الجيش يكبد {داعش} خسائر جسيمة.. والتنظيم يتلاشى في صحراء الأنبارقوى أمنية تستعد للبحث عن الهاربين منهم في المدن المجاورة
بغداد- الصباح
واصلت لليوم العاشر على التوالي قوى الجيش، تساندها صنوف عسكرية وامنية متعددة، مطاردتها لقوى الارهاب والشر من تنظيمات "داعش" الاجرامية في عمق صحراء الانبار، مكبدة تلك الزمر الدموية خسائر فادحة في الارواح والمعدات، لاسيما عقب اطباقها السيطرة على جحور واوكار ذلك التنظيم التي استخدمت منذ فترات قريبة قواعد لمهاجمة المدنيين العزل في عموم مناطق العراق.
وفي حين كشف قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي العميد حمزة المحمدي عن تنفيذ "الجيش حاليا حملة دهم واسعة بحثا عن إرهابيي "داعش" الذين هربوا من الصحراء ولجؤوا إلى المدن" اكد مصدر امني رفيع لـ "الصباح" استعداد القوات الامنية التي تقاتل تنظيمات القاعدة في عملية "ثأر القائد محمد" بمحافظة الانبار وصحرائها لتنفيذ عملية بحث ودهم وتفتيش وتمشيط للمناطق التي شهدت اعتداءات على القوات الامنية.وبينما اعلنت مصادر امنية القاء القبض على اربعة سوريين ينتمون لتنظيم "داعش" الارهابي في الصحراء الغربية، قصف طيران الجيش، امس الثلاثاء، مركز شرطة الملعب وسط الرمادي، عقب اقتحامه من قبل مجموعة ارهابية.
وتزامنت تلك التطورات مع تعزيز صحوة الانبار تواجدها في الحدود الفاصلة بين محافظتي نينوى وصلاح الدين منعاً لهروب عناصر "داعش"، في وقت كثفت خلاله القوى الأمنية في محافظة بابل إجراءاتها في مناطق شمالي المحافظة بعد ورود معلومات تفيد بتسلل عناصر من "داعش" عقب هروبهم من محافظة الأنبار.
وتأتي تلك الاحداث في الوقت نفسه الذي دعت فيه لجنة الامن والدفاع النيابية، الى توسعة العمليات الامنية لملاحقة "داعش" في نينوى وصلاح الدين وجبال حمرين في ديالى.
وكانت شرطة محافظة الانبار، التي ساهمت بحملة ازالة خيام المعتصمين عقب الاتفاق الذي جرى بين مجلس المحافظة وعدد من شيوخ ووجهاء الانبار عثرت بعد ازالة تلك الخيام على لوحات تسجيل مركبات مزورة، يتوقع انها كانت تستخدم في عمليات الاعتداء على القوى الامنية، فضلا عن ملابس عسكرية وعبوات ناسفة، وسيارات مفخخة.
مصدر امني رفيع المستوى ذكر في تصريح خص به "الصباح" ان جميع الوية الشرطة الاتحادية والتدخل السريع والافواج الالية ستشرع قريباً بتنفيذ عمليات بحث ودهم وتفتيش وتمشيط لمدن الرمادي والفلوجة، بعد ان تعرضت القوات الامنية المرابطة فيها الى اعتداءات مسلحة من عناصر ارهابية، مؤكداً ان القوات الامنية تحلت برباطة الجأش والتعامل المهني خلال محاولة اليائسين من عناصر الارهاب الاصطدام بالقوات الامنية.
ولفت المصدر الى ان جهات مندسة حاولت تأليب المواطنين على القوات الامنية واثارة تصرفات طائفية وشغب وتحريض الاهالي الذين ما زالوا يبدون ارتياحهم للعمليات التي تنفذها القوات الامنية ضد الارهابيين، مشدداً على ان القيادات الامنية العليا اصدرت اوامر صارمة للقوات الامنية بالتحلي بضبط النفس والتفريق بالتعامل بين الارهابي والمواطن العادي.
واضاف ان الاعتداءات اسفرت عن جرح عنصرين من قوات التدخل السريع والحاق اضرار باحدى العجلات بعد ان اطلقت النيران عليهم من قبل قناصين تمركزوا على سطوح المنازل في الفلوجة، مشيراً الى ان مفارز من خبراء مكافحة المتفجرات في قيادة الشرطة الاتحادية "اسود العراق" واجهزة كشف المتفجرات ومفارز من الكلاب البوليسية ستشارك في عملية الدهم والتفتيش على المتفجرات والسيارات المفخخة والمواد الداخلة في صناعة العبوات اللاصقة والناسفة والاسلحة المتوسطة والثقيلة والاسلحة غير المرخصة، وللبحث عن المطلوبين للقضاء والمشتبه بهم ومن تضبط بحوزتهم اسلحة ومتفجرات.
ولفت المصدر الى ان الاوضاع منذ ليلة الاثنين الماضي هادئة ولم تحصل اي تعرضات ارهابية ضد القوات الامنية، والحياة بدأت بالعودة الى مدينتي الرمادي والفلوجة مع ترقب حذر من محاولات اليائسين من الارهابيين.
