المحرر موضوع: الأديب يعقوب افرام منصور لـ(عنكاوا كوم) البصرة حاضرة التراث وبغداد مدينة الأمجاد والذكريات ومع الموص  (زيارة 1759 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأديب يعقوب افرام منصور لـ(عنكاوا كوم)
البصرة حاضرة التراث وبغداد مدينة الأمجاد والذكريات ومع الموصل اقترن بذكريات بسيطة



عنكاوا كوم -سامر الياس سعيد
عبر محفل ثقافي احتضنته  مؤخرا  بلدة عنكاوابمدينة اربيل  توفرت لي الفرصة   بلقاء الأديب يعقوب افرام منصور  الذي تبدو سيرته الذاتية والإبداعية زاخرة  بالكثير من شهادات التكريم والتقدير التي استقاها من مؤسسات  إعلامية ودور نشر تقديرا لما قدمه في حقل الكتابة  وتمخضت فرصة  اللقاء عن حوار  تجمعت فيه العديد من المحاور لعل من أبرزها تخصص الكاتب بحقل النقد الأدبي  بالإضافة الى رؤيته  إزاء ما يعتري حقل الإعلام والصحافة تحديدا من عشرات العناوين  التي تنقسم  بينهما الآراء بين   فوضى تنحرف برسالة الصحافة الى مهاوي السقوط والزلل وبين رؤى تكشف
 عن أسماء شابة  تنحو في سبيلها نحو رسالة صحفية  أساسها  الارتقاء بثقافة الفرد والمجتمع  :
*لنبتدا من دوحة النقد التي تشكل الحلقة الأبرز من سلسلة  الكتابة الإنسانية في منجزك ، فما هي مرتكزات النقد الأدبي  وعلى ماذا تعتمد في هذا المحور ؟
-لااخفيك سرا بأنني أعجبت بهذا اللون الأدبي تأثرا بكتابات  الأديب مارون  عبود  والذي أعده قدوة في النقد البناء الذي يصحح ويفرز الكتابة الجيدة  من نظيرتها التي لاتؤول الى شيء  ومرتكزات هذا اللون تعتمد ثلاثة عناصر أساسية  لعلي أجدها حاضرة في  المنجز الإبداعي  من خلال حسن التركيب  وجمال الفكرة  وروعة الخيال  وهي أسس تحفزني لابل تقودني  الى الانصراف للاشتغال على نقد هذا المنجز ..
*وهل مر النقد الأدبي على مرحلة زاهرة كان فيها يعيش ربيعه كما باتت هذه المفردة تتداول على نحو واسع ؟
-اعتقد ان مرحلة الأجيال تنطبق على  ازدهار الأدب  وبرؤيتي  أجد ان  الأعوام المحصورة بين 1950 حتى مطلع سبيعينيات القرن المنصرم  هي من أزهى الأعوام التي برزت فيها الكتابات الإنسانية التي  كتبت وفق أسلوب أدبي  اقدر على  وصفه بالراقي فالأدب ارتقى منزلة كبيرة  والنحو بصورة خاصة  وانعكس هذا الارتقاء  على النقد بطبيعة الحال  وهنالك مقولة متداولة بين الأوساط الأدبية تشير  الى  النقد الجيد يصنع أدبا جيدا فهما بهذه الحالة متلازمين  ومن حظ الأدب الجيد بروز نقاد مهمين لهم إسهاماتهم  في الرقي بفنون الأدب والإبداع ..
*ينحو أسلوبك الأدبي في  السير بمقتفى الأديب اللبناني المعروف جبران خليل جبران ، هل تخشى ان يقودك هذا المسلك الى براثن التقليد والمحاكاة ؟
- استطيع القول بان أستاذي في الإنشاء هو جبران  ويأتي من بعده ميخائيل نعيمة والذي تربطني به مراسلات عديدة  ولكن لكل كاتب أسلوبه الخاص به  من حيث صياغة الجملة  والفكرة والأسلوب اللطيف والأبرز من كل ذلك هو اللغة السليمة ..
