المحرر موضوع: شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!  (زيارة 2684 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كمال لازار بطرس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 160
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
« في: 22:15 22/02/2014 »
شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!

كان التسوّل فيما مضى، يقتصر على أولئك الذين يعانون من وطأة الفَقر والجوع والمرض، أناس تقطَّعت بهم سبل العيش، فلم يجدوا بُدّاً من ركوب الصعاب، في صراع مرير مع قسوة الزمن، فلجأوا إلى هذا الأسلوب المهين، يسألون الصَّدَقة والإحسان بـ (إلحاح)، حفاظاً على حياتهم من الهلاك، أو القضاء جوعاً..
أما اليوم، فقد اختلفت الصورة تماماً، إذ لم يعد التسوّل يقتصر على أولئك الذين كانوا يفترشون الأرصفة ويتسكعون في الشوارع، أو عند مداخل الأزقة الضيقة، فقد وَلجَ عالم الشِّحاذة متسولون جدد، البعض منهم لم يعش، أو يعايش الفَقر من قبل، ولم يذق طعم الحرمان أو العَوَز في حياته..
إذن، ما الذي يدفع بهؤلاء إلى هذا المنزلق الخطير، أو إلى هذا الدرب الحقير؟!
إنّها عقدة المال التي تحكّمت في النفوس المريضة. هذه الآفة الخطيرة التي انتشرت في وسطنا الإجتماعي، الذي لا تعرف فيه من مع من، ولا من فيه ضد من، في ظروف تتداخل فيها الشؤون والشجون مع بعضها، تداخلاً غريباً، إلى درجة تثير الريبة والشك..
 وشحّاذو هذا الزمان أنواع :
 منهم من يشحذ موقفاً لصالحه في قضية معينة، يسعى إلى كسبها، حتى لو كان ذلك على حساب كرامته وشرفه..
ومنهم من يشحذ الشهرة، ويهرق ماء وجهه على الأعتاب، ويأخذ على ذلك شيئاً فشيئاً، حتى تتحول الشِّحاذة عنده إلى حالة مرضية، لا تنفع معها كل العلاجات..
وهناك، نوع آخر، يشحذ المديح والتصفيق من بعض المنتفعين المصطفين حوله، وبفعل التكرار، يخال أنّ الدنيا كلّها تصفّق له، وأنّ الناس يُسبِّحون بحمده.. وهذا النوع من الشحّاذين جدير بالشفقة والعطف، لأنه أتعس الناس على وجه الأرض.
 إنّ أكبر المتسولين، من لا تبدو عليه مظاهر التسول، أو لايدل أي تصرف فيه على أنه متسوّل، بل على العكس، إنّ كلّ ما فيه، وما يبدو عليه ، يعطي الإنطباع بأنّه بريء من هذه التهمة الوضيعة التي لصقت به..
وأخطر المتسولين، ذاك الذي يُتقن دغدغة المشاعر، فيعتمد أكثر الكلمات تأثيراً في استدراج العواطف واستمالة القلوب..
