المحرر موضوع: المحذوف .. من معلومات سورية خطيرة  (زيارة 595 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

المحذوف ..
من معلومات سورية خطيرة

عبدالمنعم الاعسم

المعلومات التي نقلتها المستشارة السورية بثينة شعبان عن الرئيس بشار الاسد بانه كان قد تلقى من سياسيين عراقيين كبار قبل سنوات رجاءات بوجوب فتح الحدود السورية امام "المجاهدين" تُعد خطيرة بكل المقاييس، على الرغم من انها، بالنسبة لمتابعي احداث السنوات العشر العراقية الماضية عن قرب، ليست مفاجئة، ولا تضيف لمعلوماتهم فاصلة واحدة غائبة عن تورط اولئك السياسيين الذين المحت لهم شعبان، ومعروفة اسماؤهم واحدا واحدا، من الالف الى الياء قبل ان يعلنها الرئيس السوري "في الوقت المناسب" كما قالت المستشارة.
 وخطورة هذه المعلومات تتوزع على مستويين، الاول، انها تستند، بالتأكيد ودون مواربة، الى اتصالات مسجلة، ورسائل قيد الحفظ، وبصمات جنائية بعضها الكثير لدى الجانب العراقي، والثاني، انها تكشف عن خارطة جديدة من الخنادق التي تتقاتل على الارض السورية، فمن كان حليفا للاسد بمواجهة التغيير في العراق انتقل لقتاله بشراسة بالرجال والمال و"رباط الخيل"، ومن كان ضحية له وشيع طوابير متواصله من قتلى الارهاب، عابر الحدود السورية، انتقل الى خندق الاسد لقتال الآخرين، وذلك في انقلاب مثير لمزاد الولاءات الاقليمية.
 من هذه الزاوية، قد يبدو أنْ لا قيمة لخزانة المعلومات السورية اذا ما كشفت، مثلا، ان طارق الهاشمي الذي يقاتل دمشق من موقعي قطر وتركيا كان قد اتصل بالاسد طالبا تسهيل تسلل مقاتلي القاعدة من السعودية وليبيا وفرنسا الى الاراضي العراقية، فالرجل (الآن) في حال لا ينكر معه هذه المعلومات، وربما ينظر لها من باب الأمجاد الشخصية، كما لا تعني شيئا بالنسبة لأقنية إعلامية كانت تغطي من دمشق كل النشاطات الاجرامية لفلول القاعدة والنظام السابق وتكرمها بلقب المقاومة ثم نقلت بندقية الحرب الاعلامية الى الكتف الثاني نحو نظام دمشق نفسه، وهذا الامر يشمل سياسيين عراقيين يتنقلون بين الخنادق والولاءات والتبريرات ولا تعنيهم العملية السياسية إلا بالقدر الذي تؤمن لهم مصالحهم الفئوية الانانية.
 اما الامر الاكثر خطورة في معلومات بثينة شعبان فانها تتمثل في الجزء المحذوف (قصدا) من هذه المعلومات التي سوّقت فجأة الى دورة الاخبار، وهو موقف الرئيس بشار، آنذاك، من رجاءات الساسة العراقيين المعنيين، فهل أمر بتسهيل عبور المجاميع الانتحارية التي القت بها فضلات الدول على حدود العراق لقتل المدنيين والسكان واثارة الفتنة الطائفية بزعم محاربة الاحتلال، وهذا ما حدث فعلا؟ أم انه رفض رجاءاتهم وانبرى الى منع "المجاهدين" وحماية دم العراقيين من هذا الغبار الصحراوي الخانق، وهذا لم يحدث؟.
 نعم.. كان الرئيس بشار سخيا مع "المجاهدين" قبل ان ينقلبوا عليه.. والمحذوف يدين حاذفه، بسوء القصد.
*****
"سامح أعداءك، لكن لا تنس أبدا أسماءهم".
جون كندي