المحرر موضوع: ( 10) ساعات في البتراء عاصمة الأنباط ! مدينة منحوتة في الصخر ..طولها 10 كيلومترات ! أكثر من 1000 (حم  (زيارة 709 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
( 10) ساعات في البتراء عاصمة الأنباط !
مدينة منحوتة في الصخر ..طولها 10 كيلومترات !
أكثر من 1000 (حمار وبغل وجمل) ينقلوك داخل المدينة

 
ماجد عزيزة - عمّان /
حين وصلنا بالباص السياحي إلى المنطقة التي تقع فيها البتراء ، لم أكن اتصور أن هناك ( فنانين ) يستطيعون نحت ما شاهدته في واجهة المدينة قبل 2500 سنة . فالنقوش والاشكال التي نحتتها انامل الفنان ( النبطي) بالشكل الذي وقعت عليه العين هو اولا يعطيك صورة واقعية غير تلك التي تشاهدها في الصور المتوفرة على شبكة الأنترنت ، وهو ثانيا يؤكد لك بأنك أمام معجزة فنية لا يمكن لك إلا أن تتصور بأن من نحت هذا العمل العظيم لا يمكن أن يفعله إلا من توفرت لديه أدوات ومواد حديثة لا تستطيع ان ترجع بها للوراء لأكثر من 200 سنة ..!
 كنا قد وصلنا ( الخزنة ) وهو اسم المكان بواسطة عربة يجرها حصان يسير فوق ارض صلبة متعرجة ( تخضك خضا ) .. وبعد ان اخذت كفايتي من الصور الفوتوغرافية ، وانهيت تصوير المكان الفخم ، بدأت رحلة المسير داخل المدينة الكبيرة التي تمتد لأكثر من 10 كيلومترات طولا ، هناك العديد من وسائط النقل داخل المدينة منها ( الحمير والجمال والبغال) لكننا آثرنا السير بعد ( الخض) الذي كدنا جراءه ان نفرغ معدتنا !!
مسيرة طويلة بين المنحوتات والآثار ، تقابلك وفود اثر أخرى تزور المكان ( قدرت زائري ذلك اليوم بالفي زائر يدفع الواحد منهم 50 دينارا اردنيا للزيارة – حوالي 70 دولارا امريكيا) ، صخور منحوتة ، وكهوف كانت مسكونة ، وحين ترفع رأسك للأعلى تشاهد القمم المدببة للتلال والجبال ذات الصخور الملونة بالاسود والوردي ..، مدرج روماني على جهة اليسار تبدا منه آثار الحقبة الرومانية ، فتشاهد الأرض المرصوفة بالقطع المرمرية المربعة ، والأعمدة المرتفعة والبوابات المبنية على الطراز الروماني .. آثار لكنائس وأديرة بيزنطية .. حتى تشعر في نهاية المسير بأن التراب قد علا قدميك وأحذيتك ، وانك تحتاج لرشفة مار تروي به الظمأ .. ليقابلك كازينو لا تصدق انه يقبع في هذه الصحراء ..
على طول الطريق الترابي ، يقابلك أصحاب ( الحمير والبغال والجمال ) ليكلموك بالانكليزية والفرنسية والايطالية ويدعونك للركوب لقاء أجر بسيط ، فيما يجلس آخرون ، وجلهم من بدو المنطقة على جانبي الطريق يعرضون بضاعتهم من الحلي الفضية والاحجار الملونة والمسابح وغيرها .
والبتراء لمن لا يعرفها مدينة تاريخية تقع جنوب العاصمة الاردنية عمان  225 كم ، وعرفت قديماً باسم سلع. وتعتبر البتراء من أهم المواقع الأثرية في الأردن وفي العالم لعدم وجود مثيل لها في العالم. وقد فازت مؤخراً بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لعجائب الدنيا السبع الجديدة. وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر وردي اللون (ومن هنا جاء اسم بترا وتعني باللغه اليونانية الصخر) (يقابلة باللغة النبطية رقيمو). والبتراء تعرف أيضاً باسم المدينة الوردية نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها، وهي مدينة أشبه ما تكون بالقلعة.بناها الأنباط عام 400 قبل الميلاد، وجعلوا منها عاصمة لهم. وعلى مقربة من المدينة يوجد جبل هارون الذي يعتقد أنه يضم قبر النبي هارون والينابيع السبعة التي ضرب موسى بعصاه الصخر فتفجرت. اختيرت البتراء بتاريخ 7/7/2007 كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.وكانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم التي دامت ما بين 400 ق م وحتى 106 م، وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غرباً وحتى صحراء بلاد الشام شرقاً. ومن شمال دمشق وحتى البحر الأحمر جنوباً. وشكل موقع البتراء المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر أهمية أقتصادية، فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي ، وكانت نهاية دولة الأنباط على يد الرومان عندما حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه سنة 105 وأسموها "الولاية العربية". وفي سنة 636 أصبح من تبقى من سكان البتراء يعتاشون على الزراعة، لكن الزلزال الذي ضربها سنة 746/748 -وزلازل أخرى- أفرغتها من أهلها.
وللدخول إلى داخل المدينة ، بعد الخزنة هناك ممر وحيد يسمى ( السيق) ولفظة السيق ( سريانية ) مأخوذة من كلمة ( شقاقا) وتعني ( الشق أو الزقاق أو المدخل ) ، ولغة اهل البتراء ( الانباط ) هي العربية لكنها كانت تكتب بحروف ( آرامية ) ، وأهم ما تصادفه خلال المسيرة الطويلة داخل المدينة بعد ( الخزنة ) وهي الواجهة المشهورة هو ( المدرج الروماني ويتكون من 33 صفا وكان يتسع لثلاثة آلاف متفرج وكانت تقدام فيه الاحتفالات الدينية والقومية ، كذلك مقام النبي هارون والدير الذي يطلقون عليه اسم (قبر الاسد) والكنيستين البيزنطيتين والمذبح ومجموعة من الاضرحة الرومانية .