إنَّها لَمفارقة عجيبة، حقّاً، أن تتحول الشِّحاذة في هذه الأيام إلى شرفٍ رفيع، يسعى إليه البعض من ذوي العاهات، الذين يعانون من عقدة الشعور بالنقص، وهم بذلك يناقضون أنفسهم فيما يقدمونه من تنازلات على حساب كرامتهم، في سبيل أن يحصلوا على لقب (الشحّاذ الأشطر) أو( الرأس الأكبر) في الشِّحاذة!
 وما أكثر الذين يتسابقون على حمل هذا اللقب التأريخي في هذه الأيام..
وصاحب هذا اللقب الوضيع، عادة ما ينرفز ويعنفص، إذا لم تُكِل له المديح، أو لم تعطِهِ من طرْفِ اللسانِ حلاوةً، ويأخذ على خاطره منك، إذا لم تخلع عليه صفة (الرأس الأكبر)..
والرأس الأكبر هنا، يعني المخطّط.. والشحّاذ، هو من أكبر المخطّطين. فهو يعرف في أي وقت يجب عليه أن يتحرك، ويتقدم خطوة إلى الأمام. كأنّه عالم نفساني، يدرس الوجوه بإمعان.. يدرس الوجوه، ثم يقترب من الهدف.. يعرف كيف يختار أكثر الجمل تهذيباً وإثارةً للمشاعر.. يصطفي أبرع المواقف، لكي يقنعك بأنَّه شحّاذ متمرّس. وحين تقتنع أو تُشفق عليه أو تُسايره، يخالُكَ (الفريسة التي كان يبحث عنها منذ زمن)، فيهيِّىء نفسه للطعام، ويستعد للوجبة الدسمة.
هؤلاء، هم الشحّاذين الحقيقيين، أصحاب خبرة وممارسة، فنانون في أساليب الاستجداء.. ولكي تشاهدهم على الطبيعة، راقبهم من بعيد، وراقب تصرفاتهم، ولكن حذاري أن تقترب منهم، أو تحتك بهم، لأنك ستتلوث، فالشِّحاذة، مرض سريع العدوى، الواحد يصيب رفيقه، والرفيق يصيب رفيقه الآخر، وهكذا دواليك، حتى لا يعود هناك مكان للصالحين، إلاّ قليلاً. نعم، إلاّ قليلاً، فالصالحون موجودون دائماً، موجودون في كل مكان وزمان.. هم وجه الخير الدائم. هم هدير البحر وصوت الريح. هم دفء الشمس في أيام الشتاء الباردة..
أمّا أولئك الشحّاذون الذين يسيرون في درب الشِّحاذة ورؤوسهم مرفوعة، فهنيئاً لهم هذا العار الذي ألحقوه بأنفسهم. هنيئاً لهم هذا السقوط المروّع، وأياديهم ممدودة للإستعطاء، وألسنتهم ممدودة للإستجداء، وعيونهم ممدودة للنحيب والبكاء.
فلْيُمَرِّغوا أنوفَهم في الوحل، ويبكوا حالَهم..
 ليبكوا، حتى تجفَّ مآقيهم.. ولْنبكِ عليهم، لا معهم.
و لكن، هل يستحقون أن نبكي عليهم؟
لا، فدموعنا أنبل وأغلى بكثير من أن تُذرَفَ على أولئك الذين ركبوا العار، ورفعوا شعار: ( نعم، نعم للشِّحاذة، لا، للكرامة)..              


غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
« رد #1 في: 13:53 23/02/2014 »
الأخ كمال المحترم
تحية..
لقد سلطت الضوء على مرض خطير، اخذ يستشري بشكل سريع ومذهل ويعم كل اوصال المجتمع، واضم صوتي إليك بأنه
مرض معدٍ ويجب ان نحتاط منه وتسليط ضوء اكثر عليه وفضح ممارسيه ،خاصة الذين يختفون وراء مناصب وجيهة تحجب عنهم وجههم القبيح هذا وتغطي على ممارساتهم التي تنحدر الى أوطأ المستويات، وتُعْتَبرْ الشحاذة -التقليدية- نُبلاً لو قورنت بها!
لذلك، اسمح لي ان اختلف معك في امر واحد فقط وهو عنوان المقال:
شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
انا اقول: نعم إنهم ليسوا فقراء مادياً، ولكنهم يفتقرون الى كل شئ تقريباً.
بمعنى اخر، إنهم الفقراء الحقيقيون!!


غير متصل كمال لازار بطرس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 160
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
« رد #2 في: 02:10 24/02/2014 »
الأخ جاك المحترم..
تحية...
شكراً على مروركم الكريم، وعلى تعليقكم وتقييمكم الإيجابي للمقال، وشكراً أيضاً، على ملاحظتكم..
بقدر ما يتعلق الأمر بعنوان المقال، أقول ما يلي:
إنَّ صياغة العنوان أحياناً أصعب بكثير من صياغة المقال نفسه، لأنه المرآة التي تعكس الفكرة العامة للمقال، ويجب أن يتفق، أي (العنوان) مع المقدمة أو المدخل في الهدف، ويدل على فكرة الموضوع، وفي نفس الوقت، يثير القارىء، ويحقق عنصر الجذب والتشويق في ضرورة الإطلاع عليه، أي على الموضوع..
ولأن المفردات أو الكلمات التي يتم إختيارها تستدعي أجزاءَها، وتُلِحُّ في طلبها بمعرفة ما يُخفيه العنوان، فهذا ما يجعلني أختار عنوان أي مقال من مقالاتي بعد الإنتهاء من الكتابة مباشرةً، و على ضوء الأسس التي بينتها أعلاه..
              تقبل فائق تقديري...

غير متصل عوديشو سادا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 518
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
« رد #3 في: 11:57 24/02/2014 »

الأخ العزيز كمال لازار شكرا لمواضيعك ومقالاتك القيمة ذو فائدة هادفة للجميع .. فإن مهنة الشحاذة كانت تليق بالطبقة الفقيرة من الناس المغلوبين على أمرهم في معيشتهم وحياتهم اليومية بكل أحترام شديد لهم. الطبقة الفقيرة التي لم تتوفر لهم فرص العيش مثل عامة البشر فأمتهنوا هذه الطريقة والمهنة, فلا لوم عليهم لأنهم يجاهدون بأيامهم لطريقة عيشهم وتوافقهم بحياتهم.. وأما الذين يشحذون اليوم من كافة صنوف البشر وبمختلف الطرق اللئيمة وهم ليسوا بحاجة لشيء ولا ينقصهم شيء في عيشهم ورزقهم الكريم, لكنهم سرقوا هذه المهنة المتواضعة من أصحابها الحقيقيين بتصرفهم الواطيء بشحاذتهم بضعف أنفسهم ببيع كرامتهم وغيرتهم وهؤلاء بلا كرامة ولاغيرة طبعاً لأنهم شحاذين معتبرين يقبلون كل كلام دنيء على أنفسهم من أجل مقامات الكراسي والمناصب وحقوق الغير من الناس المعتبرين ويدخلون كافة المؤسسات بمختلف صنوفها وهم ليسوا أهلا لها,, فهؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل وكثير من الأمثال ( إن لم تستحوا على غيرتكم الواطئة الناقصة فَاشحذوا ماشئتم من الشحاذةِ الواطئة ياشحاذين العصر الزائف المُقيت,, تحياتي للجميع ..
وأما بالنسبة لسؤالك السابق عني أخي كمال فأنا الآن مايقارب السنة وأربعة شهور موجود في سطنبول للهجرة البعيدة بعيداً عن الشحاذين الذين لايحترمون ولايكرمون الشعراء والأدباء والفنانين في وطن العراق الذي أبتلى بهم وبلواقيتهم العفنة.. لذلك قررت الأبتعاد حفاضاً على أدبي وأخلاقي وأشعاري حتى لاتتسخ بين رفوف عقول هؤلاء الشحاذين المسؤوليين وخاصة من جهلة السياسة والثقافة من أبناء قوميتنا الكلدانية السريانية الآشورية وما أكثرهم في وطننا المغلوب على أمره اليوم.. وتقبل خالص تقديري وأحترامي لك وللعائلة الكريمة ولكل أنسان مثقف مثل حضرتك الهاديء بأخلاق وحديث الأدب الراقي بكلماتك الأدبية الرصينة كلما كنت ألتقيك في جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا. سلامي للجميع وبالأخص الأستاذ سلام والشماس أمير بويا في قسم الأعلام والأنترنيت في الجمعية الثقافية الكلدانية..

أخوكم الشاعر
عوديشو سادا

غير متصل kaleda

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 11
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
« رد #4 في: 23:25 24/02/2014 »
تحية الى الاخ كمال:

شكرا على مقالتك الرائعة وعلى المواضيع الشيقة التي تطرحها وانا اتابع كل مقالااتك عن طريق صفحة عنكاوة وعن طريق مجلة الثقافة الكلدانية.

