المحرر موضوع: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي  (زيارة 8347 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل موفـق نيـسكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 362
  • الحقيقة هي بنت البحث وضرَّة العاطفة
    • مشاهدة الملف الشخصي
طبيعة عقلية المسيحي الشرقي

إن العقلية الشرقية كغيرها من عقليات الشعوب الأخرى لها ميزاتها الايجابية وسلبياتها، وقد تطرَّق الكثير من الكُتّاب وعلماء الاجتماع لطبيعة العقلية العربية الشرقية، ويبدو أن مقولة بعض المفكرين المسيحيين المعاصرين مثل مكرم عبيد باشا (1889–1961م) والدكتور رفيق حبيب (1959م–) القائلة: إن مسيحيو الشرق هم مسيحو الديانة مسلمو الثقافة لم تأتي من فراغ، وهذا الأمر يُذَّكرني بقبيلة تغلب العربية التي اعتنقت المسيحية قبل الإسلام والتي اشتهرت بالقوة والشجاعة حيث يُضرب بها المثل القائل "لو تأخر الإسلام لأكلت بنو تغلب العرب"، ففي إحدى المرات قامت إحدى القبائل العربية بقتل تغلبي، وتأخر بني تغلب الأخذ بثأرهم على غير عادتهم، فاستخفَّت قبيلة بهراء بقبيلة تغلب وأخذت تُعيَّرها بأنكم مسيحيون ولذلك لا تستطيعون أخذ الثار، فانتفضت قبيلة تغلب وذهبت وقتلت أمير القبيلة التي قتلت التغلبي، وانطلق الشاعر التغلبي المسيحي جابر بن حُني منشداً ومفتخراً قائلاً:

    وقد زعمت بهراء أن رماحنا     رماحُ نصارى لا تبؤ إلى الدمِ
نعاطي الملوك إن قسطوا لنا      وقتلهم علينا ليس بمحرمِ

وما يهم موضوعنا هو ليست القصة بل تعليق الأستاذ هادي العلوي على القصة والشعر بالقول: رغم أن المسيحية دين محبة وسلام ودين من لطمك على خدك الأيمن حول له الأيسر، إلاَّ أنها لم تستطع أن تنزع الطبيعة البدوية لهذا التغلبي المسيحي.

ولأن مسيحيو هذه المنطقة هم أيضاً شرقيو الثقافة بغض النظر عن دينهم، فإنهم يحملون نفس سمات هذه الثقافة، لذلك فعقلية المسيحي أيضاً هي عقلية شرقية، وسنقتصر على ما يخص موضوعنا من وصف العقلية الشرقية من وجهة نظرنا وكما ورد بعضها في كتب اليونان والرومان والفرس والهنود مثل، هيرودوتس، لامانس، المستشرق دي لاسي أوليري، براون أولري، ابن خلدون، الجاحظ، حافظ وهبة، كارل بروكلمان، أحمد أمين، علي الوردي، وغيرهم.

1: الشرقي: كائن فردي النزعة، عصبي المزاج، سريع الغضب، صبره محدود، يهيج للشيء التافه، وإذا هاج بسبب جرح  كرامته فإنه يُسرع إلى السيف ويحتكم إليه لأن الكرامة والحرية عنده مقدستان، والشرقي لا يحب التقيد بنظرية محدودة أو أوامر من أحد، لذلك فالشرقيون أصعب الأمم انقياداً لرئيس أو حاكم ولا يدينون بالطاعة له إلاَّ بالقوة ولا يستسلمون إلاَّ بعد شعورهم بالضعف وعدم قابليتهم للمقاومة، والشرقي مع بؤس حاله يفتخر بنفسه ويتطاول على غيره وينزل نفسه دائماً فوق مراتب الناس، وكل شخص منهم يحب السيطرة والرئاسة لنفسه، فالشرقيون يريدون أن يكونوا كلهم ملوكاً وأغلب أمثالهم تدل على ذلك منها، "مَن مَلكَ استأثر"، "حبذا الإمارة ولو على حجارة"، "من عَزَّ بَزَّ"...إلخ، والشرقيون شديدو التذمر ضد الرئاسة سواء كانت دنيوية أم دينية، مُحبُّون للانقسام ومتقبلون لأية فكرة تساعدهم على الانقسام، وصعوبة انقيادهم وعدم خضوعهم للسلطة هو الذي يحول بينهم وبين سيرهم في سبيل التقدم، وكل شخص مسؤول أو في موقع الرئاسة عليهم سواءً كانت دنيوية أم دينية ولا زال على قيد الحياة هو موضع انتقاد من قِبلهم ولا يكلُّون عن انتقاده وعرض سلبياته ولكن بمجرد موت الشخص المسؤول يتحول عندهم إلى شبه ملاك أو قديس لا يكلّون عن مدحه والثناء عليه والترحم على أيامه جرياً على مقولة "اذكروا محاسن موتاكم" لدرجة أن الكثير من الشرقيين يرثون المتوفى بأجمل القصائد بعدما كان الراثي نفسه من أشد الناقدين للمتوفى عندما كان حياً، لذلك فالشرقي متناقض الشخصية، والشرقي عنصري لقبيلته وطائفته وأسرته حتى لو كانت على خطأ، فهو ينتقد المجتمع والناس من حوله وكأنه هو من خارج المجتمع، ومسموح للشرقي أن ينتقد أحد أفراد أسرته لكن المُستَمِع لا يجب أن يؤيدهُ جرياً على مقولة "أنا أدعي على ولدي، لكن أنت ليس مسموحاً لك أن تقول آمين"، والشرقي مادي (بخيل) ومصلحي لكنَّ إكرام الضيف عنده مقدس وهو مستعد أن يقترض في سبيل إكرام الضيف وإذا لم يستطيع الاقتراض فلا مانع عنده أحياناً من أن يسرق في سبيل إكرام ضيفه، ولكن ما أن يخرج ضيفه من عتبة الدار فإنه يحاول أن يستغله إذا كان بينهما مصلحة، والشرقي غالباً يؤمن أنه يملك الحقيقة ويحاول إثباتها للآخرين وليس غايته الوصول إلى الحقيقية من خلال الأخذ برأي الآخرين والاعتراف بأن رأيه خطأ ظناً منه أن ذلك يشكّل انتكاسة او عيباً عليه.
 
2: الشرقي: يعتز بالماضي كثيراً ويتمسك بعاداته وتقاليده ولا يؤمن بالتقدم والارتقاء ولا يحب التجديد والتطور حتى وإن كان ذلك لمصلحته لأن خياله قصير وطموحه محدود، وقلَّما يرسم له خياله عيشةً خيراً من عيشته لأنه يريد أن يعيش كما عاش آباؤه وأجداده، ولا يفكر في تحسين وضعه وتغيير حاله إلاَّ إذا شعر بأن هذا التغير سيأتيه بنفع وربح مادي وبشرط ألاَّ يتعارض التغيير مع عرفه تقاليده فهو إن انحرف عنها عرَّض نفسه وكيانه وتقاليده للهلاك وحجته أن التطور والتجديد لا يتفقان وسنة الآباء والأجداد ومنطقه في ذلك القول: "حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا"، أو أنه يتقبَّل التغيير إذا أُكره عليه وعندئذ يتقبَّل أمر الواقع مستسلماً، والشرقي دائماً يحنُّ إلى الماضي والأطلال لدرجة أنه يبكي عليها أحياناً، فهو لا يفكر في الحاضر والواقع أو ينظر إلى المستقبل لأنه فاشل في الحاضر ولا يملك شيئاً، لذلك هو يعتقد أن الحل هو في الماضي فقط، وأكثر الأحيان يستعمل كلمات مثل (لو) و (إذا) و (لكن)..الخ، لمناقشة مشكلته الحاضرة، وغالباً ما ينسب الأخطاء والمشاكل الحالية إلى الرئيس أو المسؤول الدنيوي أو الديني الحالي ويعتقد أن الرئيس الذي قبله لو كان حياً لما حصلت هذه المشكلة، ناسياً أن المشكلة قد تكون من مخلفات الرئيس السابق أصلاً وابتلى بها الرئيس الحالي، وهو يعتقد أن كل الماضي كان مُقدَّساً وكل الناس الذين عاشوا في الماضي كانوا مؤمنين أكثر من الوقت الحاضر مستعملين مقولات مثل "إن الناس في الماضي كانوا مؤمنين وعلى نِيَّاتهم"، ناسياً أن أكثر من نصف مشاكله الحالية هي بسبب أخطاء آبائه وأجداده وأن المستقبل يصنعه الأحفاد لا الأجداد، وحتى عندما يغش الطالب الشرقي في الامتحان فإنه غالباً ما ينظر إلى الطالب الذي يجلس خلفه أكثر من الجالس أمامه، كما أن الشرقي يعتز بالماضي حتى ولو كان سيئاً أو غير منطقي ودائماً يحاول أن يبرر أخطائه الماضية وطريقته في ذلك مقارنة أخطائه بأخطاء غيره ولذلك فإن أخطائه ليست أخطاء بل هي صحية.
ونستطيع مما تقدم أن نميز نقطتين، الأولى: إن الشرقي عموماً ميال إلى التذمر والانقسام، والثانية هي: أن الشرقي يعتز بالماضي كثيراً، وما يهم موضوعنا هو المسيحيين بطوائفهم والذين يفرطون بالاعتزاز بالماضي حتى لو كان سيئاً.
 
يقول المؤرخ جيمس برستد: إن اعتماد الشرقيين على الماضي ومحافظتهم عليه كان علَّة تأخرهم.(برستد، العصور القديمة ص185).

