المحرر موضوع: المسرح الهابط لأبنائنا في المهجر بيث كالو وخماثا أنموذجا  (زيارة 1622 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
المسرح الهابط لأبنائنا في المهجر بيث كالو وخماثا أنموذجا  
                                                                                                                              بطرس نباتي
 لقد تعرفنا على المسرح الأمريكي من خلال التراجم  القليلة إلى العربية التي تصلنا لنصوص  لكتاب المسرح أمثال يوجين  أونيل وآرثر ميلر الذي توفي في 2005 و .بيرمان  وفيليب باري و ماكسويل أندريسون وأليوت وليليان هيلمان  وتينسي وليامس   وآخرون، إضافة إلى وجود عشرات كتاب المسرح الأمريكي الذين كتبوا عن معانات السود ،  والذي يدعى بالمسرح  الأسود أو المعروف حاليا بمسرح الآفرو أمريكي ، وقد جاء  في دراسة للدكتور أحمد صقر عن المسرح الأمريكي  / جامعة الأسكندرية  بأن:
(المسرحيات التى تقدم سنوياً  من قبل فرق الهواة فقط تبلغ حوالي  250000 مسرحية ، وإن كان متوسط عدد المشاهدين فى كل مرة مائة شخص ، أصبح عدد المشاهدين الذين يشاهدون مسارح الهواة حوالي  50000000 شخص) .
كنت  استعرض مع نفسي بعض أسماء نجوم المسرح الأمريكي شاحذا ذاكرتي الضعيفة لاستذكار نصوص لمسرحيات  لهؤلاء الكتاب الأمريكان ، نتمتع بقراءة ما قدمته من نصوص رائعة من على خشبة المسرح، وأنا مستغرق بقراءة  ما كتبه صديقي الناقد صباح هرمز  عن مسرحية كلهم أبنائي لآرثر ميلر ، والتي جاءت من ضمن كتابه الجديد قراءات في المسرح المعاصر والذي تضمن نصوص لسبعة مؤلفين.
وقبل أن أكمل ما كتبه عنها صديقنا العزيز ، عرضت فضائية عشتار مسرحية بلغة السورث بعنوان بيث كالو لخماثا من أخراج زهير كرمو ، فتخليت عن الكتاب الذي كنت أقرأ فيه،  علني أجد ما يدل على أن فنانينا قد استفادوا  من وجودهم في بلاد الشتات واستقوا مباديء قد تكون رائدة في تأسيس مسرح سرياني في الغربة ,  ورحت أراقب الشاشة الصغيرة لأني مولع بمشاهدة مسرحياتنا وما تقدمه فرقنا من نشاطات في المسرح السرياني ، وخاصة من قبل أبنائنا في المهجر وبالذات من أمريكا بلد التقنيات المسرحية في المسرح المعاصر ، والفرقة التي قدمت المسرحية يعيش فنانيها في مدينة ديترويت على ما اعتقد ان هذه المدينة  لا تبعد عن مدينة شيكاغو أو حتى نيويورك وهي من المراكز المهمة في المسرح الأمريكي  سوى عدد محدود من الأميال ، ورحت أتابع المسرحية بفصولها الطويلة.
 المسرحية عبارة عن طرح مشكلة تهرأت من كثرة تداولها إبان الخمسينيات والستينيات، وهي عن أسرة تجتاحها خلافات حادة وبسيطة بين حماة وكنتيها ، أحدى الكنات تركها زوجها لتعيش في بيت حماها لحين لحاقها بزوجها المهاجر ، وأخرى تقيم مع زوجها الذي لا يُحسَدُ عليه حاله بين أم تريد المحافظة عليه وزوجة تريده لها لوحدها ، وترغب بالاستقلال ببيت زوجي مستقل مع زوجها الممانع لأسباب مادية ، المسرحية هذه لو قدمت على خشبة المسرح إبان الستينيات أو قبلها لكنا قد وجدنا بعض العذر للمخرج على اختياره للنص المسرحي ، أما أن تقدم في  قرن الواحد والعشرين ومن قبل فرقة ومخرج يعيش برفقة أو داخل مدرسة مسرحية قائمة بذاتها منذ قرون ومرت بظروف عصيبة خلال الحربين العالميتين وما صاحب الحياة الامريكية من اضطهاد  للزنوج وثوراتهم السلمية منها أو العنيفة ضد الطغيان  ومن أجل نيل حقوقهم المدنية ، وما سطروه الكتاب في المسرح الامريكي سواء في المسرح الواقعي بشقيه الدرامي الجاد أو التجاري والمسرح الكوميدي  الذي تحدث عن تلك الإضطهادات وعرضها بشكل ساخر ، وليس الكوميدي الذي شاهدناه في هذه المسرحية طبعا والذي يعمد إلى السخرية من بعض الشخصيات البسيطة القروية .
