المحرر موضوع: الثقافة العراقية السريانية... و مروان ياسين الدليمي  (زيارة 1607 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هيثم بردى

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 71
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الثقافة العراقية السريانية... و مروان ياسين الدليمي



•   هيثم بهنام بردى

       مروان ياسين الدليمي، مسرحي مثابر، شاعر مبدع، معد برامج ناجح، ومخرج تلفازي مائز، دأب منذ نهاية سبعينات القرن الفائت على ترك بصمة في المشهد المسرحي العراقي، نال شهادة البكالوريوس من جامعة بغداد أكاديمية الفنون الجميلة عام 1984 في الفنون السمعية والمرئية، وباختصاص دقيق هو الإخراج التلفزيوني. وتتلمذ خلال دراسته ومشواره الفني على يد خيرة الأساتذة أمثال د.صلاح القصب، فاضل خليل، عبد المطلب السنيد، د.جميل نصيف التكريتي، بدري حسون فريد، د.فائق الحكيم، عبد المرسل الزيدي، جعفر علي، ثامر مهدي،شفاء العمري.
شارك في أكثر من عشرين عرضاً مسرحيا ً والعديد من المهرجانات المسرحية مابين الموصل وبغداد، وترك أثراً جميلاً  في المسيرة المسرحية لمحافظة نينوى.
ومع مطلع تسعينات القرن الماضي كرّس جهده كلياً للكتابة (شعراً ونقداً) فنشر خلال العقدين المنصرمين الكثير من النصوص الشعرية والقراءات النقدية في الصحف والمجلات العراقية والعربية، إضافة إلى المواقع الإلكترونية، ثم أصدر مجموعته الشعرية الأولى عام 1999 والتي حملت عنوان (رفاة القطيعة)، وأعقبها بمجموعة ثانية عام 2009 حملت عنوان (سماء الخوف السابعة)، وقد فازت هذه المجموعة بجائزة الابداع الشعري لمؤسسة ناجي نعمان الأدبية اللبنانية ذات الطابع العالمي عام 2010، ويذكر أن هذه الجائزة كان  قد نالها أدباء بارزون من مختلف دول العالم. ومجموعته (سماء الخوف السابعة) كانت قد صدرت بطبعتين: الأولى عن مديرية الشؤون الأدبية في مديرية تربية نينوى عام 2009، والثانية عن دار الينابيع بدمشق عام 2010.
الدليمي مبدع يحمل مواهب متعددة، فضلاً عن شخصيته الدمثة التلقائية التي تتناسب طردياً مع مفاهيم الصداقة الحقة ونكران الذات وانحيازه الدائم نحو السليقة السليمة التي تؤدي الى التصرف السليم بعيداً عن إشارات الأنوية المقيتة، وإن تهيأت الفرصة له في إظهار وإبراز تينك الخصال الجميلة، لا بد أن تنضج في تنوره الخاص شطائر شهية طازجة. وهكذا كان.. عندما تهيأت الفرصة للدليمي من خلال العمل في قناة عشتار الفضائية الزاهية الزاهرة، كمعد ومخرج برامج تلفزيونية في القسم الثقافي، فشّمر عن ساعِد الجد، مشفوعة برغبة أكيدة للعمل، فكانت العديد من البرامج الثقافية والأفلام التسجيلية والروائية، وسنأتي على بعضها تفصيلاً، وبرامج أخرى سنوجز الحديث عنها:
برنامج
(المشهد الثقافي)