يقول المطران الكلداني الآثوري أدي شير مفتخراً بماضي الآشوريين والكلدان: إن الأمة ألآثورية أو الكلدانية كانت من أشد الأمم بأساً وأكثرهم قوة وعصبية، وكانت ميالة إلى الحرب والقتال وكان لا بد لهم أن يباشروا غزوة في كل ربيع، وإن ملوكهم اشتهروا بقسوة القلب والمعاملة الوحشية نحو العدو المغلوب إذ كان أكثرهم يأمرون بسلخ أجسام الأسرى أو بصلبهم أو بقلع عيونهم ويفتخرون بذلك مُدَّعين أنهم يعملون هذا بأمر آلهتهم، وقد عثرَ المسيو دي مرغان على تمثالاً يمثل بعض ملوك آثور وهو يسحب ورائه أسيراً بحبل معلّق بعنقه وتحت قدميه جثث من الأسرى يدوسها برجليه، وذكر الملك آشور بانيبال في إحدى كتاباته كيف تعامل مع أحد ملوك العرب قائلاً: إنني ثقبت فمه بمديتي (سكين) التي أقطع بها اللحم ثم جعلتُ من شفته العليا حلقة وعلَّقتُها بسلسلة كما أفعل بكلاب الصيد.

ولا يُعير المطران أدي شير أهمية لهذه الوحشية وقسوة القلب ورائحة الدم التي علقت بالحضارتين الآشورية والكلدانية، (وهو مطران) بل يحاول أن يبرر ذلك بالقول: إن المصريين الفراعنة والإسبارطيين أيضاً كانوا يفعلون ذلك مع أعدائهم، ويبدو أن المطران أدي شير فاته أن المصريين الحالين وبرغم أنهم شرقيين إلاَّ أنهم أقلُّ حدةً تعلقاً بالماضي من مسيحي الشرق الأوسط لذلك فالمصريون لا يعتزون بالفراعنة قومياً وعرقياً، ووصف المصري بالفرعون هو انتقاد يرفضه المصري بقوة لكنه يعتز بحضارة الفراعنة كحضارة تاريخية، وكذا الحال بالنسبة للمدة التي حكم فيها الإسبارطيون اليونان، فاليونان يَعدُّون الإسبارطيين سيئيّ الأخلاق وأن حقبة حكمهم كانت مظلمة أبعدت اليونانيين عن العيش بسلام وديمقراطية كما أبعدتهم عن العلم والأدب والفلسفة والفن وغيرها وضيَّعت ما كسبته اليونان من مكانة سابقاً، ويقول المؤرخ الشهير ول ديورانت: لقد استحوذت النزعة العسكرية على إسبارطة وجعلتها سوط عذاب لجيرانها بعد أن كانت لها مكانة محترمة، وعندما سقطت فما من أمة حَزِنتْ عليها، ولا نكاد نجد اليوم بين الأنقاض القليلة الباقية منها نقشاً أو عموداً واحداً ملقى على الأرض يعلن للعالم أن اليونان كانوا في يوم من الأيام يسكنون في هذا المكان. (ول ديورانت، قصة الحضارة ج6 ص 164).

وبما يخص التسميات السريان، الكلدان، الآشوريين..الخ، أحب أن أوضح رأيي فيها من خلال تجربتي الشخصية فأقول: يتصل بي أحياناً قسم من الأصدقاء المسيحيين والمعارف وخاصة الإخوة الكلدان والآشوريين للبحث لهم من بطون الكتب عن أسماء كلدانية أو آشورية لكي يُسمَّوا بها مولودهم الجديد، وغالباً ما يكون الطلب عن اسم إناث لأنها قليلة وغير معروفة مقارنة بأسماء الذكور، وهذا أمر طبيعي وليس غريباً ويُفرحني كثيراً.

 لكن الغريب أنه قبل عدة سنوات زارني أحد الأشخاص من غير المسيحيين وهو ذو مكانة علمية ووظيفية مرموقة في أوربا، ودعاني لأحضر طقس تَعميدهُ لأنه يريد وعائلته اعتناق المسيحية، ولفت انتباهي أن الطقس سيتم في إحدى الكنائس الإنجيلية، فقلت له، لماذا يا أستاذ تريد أن تتعمد في الكنيسة الإنجيلية وليس في إحدى الكنائس السريانية أو الكلدانية أو الآشورية؟، وللأمانة إن سؤالي له لم يكن من باب عقائدي أي ليس لأن عقائد الأرثوذكس أو الكاثوليك أفضل من الإنجيلين بل كان سؤالي من باب اجتماعي وثقافي بحت، لأني قلتُ له إن الإنجيليين يضمُّون فئات مختلفة من الناس بينما السريان والكلدان والآشوريين هُم من أبناء جلدتك ولهم كنائس ونوادي اجتماعية كثيرة ويقيمون حفلات كما يقيمون دورات للأطفال حيث سيستفاد أطفالك، فضلاً عن أنكم سوف تتعلمون لغة إضافية وهي السريانية التي تتكلم بها هذه الطوائف..الخ، فردَّ عليَّ وقال لي: "يا أخي أنا أتيتُ لادعوك إلى تعميدي لأصبح مسيحياً وليس لكي ارتد عن المسيحية"، فاستغربتُ وقلت له لماذا؟، فقال لي: ألا ترى التصارع بين الجميع على الأسماء وأنا أريد الابتعاد عن مشاكلهم، فقلت له: سأحترم رأيك ولكني أقول لك: حتماً سيكون في الكنيسة الإنجيلية شرقيو الأصل مثلك من سريان وآشوريين وكلدان، واحتمال أن مشاكل تسمياتهم ستصل إليك وإلى أطفالك وأحفادك من بعدك، ولذلك أنصحك أن تجد كنيسة إنجيلية باسم كنيسة آدم، فقال لي: لا يوجد كنيسة بهذا الاسم، فقلت له: هناك كنائس أجنبية بهذا الاسم وبما انك وزوجتك مُثقَّفان وذو مكانة علمية مرموقة فأنكما تستطيعان تغيير اسم الكنيسة التي ستذهبون إليها إلى اسم كنيسة آدم ولن يستطيع أحد في المستقبل أن يغير اسمها وسوف يُخلِّدك التاريخ.
 
وفي أحد الأيام حَلَّيتُ ضيفاً على أحد الإخوة من الآشوريين المتشددين وأهديته أحد كتبي فشكرني، ثم دار حديث بسيط بيننا تطرَّق فيه هو إلى موقف الكتاب المقدس السلبي من الآشوريين ثم وجه لي الكلام قائلاً: بكونك مطلع على الأمور الدينية والتاريخية ولديك علاقات مع رجال الدين أكثر مني، ألا يمكن تشكيل لجنة دينية لتغير الكتاب المقدس وحذف الآيات التي تصف الآشوريين بالسوء، فأجبته جواباً تاريخياً وإيمانياً وشعرتُ أنه لم يقتنع بكلامي ولكنه لم يَردَّني بكوني ضيفهُ، وبعد مدة قليلة التقيتُ أحد الإخوة المثقفين الكلدان وكان من المتشددين أيضاً وقلت له مازحاً: لقد تلقيتُ اقتراحاً طريفاً ما رأيكَ فيه؟، وشرحتُ له رأي الأخ الآشوري، فقال لي: والله فكرة جيدة نتمنى أن تُنفَّذ ولكن بحذف ما يخص الكلدان فقط، وعلى الأقل حذف سفر الرؤيا الذي يصف مدينة بابل بصورة سيئة، وكانت مهمتي أسهل مع الأخ الكلداني عندما بَيَّنتُ له أن المقصود بمدينة بابل في الكتاب المقدس هي بابل القديمة (الحلة)، وهي ليست نفس بابل المقصودة في (بطريركية بابل على الكلدان) لأن الأخيرة تعني مدينتي قطسيفون (المدائن) التي سَمَّاها الفرس بابل ومدينة بغداد التي سَمَّاها الغربيون بابل، حيث كانت قطسيفون المقر الأول لكرسي الكنيسة السريانية الشرقية وانتقل إلى بغداد سنة 780م وحتى سنة 1283م، فاقتنع بكلامي، وحقيقةً لم تشأ الصدفة أن اطرح الفكرة على من يريد العودة إلى الاسم الآرامي وأخذ رأيهم بحذف وصف الكتاب المقدس للآراميين بالسوء أيضاً، ولهذا فالاقتراح مفتوح لهم عبر هذه المقالة.

والأغرب مما قلناه هو: إن كثيراً من أبناء هذه الطوائف يعيشون في الغرب ومع هذا فإن النزعة الطائفية لا زالت نفسها إن لم تكن أقوى، وهؤلاء يلاحظون أن الإنسان يفرض نفسه ويأخذ حقوقه بوجوده ووحدته وما يملك وليس باسمه أو باسم حضاراته القديمة، فها هي أمريكا دولة حديثة لا تمتلك تاريخ وحضارة قديمة لكنها أقوى دول العالم، ولو ذهب إلى مبنى البلدية في أي دولة أوربية مئة شخص من كل طائفة 25 شخص (آرامي آشوري كلداني سرياني) وطلبوا تخصيص مبنى نادي لهم باسم شعب الوقواق فسوف يُلبَّى طلبهم باحترام، أمَّا إذا قام آرام بن سام وآشور بانيبال ونبوخذ نصر ومار أفرام السرياني من الأموات وذهبوا إلى دولة أوربية لطلب نادي لهم بكونهم أربعة أشخاص فقط، فسيُرفض طلبهم من موظف الاستعلامات قبل عرضه على المسوؤل المختص، هذا في أوربا حيث سيرفض طلبهم مع ابتسامة صفراء وتقديم كوب من القهوة لهم لأنها توجد غالباً في الاستعلامات مجاناً، أمَّا إذا ذهب الأربعة إلى إحدى الدول العربية، فلن يَسمَح لهم الشرطي الواقف خارجاً بالدخول إلى استعلامات مبنى البلدية أصلاً، هذا إذا لم يُعتقلوا بتهمة الاستهزاء بسلطة الدولة بكونهم أربعة أشخاص جاءوا يطالبون حقوقاً لهم.

