المحرر موضوع: مؤتمر أصدقاء برطلة وشعاع من الأمل  (زيارة 1524 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كمال لازار بطرس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 160
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مؤتمر أصدقاء برطلة وشعاع من الأمل

سنحت لي الفرصة مؤخراً بالمشاركة في (مؤتمر أصدقاء برطلة) الذي انعقد في قاعة الشهيد سعد عبدلله بأربيل، للفترة من 23-24/11/2013- وكانت فرصة طيبة، لكي أضع إرادتي موضع الإختبار، فأنا من طبعي شحيح المشاركة في مثل هذه المناسبات، لأنني أدرك تماماً أنّ في النهاية ستصدر عنها توصيات غاية في الجمال والأهمية، ولكنها تبقى حبيسة الأدراج، ينتهي العهد بها عند تلاوتها في نهاية المؤتمر، فليس كافياً أن نتمنى أو نرسم أو نكتب لأنفسنا أهدافاً، إنما يجب أن نسعى لتحقيقها.
في الحقيقة، ما حفّزني على المشاركة في هذه المرة، إضافةً إلى الأهداف المعلن عنها، والتي من أجلها انعقد المؤتمر، هو مشاركة عدد من الأسماء الكبيرة فيه، ومساهمتهم الفعّالة في إعداده وتوفير الأجواء والمناخات الملائمة التي تكفل نجاحه، حتى يبلغ الأهداف التي رُسمت له، ويخرج بتوصيات عملية، قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
أجل، هذه المرة تسلل إلى داخلي شعاع من الأمل بعد أن التقيت بأشخاص متحمسين لقضايانا ومشاكلنا، أناسٌ نذروا أنفسهم للعطاء والتضحية من أجل تكريس قيم الحق والخير والجمال. جاءوا ليدافعوا عن كرامة ووجود ومستقبل شعب مهدد بالاقتلاع من جذوره، وتلك لعمري رسالة واضحة في مواجهة الباطل والشر والتطرف وكل أشكال الفتن. هامات عالية شاركت في هذا المؤتمر أمثال: الدكتور كاظم حبيب، والقاضي زهير كاظم عبود، والدكتور رشيد الخيون، وغيرهم ممن حضر وأعدّ له.
هؤلاء الناس جاءوا في عصر غابت عنه معاني البحث عن الحق.  جاءوا متبرعين للدفاع عن حقوقنا، وكانت مرافعاتهم صرخةً مدوّية من أجل الدفاع عن وجودنا والمحافظة على هويتنا وخصوصيتنا.
كل هذا يحصل ونحن غارقون في نوم عميق، أدمغتنا مشلولة، وإرادتنا معطّلة.
إنّها حقاَ لمأساة كبيرة أن يأتي الآخرون لنجدتنا، ونحن نتفرج ..
أي عاقل يروق له هذا المشهد؟!
متى نستفيق من هذا السبات الطويل؟، كما قال أحد المطارنة الأجلاء في مستهل كلمته التي ألقاها في المؤتمر.
لا أريد سرد ما جاء في جلسات المؤتمر، فوسائل الإعلام غطّت جانباً كبيراً منه، ولكن لابد لي من الإشارة إلى أنّ المؤتمر أعطى الفرصة للمتحاورين للتعبير عن آرائهم. حصل هذا في اليوم الأول، بعيداً عن مجمل المحاور التي ستناقش من قبل لجان العمل المنبثقة عنه، خاصة، أنَّ الحوار بحد ذاته يُعتبر عصفاً ذهنياً للتنفيس بحرية مطلقة، وفي أجواء صريحة وشفافة. وأعتقد أنّ المشاركين لمسوا من خلال تواجدهم في الجلسات مدى حرية المتحاورين في التعبير عن آرائهم من أجل معالجة القضية المطروحة للنقاش.
وقد سجّل المؤتمر حضوراً واضحاً للإخوة الشبك، وهم الخصم المفترض- إن صحّ التعبير- فكان لحضورهم الأثر الواضح في إثراء المناقشات والمداخلات التي تخللت الجلسة الحوارية المسائية في اليوم الأول. وفي تقديري أصاب منظمو المؤتمر الهدف في الصميم بتوجيههم الدعوات للطرف الآخر لحضور المؤتمر. ويعتبر هذا نجاحاً آخر للقائمين عليه.
إنّ ما نشهده في مناطق تواجد شعبنا من ظواهر التغيير الديموغرافي، لَهو مشهد خطير, يقلقنا كمسيحيين، والأخطر أنّ هذه المحاولات لها ارتباطات بمشاريع كبيرة إقليمية ودولية.
إنّ قوى الجهل والتطرف في بلادنا التي لا يردعها رادع قانوني أو أخلاقي أو إنساني، كانت ولا تزال أداة لمشاريع الفتنة والتمزيق والتخريب. وللأسف، فإنّ هناك قوى محلية تدعم التطرف وتموله، لإشعال النار وجعل أبناء شعبنا وقوداً لهذه النار.
إنّ التغيير الديموغرافي الذي حصل في (برطلة) ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير. فمحاولات التغيير هذه جارية، ومستمرة في البلدات والقرى العائدة لأبناء شعبنا. بدأت في سهل نينوى، وفي تلكيف على وجه الخصوص، ثم انتقلت إلى بخديدا، والآن جاء دور برطلة.
ولم تسلم بلدتنا عنكاوا من هذه المحاولات المشبوهة. فما جرى ويجري في هذه البلدة يعلم به القاصي و الداني.
لعلّ البلدة الوحيدة التي استطاعت أن تقف في وجه هذه الريح الصفراء، و تنأى بنفسها بعيداً عمّا يحصل، هي بلدة (ألقوش)، بفضل أهلها الغيارى، الذين ظلوا محافظين على هويتهم وخصوصيتهم، فهم يستحقون منّا أن نرفع لهم القبعات احتراماً.
كنت أتمنى أن ينعقد هذا المؤتمر قبل سنوات خلت،  تحت عنوان أشمل ومساحة أكبر، آخذاً بنظر الإعتبار التجاوزات التي حصلت في جميع مناطق شعبنا الكلداني السرياني الآشوري, ولكن ...
 في النهاية، أتمنى أن يحقق هذا الملتقى المبارك كل النجاح، و أن تكون قراراته وتوصياته فاعلة ومجدية، تأخذ طريقها إلى التطبيق العملي. فنحن بأمس الحاجة إلى الأعمال، لا إلى زُخرُفٍ من الأقوالِ...


