدادي.. اين الاختلاف؟  (زيارة 913 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الظواهري والبغدادي.. اين الاختلاف؟

عبدالمنعم الاعسم
 
 رسالة زعيم تنظيم القاعدة العالمي ايمن الظواهري الاخيرة الى “المجاهدين” تُعد طورا جديدا في عمل وفكر وتكتيكات المشروع الارهابي الدولي، يختلف في صراحته (ليس في الجوهر) عن النهج المعلن للتنظيم، وربما ينحى (او يحاول ان ينحى) الى الواقع بتحريك الثوابت المعلنة عن مجاهدة “الكفار اينما كانوا” من خطوطها الحمر الى منطقة المناورة، وترشيد استخدام الرصاص والقتل بحسب الاولويات وعلى وفق التفريق بين عدو مهادن وعدو مقاتل، وحتى الى تحبيذ وقف النار مؤقتا على خطوط تماس بعض الانظمة “الكافرة” تبعا لدرجة عدائها أو لتوقيتات وضرورات الحرب على الجبهة الامريكية التي يصفها بـ “رأس الكفر العالمي”.

يتحدث الظواهري عن الجهاد بلغة المجادلة ويظهر ذلك جليا عندما يشير الى حلفاء امريكا فان قتالهم كما يقول “يختلف من مكان إلى آخر، والأصل ترك الصراع معهم(أي مهادنتهم) إلا في الدول التي لا بد من مواجهتهم فيها” ويتوقف عند الحالة الفلسطينية بقوله “الاشتباك الرئيسي والأساسي مع اليهود، وينبغي الصبر على الحكام المحليين في سلطة أوسلو قدر الإمكان”.

وفي عبارات وجيزة ومهمة وواضحة يرسم الظواهري خطوط التعامل مع الطوائف الاسلامية انطلاقا من تجديده التزامه بـ“اهل السنة” بوصفهم الدين الاسلامي الحقيقي وسواهم “منحرفون” لكنه يدعو بالنص  الى “عدم مقاتلة الفرق المنحرفة مثل الروافض (ويقصد بهم الشيعة) والإسماعيلية والقاديانية والصوفية ما لم تقاتل أهل السنّة” ويقضي “فليكن الرد مقتصرا على الجهات المقاتلة منها، مع بيان أننا ندافع عن أنفسنا، وتجنب ضرب غير مقاتليهم وأهاليهم في مساكنهم، وأماكن عبادتهم ومواسمهم وتجمعاتهم الدينية” وفي هذا يتأكد انه يعني خط زعيم تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية ابو بكر البغدادي الذي يزاول كل هذه المفردات الاجرامية.

ويدعو الظواهري  إلى “عدم التعرض للنصارى والسيخ والهندوس في البلاد الإسلامية، وإذا حدث عدوان منهم، فيُكتفى بالرد على قدر العدوان، مع بيان أننا لا نسعى إلى أن نبدأهم بقتال” لكن اوضح صورة للتكتيك الجديد في رسالة الظواهري تظهر في الموقف من الانظمة الخليجية  وايران دون ان يذكرها بالاسم قائلا: “حيثما أتيحت لنا الفرصة لتهدئة الصراع مع الحكام المحليين لاستغلال ذلك للدعوة والبيان والتحريض والتجنيد وجمع الأموال والأنصار فيجب أن نستثمرها لأقصى درجة، فإن معركتنا طويلة، والجهاد بحاجة لقواعد آمنة، وإمداد متصل من الرجال والأموال والكفاءات”. 

يبدو من هذا السياق ان ترشيد الجهاد المسلح وإدخال مبدأ “العلاقات” في اولويات الجهاد يتضارب مع منهج مؤسس التنظيم وملهمه اسامة بن لادن الذي كان يقول “فغير السيف لا يجدي يميناً فتية الجيل” كما يتعارض مع التطبيقات اليومية لتنظيم القاعدة في العراق الامر الذي يطرح سؤالا مهما عما اذا كانت صحيحة التقارير التي تفيد بان ابو بكرالبغدادي انفصل عن الظواهري واتحد بقوى اقليمية وكيلا لها، تحت الطلب، على ارض العراق؟.

***********
“تأبَى صروفُ الليالي أن تُديمَ لنا ...
                       حالا، فصبرا إِذا جاءتْك بالعَجَبِ”.
الطغرائي- شاعر فارسي