يقول الرحَّالة جيمس بكنكهام الذي زار العراق سنة 1816م والتقى بالمسيحيين ودرس أوضاع طوائفهم: لم أرَ في الاختلافات العقائدية بين الطوائف المسيحية ما يرضيني، ويبدو أن الأطفال يسيرون على خطى آبائهم وليس فيهم من يتعب نفسه في معرفة العقيدة التي يؤمن بها جاره، لأنهم يعتقدون أن الخلاف القائم في عقائدهم لا مجال للمصالحة فيه، ولذلك فهم لا يحاولون التوفيق بين هذه العقائد وتوحيدها. (الأب سهيل قاشا، الموصل في العهد الجليلي ص 446)


غير متصل نيسن يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 195
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #1 في: 06:16 01/01/2014 »

الاخ موفق نسكو1 المحترم

تحياتي لك وكل عام وانتم بالف خير

مقالتك (طبيعة عقلية المسيحي الشرقي) رائعة ومعبرة فعلا عن طبيعة تفكير  معظم   مسيحيي الشرق الذين يعتبرون مسيحيين ولكن ثقافتهم اسلامية، وانا سوف لا ادخل في التفاصيل ولكن اقولها بكل صراحة بأننا اخذنا معظم عاداتنا وثقافتنا والتي ورثناها من آبائنا وهي تعاليم اسلامية ومن دون ان نعرف انها كانت اما آيات قرآنية او احاديث لنبي الاسلام.
وانا بأعتقادي هذا يرجع الى عوامل كثيرة، فبالاضافة الى النقطتين اللتين ذكرتهما حضرتك والتي تقول فيهما(الشرقي كائن فردي النزعة، عصبي المزاج، سريع الغضب، صبره محدود، يهيج للشيء التافه،)(الشرقي: يعتز بالماضي كثيراً ويتمسك بعاداته وتقاليده ولا يؤمن بالتقدم والارتقاء ولا يحب التجديد والتطور حتى وإن كان ذلك لمصلحته لأن خياله قصير وطموحه محدود،).) انا اضيف لهما ما يلي:
اولا: قلة الاهتمام بالتعاليم المسيحية الصحيحة
ثانيا: التسلط الاسلامي على كل دول الشرق منذ الغزوا الاسلامي ولغاية اليوم
فالتعاليم المسيحية تعاليم راقية جدا لو احسن دراستها واستخدامها في حياة الفرد والمجتمع، وخير مثال نذكره هنا هو موعظة الرب يسوع المسيح على الجبل (انجيل متي والاصحاحات 5و6و7) فهذه الموعظة تحوي تعاليم راقية لم يسبقهاا ولم يأتي بعدها اية تعاليم تضاحيها، فلو اقتبسنا احدى الآيات الذهبية من هذه الموعظة والتي يقول رب المجد فيها (فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ."متي7: 12 ") ما اعظمها من تعاليم هذه التي تلعمنا ان نحسن الى الآخرين وبغض النظر اليهم ان هم احسنوا الينا ام لا ، ولكن لسوء الحظ بأن مجتمعنا الشرقي (وحتى المسيحي) قد تطبع بالتعليم الاسلامي الذي يقول (...ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ ... البقرة 194)
فعوضا ان يقتدي مجتمعنا المسيحي الشرقي بتعاليم المسيح الراقية تراه متمسك بتعاليم الاعتداء بالمثل ولسوء الحظ نلاحظ هذا النوع من التعليم بين الكثير من كتاب المقالات او المداخلين على المقالات في المنبر الحر في موقع عينكاوا او على شكل رد مقالة بمقالة انتقامية بعيدة كل البعد حتى عن ابسط الاساليب الحوارية المتمدنة.
تقبل تحياتي
نيسن يوحنا

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #2 في: 06:47 01/01/2014 »
تحية للجميع وكل عام وانتم بخير

انا اشجع كل شخص بان يقراء المقالة.

ولكن بالنسبة الى المسيحين في الشرق فهم ايضا بالرغم من الارهاب والاضطهاد والقتل اللذي حدث ضدهم لم يلتجؤ الى استخدام العنف او القتل.

ومع هذا فان السلبيات اعلاه في المقالة صحيحة . وبالنسبة الى التعاليم المسيحية فان في المنتدى هناك اباء كهنة وشمامسة مشاركين فيه وهم ليس لديهم مواضيع دينية مسيحية وهو شئ يثير الاستغراب والتعجب...

تحياتي

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #3 في: 17:15 01/01/2014 »
اخى موفق ابو بسام المحترم

شلامو 

فى الواقع تحليلك للموضوع صحيح جدا ولكن اود ان اضيف انه خلال الاف واربعمائة عام المنصرمة منذ ان دخلت ثقافة الصحراء القادمة من البدو يرافقها الغزاة  المجرمون الاوغاد رافعوا السيف المسلول المهان مصاصوا الدماء ودماء شعبنا الاشورى الكلدانى السريانى المسيحى قد زرع هؤلاء الاوغاد الكره والبغض فى نفوسنا وصرنا وكاننا جزء من عالمهم البدوى الصحراوى وذات العقلية تماما.. لذلك ان احيانا كثيرة ان دول اوروبا لايتعاملون مع المسيحى الشرقى بالعطف ولايعطوه ذات الحقوق مثلما يمنحوها للمسلم من ذات الدولة.. فعلى على سبيل ان الدانمارك لا تعامل المسيحى القادم من الشرق بذات الحقوق مع المسلم رغم علمهم ان ما اصيب المسيحى القادم من الشرق من ظلم واجحاف وتعرضه للقتل والابادة الجماعية من قبل الدولة وقوانينها المجحفة ومن قبل الشعب المسلم الذى ينظر الى غير المسلم بنظرة دونية، رغم هذا كله ان الامر لايختلف فى التعامل مع المسيحى هنا فى اوروبا لابل احيانا كثيرة ان الدول الاوروبية وتحديدا الدانمارك لا تتعامل مع المسيحى بذات الحقوق والانصاف كما يتعاملون مع المسلم الشرقى مبررين بانه هو من ذات الطينة وذات العقلية الاسلامية..
لم يحلل الغربيون ومنهم الدانماركيون النفسية المسيحية الشرقية التى تعرضت الى الظلم التاريخى وظلم السلطات الاسلامية المتلاحقة التى حكمت بالسيف واللانصاف مع غير المسلم الذى يتكرر ذات الفعل الان فى هذا العصر فى الدول التى ترفع شعارات براقة من حقوق الانسان والديمقراطية والدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة.
انا معك اخى ابو بسام ان العقلية الشرقية تتسم بالعصبية والنرفزة وزادتنا بلدان الهجرة ذلك ولتزيد الطيب بلة عندما تظلم شعبنا وتزيده عناء  وبؤسا واجحافا ....انا لا اتصور ان العصبية الشرقية نابعة من العصبية الشيطانية وانما نابعة من اعتبارات ظرفية وانفلات فى الامن واحيانا كثيره نابعة من الفقر والانعدام الاقتصادى.
انا لا اتصور ان الانسان ايا كان بعيدا ان الدين  ان يتنرفز لاتفه الاسباب من دون ان يكون اسباب  فعلية لذلك واذا كنا نشخص العصبية القومية والتعصب فان الاستغلال والظلم ولذلك يكون عامل الصدام والعصبية وارد ،، لذلك انه يجب ان يكون التحليل واقعيا للموضوع  قبل البدء بالحديث عنه وانتقاده بعيدا عن الموضوعية
محبتى واحتراماتى

وليد حنا بيداويد


متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
عـقـلية القائـد الشرقي ـ الحـلقة الأولى ـ

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

ملاحـظة : يتـطـلب الأمر أن أضع مقالات ــ في رحاب الكـنيسة ــ جانباً مؤقـتاً ....

قـرأتُ مقالاً بعـنوان ــ طبـيعة عـقـلية المسيحي الشرقي ــ لكاتبه ( موفـق نيسكـو1 ) يمكـن الإطلاع عـليه http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,719245.0.html والمنـشور بتأريخ 31/12/2013 .

أعـجـبني المقال بصورة عامة وخاصة ما وردَ في كـتابات مفـكـرين مثل (1) الدكـتور رفـيق حـبـيب (1959م) حـين قال : إن مسيحـيّي الشرق هم مسيحـيّو الديانة مسلمو الثـقافة . وأيضاً (2) القـصة التي أوردَها من بـطـون الكـتب : قامت إحدى القـبائل العـربـية بقـتل تغلبي ، وتأخـر بني تغـلب ( المسيحـيّـون ) الأخـذ بثأرهم على غـير عادتهم ، فإستخـفَّـتْ قـبـيلة ــ بهراء ــ بها وأخـذتْ تُعـيَّرها " بأنكم مسيحـيون ولذلك لا تستطيعـون أخـذ الثأر " ! فإنـتـفـضتْ قـبـيلة تغـلب وذهـبتْ وقـتـلتْ أميرَ القـبـيلة التي قـتـلتْ التغـلبي ، وإنطلق الشاعـر التغـلبي المسيحي جابر بن حُـني منـشـداً ومفـتخـراً قائلاً:

وقـد زعـمتْ بهـراء أنَّ رماحـنا     رماحُ نصارى لا تـبوء إلى الدمِ
نعاطي الـملـوك إن قـسـطـوا لنا     وقـتـلهـم عـلـيـنا لـيـس بـمـحـرمِ

(3) الشرقي لا يقـبل أحـداً يتـشفــّى به ... فـذكـر الكاتب مقـولة جـميلة أنا لم أسمعها سابقاً وهي : أنا أدْعي ــ دُعاء شـر ــ عـلى ولـدي ، ولكـن ليس مسموح لك أنْ تـقـول ، آمين !! .
(4) المستـقـبل يصنعه الأحـفاد لا الأجـداد .

 وقـد ورد في مقال الكاتب موفـق نيسكـو1 فـقـرات عـن المرحـوم المطران أدَّي شـيـر ..... وقـبل أنْ أتـطـرّق إليها ، أذكـر بعـضاً مما هـو منـشور عـن هـذا المطران في المواقع الإلكـتـرونية : 

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AF%D9%8A_%D8%B4%D9%8A%D8%B1

(( المطران أَدَّي شِير  ܐܕܝ ܫܝܪ 1867 - 1915 م كان رئيسا لمطارنة سعـرد للكـلـدان الكاثـوليك ، ولد في شقلاوة ثم عـين كاهـناً سنة 1889 وهـو في الثانية والعشرين ومن ثم مطرانا عـلى سعـرد سنة  1902. حاول خلال مجازر سيفـو إنـقاذ رعـيته من كـلـدان سعـرد وذلك بـدفع خـمسة آلاف قـطعة ذهـبـية لحاكـم سعـرد العـثماني غـير أن الأخـير لم يـفِ بوعـده وأمر بقـتل سكان المدينة من المسيحـيـّين وقـطع رأس المطران في 21 حـزيران 1915 )) .