*مؤلفك الأخير  الذي يبحث في أدب الرحلات ، هو محاولة لرفد المكتبات بهذا اللون الذي لم يطرقه الكثير من الأدباء او يلتفتوا إزاء ما يزخر به من نقل الطبيعة ورسم شخوصها بأسلوبهم المتفرد فماذا تقول عن هذا الكتاب ؟
-في هذا الخصوص  أود الإشارة الى شخصيتين حفزاني بشكل كبير لطرق هذا اللون الأدبي المعروف بأدب الرحلات وهما كلا من  ناجي جواد الساعاتي والموسوعي العراقي حميد المطبعي ويمتاز أدب الرحلات  بحب الاطلاع على الثقافات التي تمتلكها الشعوب الأخرى  وهو يجمع ما بين المتعة  والثقافة  وانا  حينما ازور مدينة ما او بلد معين فان أول ما أبغيه ان اطلع على  الثقافات التي يمتلكها لكي أحاول من خلال هذا الأمر ان أكون فكرة على  ما يحويه البلد من مواصفات ومميزات فالثقافة برأيي مرآة لكل الشعوب والأمم ..
*في سيرتك الأدبية يبرز عملك كمصحح لغوي في العديد من المطبوعات لعل أبرزها في مجلة الفكر المسيحي فماذا تقول عن هذه المهنة التي تتعقب أخطاء الكتاب وتقتنص العثرات اللغوية ؟
-عملت مصححا لغويا في مجلة الفكر المسيحي في بداياتها  كما عملت أيضا بهذه المهمة في مجلة نجم  المشرق وبعد ان انتقال  مجلة الفكر المسيحي  الى  مراحل مختلفة بقيت بهذه المهمة وفق رغبات العديد من الآباء  الكهنة من الذين اشرفوا على تحرير المجلة واذكر  منهم (الأب الراحل الدكتور يوسف حبي ) و(المطران جرجس القس موسى)  وانا في هذه المهمة من العمل كمصحح لغوي  اسير وفق ما كتبه ( إبراهيم الوائلي)  من تتبع لاخطاء المثقفين في كتاب بهذا العنوان أصدره المؤلف المذكور  وأعود اليه من وقت لأخر  من اجل إجراء تصحيحات تختص باللغة  كما إنني أتتبع ما كان يكتبه
 بهذا الخصوص( الشيخ الراحل جلال الحنفي)  وربما  أشير الى اسفي إزاء ما كنت أراه  من أخطاء تعد جسيمة بحق اللغة العربية كان يرتكبها  عدد كبير من رجال الدين  وإذ مااقدمت على إجراء  مقارنة فانا أجد ان في فترة القرن العشرين وبالتحديد في بداياته بدت  أقلام الكتاب تنحرف  نحو اقتراف الأخطاء  وهذا برأيي مبني على ترسبات وتراكمات  فما بني على خطا  يستمر على هذا المنوال دون وجود محاولات للتصحيح  وهذا ما ينطبق على واقع الصحافة التي باتت تعاني من هذا الأمر  فالأخطاء  المطبعية  واللغوية باتت لاتحصى في العديد من الإصدارات  والأمر المؤسف ان هنالك
 أخطاء تصدر  من قبل  نخب لاتتوقع منهم  الوقوع بتلك الأخطاء  ولكن انا أرى ان تعدد الإصدارات هو ما يدفع نحو  استفحال هذه الظاهرة وانتشارها وهو أمر يحسب على  الجانب السلبي  من تعدد الإصدارات  والذي يؤدي الى  انتشار النتاج الرديء الذي بالتالي يشوه ثقافة البلد وليس في صالحه بتاتا ..
*وماهي رؤيتك في التخلص من هذا الأمر باستخدام المعالجات  الضرورية  في الحد من  استفحال الأخطاء اللغوية ؟
- انا اقترح ان تتمخض المحاولات بإخراج برنامج كان يكون عرضه مرة او مرتين في الأسبوع ويعرض  على الفضائيات  ويقوم البرنامج بتبيان الأخطاء اللغوية  والإنشائية حيث  يبدأ بشريحة المذيعين  ومن ثم الكتاب  ليقوم بتصحيح الشائع من تلك الأخطاء التي تقع بها هاتين الشريحتين ..
