تداعيات انفراد زوعا بقائمة مستقلة لخوض انتخابات برلمان العراق القادم واسبابها ؟
------------
التحالفات السياسية لقوائم تنظيمات ومؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن التي يفترض ان تشكل الخارطة الاساسية لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة للمنافسة على مقاعد كوتا شعبنا (خمسة مقاعد) لا زال الوقت مبكرا للحديث عنها ولا زالت غير واضحة ومكتملة المعالم خاصة ان الانتخابات المذكورة تجرى في 30 - 4 - 2014 غير أن بعض ملامحها ومؤشراتها قد بدأت تتضح بشكل مبكر من خلال تصريحات السيد عماد يوخنا العضو القيادي في الحركة الديمقراطية الاشورية زوعا عضو مجلس النواب العراقي الحالي في بيان له بهذا الخصوص
حيث جاء في بيانه (إن كتلة الرافدين قررت دخول الانتخابات المقبلة فى خمس محافظات، وهى بغداد وكركوك ونينوى وأربيل ودهوك بقائمة منفردة، مشيرا إلى أن التحالفات فى الانتخابات المقبلة ستكون بعد إعلان النتائج، مؤكدا أن الكتلة تؤمن بأن شعبيتها يمكن أن تحقق نتائج مرضية فى الانتخابات، وتتيح لها مرونة أكبر فى التحرك شعبيا وسياسي) انتهى الاقتباس للاطلاع الرابط الاول ادناه وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - الحركة الديمقراطية الاشورية زوعا كعادتها انفردت من الان بقائمة مستقلة لوحدها للمشاركة في انتخابات برلمان العراق القادم كوتا شعبنا حيث كانت دائما تنفرد بقائمة مستقلة في اغلب انتخابات العراق والاقليم (عدا انتخابات مجلس محافظة نينوى دخلت مع قائمة التجمع ولكن !! ونحن الان لسنا بصددها) حيث يعتبر انفراد زوعا بقائمة مستقلة كنوع من المكابرة والغرور والتعالي والثقة المفرطة بالنفس من جهة ومن جهة اخرى للتفرد بالمزايا والمكاسب والمنافع المالية والاستحقاقات الادارية المترتبة على ذلك والتي يسيل لها اللعاب
ومن الطبيعي القول ان انفراد زوعا بقائمة انتخابية مستقلة حق دستوري وديمقراطي مشروع وهنا لابد من الاشارة ان زوعا تلقت صفعة قوية ونكسة تنظيمية كبيرة زلزلت اركانها وهيبتها وسمعتها وخلقت حالة من التململ والتراجع في جماهيريتها وعدم الرضا داخل تنظيماتها وقواعدها الحزبية من جهة ومن جهة اخرى لدى الكثير من ابناء شعبنا المؤازرين لزوعا في الوطن والمهجر عند الاعلان عن تشكيل كيان ابناء النهرين من رحمها حيث اغلبهم قياديين وكوادر سابقة في قيادة وتنظيم زوعا ودفعت زوعا ثمن فاتورة هذا الشرخ التنظيمي هذه المرة ثقيلة وباهضة الكلفة جدا وتحملتها بصعوبة
2 - قيادة زوعا نست او تناست ان تأسيسها كان من اجل العمل والنضال والتضحية من اجل الحقوق القومية والوطنية والتاريخية لشعبنا وامتنا ومن اجل الدفاع عنها مع بقية تنظيمات ومؤسسات شعبنا القومية بشكل جدي وصادق وبروح جماعية وخطاب موحد ومطاليب مشتركة لا من اجل المنافسة والاستحواذ على السلطة والمناصب والنفوذ والمال والكراسي ان مثل هذا السلوك والموقف يعتبر حقا ضربة مؤلمة وموجعة وقاسية لشعبنا اولا ولمستقبل قضيته القومية المصيرية واهدافه وحقوقه ثانيا وهو يعتبر بمثابة جرس انذار يهدد بخسائر لا تعوض لمستقبلنا ومصيرنا وحقوقنا ويضعف من قدرة تنظيماتنا ومؤسساتنا على مواجهة التحديات والضغوطات والصعوبات والهموم والمشاكل في الوطن
3 - ان انفراد زوعا بقائمة مستقلة خارج اطار العمل القومي المشترك لتجمع تنظيماتنا في الانتخابات مخالفة صريحة للبرنامج السياسي للتجمع حيث بدأت مؤشرات انفراط عقده التجمع واضحة في الافق وهذا مانأسف عليه وفي نفس الوقت يعتبر نوع من الاستخفاف وخروج عن العمل لقومي المشترك والبرنامج السياسي للتجمع الموقع من قبل السكرتير العام لزوعا ومثل هذا الانفراد ايضا فيه نوع من النرجسية وحب الانا وعدم الاكتراث لرغبات وتطلعات شعبنا المشروعة في الوطن والمهجر الذي كان يعقد امالا واحلاما وردية عريضة على نتائج العمل القومي للتجمع