إذن ، أدّي شـير هـو كـلـداني الولادة والمنـشأ والـثـقافة والقـومية والعـمل ..... بل وحـتى الإستـشـهاد .
لقـد بحـثـتُ في الأنـتـرنيت عـن كـتاب كـلـدو و آثـور كي أقـرأه فـلم أجـده إلاّ في موقع عـشـتار ، فـلم أفـتحه لأنّ الثـقة به معـدومة منـذ التزوير الـذي تـمَّ في إعادة طبع كـتاب تأريخ ألقـوش . ورجـوعاً إلى المقال المذكـور فإن عـبارات وردتْ فـيه وخـلـطتْ أموراً مع بعـضها ... فالكاتب نـقـل عـن الكـتاب المزعـوم : ((  إن الأمة ألآثورية أو الكـلـدانية !!!!! كانت من أشـد الأمم بأساً وأكـثـرهم قـوة وعـصبـية ، وكانت ميالة إلى الحـرب والقـتال )) في الحـقـيقة هـذا صحـيح فـقـط للآثـوريّـين .... وليس الكـلـدان .

ثم يضيف : (( وكان لا بد لهم أن يـباشروا غـزوة في كل ربيع ، وإن ملوكهم إشتهروا بقسوة القـلب والمعاملة الوحشية نحـو العـدو المغـلوب إذ كان أكـثرهم يأمرون بسلخ أجسام الأسرى أو بصلبهم أو بقلع عـيونهم ويفـتخرون بذلك مُـدَّعـين أنهم يعـملون هـذا بأمر آلهتهم )) وهـذا صحـيح أيـضاً عـنـد الملوك الآثـوريّـين ............... وليس الكـلـدان .

وقـد عـثرَ ــ دي مرغان ــ عـلى : تمثال يمثل بعـض ملوك آثور !!!!! وهو يسحـب ورائه أسيراً بحـبل معـلّق بعـنقه وتحـت قـدميه جـثث من الأسرى يـدوسها برجـليه .....

وذكـرَ الملك آشور ﭘانيـﭘال في إحـدى كـتاباته كـيف تعامل مع أحـد ملوك العـرب قائلاً : إنني ثـقـبتُ فـمه بمِـديتي ــ سكـين ــ التي أقـطع بها اللحم ثم جعـلتُ من شـفـته العـليا حلقة وعـلَّـقـتُها بسلسلة كما أفعـل بكـلاب الصيد )) .

وتعـقـيـبي له : إن ما ذكـرَه عـن القـساوة فإنها صحـيحة للملوك الآثـوريّـين ، أما الكـلـدان فـكانـوا متـفـرغـين للعـلوم بصورة عامة .


غير متصل موفـق نيـسكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 362
  • الحقيقة هي بنت البحث وضرَّة العاطفة
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #5 في: 20:13 01/01/2014 »
كل عام والجميع بخير وسنة مباركة

الاخ العزيز نيسن المحترم
شكرا جزيلا لتعليقك ورايك والمعلومات التي اضفتها

الاخ العزيز لوسيان المحترم
شكرا لتعلقك ورايك

الاخ العزيز وليد المحترم
شكرا جزيلا لتعليقك واحب ان اضيف الى رايك
انه في سنة 1997 او 1998 اقامت الكنيسة في الموصل مؤتمر من اجل رفع الحصار عن العراق وصادف وجودي في العراق وحضرت الموتمر الذي كان حاضرا فيه كهنة من دول عديدة، واثناء الاستراحة جرى نقاش في فناء الكنيسة بين مجموعة كنت واحدا منهم وبين احد الكهنة الامريكان ويومها كان كلينتون رئيسا، وبدا الكاهن الامريكي مجاملتنا وقال، انه لم يكن يعلم بوجود مسيحيين وهكذا كنائس في العراق وانه فرحان وغير مصدق بذلك وانه كان يعتقد مثل كل الامريكيين ان العراقيين كلهم مسلمين، فاجبته انا وقلت له، جميل جدا يا ابونا انتم تعتقدون ان الجميع هنا مسلمين، والجماعة هنا (اي المسلمين) العراقيين يعتقدون ان جميع المسيحيين غربيين واولاد عم كلينتون، لذلك فان مسيحيوا الشرق هم اكثر الخاسرين، فابتسم وقال صحيح.
ولذلك  اعتقد انه امام المثقف المسيحي مهمتان صعبتان ولكن لا بد منهما وهي ان يثبت للمسلمين بانه اصيل وليس غربي وغريب، وان يثبت للغرب انه مسيحي مؤدب وأديب.
وشكرا جزيلا




غير متصل برديصان

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1165
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #6 في: 22:25 01/01/2014 »
   السيد موفق نيسكو المحترم    الخوض في هذا الموضوع فيه من المواجع مايشيب لها الرءس من كثرتها  والتي السبب الكثير نحن اللذين ثبتنها عن درايه او دونها فالى ماقبل الغزو الاسلامي  كا هناك الكثير من الغزوات منها القريبه من الجوار ومنها البعيده هي التي جاءت وفرضت نفسها على اساس الهيمنه بالسلوك اللذي تريده  هي نفسها التي الدوله الغازيهومن كثرة تراكمات مافرض عليها اصبحت تورث لاجياله مااتى به الغازي وفرضه  حيث لم يستقر لشعبنا ماءمن منذ زمن سقوط دولته منذ عام 612 قبل الميلاد الى حد الان لذلك كل اللذي يجري لنا الان من تفكك وضعف وعدم الاعتداد بلغتنا وطقوسنا وعاداتنا وملبسنا ناتج عن تلك العهود الغابره التي حطت من قيمنا وقيمتنا لاننا كنا نختلف عنهم قوما قبل الميلاد واختلفنا معهم دينا مابعد الميلاد   لذا ان تقام لنا مدارس ومناهج في علم النفس تطرح فيها كل الاشكالات التي مر بها شعبنا ووضع الحلول والمعالجات ورصد الخلل واظهاره على الملاء الدارس وان كان في بعض او الكثير من جوانبه جارحا ومؤلما لانه ذهب بالكثير للتنكر لكل مايبقي الى الثبات للامه والدين  فهل وضعنا الحالي يسمح باظهار  هكذا دراسات او مناهج ترصد الخلل  وتضع الحلول حتى وان كانت مؤلمه ولاتصف اصحاب هذه الدراسات بالهرطقه والخروج على الجماعه      تحياتي الى شخصكم الكريم لانك بداءت الخطوه في هذا الموضوع المهم   بغداد

متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #7 في: 23:53 01/01/2014 »
رابي موفق نيسكو
شلاما دمارن قبلون
تذكرني مقالتك هذة بما حاء في كتاب العالم الشرقي للفيلسوف هيجل
حيث يقول الفيلسوف
(التاريخ ينتهي في الحاضر لا في المستقبل
انهم ينظرون الى انفسهم على انهم ينتمون الى اسرهم او عائلاتهم وعلى انهم في الوقت ذاته ابناء الدولة
اذا ظل الابناء  يتوارثون عن ابائهم القانون الاخلاقي جيلا بعد جيل
كانت العلاقة السائدة هي العلاقة الابوية التي تجعل من الاب كل شئ ومن الابناء لا شئثم تجعل العلاقة واجبا اخباقيا
فالمجتمع هو مجتمع ذكور لا مجتمع اناث
ويرد هيحل هذة الصفات كلها الى انعطام الشخصية او ما يسمي. بالذاتية الفردية
فليس لطى الفرد شعور بذاته او احساس بفرديته
والمرامة لا وجود لها بينهم
اعنى ان الجميع  متشابهون في المهانة
وان شعور الذل والهوان هو الشعور السائد
وما اسهل ان يتحول هذا الشعور الى احساس بالضعة والانحطاط
وهكذا تظهر اللااخلاقية من وراء القناع الاخلاقي الزائف
وهو  زائف لان مصدره الخارج لا الطاخل
انهم مشهورون بالخداع كلما استطاعو )
اقتطفت هذة العبارات من الكتاب للفيلسوف هيحل
واعتقد انها تشمل كل الشرقيين وان كان كلامه هذا بصدد الصينيون
احسنتم  في مقالتكم هذة
والرب يبارك

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #8 في: 00:04 02/01/2014 »
الأخ موفق المحترم

تحية..
من الطبيعي ان تكون طبيعة عقلية المسيحي الشرقي قد تأثرت بتقاليد ومبادئ المجتمعات التي كانت طاغية علىه والتي عاش فيها ،او كان خاضعا لسيطرتها، بحيث اصبحت مع مرور الزمن جزءا من شخصيته وتقاليده التي يعتز بها رغم انها فرضت عليه ومسحت العديد من الفضائل التي اكتسبها من دخوله الى المسيحية التي هذبت عنده العديد من التقاليد التي كانت تتسم بالقسوة كما ذكر بعض المؤرخين.
واتفق مع الأخوة الذين علقوا على الموضوع، وخاصة الأخ نيسن، بان السيطرة الأسلامية الممتدة منذ 14 قرنا ولاتزال اثرت بشكل اكبر على بناء عقلية المسيحي الشرقي بحيث اصبح مبدأ العين بالعين والسن بالسن - الذي كان سيدنا يسوع المسيح قد الغاه ليحل محله مبدأ احبوا اعداءكم..- اصبح هو السائد بعد ان اعاد إليه الأسلام هيبته وفرضه على كل الشعوب التي كانت خاضعة له ومنهم المسيحيين الشرقيين.

