أول مبنى لصرح ثقافي كلداني في تاريخ دهوك
تشييد المركز الكلداني للثقافة والفنون وانجاز نسبة 90% من المشروع
عنكاوا كوم – نسيم صادق – دهوك تشييد المركز الكلداني للثقافة والفنون في دهوك يمثل خطوة فريدة من نوعها كونه يعد أول مبنى لصرح ثقافي كلداني في تاريخ المحافظة
المركز الذي يتوسط مدينة دهوك يبان للناظر من بعيد بشموخه وعلو بوابته بارتفاع ( 13.5 ) متر التي صمتت على هيئة بوابة عشتار لتعكس عمق الحضارة البابلية وتضفي الطابع الأثري القديم لهذا الصرح الثقافي الجديد.
وللوقوف عند تفاصيل سير أعمال هذا المشروع الذي بلغت نسبة إنجازه 90% وأهميته ومعرفة الفئة التي من المؤمل أن تستفيد من خدماته التقى موقعنا " عنكاوا كوم "
المهندس " أفرام أبلحد أفرام " (32 عاما) رئيس المركز الكلداني للثقافة والفنون لدورته الحالية والمهندس المباشر للمشروع مساعي هيئات إدارية سابقة لبناء المركز تتكلل في هيئتها الإدارية الحالية بالنجاحفي بداية حديثنا أوضح أفرام لموقعنا بأن " فكرة تشييد بناية للمركز الكلداني راودت مؤسسي المركز من عام 1996 وبسبب الأوضاع الاقتصادية التي كان يشهدها الإقليم خلال تلك الفترة لم تتمكن حكومة الإقليم أو الجهات غير الحكومية من دعم هذا المشروع "
مبيناً " قيام الهيئات الإدارية السابقة المتعاقبة على المركز برئاسة أبلحد أفرام وميناس يوسف بعدة محاولات أجروا خلالها عدة لقاءات مع العديد من المسؤولين كمحافظين دهوك السابقين ووزيري الثقافة في حكومة الإقليم السابقين ووزير المالية في حينها دون أن يحالفهم الحظ حتى مع سركيس آغا جان الذي أبدى الأخير استعداده لدعم المشروع دون أن يتم ذلك بسبب حدوث ضائقة مالية في حينها حيث صرفت الأموال على مشاريع أخرى ارتبطت بحياة المواطن "
وأكد المهندس أفرام لموقعنا بان نجاح الحصول على موافقة المشروع تم من خلال اللقاء بالسيد محافظ دهوك " تمر رمضان كوجر " مع الهيئة الإدارية الحالية للمركز تم خلاله استعراض المشاكل والمعوقات التي تقف في طريق المركز الذي وجد لخدمة شريحة مهمة وهي الشريحة الكلدانية التي تفتقر إلى مكان يعزز تجمع أبنائها فيه، رغم وجود قطعة ارض تم منحها في وقت سابق للمركز من قبل " نيجيرفان بارزاني " رئيس حكومة الإقليم، ليثمر اللقاء الحصول على الموافقة المبدئية بتاريخ 22/8/ 2011 لوضع خطة بناء المركز الكلداني ضمن ميزانية المحافظة لعام 2012 "
المركز الكلداني يخسر ( 1000 ) متر مربع من مساحة أرضه الأصلية لقاء أن يكون مبناه بالقرب من الكنيسة الكلدانية وحول صحة مزاعم التي تشير لقيام محافظة دهوك المحلية بمنح قطعة الأرض التي شيد عليها المركز الكلداني حاليا الواقعة بالقرب من كنيسة مار ايث آلاها لاتحاد علماء المسلمين في وقت سابق ذكر أفرام أبلحد بأنه " تم في بداية الأمر الموافقة على تخصيص قطعة ارض لبناء المركز الكلداني على الخط السريع في دهوك عام 2007 وبعد استحصال الموافقات المبدئية طلب حينئذ المرحوم المطران " حنا قلو " من " عبد الأحد أفرام " سكرتير الحزب الكلداني الديمقراطي لإيجاد مشكلة طرأت جديدا على الساحة آنذاك تمثلت بوجود نية لدى بلدية دهوك بإعطاء أرض بجوار كنيسة مار إيث آلاها لبناء مبنى إتحاد العلماء المسلمين في ضوء حصول الاتحاد المذكور على الموافقات المبدئية ببناء مشروع بنايته وخروج المساحين لتحديد الأبعاد...
