هل تحولت القومية الى بدعة هرطوقية ؟!
مفهوم القومية اصبح معروفا للجميع من حيث وجود الروابط الاجتماعية والحضارية والتاريخ واللغة ورابطة الدم مابين تلك الاقوام.. ولا يمكن ان تعزى قومية ما الى الارض التي يمكنها ان تخلق بشرا وحسب الحقيقة العلمية التي تؤكد بانه لايمكن خلق كائن حي الا من كائن حي، وكان لهذه الحقيقة واقعة لفشل نظرية التطور لداروين الذي لم يستطع ان يجد النطفة الاولى للتحول من اللاّ حي الى الحي وكذلك من القرد الى الانسان الناطق العاقل المتسيد على الارض.
فالكلدان من الذين يؤمنون بقوميتهم والمعتزين بتاريخها وأصالتها، فأنهم يؤمنون بأن الكلدان كانوا اقدم استيطانا من السومريين في السهل الرسوبي الذي كان يمثل المستوطن الرئيسي للكلدان وعاصمته مدينة أريدو القريبة من اور العراقية حاليا..
وعليه فأن الكلدان الحاليين يعودون لذلك القوم مع اعتزازهم بانتمائهم الديني ذات الغالبية المسيحية المصاحب لوجودهم بأصالتهم الكلدانية في وادي الرافدين العراق..وغير ذلك فلا يمكننا من تأليه الاصنام او الالهة التي كانوا يؤمنون بها وقبل دخولهم للمسيحية والتي زالت بزوال المؤثر والى غير رجعة. بعد معرفتهم بالله الخالق .
ولكن الوضع اصبح مختلفا مع هذا المجموع من الذين يدعون بالاشورية في كتاباتهم الذين يحاولون ان يثبتوا لقراء المواقع الالكترونية، بانهم احفاد الاشوريين القدامى والتي تجاوزت طروحاتهم الحدود المعقول بتأليه اشور وعلى اعتباره بأنه كان موجودا منذ البداية وحتى النهاية وكما قال احدهم عن اشور بقوله:
هو أرض وإله وقوم وشعب وملوك، فمن له كل تلك؟ أشور جمعت قوة الحضاره وحضارة القوة، برغم تناقضهما الشديدين، آشور تاريخ من قبل بدء التاريخ وسيبقى حتى بعد النهاية..
ومن مقولات الاخر من هذا المجموع ( اشور ارض المهد والميعاد.. تـحية لـهذه الأرض ولشـعبـها المخــــــــتار، اللذين تـسموا باسمه، لأنه الـســـر العـظيـم).
ومن اين لهم بأنهم الشعب المختار والكتاب المقدس يشير الى ان الشعب اليهودي كان مختارا والذي منه جاء المخلص المسيح؟..ذلك النسل الذي يعود الى ابينا ابراهيم الذي دعاه الرب من اور الكلدانيين لبسط ذريته في الارض الكنعانية ..!
اما مسألة تسموا باسمه على انه اله اشور الصنم ولماذا يكون بالسر العظيم؟ وهل لا زال سرا باقيا الى يومنا هذا؟ وما مغزى ذلك السر الذي يتداخل وتعاليم المسيحية التي يدعون بها؟!
وقد حدثنا آخر عن سر تمسكه بالاشورية مستعينا بآيات من الكتاب المقدس مدمجا اياها ولم استطع تفريقها وقد سردها وكما يلي:
يقول الرب أيضا: إِنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ تَزُولاَنِ؛ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ أَبَداً، (متي 24-35) فوعد الرب وعد، كلامه ثابت لايتغير، قد يُغيّب ولكنه دائم التجدد، فأن كان الرب معنا فمن سيكون علينا؟ آشور هو عصا يد الرب، ولن يركنها جانبا حتى يرعوي جميع البشر، فمثلما بآشور كواحد من ثلاثه به حدد موقع الجنه (تكوين 2-14) ، هكذا باشور كواحد من ثلاثه به يتحقق وعد الرب (اشعياء 19-24)، فآشور هو منذ البدايه وحتى النهايه !
ولم يسبق لي ان اطلعت على ان اشور هو واحد من ثلاثة حدد موقع الجنة وفوق ذلك فأن ( اشور هو منذ البداية وحتى النهاية ) فهل اصبح عندهم الها آخرا غير الله الخالق؟؟!