جاء في وصف  ول ديورانت حول نظرة المصري السلبية الى الفرعون على عكس نظرة الكلداني والآشوري الأيجابية الى ملوكهم رغم قسوتهم بقوله:

ولا يُعير المطران أدي شير أهمية لهذه الوحشية وقسوة القلب ورائحة الدم التي علقت بالحضارتين الآشورية والكلدانية، (وهو مطران) بل يحاول أن يبرر ذلك بالقول: إن المصريين الفراعنة والإسبارطيين أيضاً كانوا يفعلون ذلك مع أعدائهم، ويبدو أن المطران أدي شير فاته أن المصريين الحالين وبرغم أنهم شرقيين إلاَّ أنهم أقلُّ حدةً تعلقاً بالماضي من مسيحي الشرق الأوسط لذلك فالمصريون لا يعتزون بالفراعنة قومياً وعرقياً، ووصف المصري بالفرعون هو انتقاد يرفضه المصري بقوة لكنه يعتز بحضارة الفراعنة كحضارة تاريخية...

يمكننا نحن ان ننظر اليها من جانب اخر، من جانب ماجاء في القران من وصف سلبي للفرعون وإلصاق كل الصفات السيئة بشخصيته. امام قوة وسيطرة القران ليس للمصري إلا ان يتفق مع ما جاء في القران مرغما، وليس لأنه يستنكر قسوة الفرعون، وإلا ما معنى ان يتباهى بالحضارة التي بناها الفراعنة القساة الذين يرفضهم؟

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #9 في: 00:33 02/01/2014 »

انه في سنة 1997 او 1998 اقامت الكنيسة في الموصل مؤتمر من اجل رفع الحصار عن العراق وصادف وجودي في العراق وحضرت الموتمر الذي كان حاضرا فيه كهنة من دول عديدة، واثناء الاستراحة جرى نقاش في فناء الكنيسة بين مجموعة كنت واحدا منهم وبين احد الكهنة الامريكان ويومها كان كلينتون رئيسا، وبدا الكاهن الامريكي مجاملتنا وقال، انه لم يكن يعلم بوجود مسيحيين وهكذا كنائس في العراق وانه فرحان وغير مصدق بذلك وانه كان يعتقد مثل كل الامريكيين ان العراقيين كلهم مسلمين، فاجبته انا وقلت له، جميل جدا يا ابونا انتم تعتقدون ان الجميع هنا مسلمين، والجماعة هنا (اي المسلمين) العراقيين يعتقدون ان جميع المسيحيين غربيين واولاد عم كلينتون، لذلك فان مسيحيوا الشرق هم اكثر الخاسرين، فابتسم وقال صحيح.
ولذلك  اعتقد انه امام المثقف المسيحي مهمتان صعبتان ولكن لا بد منهما وهي ان يثبت للمسلمين بانه اصيل وليس غربي وغريب،وان يثبت للغرب انه مسيحي مؤدب واديب
وشكرا جزيلا



الاخ موفق المحترم تحية مرة اخرى.

المهمتان امامنا هي من اعقد المهمات. ولا ادري كيف انت تتعامل معها.

انا اتفق مع الاخوة الاخرين بان دخول ثقافات الى ثقافة معينة فانها تقوم بتغييرها اي تحاول ان تصبح مثلها والامثلة عديدة.

عندما جاء الاسلام فانه جلب معه طبيعة وثقافة البدو ...

عندما جاء البريطانين نرى انهم ارادو ان تصبح البلدان التي دخلوا اليها مثل بريطانيا، فنجد نظام ملكي في العراق واماكن اخرى ...

عندما جاء الامريكين ارادوا ان تصبح هذه البلدان مثل امريكا فنرى حديثهم عن نشر مبادئ حقوق الانسان وحديثهم عن الديمقراطية...

تحياتي

غير متصل موفـق نيـسكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 362
  • الحقيقة هي بنت البحث وضرَّة العاطفة
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #10 في: 02:47 02/01/2014 »
الاخوة الاعزاء
كل عام وانتم بخير

الاخ العزيز برديصان المحترم
اشكرك جدا على ملاحظاتك القيمة وخصوصا بما يخص تهيئة مراكز دراسية يشترك فيها اصحاب العلم مع اصحاب القلم للوقوف امام هذه الاشكالات والمعضلات الحقيقة التي تواجه مسيحي الشرق ووضع الحلول العلمية والثقافية والاجتماعية لها، ونتمنى ان يكون ذلك بهمة الغيورين على مستقبل هذا الشعب الطيب.
شكرا لك

الاخ العزيز ابو سنحاريب المحترم
شلاما دماران يشوع مشيحا وشاتا برختا

شكرا جزيلا لتعليقك واستشهادك بالفيلسوف هيجل الذي يعجبني، وكذلك التركيز على ابوية المجتمع والذاتية الفردية وتأثيرها على الاجيال، والحقيقة ان الشرقي امام ابوية ثلاثية ابوية التاريخ، والحاضر وابوية الاسرة التي اشرت حضرتك اليها ناهيك عن الابوية السياسية  كما تعلم ،     لقد استفدت من عبارة جميلة في تعليقك وهي ان التاريخ ينتهي في الحاضر.
شكرا لك

الاخ العزيز Jack Yousif Alhozi المحترم
شكرا لتعلقك وانا متفق معك ومع الاخ نيسن بانه مدة 14 قرن قد تركت اثرها في الجميع، وكما تعلم حضرتك انه هناك شعار اسلامي يقول: اننا حتى لو نخسر عسكريا في معركة، ولكن يجب ان نربح ثفافيا، وانت تعلم ان المسيحي الشرقي لا يقل ثقافة وعلما عن الاخرين، ولكن يجب على الجميع  استغلال الانفتاح الثقافي والوسائل الحديثة بشكل علمي اكاديمي مدروس للتخلص من الافكار التي لا تنسجم مع ثقافة المسيحي الشرقي
شكرا لك

الاخ العزيز لوسيان المحترم
شكرا لارائك وانا متفق معك بان الشعب المسيحي تأثر بالعرب والانكليز وغيرهم، وقلت ان مهمة المثقف المسيحي صعبة، ولذلك فان كلامك في المداخلة الاولى كان صحيحاً ويجب الانتباه له وهو يتفق مع قول الاخ نيسن ايضاً، واقصد عندما اشرتما بوجوب ان يكون لرجال الدين دور ثقافي وديني الى جانب دور العلماني المثقف، والسبب كما تعلم حضرتك هو ان شعبنا  يولي اهمية لرجال الدين وكلامهم مسموع اكثر، صدقني انا اعيش هذه المشكلة فكم من مرة سؤلتُ  من قبل اصدقاء وابديتُ رائي، ولكن لا يؤخذ به إلا بعد ان يتأكد صاحب السؤال من الكاهن ان كان كلامي صحيح ام لا، ومن باب آخر يا اخي  العزيز طلبت اكثر من مرة من اصدقائي الاباء لكهنة الدخول الى الساحة الثقافية وقد رحبوا بالفكرة، ولكنهم يتوجسون من بعض المعلقين الذين يخرجون عن المعتاد كما تعلم، وهنا ايضا يجب ان نعط الاباء الحق، فالجميع امام معضلة صعبة ولكن بمرور الايام نتمنى ان تتغير المفاهيم نتيجة للانفتاح الثقافي
شكرا لك

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #11 في: 03:43 02/01/2014 »
ومن باب آخر يا اخي  العزيز طلبت اكثر من مرة من اصدقائي الاباء لكهنة الدخول الى الساحة الثقافية وقد رحبوا بالفكرة، ولكنهم يتوجسون من بعض المعلقين الذين يخرجون عن المعتاد كما تعلم، وهنا ايضا يجب ان نعط الاباء الحق، فالجميع امام معضلة صعبة ولكن بمرور الايام نتمنى ان تتغير المفاهيم نتيجة للانفتاح الثقافي
شكرا لك


الاخ العزيز موفق المحترم

كيف فاتتني هذه النقطة؟

بالفعل هنا يوجد من قد لا يحترم الاباء الكهنة ويكتبون تعليقات ويعتبرونها حرية تعبير بالرغم من انهم لا يفهمون اي شئ عن حرية التعبير.

اعتقد بان الحل الوحيد سيكون مثلا غلق الردود.

وهناك اقتراح اخر وهو لا يعود لي وانما لاحد الاخوة بان يكون على الصفحة الرئيسية ايضا عمود للمقالات الدينية وهذا ما سيحتاج الى موافقة الادارة

شكرا لاجوبتك مع التحية

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20790
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
وذكـرَ الملك آشور پانيـپال في إحـدى كـتاباته كـيف تعامل مع أحـد ملوك العـرب قائلاً : إنني ثـقـبتُ فـمه بمِـديتي ــ سكـين ــ التي أقـطع بها اللحم ثم جعـلتُ من شـفـته العـليا حلقة وعـلَّـقـتُها بسلسلة كما أفعـل بكـلاب الصيد )) .

