المحرر موضوع: إعدام صدام مناورة سياسية امريكية وصورة بشعة للانتقام الطائفي  (زيارة 1182 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طه معروف

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 53
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نفذ في العراق فجر السبت حكم الاعدام الصادر بقرار سياسي من الادارة الامريكية بحق صدام ونفذت بأيدي امراء الميليشيات المسلحة الشيعية الموالية لحكومة الاسلامية الايرانية بغية الاستمرار في تعميق وتوسيع الصراع والانتقام الطائفي وتحويله الى ركن اساسي لقتل الجماهير .
ان عرض صور مشهد الاعدام  من قبل الجلادين الملثمين من العصابات الطائفية وفي أيديهم حبل المشنقة هي بحد ذاتها عمل لإرهاب الجماهير و جريمة لا تقل عن الجرائم التي ارتكبتها صدام في حقبة حكمه الدموي .ان هذه الايادي التي شنقت به صدام هي نفس الايادي التي تشنق يوميا عشرات الابرياء من الجماهير العراقية  حتى بات  سنة 2006 تعرف بالسنة ضحايا (جثث مجهول الهوية) التي تشرف عليها وزارة الداخلية المالكي بصورة مباشرة. ان اعدام صدام هي في الحقيقة رسالة امريكية ارهابية لإخضاع البشرية بهذه الاساليب الهمجية اولا والطريقة المثلى لدولة التي يدعي للعالم الحر، لترهيب مخالفها بهذه الطريقة البربرية ثانيا .عكس ما يدعي بوش حول عقوبة الاعدام على صدام بانه" نقطة تحول في المسيرة الديمقراطية المزعومة" ،فأن ممارسة واحياء عقوبة الاعدام من قبل الميليشيات المسلحة هي العودة الى عهود البربرية في قمع وترويع الجماهير.ان عقوبة الاعدام هي جريمة وهي نفس اساليب التي اشتهرت بها النظام البعثي القومي السابق والذي تمارس الآن بأكثر الطرق الوحشية من قبل عصابات المالكي ومقتدى صدر وحكيم .
ومن جانب آخر فان اعدام صدام هو اهانة لضحايا آلاف من المعارضين السياسيين للنظام( بغض النظر عن الهوية الطائفية والقومية) ولعملية الابادة الجماعية لجماهير الكرد في كردستان كما انه تشجيع  للنظم الاستبدادية بارتكاب الجرائم بحق الجماهير وإلا لماذا تركزت جرائم صدام ونظامه على مدى 35 سنة على مسألة طائفية بحتة وفي ظل المحكمة الصورية في منطقة الخضراء وبإشراف عصابات مقتدى صدر الارهابية ومن لف لفهم .
ان حرب امريكا على العراق وفرض حصاره الجائر وفتح ايدي الميليشيات الارهابية الطائفية هي كلها الجرائم ضد الانسانية يستحق جلاديها المثول امام المحاكم الدولية وان هؤلاء مثل صدام متهمين بجرائم مروعة التي سببت في خلق اكبر كارثة للجماهير العراقية وان ضحايا السياسة والحرب الامريكية في العراق لا يقل عن ضحايا جرائم صدام طوال حكمه الدموي في العراق ان لم يكن اكثر منها.
ان الحديث عن المحكمة او العدالة في ظل الاحتلال والحرب الارهابية وحكم الميليشيات الطائفية والعرقية هي خدعة امريكية اخرى لتغطية على فشلها المحتوم في العراق وان ورقة اعدام صدام هي من بين اهم الاوراق  لدى قوى الاحتلال التي اختارت لإيجاد منفذ لإستراتيجيته الجديدة لفتح الطريق أمامه للخروج من العراق بعد ان تم تحويله الى موطن للميليشيات المسلحة وانجز مهمة تدمير العراق ووضع الجماهير امام رحمة بنادق وسيوف الميليشيات الارهابية سواء كانوا من الكتل الشيعة الايرانية او السنية .
ان اعدام صدام هي صورة مشوهة عن العدالة  وتحريض على الانتقام  والارهاب ودفاع بعض من رؤساء الدول الغربية او دول مايسمونه "بعالم الحر"هو وصمة عار في جبين هذه الحكومات التي يغمضون عيونهم على مآسي والويلات التي سببتها امراء وجنرالات الحرب في امريكا بالعراق .
طه معروف
30-12-2006