*لنسلط الضوء على محور اخر وهو مدى تأثير المدن الثلاث ( البصرة باعتبارها مسقط راسك ومكان الولادة الاول  والموصل المحطة الثانية في حياتك  وبغداد كمحطة للاستقرار  والإقامة فيها ) وإسهامات هذه المدن على واقع تجربتك الأدبية ؟
- انا أرى ان منبع ثقافتي يدين للبصرة في المقام الاول  ولأنها  كانت تمثل حركة الفكر  وتلم بجمع التراث العربي من خلال حرصها على إقامة مهرجان  المربد وما كان يمثله هذا المحفل من تجمع للرواد ومن ثم النقلة والكتاب  وفي المقام الثاني  أدين بالفضل لبغداد  التي كانت مدينة الأمجاد منذ ايام الخليفة المنصور  وحتى نهاية القرن  الرابع الهجري  حيث بلغ بغداد الأمجاد ذروتها  بإثراء الفكر العربي بالثقافة  وهذا ما تؤكده كتابات  مؤرخ  الماني عني بالأدب العربي  ويشير بان هذا الثراء الأدبي الذي عاشته بغداد كانت نتاج الاف المطبوعات التي أبدعها العشرات
 من الكتاب المشهورين  في تلك الحقبة  اما المحطة الثالثة في حياتي  وهي مدينة الموصل فذاكرتي إزاء تلك المدينة تزخر بحادثة تتحدد بين  خريف عام 1940 حتى صيف العام 1945 وهذه الحادثة ترسخت بأعماقي وهي إنني كنت  اسكن في دار قريبة من  بيعة الباتري وهو ما يعرف اليوم بكنيسة الآباء الدومنيكان في منطقة الساعة  وكنت في تلك الأعوام  طالبا أداوم  في المتوسطة الشرقية  وبين مسيري نحو المتوسطة  في كل يوم تقريبا  لابد لي ان ادخل  الى الكنيسة  وأقوم بأداء صلاة صغيرة قبل التوجه الى المتوسطة وقد راقني ربيع المدينة بشكل كبير لكن  الفترة التي قضيتها في المدينة
 كانت خمسة أعوام فقط  حيث تركتها في العام 1945وما اذكره عن تلك العودة  بأنني  كنت أصغي الى الراديو هو يعلن استسلام المانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية  وعدت مجددا الى مدينتي الأولى ( البصرة ) حيث عاد أبي  الذي كان يعمل  محاسبا في المصرف العثماني ..
*تستعين من خلال  حديثك بالكثير من التواريخ والأحداث لاسيما ان مسيرتك الحياتية حفلت بالكثير من تلك الأحداث فماهي  الأحداث التي رسمت في قلبك فرحا غامرا وما هي نظيرات تلك الأحداث التي غمرتك بحزن كبير ؟
-من الأحداث التي  غمرتني فرحا وابتهاجا  هي وقوع ثورة 14 تموز في العام 1958 لكن في المقابل هنالك أحداث كثيرة أشعرتني بحزن عميم  منها ما كان العراق يمر به خصوصا في الحرب التي دارت في العام 2003 وما أعقبها من أحداث استهدفت المسيحيين  من تفجير  شمل الكنائس خصوصا في آب من العام 2004 وحدث بوقت متزامن في العاصمة بغداد وفي مدينة الموصل أيضا ومن ثم الاستهداف الذي جرى بحق مصلي كنيسة سيدة النجاة في العام 2010 وأعقبه لاستهداف مسيحيي العاصمة بغداد من خلال الاضطهادات التي طالتهم والإرهاب الذي تسلل الى منازلهم الآمنة  وهذا الأمر دفعني كما  الكثير من
 أمثالي الى ان أبارح هذه المدينة  لكن العبرات والدموع كانت وسيلتي للتعبير عما يجيش في نفسي طول الطريق الواصل ما بين بغداد واربيل حيث استقريت أخيرا ..



غير متصل نبيل دمان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحياتي للاديب والمصحح اللغوي المعروف يعقوب أفرام منصور وكل الشكر للصحفي اللامع سامر الياس سعيد لاجرائه اللقاء في عنكاو- أربيل
نبيل يونس دمان