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ كمال لازار شكرا للموضوع

بصراحة هكذا نجاح حققه بضعة اشخاص هو شئ مذهل.

انا قبل فترة كنت قد كتبت باننا لسنا بحاجة الى احزاب وانما الى الجهود الفردية لكل شخص منا ولكني تعرضت الى انتقاد من اشخاص ينتمون الى احزاب وهذا دليل اخر بان الاحزاب تملك دور سلبي فهي تقوض العمل الفردي والمجهود الفردي. هذا النجاح لبضعة اشخاص اتى ايضا ليؤيد وبكل قوة ما كنت اقوله بان ليس هناك نجاح بدون مبادرات ذاتية للافراد بانفسهم.:

تصور الان لو ان كل بضعة اشخاص امتلكوا نفس المجهود والقدرات والحس بالمسؤولية فسترى بان الكثير سيتغير.

تحياتي

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ والصديق العزيز كمال لازار المحترم
بعد التحية

التقيم الايجابي لاعمال مؤتمر اصدقاء برطلة الاول من قبل الاخ كمال لازار في مقاله اعلاه ومن داخل اروقة المؤتمر يعتبر بمثابة وسام فخر كبير للقائمين عليه والمساندين له وفي نفس الوقت يعتبر شهادة متميزة بنجاح اعمال المؤتمر لان الرجل الاخ كمال وبعيدا عن المصالح الخاصة الضيقة دائما يمتلك حسا وطنيا وقوميا وسياسيا مرهفا ومشهود له بالاستقامة والنزاهة والمسؤولية وأرائه تتسم بالموضوعية والصراحة والصدق والشفافية ويريد فيها اظهار الحقيقة دائما كالشمس الساطعة والمقال والتوضيح اعلاه ردا بليغا وصريحا لاصحاب النوايا والاغراض الخاصة والمبيتة الذين يحاولون عبثا النيل من اعمال ونتائج وادارة وتوصيات مؤتمر اصدقاء برطلة فتحية اخوية للاخ والصديق كمال ولمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة 2014 كل عام وانت العائلة الكريمة بألف خير مع تقديري


                                                                                                                            اخوكم
                                                                                                                        انطوان الصنا   

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
مؤتمر أصدقاء برطلة وشعاع من الأمل

