المحرر موضوع: يونادم كنا وستراتيجية ( لو بس آني العب لو اخرب الملعب)  (زيارة 1320 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abu lojana

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 24
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عندما كنا صغارا ونلعب في المحلة كان العديد منا يمارسون مقولة يطلق عليها شعبيا (لو العب لو اخرب الملعب) والتي تتجسد في محاولة افساد اللعبة التي يمارسونها اطفال المحلة من قبل من لا يتركونه يلعبها مغهم لعدة اسباب، اما نتائجها فلم تكون مضمونة دائما لممارسها واحيانا كان يخرج من اصراره على تخريب الملعب بنتائج سلبية تصل الى حد احمرار تحت العينين اوتورم الشفة!!!!!!
وبالترابط مع الطفولة وعاداتها وتقاليدها، هناك مبدأ علمي يقول بان اي انسان عندما يكبر يحمل معه العديد من هذه العادات ويحاول تطبيقها ولو باشكال ومظاهر متعددة تعتمد على الظروف النفسية والمحيط الاجتماعي لهذا الشخص.
والسيد يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية النائب في مجلس النواب العراقي اليوم حتما ليس استثناءا من هذه القاعدة، كونه عاش طفولة كباقي الاطفال ولعب في ازقة المحلة او القرية ايضا كباقي الاطفال، ولكن يبدو لي انه قد حمل معه المقولة الشعبية(لو العب لو أخرب الملعب) الى يومنا هذا ولكن مع بعض التحسين والتطوير في الصياغة والتي تؤثر حتما في التطبيق تناسبا مع وضعه الجديد وشأنه السياسي وقيادته للحركة الديمقراطية الاشورية الى ماشاءالله من السنين ولربما سيعجب بحافظ الاسد وحسني مبارك ويعطيها الى ابنه يوسف!!! فتحولت المقولة الشعبية البسيطة عند السيد يونادم الى مبدأ ستراتيجي تحت مسمى واضح ودقيق واثبت نتائج ساحقة في التطبيق وهو(لو بس آني العب لو اخرب الملعب)!!!!!!! اما لماذا حمل السيد يونادم معه من الطفولة لهذا المبدأ، فهذا امر لاشأن لي به كون معرفته تتطلب العديد من الجلسات النفسية.
 فلو بقي المبدأ كما هو (لو العب لو اخرب الملعب) حتى بعد ان اصبح السيد يونادم كنا في المواقع التي هو فيها، فلا ضير حتما في ذلك لأن له كل الحق اليوم ان يشاركه الاخرون اللعب في الملعب لأن مصير هذا الشعب هو مصير الكل ولا يجوز التفرد من احد بكل مقدرات الامة وخاصة ان الحركة الديمقراطية الاشورية لها دورها في هذا اللعب، ولكن بالشكل الذي اسس له السيد كنا لهذا المبدأ وطوره وحاول تطبيقه فلنا عليه الكثير لنقول، فـ (لو بس آني العب..) لها من الدلالات والعيوب التي تجعلها نظرية تجسد كل معاني الانا وما نتتج من الانا من ممارسات اقل مايقال عنها انها بعيدة عن مفاهيم المشاركة والادراك السياسي لواقع الحال واحترام الرأي والرأي الاخر وممارسة القيم الديمقراطية الحديثة التي اوصلت السيد يونادم الى ما هو فيه اليوم من منصب او موقع  فبدت اثارها تنعكس سلبا على علاقات الحركة مع كل مؤسسات شعبنا (الاشوري الكلداني السرياني) السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية وبدت واضحة للعيان ايضا على الهيكلية التنظيمية للحركة نفسها وأدائها السياسي، فبدا اعضاء اللجنة المركزية للحركة وكأنهم جنود شطرنج يحركهم السيد يونادم كيفما يريد ليخرجوا في كل ممارساتهم ومن خلال نقلات قليلة خاسرين الجولة بكش مات او خاسرين الجولة بالوقت لأن من ينوب عنهم في التفكير جميعهم هو شخص واجد فقط ومأخوذ وبغرور بمبدأ (لو بس آني العب...).