وكل ما ذكر في الكتاب المقدس للفقرة التي اشرت اليها(2-14) والتي تقول ( واسم النهر الثالث حداقل، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الرابع الفرات)
وبمعنى اشور هنا فهي اسم لمدينة والنهر يجري من شرقها.
ولكنني لم اجد في الكتاب المقدس ما يشير الى ان اشور هو منذ البداية وحتى النهاية.!
الا انه اجتهد احدهم في تفسير ذلك بقوله:
لماذا نعتبر اله اشور والاشورية في الايمان المسيحي هي البداية والنهاية؟
اولا: من النواحي التوراتية اليهودية والانجيل المقدس
تذكر التوراة بعد الطوفان وابادة البشرية على الارض كان الموجودين في السفينة فقط هم النبي نوح واولاده الثلاث مع زوجاتهم ، واولادهم هم من بعد انتهاء الطوفان خلقية هذا الكون بشعوبها المختلفة اللاحقة ، ولا نتدخل بتفاصيلها ، ونجد أن اولاد سام المحلق به عيلام هو ليس من اولاده وأنما الحق به فقط ولا تفاصيل عنه لانه غير سام حسب قومه عيلامي ، واول اولاد سام من بعد الطوفان كان اشور البكر ومنه جاءوا الاشوريون ، هل علينا أن ننكر هذه الحقيقة التي هي البداية ؟
ثانيا: هذا اله (اشور) اسمه مشتق من مجموعة كلمات بمعنى واحد ركب منه هذا الاله ، سواءا كان:
ايل + شورا = اله + البداية = اله اشور= اشور
اها + شورا = هذه + البداية = اله اشور = اشور
اها + شرارة أو ايل + شرارة = اله اشور = اشور
وجميع هذه الكلمات يخص هذا الاله والاسم لقومه / والذين يعني به اله السرمدي والغير المرئي والقوي والعظيم وخالق هذا الكون .. الخ، الذي ظهرت اول اشارات تاريخية عنه في اول عاصمة بنيت على ايدهم اشور منذ 4750 ق.م هذه الحقيقة التاريخية هي مرتكزنا التاريخي لبداية الحياة الايمانية لهذا الشعب بكل مؤمنين به ومن أي شعب كان كما المسيحية اليوم.. الخ!!
ويضيف لنفس النقطة قائلا : ولكن ذكر القديم لم يمحوا من تاريخنا ومع ذكره تستمر كل ايماننا القديم والجديد لتشابه بينهما.! (انتهى الاقتباس)
فهل اصبحت الاشورية وحسب تفسير المجتهدين اعلاه بأنها مبدأ لبدعة هرطوقية جديدة بدلا من النسطورية، التي خرجت عن مفهومها القومي العام بالرغم من علمنا بتاريخهم الحديث لمنحهم لتلك التسمية ولغاية ما في نفس الانكليز؟.
فهل اشور فعلا بأنه أرض وإله وقوم وشعب وملوك، فمن له كل تلك؟ آشور تاريخ من قبل بدء التاريخ وسيبقى حتى بعد النهاية. وحسب اجتهاد احدهم!!
وهل يتوافق رجال الدين المحسوبين عليهم بتلك التأويلات والتي تخالف توجهات الديانة المسيحية التي تؤمن بالاله الخالق ولايوجد من يشركه ومنذ قديم الزمان؟..حبذا لو نسمع تفسيرا من احدهم لآثبات او تصحيح ما تتطرق اليه المجتهدين المبالغين في تعظيم اشور وبصورة تناقض ايماننا المسيحي ..
وسؤالي عن كيفية وحدتنا كنسيا لوجود هذا الاختلاف الشاسع في المفاهيم اللاهوتية ما بين المذهب الكاثوليكي والاشوري الحديث..
ان الغاية من هذه المقالة هو لمعرفة صحة المجتهدين في تفسير وتأويل وتعظيم الاشورية.. وانني محترم لآرائهم وهم احرار في ذلك بالرغم من انني اراها تتقاطع وتعاليم المسيحية..
وعلى أمل ان يكون حوارا هادئا في الموضوع لمن يعتبر اجتهاده صحيحا..مع تحيتي للجميع
عبدالاحد قلو