أجل، هذه المرة تسلل إلى داخلي شعاع من الأمل بعد أن التقيت بأشخاص متحمسين لقضايانا ومشاكلنا، أناسٌ نذروا أنفسهم للعطاء والتضحية من أجل تكريس قيم الحق والخير والجمال. جاءوا ليدافعوا عن كرامة ووجود ومستقبل شعب مهدد بالاقتلاع من جذوره، وتلك لعمري رسالة واضحة في مواجهة الباطل والشر والتطرف وكل أشكال الفتن. هامات عالية شاركت في هذا المؤتمر أمثال: الدكتور كاظم حبيب، والقاضي زهير كاظم عبود، والدكتور رشيد الخيون، وغيرهم ممن حضر وأعدّ له.
هؤلاء الناس جاءوا في عصر غابت عنه معاني البحث عن الحق.  جاءوا متبرعين للدفاع عن حقوقنا، وكانت مرافعاتهم صرخةً مدوّية من أجل الدفاع عن وجودنا والمحافظة على هويتنا وخصوصيتنا.
كل هذا يحصل ونحن غارقون في نوم عميق، أدمغتنا مشلولة، وإرادتنا معطّلة.
إنّها حقاَ لمأساة كبيرة أن يأتي الآخرون لنجدتنا، ونحن نتفرج ..
أي عاقل يروق له هذا المشهد؟!





هذه النقطة هي مرة اخرى لا تدهشني. لا يدهشني ان يتمكن بضعة اشخاص من تحقيق انجاز لم تتمكن احزابنا من تحقيقها. فهؤلاء بضعة اشخاص يعتمدون على ارادتهم, اما احزابنا فكان لهم خطاب يقولون فيه لابناء شعبنا انتم لستم بحاجة الى تحمل اية مسؤولية وانما اعتمدوا علينا نحن القيادة المجيدة في كل شئ, فنحن حكماء ونمتلك قيادة حكيمة ونستطيع بمفردنا ان نحقق كل احلامكم. هذا بدلا من ان يقولوا الحقيقة ويتبعوا خطاب اخر بانهم كقيادة لا يستطيعون فعل اي شئ وبان عليهم ان يشجعوا الكل والجميع من ابناء شعبنا بان يتحمل كل فرد منا المسؤولية لينفذ انجازات.

هذه النقطة تراها في كل شئ اخر تحقق. الاهتمام باللغة الام كانت عبارة عن مجهود فردي لبضعة اشخاص معروفين وانا كنت قد ذكرت اسمائهم واعيدها هنا: هؤلاء هم كل من الاب الاستاذ البير ابونا, الاب الشهيد بنيامين هرمز, الاستاذ يونان هوزايا, الاستاذ اندريوس يوخنا, الاستاذ حنا عبدالاحد روفو, الاستاذ يوخنا دانيال, الاستاذ داود هيدو , الاستاذ انطوان بهنان, الاستاذ نرسي ديفيد, الاستاذ كمال ايليا بيا. وجهود هؤءلا الفردية لا يمكن لاي جهة ان تقوم بسرقتها لتسجلها باسمها.

نجاح بضعة اشخاص بجهودهم الفردية في تحقيق هكذا منجز كبير في مؤتمر اصدقاء برطلة يؤكد وبكل قوة بان الادعاءات التالية هي ادعاءات متخلفة هزيلة مثل:

نحن بحاجة اولا الى تسمية موحدة حتى نتمكن من تحقيق انجازات
نحن بحاجة الى ايدولوجية حتى نحقق انجازات
نحن بحاجة الى وحدة وثوب واحد حتى نحقق انجازات
نحن نحتاج اولا  الى حس قومي اكبر حتى نحقق انجازات

هذه الادعاءات كلها عبارة عن هراء لا معنى له.

هناك اما اشخاص يعتمدون على المبادرة الذاتية ويعتمدون على مجهودهم الفردي انطلاقا من حسهم بالمسؤولية كافراد وعندها سيحققون بدون اي شك انجازات بالتمسك بارداتهم

او انك ستجد اشخاص فاشلين لا يملكون اي مجهود فردي ولا يريدون ان يكون لهم هكذا مجهود ولا حس بالمسؤولية لديهم ولهذا تجد هؤلاء يلتجؤون الى الادعاءات اعلاه بانهم اولا يحتاجون الى تسمية موحدة او ايدولوجية او الخ

لذلك فان هذه المبادرة حول مؤتمر اصدقاء برطلة هي اكثر من رائعة لانها توضح عدة اشياء ايضا وتوضح في مداخلتي بان على هؤلاء الفاشلين ان يتوقفوا عن ادعاءتهم البائسة والتوقف عن نشر بؤسهم.

الانسان كفرد ياتي قبل كل شئ اخر, والانسان كفرد هو بامكانه ان يحقق انجازات.
فمن الغريب حقا ان يتم اهمال الانسان بل ايضا تقويض مسؤوليته والاعتماد على ادعاءات لا قيمة لها .