وتعـقـيـبي له : إن ما ذكـرَه عـن القـساوة فإنها صحـيحة للملوك الآثـوريّـين ، أما الكـلـدان فـكانـوا متـفـرغـين للعـلوم بصورة عامة .
                                                                                            .............................................................
يا لطيف ....!!!!
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
وآنـت الألـطـف دائماً مع السنة الجـديـدة المباركة

غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ مايكل
لقد استذكرتني بتزوير الكتب وما سبل الوصول الى الطبعات الاصلية وقبل ان تلمسها مطبعة المشرق الاغاجانية فيما يخص كتبنا وبالاخص التاريخية منها. وحتى وصل الامر الى تحريف في الكتاب المقدس  ومنها فقد غيروا كل كلمة كلدان الى بابل وامور اخرى يمكن ان تتوضح عند المقارنة ..انها امانة تاريخية..لكن في بلدنا العراق ..ضايعة.
وعن الموضوع فأنه فعلا لمسيحيي الشرق وبصورة عامة لهم ثقافة اسلامية واضحة من خلال ما يبديه بعض الاخوان في هذا الموقع من تعصب، فعندما تشخص بعض العيوب او الصفاة في أمر ما، فيتهمونك بانك تكرههم او تسبهم او تشتمهم ومن هذا القبيل.. بينما المفروض ان يردوا الحجة بالحجة وان يتقبلوا راي الاخر..وكما يحصل في الاعلام الغربي..ولكن اين نحن من هذا ..تقبل تحيتي

غير متصل قيصر شهباز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #15 في: 10:15 02/01/2014 »
الاستاذ الفاضل موفق نسكو المحترم،

اعذرني فيما اذا كنت افقد شيئا ولكن لم الاحظ اي تحليل لمقالتك، باعتقادي جلب تحليل لاي فقرة تكرمت بذكرها سوف يساعد على الانصاف بحق اجدادنا، حبذا ان يقوم الكاتب بذكر تحليلاته لدعم واسناد افكاره المطروحة، على سبيل المثل لا الحصر لماذا كانت غزوات اجدادنا قبل اكثر من 2600 سنة غير مقبولة في زمن القوة هي شريعة البقاء؟ ما هي الاسباب الناجمة باعتقادكم وهل كان اجدادنا مختلفين مع اقرانهم في المنطقة؟ مجرد سؤال يطرحه القارئ. اذا كانت امبراطورية اجدادنا باقية الى تاريخ هولاكو اتعتقد بانه كان يجرؤ على التقرب من حدود الامبراطورية؟ الا تعتقد بان القوة تتكلم ولحد الان؟

استاذ موفق ان المطلوب من الكاتب تغطية فكرة المقالة من كافة النواحي لتكون كاملة ومنصفة.

اشكرك على رحابة صدرك،

قيصر

غير متصل bet nahrenaya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 500
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #16 في: 12:34 02/01/2014 »


السيد موفق نيسكو،

انا مثل السيد قيصر شهباز، اتسائل ايضا ولي بعض الاستفسارات ان كان لك رايا شخصيا حولها

حيث ان الموضوع مهم ولكنه في نفس الوقت شديد الحساسيه وبحاجه الى بعض الدقه في التعاطي معه،
أنا أتفق بشكل عام مع ما ذكرته عن عقليه الانسان الشرقي، وهذه تعتبر حاله تكاد تكون سائده في المجتمع الشرقي، جعلته أيضا غير قادر أن يصدق بسهوله لمن حوله، مما أفقده قابلية وفن الاصغاء الى الغير بصوره سليمه وطبيعيه، فهو يعتقد بأنه الأذكى والأفطن دائما رغم جهله المطبق أحيانا، فهذه الميزة ساوت بين من يحكـّمون عقلهم ومع السطحيين فضاعت معها حكمتهم،

ولكن هل نستطيع أن نعرف، أو هل توجد دراسات علميه جاده عن سبب وجذور هذه الطبيعه الشرقيه وعوامل نشوءها؟ فهل هي مكتسبه، أم إنها حاله لاإراديه تتحكم بها فقط جينات وقد توارثت عبر الاجيال؟ ثم هل المسيحيون المشرقيون تطبعوا بهذه الصفات بالاكتساب أم هي جينيه؟

وسؤالي الاهم بالحقيقه هو:
هل تعتقد حسب رأيك الشخصي بأن سبب ظهور أو قدوم جميع الانبياء والرسل تاريخيا من هذه البقعه الجغرافيه كان بسبب هذه العقليه وكان مطلبا لابد منه كحاجه ضروريه لهذه الطبيعه المتناقضه؟ والتي لم تكن ضروريه وملحه في باقي الامم فلم يحتاجوا الى أنبياء؟

بالطبع سؤالي هنا ليس ديني بل إجتماعي وعلمي بحت.

وشكرا.



غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #17 في: 18:57 02/01/2014 »
الاخ العزيز موفق تحية مرة اخرى

هناك سؤال يبقى معقد ومحزن:

انت تعرف ماهي الطبيعة الشرقية ولهذا فالسؤال هو لماذا فتحت هكذا موضوع وشريط؟

فانت تحدثت عن سلبيات وصفات الطبيعة الشرقية وشرحتها بدقة متناهية، ولكن من صفات الطبيعة الشرقية ان من يقراء موضوعك ويجدك محق فهو مع هذا لن يغير من طبيعته الشرقية.

اي ان من صفات الطبيعة الشرقية انها غير مهتمة بالانتقاد الموجه لطبيعتها الشرقية، وهذا دليل على انه لا فائدة من فتح هكذا مواضيع.

وملاحظة ،انا اجد ان الخلافات هنا هي ليست حول التسميات القومية او غيرها، فليس هناك مجتمع غربي لا يمتلك خلافات حول افكار ، ولكن الخلافات في المنتدى مثلا هي سببها الطبيعة الشرقية التي انت وصفتها.

المشكلة عندما لا تكون مجموعة معينة مستعدة لتغير طبيعتها فان هناك البعض من لا يبقى لديه اي تحليل اخر سوى ربطها بالجينات.

تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #18 في: 20:18 02/01/2014 »

 ألأخ  لوسيان
تحية وتقدير
لا تزال مسألة ألسلوك ألبشري موضع جدل وإختلاف رغم غزارة ألبحوث حولها . ألنظريات متعددة والعوامل متباينة بين مؤيد ومعارض ومترقب . إستفدت من ألدراسة ألمرفقة .
تحياتي
 
السلوك البشري .. بين البيئة والجينات الوراثية د. سالم موسى
‏21 يونيو، 2013‏، الساعة ‏06:54 مساءً‏

علم النفس يؤكد أن العوامل المؤثرة في تشكيل السلوك البشري تتفرع الى ثلاثة اتجاهات. الاتجاه الاول: يعتقد ان العوامل والمتغيرات البيئية هي التي تشكل سلوك الإنسان, وان الإنسان يولد "صفحة بيضاء" وان التفاعل مع متغيرات البيئة هي التي تلون تلك الصفحات وتحدد كيف يجب ان تكون, وان تكوين الفرد النفسي والشخصي يحدد وبشكل كبير في السنوات المبكرة من عمره. الاتجاه الثاني: يرى ان الجينات الوراثية هي المسؤلة عن سلوك الإنسان, فالفرد يولد مزودا "بيولوجيا" بصفات وقدرات ذهنية وعقلية غير قابلة للتغيير. الاتجاه الثالث: يرى أهمية تفاعل العوامل البيئية مع الجينات الوراثية في تحديد السلوك البشري.

في هذا المقال, سوف نلقي الضوء على الدراسات التي تناولت تأثير العوامل البيئية وارتباطها القوي بتشكيل السلوك البشري, وسوف نسترشد ببعض الدراسات التي تؤيد أن السلوك البشري مصدره "جيني وراثي" فقط.

والحقيقة انني لا اود ان اكون او نكون مع او ضد بقدر ما نود ان نرتقي بوعي المجتمع فكريا وعاطفيا وانسانيا خاصة تجاه قضايا انسانية مصيرية تتعلق بحياة ومستقبل الطفل. ونود كذلك ان نوضح للقارىء الكريم اهمية التنشئة في تحديد وتقويم سلوك الطفل, وفي اهمية ان يحاط الطفل بالرعاية والحب والحنان لينعم بحياة سعيدة وصحة ذهنية وبدنية سليمة, وان نفكر بشكل جاد في أهمية تحديد النسل خاصة في الأوضاع المعيشية الراهنة والتي قد تتسبب في إرهاق ميزانية الاسرة وانعكاس ذلك سلبا على الاسرة وعلى سلوك الاطفال - حاضرا ومستقبلا.

• النظريات والدراسات التي تؤيد تأثير البيئة على السلوك البشري

في الثمانينيات من القرن المنصرم, لاحظ العالم السياسي جيم فلاين ان الذكاء, "اي كيو" كان يرتفع بشكل تصاعدي في كل دولة وفي كل الأوقات, بمعدل حوالي 3 نقاط حسب قياس اختبار الذكاء, بعد كل عقد من الزمن, وان هذا الارتفاع يعزى الى المتغيرات البيئية.

أحد الباحثين (اولرك نيسر) يعتقد ان ارتفاع معدل الذكاء كما في دراسة فلاين, يعود الى الطريقة التي من خلالها نشاهد الصور البصرية المعقدة: كالدعايات, والملصقات, والعاب الفيديو, والصور المتلفزة .. الخ، ويعتقد ان الاطفال يمرون بتجارب غنية بالصور البيئية بالمقارنة بتجارب أطفال الاجيال السابقة, ولذلك فان هذه الصور المختلفة قد ساعدتهم وامدتهم بالصور البصرية المحيرة والمتنوعة والتي تساعد في التحكم في اختبار الـذكاء.

ويوضح نيسر "الى ان الدرس الذي تعلمناه من مثال فلاين هو انه حينما نقول إن البيئة تلعب دورا مهما في الذكاء, فاننا في الواقع نتحدث عن عوامل بيئية مختلفة – مثل - نوعية التغذية, التعليم, سلوك الوالدين. هذه العوامل والظروف وجد انها تتباين بين قوة التأثير وضعفه (لكنها دائما مهمة) على مستوى الذكاء. ويوضح انه ليس كل هذه العلاقات ترفع نسبة الذكاء لكنها تدعم نظرية البيئة. وهذا يعني حسب قول نيسر "انه وعلى الرغم من ان بعض هذه العوامل تؤثر بشكل سلبي على الذكاء, لكنها تبقى مؤشرا على ان البيئة يمكن ان تؤثر على مستوى الذكاء والكفاءة العقلية.

وذكر الباحث نيسر أنه وجد ان الذكاء يمكن ان يتباين سلبا وايجاب مع المتغيرات التالية: سوء تغذية الرضع (سلبي), عدد السنوات في المدرسة, الاسرة والتجمعات العائلية, مهنة الأب, وضع الأب المالي, معاملة الوالدين القاسية (سلبي), طموح الوالدين, تعليم المرأة, معدل مشاهدة التلفزيون (سلبي), معدل قراءة الكتب, درجة سلطة الاب في المنزل (سلبي), الجريمة (سلبي) المشروبات الروحية (سلبي) الامراض العقلية (سلبي), التكيف العاطفي.