برنامج ناجح وشهير،سجل حضوراً متقدماً بين البرامج الثقافية التي تعرض في أغلب فضائيات العراق،وهو من اعداده وإخراجه،وتقديم المذيعة المتألقة ريتا البازي، وقدعرضت الحلقة الأولى منه عام 2007، وخلال الثمانية أعوام من عمر البرنامج تم انتاج اكثر من 300 حلقة، اي بما يعادل 300 ساعة تلفزيونية عن الثقافة العراقية والسريانية، ويعرض البرنامج ليلة الأربعاء من كل اسبوع، وبمساحة زمنية تمتد لساعة واحدة،والبرنامج خلال مسيرته هذه، رصد وتابع وقدّم الأنشطة والفعاليات الإبداعية في حقول الأدب والفن والإعلام،عبر تواجد ميداني في الفعاليات والندوات والورش والمهرجانات والحلقات والجاليريهات وخشبات المسرح.... الخ، وذلك من خلال شبكة من المراسلين المعتمدين المنتشرين في مدن وقصبات وقرى سهل نينوى والموصل وكركوك وبغداد، وآخرين في خارج العراق عبر مكاتب القناة  في السويد وانكلترا وكندا واستراليا، وبقي فريق العمل  يعمل طيلة ثمانية اعوام كخلية نحل، ولظروف تخص عمل القناة توقف العمل في مكاتب السويد وكركوك وانكلترا والبصرة، وتعاضد المراسلون الآخرون في تفعيل ومضاعفة نشاطاتهم لتغطية النقص الحاصل جراء ذلك، فبرز إلى الواجهة مكتب بغداد،  من خلال مراسله الإعلامي المقتدر حسن البغدادي، ومكتب سهل نينوى من خلال مراسله المثابر جبران ألطوني. فأمسينا نشاهد دقائق هذا البرنامج الناجح على كل الصعد، تتوزع على الفعاليات الأدبية والفنية في  العاصمة بغداد ومدن سهل نينوى، كبغديدا وبرطلة وكرمليس وبعشيقة وباطنايا وألقوش وتلكيف.... الخ.
وبالجهد الاستثنائي لفريق عمل البرنامج وبالمتابعة الدؤوبة والإشراف الميداني المباشر الذي يتطلب من مروان ياسين السفر الدائم، وأحياناً لمدينتين في آن واحد لإيمانه بأن العمل الحقيقي والإبداع الصادق يتطلب منه هذا الجهد الإستثنائيالمضني، فلم يكل أو يمل في رسالته الملخصة في ابراز المخبوء المنسي من المبدعين الذين ظلوا لفترة طويلة خلف ستار الإهمال والنسيان،إضافة الى المبدعين المعروفين على مستوى مدن سهل نينوى، أو ممن تجاوزت تجربتهم الإبداعية من أدباء سهل نينوى وانطلقوا منذ عقود نحو آماد الفضاء الإبداعي العراقي والعربي، فكان يمارس هذا العمل النبيل ما يمارسه الإنسان الصادق مع ذاته الصافية والإعلامي النزيه المؤمن بأن البذرة تحتاج الى رعاية لكي تمد عنقها الطرية نحو شآبيب الشمس، فليس غريباً أن يغطي هذا البرنامج معظم الأنشطة الإبداعية لأدباء وفناني وإعلاميي مدن سهل نينوى، سواسية دون مفاضلة، فكان لكل شاعر وقاص وناقد وفنان،مسرحياً كان أم تشكيلياً ام موسيقياً فرصة لظهوره، أو لتقديم إبداعه عبر البرنامج.
وإذا أردنا أن نذكر بالتفصيل ما قدمه (المشهد الثقافي) فلن تتسع صفحات كثيرة لتدوين فضله ومآثره، وقد أكد لي أكثر من مَرَّةٍ صديقي الدليمي أن ما يقوم به ما هو إلاّ جزء من الواجب الذي آل على نفسه ومعه فريق  العمل إلى عرضه للقاصي والداني في العراق وفي أرجاء المعمورة.
ومن باب الإنصاف لابد أن نأتي باختصار إلى تدوين بعض ماقدمهمن انشطة وتقارير واخبار ثقافية ضمن برنامج المشهد الثقافي:
*نشاطات وفعاليات المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وأبرزها: (الحلقة الدراسية عن دور السريان في الثقافة العراقية بدوراتها السنوية الاربع، اسبوع الثقافة السريانية، المهرجانات المسرحية، مهرجانات أدبية وفنية وإعلامية، متحف التراث السرياني.... الخ (
*أنشطة اتحاد الادباء والكتاب السريان: (حلقات دراسية، أمسيات شعرية،  ندوات، مؤتمرات)
*انشطة المؤسسات والجمعيات الثقافية السريانية في اربيل وسهل نينوى ودهوك وبغداد منها: (جمعية الثقافية الكلدانية، البيت الثقافي في الحمدانية، مركز السريان للثقافة والفنون في بغديدا، مركز كلكامش للثقافة والفنون، منتدى عنكاوا للفنون، فرقة شيرا المسرحية، فرقة مسرح قره قوش "بغديدا" للتمثيل، فرقة شمشا المسرحية، فرقة اور المسرحية، فرقة اساف المسرحية).
*متابعة وتغطية كافة العروض والفعاليات الفنية والثقافية التي تقام سنوياً للفرق المسرحية بمناسبة احتفالاتها بذكرى تأسيسها والتي عادة ما تتضمن عروضاً مسرحية، معارض تشكيلية، معارض فوتوغراف، عروض افلام. كذلك إجراء تقارير وحوارات مع أبرز وأهم الأسماء الفاعلة في النشاط الثقافي والفني السرياني بعد وأثناء مشاركتهم في تلك الانشطة. ومن بين تلك الأسماء التي كانت حاضرة في البرنامج: د. سعدي المالح، شاكر سيفو، زهير بردى، وعد الله ايليا، نمرود قاشا، لوثر ايشو، د.بهنام عطالله، امير بولص، د.نشأت مبارك، د.ريكاردوس يوسف، رغيد ننويا، سامي لالو، نصارمبارك، عماد نوري، عامر أيوب، طاهر سعيد، ابراهيم كولان، طلال وديع، بطرس نباتي، روند بولص، أكد مراد، هدير صباح، كريم اينا، وسام نوح، سمير يعقوب، شابا عطالله، وعد توماس، هيثم بردى .... الخ
*
برنامج
(رواق الثقافة)