خالدة هرمز كندو
السويد - اسكلستونا

غير متصل كمال لازار بطرس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 160
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
« رد #5 في: 17:24 25/02/2014 »
الأخ العزيز عوديشو المحترم..
كل الشكرعلى مروركم الكريم، وعلى تعقيبكم اللطيف..
ما من شك أنَّ ذلك يدل على ذوقكم الرفيع، وعلى كرم أخلاقكم ، ونبلكم..
عجبتني عبارتكم:(اخترت السفر بعيداً عن الشحّاذين الذين لا يحترمون ولا يكرمون الشعراء والأدباء....).
فعلاً، إنَّ ما ذهبتم إليه في ردكم صحيح، فمثل هؤلاء لا وقتاً كافياً لديهم، ليفكروا بك، وبأمثالك من الأدباء والشعراء.
هم مشغولون بأنفسهم.. الأنانية أعيتهم، وقضت على كل جميل في داخلهم، فلم تبقَ هناك مساحة لفعل الخير والفضيلة فيه..
أما ميولهم وإتجاهاتهم والأمورالأخرى، فقد ذكرتها في مقالي، فلا داعي للتكرار..
وبخصوص سفركم، أقول:
لاشك في أنَّ كل إنسانٍ طيب يغادر أرض الوطن، يترك فراغاً كبيراً وراءَه، وهجرانه يبعث على الأسى والأسف في نفوس أصدقائه ومحبيه، فهذه الأرض بحاجة إلى كل جهدٍ مخلص بنّاء، حتى تزداد إخضراراً وعطاءً ونماء..
في الختام، لا يسعني، إلّا أن أطلب لكم التوفيق فيما أنتم تخططون له وساعون إليه..
                           تقبلوا فائق إحترامي...  

                               أخوكم/ كمال

غير متصل كمال لازار بطرس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 160
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
« رد #6 في: 21:17 25/02/2014 »
الأخت العزيزة خالدة..
تحية ومودّة خاصة...
شكراً لكِ على مرورك، شكراً لكِ على لطفكِ...
سُرِّرت كثيراً، لأنكِ تقرأين ، وسُرِّرت أكثر، لأنكِ تطالعين، وتتابعين مقالاتي..
ما هي أخباركِ، وأخبار زوجكِ والأولاد..أرجو أن تكونوا جميعاً بخير....
                   مع فائق تقديري وإحترامي..
                            أخوكِ/ كمال