اما (لو أخرب الملعب) فشتان بين ملعب الطفولة الذي كان يلعب فيه السيد يونادم يوم كان طفلا وملعب اليوم، فملعب الطفولة لا يتعدى كونه ملعب دعابل او نواعير او لعبة (الجوجو قنى) او لعبة (شوارا باراني) وغيرها التي بمجرد تخريبها وبعد مفاوضات ومساومات بين ممارسيها الاطفال يعاد ترتيبها من جديد.
اما ملعب اليوم فهو ملعب مستقبل الامة واي تخريب في هذا الملعب فانه تخريب لمستقبل الامة وتشويه لكل تضحياتها، فاللعب فيه يتطلب الكثير الكثير من الادراك والوعي القومي والسياسي ونكران الذات ومفاضلة المصالح القومية على المصالح الحزبية والفردية، واذا ما اصاب اي جزء من الملعب هذا بالخراب فان اعادة ترتيبه واصلاحه تكلف مستقبل الامة الكثير من الجهد والوقت والخسائر، وهذا ما نتلمسه اليوم بان اللعب الذي مارسه السيد يونادم لحد هذه اللحظة وعبر السنوات الخمسة عشر لم تمنحنا الشئ الذ نفتخر به او الذي نؤسس عليه ولا زلنا الى حد هذه اللحظة في المربع الاول من سباق تحقيق الوجود الدستوري من حيث وحدة التسمية وسقف الحقوق، فقد خرب السيد يونادم الملعب بالكامل بما مارس من سياسة (لو بس آني العب لو اخرب الملعب) بدءا من مؤتمرات المعارضة العراقية ومشاركاته السياسية في حكومة اقليم كردستان وتصديره للخطاب الاعلامي المزدوج واثارته للاحقاد القومية والنعرات المناطقية وكل مايمكن ان يقال من سياسة ابو ناجي القديمة والمرحوم صدام الجديدة المتركزة على الفرق تسد حتى بين الاخوة في العائلة الواحدة وتدخلاته الحميمة في شق المؤسسة الكنسية واهانته لرجالات الدين والاستخفاف بهم وبدورهم القومي والى ما لايعد ويحصى من ممارسات ولسلبيتها الكبيرة طغت حتى على ما حققته الحركة من بعض الافعال الجيدة.
اما ما يحاول السيد يونادم وحركته العتيدة ان يفعلوه تجاه تحرك شعبنا كله باحزابه ومؤسساته وعموم ابنائه بالمطالبة بحقوقنا القومية كاملة بشكل حكم ذاتي غير منقوص في سهل نينوى وتوحيد تسميتنا في الدستور وذلك فقط لكونهم ليسوا اللاعب الوحيد في هذه العملية فانها حقا تجسيد حي لاستراتيجية السيد يونادم كنا (لو بس آني العب لو اخرب الملعب)، فملعب مستقبلنا الذي بدأت الاصابع الخيرة في تحريك جموع لاعبيه يتقدم السيد يونادم مهددا بتخريبه بقبوله بفتات ما تقدمه المادة 125 من دستور العراق متناسيا بان ما اعطته هذه المادة من حقوق ادارية قد تحققت معظمها، اليس باسم بلو وهو حركي قائممقاما لتلكيف؟ واليس مدير ناحية القوش القوشيا؟ واليس قائممقام الحمدانية بغديديا؟ واليس نائب محافظ دهوك آشوريا؟؟؟ اليس هذا ما تعنيه الحقوق الادارية؟ انها تعني الناس من دون الارض.
اما ما طرأ سمعي من اخبار غير موثوقة واتمنى من قرارة نفسي ان تكون غير صحيحة بان السيد يونادم قد طلب من السيد مسعود البارزاني عدم الموافقة على الحكم الذاتي لشعبنا في تعديلات لدستور الاقليم المرتقبة!! فانها حتما لو صحت هذه الاخبار سيكون السيد يونادم وحركته قد ارتكبوا خيانة عظيمة بحق هذا الشعب ومستقبله القومي وسيكونون حصان طروادة الذي بواسطته يذبح شعبنا كل ذلك من اجل عقدة يونادم الطفولية التي تطورت الى المبدأ الاستراتيجي المدمر لمستقبل الامة وطموحاتها (لو بس آني العب لو اخرب الملعب).

آدم عوديشو
abulojana@yahoo.com