  ما يتميز به المسرح الامريكي بالإضافة إلى ما ذكرناه من تقديمه لنصوص هادفة جريئة فقد تميز هذا المسرح  بتقنياته الحديثة المنقطعة النظير ، كل هذه الأمور وغيرها والبعيدة عنا نحن ، بحيث نحسها أو نتخيلها عن طريق من يكتب عنها وتصل ألينا عن طريق النقل أو الترجمة ، ولا شك بأنها قريبة وفي متناول يد الأستاذ زهير كرمو ورفاقه الفنانين من أبناء شعبنا في المدن والولايات الامريكية ،  ويمكنهم  طبعا  ببذل بعض المشقة واستقطاع  دقائق من أوقاتهم الثمينة ، الاستفادة من تلك العروض التي تقدم في مدينتهم على الأقل من قبل الهواة أو حتى طلاب المدارس بغية تقديم عروض في المسرح السرياني ،  أفضل مما شاهدناه من عروض تتسم بالسطحية والإسفاف ولكن للأسف تهدر طاقات جيدة ورائعة في التمثيل لهؤلاء الفنانين والفنانات سواء كانوا من الهواة أو من المحترفين  بمثل هكذا أعمال مسرحية هابطة.
والأنكى من ذلك مثل هذه المسرحيات الهزيلة ، أصبحت تعود للأسف الجمهور الذي يرتاد  المسرح على مشاهدة عروض لا تليق بالمسرح الجاد المعاصر ، وتتركه يعيش في عقلية الستينيات أو قبلها ولا تؤدي مطلقا إلى تطوير أذواق المشاهد بحيث يقوم بفرز الأعمال والعروض الجيدة والصالحة للمسرح الجاد والذي له هدف وتوق نحو بناء حياة أفضل وفكر نير بعيدا من الضحك والتفكه على آلام الآخرين، إضافة إلى ذلك لم نجد في هذا العرض الذي استهلك طاقات هؤلاء الفنانين أي جانب  وسائل كالموسيقى التصويرية أو الإنارة فقد كانت الإنارة فيضية سواء على المسرح أو داخل القاعة ، فقط ما تميز به العرض وجود طاقات فنية واعدة لممثلي المسرحية  يمكن أن توظيفها في عروض جيدة إذا ما توفر لها مخرج مطلع على التجارب المسرح العالمي  واختيار نص حديث يحمل معالجات أو يطرح معانات مما يعانيه أبناء شعبنا سواء في المهجر أو في الداخل .
إن ما يقدم في داخل الوطن من بعض العروض الجادة والرصينة وخاصة في بخديدا وعنكاوا والقوش وبغداد من عروض بلغة السورث وبالأخص ما قدم إبان السبعينيات من القرن المنصرم ، وبعض ما قدم بعد التسعينيات ، لهو أرقى بإضعاف مما نشاهده عبر الشاشة الصغيرة للعروض المسرحية لأبنائنا في المهجر ، رغم ما يتوفر هناك من قابليات وطاقات لفنانين من أبناء شعبنا كانوا قد تخرجوا من مدارس وكليات فنية وقدموا هنا أعمال رائعة  اختاروا الهجرة وهم يعيشون الآن في دول الشتات ، ولكن يبدوا بأنهم غير مطلعين على التجارب والعروض المسرح في تلك البلدان وهذه القطيعة  جعلت بعضهم للأسف لا زال يعيش في ذهنية تلك العروض التي كانت تقدم من على خشبات  المسرح لبعض فرق الهواة عن مشاكل بين الحماة  وكناتها أو مشاكل الزواج  وغير ذلك من العروض السطحية  وهذا ما ناسف له حقا لكون ما يقدمه هؤلاء يعتبر هدرا للطاقات الفنية وقابليات يمكن أن توظف في مسرح سرياني هادف نفتخر به جميعا لو أجهدوا نفسهم بالاطلاع على العروض الجيدة التي تقدم في البلدان التي يعيشون في كنفها ..
 
 


غير متصل برديصان

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1165
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
      المسرحيه  ليست الا تهريجا لاتستحق ان نقول عنها مسرحيه  لذا نقترح على القناة ان تفرزن ماتنشر

غير متصل ابراهيم كولان

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ بطرس نباتي مع التحية
رائع قلمك بهذا النقد العلمي لنتاج ابناء شعبنا في المسرح، وقليلة هي الاقلام التي لا ترضخ للموج الفاسد والمراءاة والنفاق هذه الايام، تمتعت بقراءة سطورك الجميلة وسلم القلم الصادق ابدا........ مع تقديري...
ابراهيم كولان