لم يتوقف نشاط مروان الدليمي على الإعداد حسب، بل دعاه الأستوديو بمحبة للوقوف أمام الكاميرا ليكون مُقدماً،فضلاً عن الإعداد والإخراج، فكان برنامج (رواق الثقافة) الذي يحاور فيه ضيوفه من الأدباء والفنانين والإعلاميين، وبمرونة وحنكة لا يتمتع بها إلاّ المحاور الذي يتسع ملف ذاكرته لمختلف عناوين المعرفة، فكان برنامجه من الفعاليات التي يقدم فيها زاداً ابداعياً معرفياً باذخاً عبر استضافته ولفترة تلفزيونية أمدها ساعة واحدة شخصيات عراقية بارزة في فضاء الإبداع، ولا بد لنا أن نأتي ببعض هذه الرموز مثل: ناجح المعموري، جاسم عاصي، د. محمد أبو خضير، د. خليل شكري هياس، علي حسن الفواز، ياسين النصير، بشير حاجم، طلال حسن، يونس صديق توفيق، قاسم البياتي، د. محمد العبيدي، زهير الجزائري... الخ. إضافة الى المبدعين السريان: د. ريكاردوس يوسف، د. بهنام عطالله، زهير بردى، شاكر سيفو، د. نشأت مبارك، وسام نوح، نمرود قاشا، وعد الله ايليا، بطرس نباتي، جوزيف حنا يشوع، ثابت ميخائيل ،لميع نجيب، هيثم الجميل، نوئيل الجميل، سمير يعقوب، سامر ألياس، الأب دريد بربر، باسل شامايا، لطيف بولا، بطرس نباتي، نوري بطرس، ادمون لاسو، اخلاص متي،جورجينا حبابه، يعقوب افرام منصور، بهنام سليم حبابة، ليث بنيامين، هيثم بردى.... الخ.
*
برنامج
(تواصل)

الذي تولى الدليمي اخراجه وبرفقة مقدم البرنامج الفنان رفيق نوري،حيث تم استضافة العديد من الشخصيات العراقية والسريانية المهمة في المشهد الإبداعي العراقي،واستمر عرضه أكثر من عامين،تحدث فيه الضيوف عن تجاربهم الشخصية ومدى تأثيرهم وتأثرهم في المشهد الإبداعي العراقي،ومن الشخصيات التي استضافها البرنامج: د.فائق بطي،د. فاضل خليل،د. شفبق المهدي،د.طارق حسون فريد،جعفر حسن،نوري الراوي،لوثر ايشو،سامي قفطان،شذى سالم،عبد الخالق المختار،كاظم الحجاج،عدنان الصائغ، د.فاضل خليل، هيثم بردى.... الخ.
*
برنامج
(سينوغرافيا)

ومن عنوانه يشي بأنه برنامج يخصُّ شجون وشؤون المسرح العراقي عامة والسرياني بشكل خاص، وهو من إعداد واخراج مروان ياسين الدليمي وتقديم رفيق نوري،ويتناول البرنامج في حلقاته كل ما يتعلق بالشأن المسرحي عبر تقارير وحوارات مباشرة مع المهتمين والعاملين،وقد خصص عدد من حلقاته عن المسرح السرياني، نشأةً وتاريخاً وحضوراً، عبر استضافته لشخصيات سريانية اختصاصها أو لديها اهتمام كبير في الفن المسرحي،منهم: د.سعدي المالح، وسام نوح، د.نشأت مبارك،عماد نوري، نصار مبارك، د. عقيل مهدي، د. رياض شهيد، كاظم نصار، هيثم بردى... وسواهم.
*
الأفلام الوثائقية والتسجيلية

