ام خوشابة..الام المناضلة -
- فيدور اسماعيل البازي - كانت اصلب عودا من بعض الرجال حينما تشتد الشدائد والمحن على الشعب العراقي في الاربعينات من تأريخ شعبنا العراقي العزيز , حيث حكم المجلس العرفي العسكري عام/1947 بالسجن (7) سنوات مع الاشغال الشاقة على ابنها - خوشابة -وهو لم يبلغ العشرين من العمر وكان يعمل كاتبا في شركة نفط العراق - كركوك - وبناء على ذلك لم تبخل هذه الام بزيارة سجون العراق آنذاك بحثا عن ولدها وفي مقدمتها ( نقرة السلمان) الرهيب الذي تحتضنه الصحراء والسيء الصيت . وبعد ثورة تموز1958 عالجت مشاكل المراة بعد تسلمها مسؤولية منطقة تل محمد وانضمامها الى ( رابطة الدفاع عن حقوق المرأة ) وذلك لكونها مثقفة تتكلم (7)لغات (3 منها اجنبية هي الانكليزية والروسية والجورجية وبطلاقة اما اللغات المحلية الاخرى وهي الكردية والعربية والتركية ولغتها الاصلية فقد ساعدتها على فهم السلبيات والمشاكل التي تعاني منها المرأة العراقية بجميع اطيافها ,وكذلك ساهمت في تعلم اللغة العربية في صفوف محو الامية حينها. وكانت في مقدمة المظاهرات التي كانت تنطلق منها اضراب عمال السكائر ورفع اسعار الوقود - البانزين - فكان ذلك سببا في تلقيها ضربات الشرطة مما خلق لها مرض القلب الذي سبب لها الوفاة عام/1971 - ومن الجدير بالذكر انها قابلت وزير العدلية في العهد الملكي - حسن تاتار - واستحصلت منه الموافقت لزيارة العوائل لآبناءها المعتقلة في السجون بعد ان اقنعته بأن الحزب الشيوعي المحذور في العراق موجود في اعتى الدول الغربية بالرغم من عداء هذه الدول لهذا الحزب , وكانت تقوم بالترجمة من اللغات الاجنبية الى العربية وغيرها في المناسبات التي تطلبت ذلك . الرحمة لها ولجميع من ساهم معهافي مسيرتها النضالية وقد ارتأيت الاشارة ولو بأقتضاب لمسيرة هذه الام الخالدة (ام الشعب العراقي الكريم ) - مع الحب والتقدير . فيدور اسماعيل البازي