وتابع " عليه قام ابلحد أفرام سكرتير الحزب الكلداني من خلال علاقاته بوقف أي إجراء لإعطاء هذه المساحة لأي مشروع قد يكون غير مرحب به مستقبلا من الكنيسة أو يتعارض وجوده بالقرب إليها بأي بشكل من الأشكال، فتم تبديل قطعة ارض المركز الواقعة على الخط السريع مع قطعة الأرض الحالية وتحمل المركز الكلداني للثقافة والفنون خسارة ( 1000 ) م2 لكون مساحة الأرض الأولى كانت تبلغ ( 5000 ) م2 ودون تعويض للخسارة لكون الأرض بطبيعتها تعتبر هبة من الحكومة، وبالمقابل حضي المركز حالياً على موقع استراتيجي مهم يقع في قلب مدينة دهوك، وما يكسبه أهمية أكثر هو وقوعه بجوار جار مهم جدا وهي الكنيسة الكلدانية لما لوجودها بالقرب من المركز من أهمية في تسهيل استقطاب الشباب مستقبلا لأنشطة المركز "
مشكلة تصادف أعمال البناء وبحلها تصل بالتكلفة الإجمالية للمشروع إلى مليار ومائة مليون ديناروحول طريقة بناء المشروع وكلفته الإجمالية أوضح المهندس افرام الذي يعمل في الشعبة الهندسية لمحافظة دهوك بأن المشروع بلغت كلفته الأولى ( 650.000.000 ) مليون دينار تم الحصول عليه بدعم من المحافظ وأحيل المشروع إلى شركة " كَلى بانى " وهي شركة من الدرجة الثامنة ولها عدة مشاريع منفذة في دهوك، بعد إن أعلن عنه في وقت سابق وفق الطرق الأصولية بمشاركة ( 7 ) شركات لم يرسي على أي واحدة منها بسبب قلة الأسعار، لتباشر شركة كَلى باني أعمال تنفيذ المشروع تحت إشراف لجنة مختصة تم تشكيلها من مديرية ثقافة دهوك وعضويته ممثلا عن المحافظة وعن المركز في آن واحد "
وبخصوص ما إذا اعترض سير أعمال تنفيذ المشروع أية معوقات أوضح أبلحد بأنه " فور شروع الشركة بدء أعمالها صادفتهم مشكلة تمثلت بوجود خط مجاري مائي كبير يعود إلى الشقق القريبة من المركز حين ائذن توقف البناء لأكثر من شهرين بغية توفير مبلغ مالي إضافي لتلافي المشكلة مقداره ( 40.000.000 ) دينار إضافة إلى المبلغ الأصلي لتغيير مسار الأنبوب بالتنسيق مع مديرية بلدية دهوك ومجاري دهوك لتصل التكلفة الإجمالية للمشروع بعدها إلى ( 1.100.000.000 ) مليار ومائة مليون دينار ليعاود المباشرة في البناء أيلول العام الماضي دون أن تواجهه أية عواقب تذكر "
أما بخصوص أقسام المركز ونسبة الانجاز من المشروع ذكر أفرام بان المركز " يتألف من ثلاث طوابق أولها المخزن تم الموافقة لبنائه لتخصيصه كقاعة للرياضة والرشاقة، أما الطابق الأرضي فيتألف من غرف إدارية وغرف لأنشطة المركز لكسر الجمود الذي شهدته أنشطة المركز لأكثر من ثلاث سنوات، أما الطابق الأول فيشتمل على قاعة للمناسبات والاحتفالات إضافة إلى كافيتريا لرواد المركز، والعمل لازال مستمر في الموقع حيث بلغت نسبة إنجاز المشروع 90% حتى الآن "
المركز الكلداني يستقطب الشباب من جميع التوجهات والأطياف، والهدف من تأسيسه خدمة القضية الكلدانية وحول سياسة المركز الكلداني المتبعة أوضح رئيس المركز بان " سياسية المركز موجزها هو استقطاب جميع الشباب بشكل عام إذ يتواجد في المركز شباب من جميع التوجهات والأطياف منهم الآثوريين والكلدان المرتبطين بتنظيمات متنوعة منهم شباب مؤيدين بأفكارهم لتنظيمات آشورية، وآخرين يتبعون للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وآخرون الحزب الكلداني.. ويمكن التماس هذا بشكل أفضل في فرقة الفنون الشعبية التابعة للمركز، فجميع أنشطة المركز ليست قومية وعلى سبيل المثال تنظيم دورات للكومبيوتر لا تعتمد على لون أو توجه لشخص معين بل يمكنها استقطاب الجميع "
وأضاف قائلاً: " يوجد من بين أعضاء هيئات إدارية سابقة للمركز الكلداني من تركوا المركز وتوجهوا لتأسيس أحزاب سياسية مثل الحزب الكلداني، وهناك أعضاء آخرين يعملون حالياً في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وغيرهم يعملون حالياَ في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، وآخرون يعملون حاليا في صفوف أحزاب آثورية... مما يعني بان هذا المركز منذ بدايته ولحد الآن كان يستقطب الجميع ومن جميع الألوان "