من جانبه اكد قائد شرطة الانبار اللواء هادي رزيج ان قواته التي كلفت بازالة خيم المعتصمين من الساحة عثرت على لوحات تسجيل سيارات مزورة وملابس عسكرية لمختلف الصنوف في الداخلية والدفاع كان الارهابيون يستخدمونها في تنفيذ عملياتهم الارهابيية بعد تفخيخ السيارت واستهداف المباني الحكومية والمناطق المدنية والشعبية، كاشفاً عن تعرض قوات شرطة الانبار التي كلفت برفع الخيم الى اطلاق نار من الدور السكنية المحيطة بالساحة وتأخير عملها بسبب هذه النيران، مبيناً ان الشرطة المحلية اضطرت للاستعانة بالقوات العسكرية لردع المعتدين على شرطة الانبار خشية تطور الموقف.
في تلك الاثناء، افاد مصدر امني مسؤول ان القوات الامنية تمكنت ظهر امس الثلاثاء، من قتل اربعة قناصين من تنظيم "داعش" الارهابي كانوا يتمركزون على اسطح عدد من المنازل ويطلقون النار باتجاه القوات الامنية.
فيما اكد مراسل قناة العراقية من محافظة الانبار ان عددا من الاهالي اكدوا ان عناصر من تنظيم "داعش" الارهابي اجبروا عددا من اصحاب البيوت المطلة على ساحة الاعتصام على ترك منازلهم واتخذوها اماكن ليرتقيها القناصة من اجل اطلاق نيرانهم على القوات الامنية.
بدوره، أكد قائد الفرقة السابعة في الجيش، العميد حمزة المحمدي، أن القوات المسلحة تسيطر الآن وبشكل تام على جميع مناطق محافظة الانبار.وقال المحمدي في تصريح ادلى به لـ "المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" ان "القوات الأمنية ألقت القبض على الإرهابيين الذين اشتبكوا مع الشرطة اثناء إخلاء ساحات الاعتصام وتفتيشها".
وبين القائد أن "الجيش ينفذ حاليا حملة دهم واسعة بحثا عن إرهابيي داعش الذين هربوا من الصحراء ولجؤوا إلى المدن".
من جهته، عزز مجلس صحوة محافظة الانبار، تواجد عناصره في الحدود الفاصلة بين محافظتي نينوى وصلاح الدين، منعاً لهروب عناصر "داعش" من الصحراء الغربية مع تصاعد العمليات العسكرية.
وقال رئيس مجلس الصحوة وسام الحردان لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" إن "قوات الصحوات عززت من تواجد عناصرها في المناطق الصحراوية الفاصلة مع محافظتي صلاح الدين ونينوى منعا لهروب عناصر تنظيم داعش الارهابي". واضاف الحردان، ان "الوضع الامني في مدينة الرمادي حاليا هادئ جداً وتتولى الصحوات مسك الخطوط الخلفية بينما تتولى قوات الشرطة المحلية والشرطة الاتحادية الخطوط الامامية".
وكانت، مصادر امنية، اعلنت اعتقال اربعة سوريين ينتمون لتنظيم داعش الارهابي في الصحراء الغربية فجر امس الثلاثاء .
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن نفسها لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" إن " الجيش ينفذ عمليات واسعة النطاق قرب الخط الحدودي مع سوريا واسفرت عن اعتقال اربعة سوريين ينتمون لداعش الارهابي".
ورافقت عمليات الانبار، تعزيزات امنية في عدد من المحافظات المجاورة، تحسبا لتسلل عناصر"داعش" الذين هربوا من المعركة، حيث عززت القوى الأمنية في محافظة بابل إجراءاتها في مناطق شمالي المحافظة بعد ورود معلومات تفيد بتسلل عناصر من داعش إليها بعد أن فروا من محافظة الأنبار.
وقال مدير شرطة المحافظة اللواء عباس عبد زيد شمران لـ "المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" إن "الإجراءات تمثلت بتعزيز الوجود الأمني شمالي المحافظة بقوات الجيش والشرطة الاتحادية، فضلا عن فوج طوارئ بابل الأول وشرطة المحافظة"، شارحا أن "توزيع هذه القوات تم وفقا لحجم التهديد والخطر في كل منطقة حسب معطيات الموقف التي ترد من هذه المناطق".
من جهتها، أوصت لجنة الامن والدفاع النيابية، بتوسعة العمليات الامنية لملاحقة داعش في نينوى وصلاح الدين وجبال حمرين في ديالى .
وقال عضو اللجنة عدنان الشحماني لـ "المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" إن" ما يجري من عمليات امنية في العراق عموما والانبار والمناطق الحدودية خصوصا، هو عمل بطولي يستهدف تنظيم "داعش"، الارهابي"، لافتا إلى أن" هذه العمليات هي رد على الاعمال البشعة التي قام بها هذا التنظيم ".
وأوصى الشحماني" الحكومة بتوسيع رقعة عمليات القوات الامنية لتشمل صحراء نينوى وجبال حمرين والمناطق الحدودية لصلاح الدين" .
وطالب عضو القائمة العراقية عبد ذياب العجيلي، في وقت سابق القوات الأمنية بملاحقة عصابات "داعش"، في محافظة صلاح الدين، كاشفا عن أن تلك العصابات وصلت إلى شرق المحافظة بعد هربها من صحراء الانبار.
http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2342532
