وداعا .. ( البروفيسور عبدالكريم نصار ... "انتميا" القرن الحادي و العشرين )
من مدينة قلعة سكر ، من رائحة النخيل و اشجار الرمان القلعاوي و برتقالها اللذيذ ، من تل الكحلاء السومري اطل علينا حفيد الملك السومري (أنتميا ) الدكتور البروفيسور عبدالكريم نصار ليشق ( نهر غراف ) جديد للعلم و المعرفة في اربيل العاصمة ، ليصبح "انتميا" القرن الحادي و العشرين .
من قلعة سكر ، قدم الينا العزيز الدكتور عبد الكريم ليصبح ابنا لقلعة اربيل الشامخة ، ليساهم في بناء جيل شامخ كشموخ قلعة اربيل متحصن بالعلم و المعرفة .
جمعتني بالدكتور امسية طيبة في مدينتنا الحبيبة عنكاوا التي اختارها محلا لاقامته و احبها كثيرا بعد ان استقر في كوردستان العزيزة . طالت جلستي مع المرحوم اكثر من اربع ساعات تطرقنا فيها الى الكثير من الواضيع ، بدءا بالفلسفة السياسية وصولا الى هموم الوطن و المواطن ، المرحوم كان متفائلا بكوردستان اليوم و كان كثير الافتخار بتلامذته و طلابه و كان يعتبرهم اصدقاء له و رفاق دربه ، كان المرحوم واقعيا الى النخاع ، وطنيا الى حد المستحيل.
رغم مسيرته الطويلة في عالم العلم و المعرفة ، استمع و بأسهاب لأفكاري المتواضعة و شجعني لأصبح محاضرا تحت اشرافه و شجعني لاتمم دراسة الماجستير و الدكتوراه و عرض علي مساعدته متى ما احتجتها ، كان و بحق استاذا و صديقا طيبا و ان لم يسعفني الحظ ان اكون احد تلامذته و لكن طلابه يشهدون له بهذا ، و لكن يبدو ان القدر لم يمن علي بأن اتدرب كمحاضر تحت يدي انسان و عالم كالبروفيسور عبدالكريم.
اليوم فقدنا استاذا كبيرا و فقدنا مواطنا كوردستانيا و مفكرا كبيرا ( المرحوم الدكتور البروفيسور عبدالكريم عبد السادة نصار ) ، نم قرير العين يا بروفيسور ، فذكرى الطيب تبقى للأبد.
آنو جوهر عبدوكا
طالب ماجستير سياسة و علاقات دولية
جامعة كوردستان
19/1/2014
