المحرر موضوع: إقرعوا أجراس السلام بدل طبول الحرب  (زيارة 1158 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نجاح يوسف

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
    • مشاهدة الملف الشخصي
إقرعوا أجراس السلام  بدل طبول الحرب
[/color]

نجاح يوسف


عندما تتدفق كلمات المحبة والسلام في أيام الأعياد, ويتبادل الأحبة الأمنيات الجميلة المتفائلة, تزدان لوحة العيد بالوان قوس قزح زاهية.. وتتراقص الفراشات الملونة حول الصبية العراقيين  الذين يحلمون كأقرانهم في بقية انحاء العالم بايام تعيد البسمة والضحكة الى وجوههم بعد أن امتزجت دماء الكثيرين منهم بدخان وشضايا المتفجرات ..

وعندما انشدت الملائكة ترنيمة ( المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة) كانت تبشر العالم بمستقبل آمن وزاهر.. ولكون الملائكة ليسوا من البشر, فانهم لم يطلعوا على صتاعة الحرب والبارود ولم يتعرفوا أو يغوصوا في نفسية الانسان,  هذا المخلوق العجيب الذي يحمل تناقضاته في داخله.. كما انهم لم يدرسوا من قبل  القوانين الاقتصادية وسياسة السوق والارباح وأنانية وجشع الرأسمال..ولكنهم فهموا كل ذلك بعد ان تعرفوا على ما فعله الانسان بعالمه من خير وشر ..من انجازات علمية باهرة لخدمة وتطور وديمومة البشرية,  وأخرى على العكس تماما حيث يشهد العالم اليوم جوانب منها كسباق التسلح  النووي المحموم وحروب افليمية وطائفية , وقمع الحكومات الدكنانورية لشعوبها, وتدخلات خارجية في شؤون الدول والشعوب..الخ.

أن ما يشهده عالمنا هذه الايام من نزاعات دموية في انحاء عديدة من هذا العالم , وصراعات الدول الكبرى والاقليمية من اجل الهيمنة وجني الارباح , نجد امتداداته وتجلياته في وطننا.. فبين ليلة وضحاها وجدنا انفسنا نحن العراقيين تحت رحمة تجار السياسة والسراق والمشعوذين والمجرمين, هلو علينا من كل حدب وصوب ومعظمهم مدعوم من المحتل,  ولدينا من وزير الكهرباء السابق (ايهم السامرائي) أحد الامثلة القليلة الصارخة..فكم كانت خيبة أمل العراقيين كبيرة وهم يشاهدون بأم اعينهم انهيار بلدهم وحياتهم وأمن ومستفبل أبنائهم..فإن معظم السياسيين الجدد نسوا الوطن والمواطن حال تربعهم على كرسي البرلمان او الوزارة , إذ ليس من المستغرب ان يكون العراق في المراتب الأولى بين انظمة الدول الفاسدة حسب الدراسات الدولية التي ظهرت مؤخرا..

 فالحكام الجدد وقد نفذوا حكم الشغب بالطاغية صدام على جرائمه الكثيرة والتي طالت كافة ابناء شعبنا وقواه السياسية , لم يتعلموا من دروس وممارسات نظام صدام الدموي ..  فبدل استخدام المعول لإعادة بناء الوطن فان ميليشياتهم المنفلتة تعيث بالارض فسادا وتمارس اسلوب ونهج أجهزة الطاغية المقبور القمعية..وبدل من زرع المحبة والأخوة بين الشعب الواحد واحترام وصيانة حقوق وشعائر المكونات الصغيرة , نلمس لا ابالية اجهزة الدولة تجاه الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي تقوم بها الميليشيات المسلحة والخارجة عن القانون.. كما لم تسلم ثروات البلد وقوت الشعب من السرقة والتبديد, فيما كان من المفروض تعويض هذا الشعب المسكين الصامد على ما عاناه من جرائم وحروب وحرمان أبان حكم  النظام الدكتاتوري البائد وحصار العالم ..

فالشعب العراقي المنكوب وهو ينصت بألم وأمل ودموع إلى أجراس العام الجديد وهي تعزف أنشودة السلام , يجدر بالحكومة العراقية بذل أقصى الجهود لحل مشاكل البلد وخاصة في مجال فرض الأمن وتطبيق القانون في ربوع الوطن وتحسين مستوى الخدمات للمواطنين  وتوفير الكهرباء والماء والمنتجات النفطية والخدمات الصحية, مع أيجاد فرص عمل دائمة للعاطلين.. وهي بذلك ستزرع الأمل من جديد في نفوس العراقيين .. وعلى الصعيد السياسي يتطلب من الكتل والقوى السياسية طوي صفحة العنف المتبادل والتهجير المتبادل والتي لم يجن شعبنا منها غير المزيد من الدم والهدم والمزيد من الفرقة والكراهية, وفتح صفحة جديدة تدفع بعملية المصالحة الوطنية اشواطا إلى امام مما يمهد لإسكات أصوات المدافع والاحتكام إلى صوت العقل والحكمة والدستور, والقضاء تماما على البؤر الإرهابية وحل الميليشيات المسلحة وتعزيز دور الدولة وقوانينها, ومن ثم رحيل قوات الإحتلال عن اراضينا..

فاقرعوا اجراس الخير والأمل والسلام ..ولتصمت وإلى الأبد طبول الحرب والكراهية..  [/b] [/font] [/size]