المحرر موضوع: باسـم دخـوكـا فـارس يتـرجـل  (زيارة 1504 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حبيب تومي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1724
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
باسم دخوكا فارس يترجل
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
الموت هذا الزائر المقدام لا ينسى احداً ، ويعاودنا بإطلالته دائماً ليذكرنا بوجوده وبعدالته وبحقيقته ويبقى ( الموت ) هو الحقيقة الوحيدة التي تبقى قائمة ومستمرة الى ابد الآبدين .
لا ريب ان لرحيل الكبار وقعاً خاصاً في النفس لتستثير المشاعر والعواطف وتفتح الطريق امامك على نثر الحروف وفاءً للصداقة او تأثراً بالفاجعة او بكليهما . وكيف إذا كان الراحل بمكانة وبقامة الفقيد باسم دخوكا ، حيث تتشابك العواطف مع المعاني السامية النبيلة التي جبلت روح الفقيد باسم دخوكا
.[]
                    مداخلة باسم دخوكا في المؤتمر القومي الكلداني بمدينة ديترويت ايار عام 2013   

لا ريب ان المرحوم باسم يوسف دخوكا كان ينطلق من حالته الصحية ومن واقعه المَرضي لكن إصراره وإرادته ووجدانه يأبى ان يستسلم للمرض ، فلم يرضى  بالصمت ، بل يحبر بياض الورقة بكلماته المنثورة نثراً المتألقة بصدى الكلمات النابعة من اعماق دواخله الفائضة بالمشاعر والإرهاصات ، وسوف يجد القارئ وراء جدران تلك الكلمات احزان رجل أصر ان يجمع الزهور ويبتسم للحياة رغم ما يعانيه من ألم  وتفاقم المرض ، فكانت كلماته المنثورة اقرب الى الشعر إذ يقول في بعضها  :

سقطت مني الكلمات , كما تسقط أوراق الشجر في فصل الخريف ..
لم أعد أجمع بين الحروف  أو أتهجى الكلمات .
كالبحر الذي غادرته الرياح والأمواج , فلم تعد تبحر فيه السفن ...  
لا يبارحني الألم إلا ليشتد ألم أخر , والدمعة لا تغادرني إلا لتنزل اخرى.. .
 عيون حائرة تتأمل في السماء و الطبيعة و الوجوه ...
فالسماء لا تزال صافية والطبيعة تحدثني عن الحياة والوجوه تتأملني ...!!
كتابات كثيرة تنتظرني وأنا أنتظرها بشغف و شوق و ترقب ...
لا زلتُ لم أكتب عن الوطن كثيرا ً ....
 وعن أطفال الوطن ...
حقاً إنه كلام كبير ايها الفارس باسم دخوكا .
كلمات تنبعث من اعماق الوعي .. من مشاعر الشجاعة والإقدام ، اجل لا معنى للاستسلام ، إنها عاصفة ترنو ، ولتكن المجابهة حتمية  ، إنها رياح عاتية يخمد اوراها حيناً .. لكن سرعان ما تنشأ رياح عاصفة اخرى اقوى من الأولى ، إنها معركة غير متكافئة ، لكن لا مناص من خوضها ، اجل إنها إرادة الشباب إنها الشجاعة ، لكن المرض العضال اقوى سلاحاً وعتاداً وحيلة .
هكذا في هذه المعركة غير المتكافئة كان انطفأء شمعة باسم دخوكا ، وترجله من فرسه ،  لقد بقيت قامته سامقة الى ان ضعفت قواه تحت تأثير المرض الخبيث ..  
إن باسم يوسف دخوكا لم يكن فقيد عائلته وأهله وذويه فحسب ، بل كان فقيد وطنه العراقي وقوميته الكلدانية وفقيد مدينته الجميلة العزيزة عنكاوا ، عنكاوا كان بعيداً عنها الاف الأميال لكن قلبه كان قريباً منها ، إنها في مرمى بصره لا يمكن ان تغيب عن مخيلته . اجل ان عنكاوا يجب ان تبقى عذراء نقية لا ينالها ضيم او سوء او ظلم ، يجب ان تبقى تلك الماسة الصافية الصلدة ابد الدهر .
لقد كتب سلسلة مقالات عن عنكاوا :
الأبراج الأربعة ( خنجر ) مسموم في خاصرة عنكاوا / عنكاوا لا تزال تعشق المطر/ ألا تستحق عنكاوا أن ندافع عنها ؟ / شبابنا في عنكاوا والدرس الكبير الذي نتعلمه منهم / هل نحتاج لثورة بيضاء في عنكاوا ؟ / رسالة مفتوحة من مغترب ... لعنكاوا الحبيبة   / عنكاوا بين الماضي والحاضر /  صور مختلفة من الواقع في عنكاوا الحبيبة . يقول في كلمات الغزل الجميل لمعشوقته عنكاوا :  
عنكاوا .. لا تشبه أي مدينة في العالم , لا تزال تلك السمراء الجميلة ذات الشعر الأسود والعينين السوداوين والقوام النحيل والذي يشبه سنابل الحنطة والشعير ، التي كانت تحتضن عنكاوا فيما مضى من الزمن .. انها تسكن القلب والقلب لا يهوى سواها , فلابد أن  يستمر عشقنا و لهفتنا و حلمنا مهما حدث و يحدث ..
نجم عن التوافق الفكري بيني وبين المرحوم باسم يوسف دخوكا صداقة جميلة وكانت بيننا رسائل كثيرة وفي واحدة منها يقول : أخي الفاضل د. حبيب تومي المحترم .
لا يسعني إلا أن أشكرك من كل قلبي على السؤال عن صحتي .
و كم تمنيت أن ألتقيك في ديترويت و لكن ( لعنة الله ) على المرض اللعين والذي حرمني من هذا الشرف وذلك لأسباب صحية حيث كنت في المستشفى في تلك الايام .. وأدعوك لتصلي من أجلي . وانا كلي ثقة باننا سوف نلتقي يوما ما .. وانني على ثقة تامة بإن الغد هو لنا و علينا يا سيدي أن نتذكر المقولة الرائعة في الكتاب المقدس :
 ( بوم الحصاد يسهل عليك الفصل بين ما ينفع ليكون ثمر وما يجب أن نرميه أو نحرقه لكونه لا ينفع ) تقبل مني فائق التقدير و الاحترام .
أخوك
باسم دخوكا
اجل كان على ثقة بلقائنا ، وكان لقاؤنا بعد حين في اروقة المؤتمر القومي الكلداني في ديترويت ، لقد تحمل متاعب السفر واشترك في جوانب عديدة منه وكان لقائنا الأول والقدر قرر ان يكون اللقاء الأخير .
كانت ترافقه في المؤتمر شريكة حياته بيداء لقد كانت هذه المرأة الطيبة الوفية الى جانبه وهي ترافقه كظله لا تفارقه في كل تحركاته ، لقد كان المرحوم باسم مع بيداء صنوان لا يفترقان ، وهذا ما يعترف به باسم حينما إهداء كتابه ليستهله بقوله :
 الى رفيقة دربي وحبيبة عمري بيداء التي لولاها معي لما قدر لهذا الجهد ان يرى النور .
 لقد وضع حصيلة فكره وخميره وجدانه في مؤلفه الذي كان يفتخر ويعتز به ، كيف لا وهو عصاره فكره وثمرة جهوده ، كما انه يضفي اليه مسحة حزينة التي كانت تعكس آلامه  فيقول في مقدمته :
إنه صوت صدى قادم من بعيد . صوت حزين ينادي منذ سنين طوال ، إنه ألم وجرح عميق وأنين ..
وهو يدعوا القارئ الى التمعن في قصته ، فهي ليست كقش في مهب الريح ، إنها ليست إبداع اللغة في عالم الكتابة .. إنها انفاس وارواح تئن .. إنها نزف جرح غائر . إنها صرخة من الواقع المرير الذي حول الأمل الى الألم والحب الى الكراهية والحرية الى العبودية . إنهم أناس يعانون ويتألمون لسبب بسيط جداً ألا وهو انهم احياء .
ترجل الفارس باسم دخوكا عن فرسه ، ورحل عنا بعيداً ، لكن تبقى ذكراه الجميلة العطرة في وجدان وذاكرة محبيه . لقد كان مهموماً بأوضاع شعبه ووطنه وعائلته الوافية وقوميته الكلدانية ومعشوقته عنكاوا .
 نتضرع الى الرب ان يتغمد فقيدنا المرحوم باسم دخوكا بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح ملكوته السماوي ، وأن يلهم اهله وذويه وعائلته الكريمة نعمة الصبر والسلوان .
د. حبيب تومي / اوسلو في 10 / 12 / 2013-12-10[
/b]


غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الدكتور حبيب..مع التحية
لقد حزّت في نفسي كلماته المنثورة الني تشبه الشعر وكما ذكرتها في مقالتك للمرحوم باسم دخوكا... سبق وان تعارفت عليه بمنتدى المستقلين الكلدان عبر الايميلات لنشكي هموم شعبنا وبمداخلاتنا اللطيفة فيما بيننا، اعقبه ذلك بتعارفي عليه شخصيا في اروقة المؤتمر الكلداني العام الذي جذبني اليه ..هدوءه ورزانته وكلامه المشجع للحوار.. بالاضافة لمتابعتي لكتاباته في المواقع ذات الطابع الحزين على بلدته عنكاوا المُهجّنة التي اصبحت بالغريبة وحسب وجهة نظره بالاضافة الى أسفه على الشعب المسيحي في العراق وبالاخص الكلدان منهم لتحجيم حقوقهم، وكان على امل ان يظفرون مستقبلا بحقوقهم.. ولكن المنيّة لم تمهله، فقد ودّعنا جميعا وهو في مقتبل الخمسين من عمره ..  
           الاّ ان البذرة ان لم تلقى على الارض وتدفن لتموت فلا يمكن ان تعطي ثمارها..فالبركة باولاده وعائلته في تكملة مشواره.. والرب ينعمه بملكوته..آمين

عبدالاحد قلو

غير متصل حبيب تومي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1724
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
المرحوم باسم دخوكا كان له طموحات واسعة ومتشعبة ، انطلاقاً من مدينته عنكاوا العزيزة على قلبه الى همومه القومية الكلدانية ، الى متابعاته اليومية فيما يخص الوطن والدرك الذي وصل اليه ، في الوقت ذاته كان يسعى لأسعاد عائلته ، وفي الوقت عينه كان يقاوم مرض عضال ألمّ به  ، هكذا بقيت قامة باسم دخوكا سامقة ، ولم يستسلم للتشاؤم ، بل بقي متفائلاً في الحياة وبديمومتها ، هكذا إن غاب عنا باسم دخوكا بجسده ، فإنه معنا بروحه ووجدانه .
شكراً على مرورك اخي ابلحد قلو
تحياتي
حبيب

غير متصل dani barko

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 11
    • مشاهدة الملف الشخصي
رحمة الله على المرحوم باسم دخوكا،،، اسكنه الله فسيح جناته والهم اهله الصبر والسلوان.