عالم النفس الاميركي جون واتسون والمشهور بتجربته المثيرة للجدل مع الطفل اليتيم الذي يدعى البرت, أشار إلى أن اكتساب "الخوف" يمكن تحقيقه من خلال "التكيف الشرطي" وقد استخدم الطفل البرت وعمره 11 شهرا ليثبت ان الشخص يمكن ان يكيف ليكون خائفا من امر ما, لم يكن يخافه سابقا.

وضع واتسون الطفل البرت في غرفة لوحده, ثم وضع بعيدا عنه فأرا أبيض, وقد كان واضحا ان البرت كان يستلطف وجود الفأر معه في الغرفة وقد أبدى تعاطفا حقيقيا نحوه. في وقت لاحق, وفي اللحظة التي يقترب البرت من الفار ليلامسه, يصدر واتسون صوتا عاليا, وبعد تكرار المحاولة وكنتيجة لذلك أصبح الطفل يخاف من اي جسم او مادة يقابلها تكون بيضاء - مكسية بشعر.

هذه التجربة المتميزة اصبحت تعرف بـ "تجربة البرت"، واعتبرت مؤشرا قويا على تأثير البيئة في التعلم. واتسون عقب ذلك قال كلمته الشهيرة: "اعطني درزن من الرضع الأصحاء, وسأتمكن وبعالمي المختص, أن أنشّأهم وارعاهم وادربهم بما يضمن ان اختار ايا منهم ـ وبشكل عشوائي ـ ليصبح متخصصا في اي مجال اختاره له، بغض النظر عن مواهبه وميوله وقدراته وحرفيته ونوعية عرقه او سلالته".

عالم النفس في جامعة هارفرد بي اف سكنر ومن خلال تجاربة المبكرة استطاع ان يدرب حماما على الرقص, وعلى ممارسة لعب التنس, ويفهم العدد الى الرقم "8". سكنر يعرف اليوم بـ "ابو العلم السلوكي". وقد توصل في نهاية المطاف الى اثبات ان سلوك الإنسان يمكن تكييفه بالطريقة التي تتم مع الحيوان.

في جانب متصل, أجريت دراسة في بريطانيا في اواخر العام (1980) اظهرت ان التغذية تلعب دورا مهما في تحسن وتطور ذكاء الفرد. فقد اعطي اطفال بين سن الـ 12 و13 فيتامينات ومكملات معدنية لمدة ثمانية اشهر, وقد اخضع هؤلاء الاطفال لاختبار الذكاء قبل وبعد تناولهم للمكملات الغذائية. وقد تم مقارنة نتائج الاختبار مع اقرانهم ممن لم يتناولوا مكملات غذائية، وكانت النتائج بفارق جيد لصالح الاطفال الذين تناولوا مكملات غذائية. (هيرستن وماري 292) وهذه التجربة تبرهن على أن التغذية ـ والتي تعتبر جزءا من البيئة ـ تلعب دورا في الذكاء وفي الكفاءة العقلية.

الدراسات الاخيرة التي تمت على الاطفال في المؤسسات الرومانية, بينت ان طول الوقت الذي يقضيه الطفل في ظروف قاسية من الحرمان العاطفي الاسري والاجتماعي والإهمال يرتبط مع انخفاض معدل الذكاء, بالاضافة الى مشاكل سلوكية.

وقد نشرت دراسة حديثة بقيادة الباحثين في مستشفى الاطفال في بوسطن وجامعة تولين، تبين أن الحرمان العاطفي في وقت مبكر يؤثر على الكروموسومات, بحيث يقلل من طول عمر "تبز الكرومسومات" وهو ما يعرف بـ "التيلوميرات", المسؤل عن حماية الكروموسومات, وبذلك يعجل من سرعة هرم خلايا الجسم.

وهذه الدراسة نشرت على الانترنت في مجلة "الطب النفسي الجزيئي" وتعتبر الاولى التي وجدت ارتباطا وثيقا بين القسوة وطول التيلاميرات لدى الاطفال. والدراسة جزء من مشروع التدخل المبكر لاطفال بوخارست الذين تركوا من قبل ذويهم نظرا لعدم قدرتهم على الانفاق عليهم, والسبب يعود الى ان رئيس رومانيا الاشتراكي السابق نيكولاي تشاوشيسكو كان قد أصدر قرارا في العام 1960 يوصي فيه بإلزام كل اسرة بدفع ضريبة في حال عدم انجابهم 5 اطفال كحد ادنى. وتسبب هذا القرار في تشريد وضياع عشرات الآلاف من الاطفال.

ويعود اكتشاف "التيلوميرات" الى الفائزة بجائزة نوبل بالمشاركة في العام (2009) اليزابيث بلاكبيرن وايليسا ايبل, وكلاهما من جامعة كالفورنيا في سانفرانسيسكو. وقد نشرا تقريرا في عام (2004) يوضح ان الاطفال المصابين بأمراض مزمنة ما ادى الى قصر عمر "التيلوميرات" لديهم، وهذا يساوي فقدان 9 الى 17 سنة من أعمارهم الافتراضية في الحالات العادية.

 

وفي دراسة نشرت في مجلة "المراهقة" (2002), وجد ان الاطفال الذين مروا بتجارب حرمان وايذاء جسدي واهمال ربما يبدون سلوكيات اندفاعية وعدوانية, ومثل هذه السلوكيات تكون في الغالب مرتبطة بارتفاع معدل الاكتئاب.

ليليان بيلمونت وفرانسيس مارولا (1973) نشرا دراسة تتعلق بعدد الاسرة وترتيب الولادة مقارنة بنسبة الذكاء, وقد جمعا معلومات تشمل الافراد في سن الـ 19 لمعظم سكان هولندا والمقدر بـ 386,114.

وقد وجدا ان الاطفال الذين ولدوا بكرا يتقدمون على اخوانهم الذين ولدوا بعدهم في مستوى الذكاء, وان الطفل المولود ثانيا يأتي اذكى من المولود ثالثا وهكذا. وقد وجدا ان الاسر ذات الاعداد الكبيرة يكون مستوى الذكاء فيها منخفض لكل الاطفال.

وفي دراسة راشيل ريتنر (2010), تناولت اهمية ترتيب المواليد في مستوى الذكاء, واتفقت مع نتائج دراسة بيلمونت ومارولا, واوضحت ان معظم رؤساء اميركا وغالبية العلماء الفائزين بجائزة نوبل كانوا من المواليد البكر, وان 21 من مجموع 23 من رواد الفضاء "ناسا" هم من المواليد البكر. بالاضافة الى اقتباسها للعديد من الدراسات التي اجريت على تلاميذ المدارس في اميركا والتي تتفق مع دراسة بيلمونت ومارولا.

وقد نسب ذكاء "البكر" الى ان الطفل البكر يجد العناية الفائقة والتغذية السليمة ويحاط بعاطفة وانتباه بصفته المولود الاول. وهذه الدراسة في الواقع تشرح أهمية التنشئة في المراحل العمرية المبكرة واحاطة الابناء بالرعاية والحب والاهتمام وكذلك في التغذية المناسبة.

تؤكد الباحثة ماريام فيرد (2010) أن دماغ الإنسان والشمبانزي يكونان بنفس الحجم عند الولادة. وان دماغ الشمبانزي ينمو بنسبة 28% عند سن البلوغ, بينما ينمو دماغ الإنسان بزيادة تقدر بنسبة 300%, وهذا يعني ان معظم اجزاء ادمغتنا تنمو وتكبر بعد الولادة وان البيئة هي المسبب لذلك.

• الجينات الوراثية واثرها في تحديد السلوك البشري

المواد الكيميائية العصبية في بعض مناطق الدماغ هي المسؤولة عن تفعيل الأنماط السلوكية والميول (اليوت 2000) وكذلك دراسة برينر واخرين, تربط بين السلوك الاجرامي والسلوك المعادي للمجتمع وبين المواد الكيميائية العصبية في الدماغ, وتشمل هذه المواد: ادرينالين، بافراز، السيروتونين، والدوبامين, وقد وجد أن لها تأثيرا على "الشخصية" - خاصة اثرها المباشر على القوى العقلية - مثل القلق والاكتئاب والانفصام. والحقيقة ان مناصري المؤثرات الجينية في تحديد السلوك البشري قد وجدوا في مثل هذه النظريات ضالتهم واعتقدوا ان مصدر كل السلوك البشري لا بد ان يكون جين وراثي.

طبعا بعض الدراسات تؤكد ترابط وتداخل الجينات الوراثية مع المتغيرات البيئية في تشكيل السلوك, ومع ذلك فإن الكثير من الباحثين يرون أن التاثير الجيني الوراثي يكون بنسبة اقل, فيعتقدون مثلا أن هناك جينات وراثية متخصصة في السرقة, غير ان هذه تعتبر ذات طبيعة جينية وراثية الا انها قد تكون منطمرة ولا تظهر الا بوجود عوامل بيئية محفزة ومثيرة, بمعنى أن نزعة الميول للسرقة او التعرض للاكتئاب يكون موجودا في جينات الإنسان لكن قد يظهر فقط اذا ما وجد المثير او الشرارة التي تقدحه للعمل.

طبعا المعسكر المناصر لأهمية الجينات في تحديد السلوك يبنى نظرياته حول تلك الأمراض "الاكتئاب والقلق والخوف" وهي اجتهادات بنيت على اساس ان الكائنات وخاصة الطيور والحيوانات، بقيت كما هي في سلوكها ونمط معيشتها ولم تتغير, وهذه هي أحد الاسباب التي جعلتهم يؤمنون بأهمية الجينات الوراثية في تحديد السلوك البشري - القيم والأخلاق والجريمة والصدق والكذب الخ.

"نظرية البلانك سلت" نظرية اشتهرت من خلال مقالة لـ جون لوك, وهو فيلسوف بريطاني واكاديمي, بعنوان "مقال يتعلق بالفهم البشري" (1689). لوك كان يؤمن بالمبادىء الامبريالية التي ترفض مقولة الافكار الفطرية بينما ترى أهمية تعزيز دور الإدراك الحسي والخبرات في تشكيل الفكر البشري. ويؤكد ان الإنسان يولد بعقل خالٍ من الافكار, صفحة بيضاء, وان الافكار والمعارف تتشكل بعد ان يتعرض للعالم الخارجي, وان كل فرد يبدأ بـ "بلانك سلت, او تابولا رازا" وان التجارب اليومية هي التي تملىء هذه الصفحة البيضاء.