مشددا في الوقت ذاته بان " فكرة تأسيس المركز جاءت لخدمة القضية الكلدانية بشكل لا يتعارض مع أي جهة أخرى تتبنى أفكار أو انتماءات غير كلدانية، ولسد الفراغ الموجود في الساحة القومية بالنسبة للمكون الكلداني في الوقت الذي فيه تحظى كافة المكونات المسيحية الأخرى بوجود مراكز من شأنها تنظيم الأنشطة القومية وغير القومية لأعضائها ومؤازريها "
قضية المركز قومية وليست حزبية وينشد زيادة الحرص القومي لدى الشباب الكلدانيوفي تساؤل حول مقدار المسافة التي يقف عليها المركز الكلداني للثقافة والفنون مع الأحزاب السياسية وتدخلاتها أكد أفرام " وجود صعوبة في الفصل النهائي بين الثقافة والسياسة في جميع أنحاء العراق رغم إن هذا ما ادعى به جميع القائمين على المؤسسات الثقافية، ولكنه تبين في الحقيقة وجود تأييد سواء كان علني أو خفي لتوجهات سياسية لدى المؤسسات الثقافية لأحزاب قومية، مع ذلك فالمركز الكلداني قضيته قومية بالدرجة الأساس وليست حزبية "
أما فيما يتعلق بالفئة المستهدفة من أنشطة المركز والنشاطات المزمع التركيز عليها من قبل إدارته خلال المرحلة القادمة أوضح أفرام بأن " المركز الكلداني بني بالدرجة الأولى لأجل خدمة فئة مهمة وهي فئة الشباب دون أن يستثني بقية الفئات العمرية من أنشطة المركز لكون الثقافة تهم جميع الفئات العمرية والمجتمعية، وان كانت رسالة المركز موجهة في طريق معين فهي ستركز على زيادة الحرص القومي لدى الشباب الكلداني، في الوقت الذي لا يعتبر فيه المركز الكلداني نداً لأحد، إنما يسعى ليكون على صلة طيبة مع بقية المراكز الثقافية في المنطقة سواء التي تكون تابعة لأبناء شعبنا أو غيرها "
كما كشف أبلحد " مضيهم بوضع خطة سنوية للمركز تختلف عن ما كانت تركز عليه الهيئات الإدارية السابقة في تنظيم الأنشطة الترفيهية وبأن خطتهم الجديدة ستعتمد على الآليات الحديثة في صياغة البرامج والأنشطة وتجنب قدر الإمكان الأنشطة التقليدية، والاعتماد بالدرجة الأساس على الأنشطة الفكرية التي تبقى وتدوم وتصنع الشباب "
دعم مالي حكومي متواضع للمركز حالياً والسعي لزيادته خلال المرحلة المقبلةوبخصوص الدعم المالي الحالي للمركز وحول أبرز ملامحه خلال المرحلة القادمة قال أفرام: " المركز تخصص له ميزانية من الحكومة وحالياً تعتبر من اضعف الميزانيات المخصصة للمراكز الثقافية في دهوك وتبلغ ( 1.500.000 ) دينار بصرف النظر عن إيجار البيت الذي تتكفل به وزارة المالية، أما الآن فالوضع تغير والبناية أصبحت كبيرة وسنكون بأمس الحاجة لميزانية أكبر تفي بسد إحتياجات المركز الذي سيحتاج إلى موظفين أكثر ومن المرتقب يجمعهم مع " رشيد طاهر " وكيل وزير المالية في حكومة الإقليم، لعرض احتياجات المركز خاصة فيما يتعلق بتأثيثه أسوة بالدعم الذي تم تلقيه من قبل الحكومة في تخصيص الأرض وبنائها "
وفي ختام حديثه لموقعنا توجه المهندس المباشر للمشروع أفرام أبلحد بالشكر والامتنان الخاص " لكنيسة مار إيث آلاها الكلدانية لتحملها طيلة مدة المشروع الإزعاج الناجم عن عملية البناء ووقوع الأنقاض على الطريق، وتحمل المؤمنين الذين يرتادون الكنيسة الأضرار التي لحقت بالطريق التي بادر المقاول فور انتهاء أعمال الدفن من إزالتها، كما توجه بشكره إلى جناب محافظ دهوك " تمر رمضان كوجر " على دعم المشروع، والمهندس " مصطفى إمام " مدير مركز التطوير والتنمية في محافظة دهوك على كافة التسهيلات التي قدمها، ومدير الثقافة والفنون والرياضة في دهوك " أيوب رمضان كوجر " على الدور الذي لعبته مديرية الثقافة لأجل إنجاح المشروع، كما عبر عن شكره الخاص لموقع " عنكاوا كوم " على الالتفاتة والاهتمام بنقل كافة تفاصيل أنشطة شعبنا "
والجدير ذكره بان المركز الكلداني للثقافة والفنون قد تأسس عام 1996 في دهوك وقد شهد تعاقب خمسة هيئات إدارية حتى الآن، ويبلغ عدد أعضاءه ( 138 ) عضو وعضوه بمعدل أعمار ( 18 ) سنة فما فوق.
صور من مراحل بناء المشروع
صور بعد إنجاز نسبة 90% من المشروع
صور من داخل المركز
الطابق السفلي_ صالة الرياضة
الطابق الأرضي
الإدارة
الشؤون الإدارية والحسابات
المكتبة
قاعة إجتماعات
قاعة تعليم الموسيقى والرسم
قاعة دورات الكومبيوتر
قاعة للدورات التعليمية
ممر داخلي _ الطابق الأرضي
الطابق الأول_ قاعة متعددة الإستعمالات
الصحيات