وكان يرفض ان يكون توجه التجمع طارئا ومؤقتا ومرحليا او من اجل المزايدات السياسية والاعلامية لان ذلك لا يخدم غير اعداء شعبنا ويزيد من الاحتقان والتوتر والازمات والخلافات بيننا واقول لقيادة زوعا ان حصول شعبنا على حقوقه كاملة وتحقيق اهدافه كشريك اساسي في الوطن لا يتحقق الا بوحدة عمل تنظيماتنا ومؤسساتنا بروح العائلة الواحدة والفريق الواحد بصرف النظر عن الاوزان والحجوم حيث لابد ان نتعلم ونستفاد من اخطاء ودروس الماضي وتجارب شركاء الوطن في توحيد الصفوف قبل فوات الاوان والفرصة مؤاتية
4 -لنكون صريحين اكثر ان هذا الانفراد والمكابرة فيه نوع من التهميش والاستخفاف بقدرة ومشاركة احزابنا القومية (الصغيرة جماهيريا) اعضاء التجمع السياسي التي لا تستطيع خوض غمار المنافسة الانتخابية انفة الذكر اعلاه الكوتا لوحدها في قائمة مستقلة لظروفها الخاصة الذاتية والموضوعية وبشكل خاص قاعدتها الحزبية والجماهيرية المحدودة التي لا تؤهلها للمنافسة مع قائمتي زوعا والمجلس الشعبي ذو القاعدة الجماهيرية الواسعة
حيث كان يفترض على الاخ والشقيق الاكبر زوعا الذي لديه القاعدة الحزبية والجماهيرية الواسعة وان يكون لها دورا محوريا رائدا في احتضان هذه الاحزاب الصغيرة من اجل تعزيز وتقوية بيتنا القومي الداخلي وتتنازل بقناعة وتطوع ذاتي عن بعض منافعها وحصصها المالية والادارية لهذه الاحزاب من اجل المصلحة القومية العليا لشعبنا وامتنا لا ان تنظر اليهم من برجها العاجي العالي وكأنهم دونها خاصة وان قيادة زوعا والمقربين منها شبعت من المزايا والمنافع ومنذ 2003 ولغاية اليوم هل وصلت الرسالة ؟
ان قراءة زوعا لواقع خارطة المتغيرات السياسية لتنظيمات ومؤسسات شعبنا القومية بعد 2003 في الوطن ليس دقيقا وصائبا وهي قرأة مخلوطة حيث لازالت زوعا تنظر الى كافة تنظيماتنا ومؤسساتنا بعين الريبة والشك والاستصغار والمكابرة وعدم الاهتمام وهو دليل الشعور بالنقص والضعف رغم وجود تنظيمات قومية لشعبنا تأسست قبل زوعا بسنوات (ومنها الحزب الوطني الاشوري 1973 وحزب بيت النهرين الديمقراطي 1976) وكذلك تاسست مؤسسة قومية معروفة هي المجلس الشعبي سنة 2007 ودخلت دائرة المنافسة الديمقراطية الشريفة مع زوعا وغيرت المعادلات السياسية على الارض في الوطن بالاعمال وليس بالاقوال والشعارات
5 - ان مثل هذا الانفراد سيعطي رسائل واشارات خاطئة وسلبية لشركاء الوطن مفادها ان تنظيمات شعبنا القومية منقسمون ويعانون من تقاطعات وخلافات فيما بينها على الحقوق القومية والوطنية والتاريخية علما ان بعض المتربصين والمتصيدين من شركاء الوطن قد لوحوا علنا او سرا للتملص او التراجع عن الحقوق والمكاسب والانجازات المتحققة لشعبنا في الدستوريين او على الارض في الوطن والتي حصل عليها شعبنا وتنظيماته ومؤسساته كأستحقاق وطني بتضحياتهم ونضالهم ودماء شهدائهم وليس منه او شفقة من احد وقد يصل هذا التراجع والنكوص الى الدول المتحضرة والى المنظمات الدولية التي تدعم حقوق وحربات واهداف شعبنا في الوطن اذا لم نحسن التصور والتصرف في الوقت المناسب ...
ازاء ما تقدم يعتبر انفراد زوعا بقائمة مستقلة قرار مستعجل واستباقي وغير مدروس رغم مشروعيته وكذلك عدم التشاور مع اعضاء التجمع وهو بمثابة الامتحان والاختبار لقيادة وكوادر وتنظيم زوعا خاصة بعد تشكيل كيان ابناء النهرين من رحمها حيث ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري اليوم احوج من اي وقت مضى للتعامل بواقعية وموضوعية وصدق وثقة وشفافية فهل يجوز لقيادة زوعا ان تفكر بهذا المنطق وتتحالف مع بعض شركاء الوطن في بغداد من المتشددين قوميا ودينيا وسياسيا احيانا ؟ كما فعلت في الدورة البرلمانية الحالية كما اشار اليه بيان النائب عماد يوخنا الرابط ادناه لا نريد ان نذكر اسمائها فأين مصلحة شعبنا العليا في مثل هذه التحالفات ؟ اليس التحالف مع تنظيمات ومؤسسات شعبنا القومية هو الاولى والافضل لتحقيق حقوقنا واهدافنا وكلنا معا ؟ نترك الجواب للمنصفين من ابناء شعبنا ...
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,716324.0.html انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com