بينما عالم النفس ستيفن بينكر، وصاحب كتاب "نظرية البلانك سلت: رفض الحداثة للطبيعة البشرية" يجادل في كتابه "ان الطبيعة او السلوك البشري قد تحدد قبل الولادة كجزء من الخريطة الوراثية البشرية التي تدعم بنيتنا الجينية" ورغم ان افكاره تراوح بين تداخل عوامل البيئة مع الجينات الوراثية في تحديد السلوك, الا انه لا يزال مصرا على فكرته الرئيسية: "التجارب لا تستطيع بشكل جوهري تغيير طبيعة بنية وعمل العقل البشري".

أصحاب الاتجاه الثالث: يرى ان سلوك الإنسان مصدره بيئي جيني, اي انه ينتج عن تفاعل العوامل البيئية مع الجينات الوراثية, وان أيا منهما لا يمكن ان يكون العامل الحاسم. ويتصورون ان الجينات الوراثية موجودة لكن فقط تظهر حينما تثار بعوامل بيئية, مثلا, الإنسان حينما يتعرض لضائقة مالية خانقة, فإن احتمال اصابته بنوبات اكتئاب كبيرة اذا ما كان احد اسلافه قد أصيب بنوبات مشابهة, او احتمال جنوحه لارتكاب سرقه قد تكون دافعيته للسرقة اكثر من غيره ممن لا يوجد لديه جين وراثي. لكن الحقيقة ان هذا يفسر اهمية البيئة في تشكيل السلوك البشري وان العامل الوراثي يأتي في مرتبة متأخرة.

• الخلاصة

وفق النظريات والدراسات التي ذكرناها آنفا, يتصور الكثير من الباحثين الاجتماعيين وعلماء النفس ان البيئة تلعب دورا مهما في تحديد سلوك وشخصية الفرد. وربما افضل من شرح هذه العلاقة هو عالم النفس الشهير, فرويد حيث يشير الى: "اننا مجرد ممثلين للدراما التي تعمل في ادمغتنا, تدفعنا رغباتنا وتجذبنا ضمائرنا". وان السنوات الخمس الاولى من مرحلة الطفولة تعتبر مهمة في تكوين سلوك وشخصية الإنسان, وان التجارب الايجابية او السلبية التي يمر بها الطفل خلال تلك المرحلة وبرغم انها اصبحت مطمورة في اللاوعي الا انها تبقى تسيطر على حيز جوهري من سلوكه وتفكيره ودرجة فهمه للعالم من حوله الى آخر عمره. بينما قد تلعب الجينات الوراثية دورا مؤثرا على بعض السلوكيات الا انها بحاجة الى مؤثرات بيئية لتفعيلها. وهذه تعود بنا للمربع الاول الذي يفيد بأن البيئة هي مصدر السلوك البشري.

غير متصل سامي مدالو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 91
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #19 في: 23:41 02/01/2014 »
السيد موفق نيسكو المحترم،

موضوع في غاية الاهمية والحساسية لكونه يمسًنا جميعاً نحن الشرقيين بالصميم، فلا شك بان البحث عن الاسباب التاريخية لخصائصنا السلبية شيئ مهم.

ولكن: اليس اهم من ذلك :   

1- تشخيص هذه النواقص -  وهذا ما قام  به المقال الى حد ما
2- هل من الممكن التخلص من هذه النواقص تحت الظروف الحالية في الوطن او في الغربة
3- واذا كان ذلك ممكناً، فما هي السبل العملية للتخلص منها 

كنتُ قد نشرتُ قبل فترة، هنا في المنبر الحر، مقالاً ذو علاقة بموضوعنا هذا، بعنوان:

"ملاحظات حول نظرة سكان اوربا الغربية الى الانسان الشرقي"
 
http://www.ankawa.com/forum/index.php?PHPSESSID=2dukmjj70uj74jus2nf8vv10e2&topic=681562.0

معتبراً اياه كبداية للدخول في مواضيع مشابهة. ولكن، وللاسف، لم الاحظ  تجاوباً  يُذكر.

تقبل شكري وتحياتي
سامي مَدالو
 

غير متصل موفـق نيـسكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 362
  • الحقيقة هي بنت البحث وضرَّة العاطفة
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #20 في: 01:13 03/01/2014 »
الاخوة الاعزاء الكرام
تحية وكل عام وانتم بخير

الاخ العزيز مايكل المحترم
شكرا لاهتماك بالموضوع وقيامك بعمل مقال عن الموضوع لا نه من لآراء الكثيرة  وتسليط الضوء على الموضوع من قبلك وقبل الاخوة الاخرين سوف نستفاد جميعنا،
شكرا لك

الاخ العزيز عبد قلو  المحترم
بالنسبة لكتاب كلدو واشور للمرحوم المطران أدي شير فان النسخة التي عندي هي نسخة اصلية، وهي الطبعة الكاثوليكية المطبوعة سنة 1912، بيروت، والاستشهاد هو من الجزء الاول ض 9-10، والطبعة الجديدة عن دار المشرق ايضا موجودة حيث لدي النسختان، ولم ادقق نسخ الانترنيت لكن اعتقد انها صحيحة  ايضاً، هذا من ناحية، اما من ناحية كون المطران أدي شير كلداني فقط، فانا اتفق مع الاخ مايكل بان كلامه صحيح، والمعلومات التي اوردها بشأنه صحيحة ايضاً، لكن المرحوم المطران أدي شير هو أطلق على نفسه لقب الكلداني الآثوري، ويكاد ينفرد بهذا اللقب بين آباء الكنيسة المعاصرين، اما لماذا، فذلك يطول شرحه ولكني سأتطرق مستقبلاً الى هذه المواضيع لا نها طويلة ومتداخلة مع التسميات.
وشكرا لك

الاخ الكريم Kaiser Shahbaz المحترم
طبعا كما تعلم اخي العزيز ان المقالات في المواقع محدودة الحجم عموماً، وقد وردتنا بعض التعليقات سابقاً تنوه الى انها تريد الاختصار، ومع ذلك رأيت ان المقال كان متوسط، لأني حاولت قدر الامكان اعطاء الفكرة الرئيسية، ولكن ان شاء الله في المستقبل سوف نحاول ان نتطرق لهذه الامور، كما اني اود ان يكتب الاخوة القراء عن هذه المواضيع من جانبين علمي وتاريخي ثقافي، صدقني اخي احيانا اود الرد على كل جملة او كلمة مهمة، وفعلا هناك امور مهمة يذكرها او يريد معرفتها القراء الكرام ، وتستحق ان يرد عليها بالتفصيل ولكن حضرتك تعلم ان الآراء كثيرة والمطالب مختلفة، وتحتاج الى وقت .
شكرا لك

الاخ العزيز bet nahrenaya المحترم
طبعا هناك دراسات اجتماعية كثيرة بهذا الخصوص ومنها دراسات الاستاذ علي الوردي، وهناك كتاب خمسة الاف سنة من العنف الدموي في العراق للأستاذ باقر ياسين، فيه كثير من المعلومات المهمة، وغيره اما راي الشخصي فانا اؤمن ان الثقافة الاجتماعية تتأثر في البيئية والناس وتتغير بعوامل عديدة، منها الدين، القراءة، والعمر، وغيرها اما عن سؤالك المهم جدا جدا وهو ان الانبياء ظهروا في الشرق وليس في الغرب وان الغرب لم يحتاجهم وهو يحتاج الى مقالة لوخده،  ولكن بالنسبة للمسيحية فانا ارى ان الغرب قبل الدين المسيحي بمنطق ارسطو العقلاني، اما الشرق فقبل الدين بمنطق افلاطون الطوباوي، ولذلك لو تلاحظ حضرتك ان بطرس وبولس كانا شخصان شرقيان واستطاعا بسهولة تبشير الغرب، علما انه بالنسبة للمسيحية الشرقية بالذات فان كنيسة الاسكندرية تعتمد المنطق الافلاطوني على عكس كنيسة انطاكية السريانية التي تعتمد منطق ارسطو، وهي حقيقة لاهوتية لا يختلف عليها اثنان من ذوي الاختصاص، ولهذا فمعظم الانقسامات المسيحية كانت بسبب تأثير كنيسة الاسكندرية وتفسيرها الافلاطوني، والموضوع طويل.
وشكرا لك

الاخ العزيز صباخ قيا المحترم
شكرا لا دراجك الدراسة العلمية والتي ستقيدني وتفيد الكثيرين، وحتما انه اضافة الى الامور الثقافية والاجتماعية، فهناك قضايا علمية ووراثية يجب ان يقول ذوي الاختصاص رائيهم فيها.
وشكرا لك

الاخ العزيز  Sami Madalo المحترم
شكرا لاهتمامك بالموضوع ونتمنى ان تنشر دراساتك لأنه اعتقد ان هكذا دراسات ستجدي نفعاً، صحيح يا اخي  انها  قد تأخذ وقتا ولكن اعتقد سوف تعطي نتائجها اخيرا، ومن خلال معلوماتي فان الغرب بدا ينتبه لهكذا امور
شكرا لك



غير متصل قيصر شهباز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #21 في: 05:40 03/01/2014 »
حضرة الدكتور موفق نيسكو1،

تقبل جزيل شكري وامتناني لشخصيتكم المحترمة على تكرمكم بالرد، اتمنى لكم وافر الصحة والعافية ودمتم.

قيصر

غير متصل موفـق نيـسكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 362
  • الحقيقة هي بنت البحث وضرَّة العاطفة
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: طبيعة عقلية المسيحي الشرقي
« رد #22 في: 02:46 04/01/2014 »
شكرا جزيلا استاذ قيصر المحترم على كلماتك الجميلة وكل عام وانت بخير والله يحفظك ويوفقك
اخوك موفق نيسكو