غير متصل rebeen

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 85
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
« رد #7 في: 20:46 28/02/2014 »
التسول السياسي
الاخ الفاضل الاستاذ كمال لازار المحترم
تحية طيبة
تجيئ مقالاتك وتحليلاتك الاجتماعية دائما في اطار ادبي بديع يثري المعنى ويغني الفكرة ويمد جوهر الموضوع بامتدادات مؤثرة تمنحه تميزا من خلال بصماتك التي لا يخطئ من يتابع كتاباتك في قراءتها قبل ان يقرأ اسمك على المقال.
وهنا لا اريد الاشادة باسلوبك وطريقة تناولك بقدر ما اود التوقف في محطة مهمة فتحت ابوابها لتدخل عبرها الاراء ولتتناولها الافكار ولتغنيها وجهات نظر الاخرين, تلك هي محطة (التسول).
كل ما ذكرته عن التسول ينطلق من تفاعلات حياتنا اليومية وافرازات احداثها حتى تحولت مهنة (التسول) من ذل السؤال الذي يغلف الحاجات الاساسية الملحة الى مهنة لاصطياد الفرص والمواقف وربما الى شبكات لصيادين محترفين امسوا يتباهون عبرها بقدراتهم الفذة التي لا ينافسهم فيها الا القليل.
وهنا اود ان الفت نظرك الكريم الى واحدة من ابرز سوح التسول قاطبة التي برزت في العصر الحديث والتي فاتك ربما الاشارة اليها , وهي الاهم والاعمق والاخطر لانها تتعلق بمقدرات شعوب وبمصائر بلدان,  فقد توقفت ياأخي باسهاب ازاء الاسماك الصغيرة وفاتك ان تقف ازاء الكواسج والقروش والحيتان الكبيرة . واقصد بهم سماسرة السياسة هنا وهناك الذين ادمنوا التسول بالاخص في مزادات الانتخابات البرلمانية حيث يحملون على ظهورهم  في الدول النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة شعاراتهم ووعودهم وخطبهم وبياناتهم واكياس وعلب مساعداتهم من المواد الغذائية والملابس والمدافئ والبطانيات وكارتات تعبئة الموبايلات ويجولون بها في المناطق الشعبية قبل الانتخابات وهم يتسولون ويستجدون اصوات الناخبين لدرجة ان بعض المتهافتين منهم على استعداد في بعض الدول  لاهدار اخر قطرة من  كرامته وتقبيل اقدام الناخبين ان اقتضى الامر من اجل انتخابه , لماذا ؟ هل من اجل ان يخدم وطنه ان فاز ؟ ام من اجل سرقته؟
ان اوضاع الشعوب التي ابتليت بامثال هؤلاء المتسولين والشحاذين السياسيين والبرلمانيين خير شاهد على ما يمكن ان يفعلونه بشعوبهم وبلدانهم , عشرات وربما مئات المليارات من الدولارات في الميزانيات السنوية تضيع وتبقى البطالة وغياب الخدمات والفساد وغلاء الاسعار والرشا والتزوير والصفقات المشبوهة والاغذية الفاسدة والمحسوبية والمنسوبية سادة الموقف, ويبقى الفقراء جائعين وضائعين ومتسولي السياسة متخمين ومرفهين.
اخيرا .. الست معي يا عزيزي بان التسول السياسي المحترف بات في زمننا الاخطر من كل انواع التسول؟

اخــــوك
مال اللــه فـرج       


غير متصل كمال لازار بطرس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 160
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: شحّاذون، لكن ليسوا فقراء!
« رد #8 في: 02:14 02/03/2014 »
أخي وصديقي الأستاذ مال الله المحترم..
    بدايةً، أعتذر عن هذا التأخير في الرد على مروركم الكريم، لإنشغالي ببعض الإلتزامات اليومية..
أما بعد، فقد أخجلتموني، وأخجلتم تواضعي بما جاء في مستهل ردكم على مقالي من ثناء وإطراء، وأعتبر ذلك وسام شرف، يزيّن صدري ما حييت..
ولعمري أنّ مثل هذه الكلمات لا تصدر، إلّا عن الكبار فقط.. كبار في كرم الأخلاق، كبار في إحترام الكلمة، كبار في إحترام عقل القارىء...
ولا شك، في أنّكم بكلماتكم هذه، إنّما حمّلتموني مسؤولية إضافية في أن أكون أكثر حرصاً في إختيار كلماتي، وأكثر دقة في إختيار عباراتي، وأكثر صبراً في إختيار مواضيعي.. أرجو الله أن يعينني، ويوفقني في تحمل هذه المسؤولية..
شكراً على تعقيبكم، وعلى إيضاحكم وعلى مروركم الكريم هذا..
 أما فيما يخص ملاحظتكم حول (التسول السياسي)، فإنّني كنت قد تطرقت في مقالي إلى ثلاثة أنواع من شحاذي هذا الزمان، وألمحت إلى النوع الذي تقصدونه، في عبارة (وهناك نوع آخر، يشحذ الشهرة، ويهرق ماء وجهه على الأعتاب...)، ولم أشأ التصريح، أو الوقوف طويلاً للتعليق على هذه العبارة، فقد تركت هذه المهمة للقارىء، ليكتشف بنفسه ما في ثنايا تلك الكلمات.. هذا من جانب، ومن جانب آخر لإبعاد شبح الملل عنه أثناء القراءة..
         مع خالص شكري وتقديري..
                  أخوكم/ كمال