مارس مروان ياسين الدليمي حراثة حقله الأثيري عندما أخرج عدداً من الأفلام الوثائقية نذكر منها:
- (أصوات) فلم تسجيلي انتاج عام 2006، وهو متابعة لحياة خمس شخصيات نسائية مسيحية تحيا ظروف قاسية داخل مبنى تابع للكنيسة في مدينة الموصل في ظل ظرف أمني يسوده الارهاب والقتل الطائفي .
- (مهجرون في الوطن) فلم وثائقي، إنتاج عام 2007 والفلم يوثّق عمليات التهجير التي طالت المسيجيين في العراق بعد العام 2003.
- (رموز) مجموعة أفلام وثائقية تم انتاجهاعام 2007، توثق المسيرة الإبداعية لأثني عشر فناناً رائداً.
- (العودة إلى جنة اسمها خنس) انتاج عام 2008، وهو فيلم وثائقي ترافق الكامرة فيه الفنان المغترب لويس بولص رحلته  إلى آثار خنس الآشورية والتي تقع على طريق مدينة دهوك.
* أمَّا البرامج الوثائقية، فكان لمروان صولة نوجزها كالآتي:
- (حكاية عمر) انتاج عام 2008، وفيه تم توثيق عدداً من الرموز العراقية التي لعبت دوراً فارقاً في المشهد العراقي، منهم: د.فائق بطي / أربعة أجزاء، الأب الشاعر يوسف سعيد، الفنانة زكية خليفة.
- (يوميات قرية)انتاج عام 2006، وفيه تم توثيق الحياة اليومية لعدد من القرى المسيحية في دهوك.
- (فرق فنية)انتاج عام 2006، وفيه استقصى  نشاطات فرقنا الشعبية التي تعمل على إحياء فولكلورنا الشعبي من أغانٍ ورقصات وأزياء تراثية.
- (عشتار في المهجر)انتاج عام 2006، وهو من اعداد نزار عسكر واخراج مروان ياسين،في هذا البرنامج تم تقديم العديد من الوجوه والشخصيات العامة والمؤثرة في ميادين الفكر والثقافة والفن والإعلام والحياة من ابناء شعبنا الذين يعيشون في بلدان  الشتات من اجل مد جسور التواصل معهم..
- (مواقع أثرية) انتاج عام 2006، وفي هذا البرنامج تجول في العديد من المواقع الأثرية التي لا تزال شاخصة في مدينة الموصل.
- (حنين كمب الارمن) انتاج 2007 ، وهو فلم وثائقي عن تاريخ ووجود الطائفة الارمنية في بغداد وتحديدا في كمب الارمن،ومامر عليها من احداث وانعطافات خلال قرن كامل .
- (بيتنا) انتاج عام 2008، وفيه تناول قضايا اجتماعية مهمة تم طرحها على طاولة النقاش لأجل الوصول إلى السبل الكفيلة لمعالجتها .
*

         وبعد هذا الجهد الاستثنائي الذي بذله، ولا يزال يبذله، وسيبقى يبذله مروان ياسين الدليمي، هذا الإنسان المتجرد من الذات المريضة الأنانية، والمتدرع بالأنا المانحة بلا حدود.. ألا يستحق أن تقال بحقة كلمة إمتنان لما قدمه من خدمة جليلة لا تقدر بثمن من أجل إعلاء الثقافة السريانية في المحافل الثقافية العراقية والعالمية، وهو بما أعرفه عنه لا يبتغي إلى هذا، بل يعده واجباً عليه ان يتقنه دون النظر الى تقييم وتكريم سرعان ما يرتكن الى رفوف النسيان،وعينه على الأفق البعيد لابتكار فكرة تخدم ثقافتنا السريانية. وما كتبته بحق هذا المبدع العراقي الأصيل هو غيض من فيض إبداعه الذي كرّسه من أجل الثقافة العراقية بشكل عام، والسريانية بشكل خاص، باعتبارها جزءاً أصيلاً من الثقافة العراقية.

*****

غير متصل برديصان

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1165
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   السيد    هيثم بردى  تحيه الى مبدعنا حيث ليس لنا الانكون مع ماتراه من الكاتب مروان ياسين لانك ثاقب البصيره تقول للحق انه حق دون تزويق  رغم انني لست من المتابعين للبرنامج اللي يديره الكاتب مروان الاانك جعلتني اتابعه قدر المستطاع    تحياتي اليك والى الكاتب موضوع المقال ونتمنى ان تسير قافلة الادب رغم مايعتريها من منغصات احيانا وتاكدوا ان اللذه هي في المنغصات عندما نعرف كيف نستطيع ادارة الحالة برويه          بغداد