المحرر موضوع: قصيدة رثاء الى صديقتي الغالية خنا سادة بولص الأستاذة في جامعة الموصل  (زيارة 1709 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كافي دنو القس يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بسم الأب والأبن والروح القدس الآله الواحد آمين
 أنا هو القيامة والحق والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا
    قصيدة رثاء الى صديقتي الغالية خنا سادة بولص الأستاذة في جامعة الموصل
   كلية علوم الحاسبات والرياضيات/ قسم الأحصاء التي توفيت اليوم 25/2/2014
صديقتي خنـــــــــــــــــــــــــا
سأرثيكي لعل الرثاء يخفف ناري وحرقتي ، صحيح أن الموت هو نهاية رحلتنا في الحياة ولا بد أنه ملاحقنا يوماً ما عاجلاً أم آجلاً، ولكن في جميع الأحوال فالموت يتسلل إلينا فجاءة ويختطف منا أعزاءنا واحداً بعد الآخر ودون أي إنذار.
ونعلم إن الموت هو نهاية النهايات وغاية الغايات وهادم اللذات، صحيح أن الغربة والهجران والبعد عن الوطن والأهل وقسوة الحياة هي فقد بغيض ومرير، لكنه ليس قوي وصريح وحاسما مثل الموت الذي يحضر مقتحما فينهي كل شيء وأي شيء ، فأوجاع الإفتقاد الأخرى تداوى وتعود بأوله والولع والوجد والشوق والمناجاة، وحتى الدمع غير أنه لا أمل في الرجوع حين الإصطدام بحقيقة الموت .
 هذا الموت النهائي يأخد منا الأحباب و يبعد عنا الأهل والأصحاب ، دون إنذارا ولا يسبقه عتاب ماذا بودي ان افعل سوى ان اكتب لكي هذه السطور القصيرة لأعبر ما بداخلي من المشاعر والأحاسيس لفراقكي الغالي.
ليس هناك أشد إيذاءا على النفس من أن نتلقى نبأ وفاتكي وخاصة إنني قد عاشرتها منذ اكثر من 30 سنة وبقيت وفيةً صادقة لهذه الصداقة الحميمة إلى آخر لحظة من مغادرتي العراق
أيتها الصديقة العزيزة، نامي قريرة العين، لقد عانيتي كثيراً من شرور هذه الدنيا الفانية، ومساوئ هذا الزمن الرديء، وقسوة الحياة . لقد فاجأتنا برحيلكي بلا وداع، وستبقين حيةً في قلوبنا نحن أحبائكي ما دمنا أحياء. فأنتي غالية وتبقين غالية في قلبي وقلوب احبائكي يا عزيزتي.
ها أنا اليوم بعد رحيلكي،أعلم، إنه لم أسمع أجراس الموت تدقّ في شفتيكي بعد اليوم وأعلم، مذ أحتضنتكي القبر تحت التراب، ذهبتي طاعنة في الغياب كشيئ، كذاكرة تقف على شفير النّسيان، في أرض انتشرت عليها خدعة الحياة خاطفي السّلام، والمحبة، والصدق، والطّهارة  والوفاء.
    الراحة الابدية إعطها يا رب ونورك الدائم فليشرق عليها
   تعازي الحارة الى أهلها وذويها ويلهمهم الصبر والسلوان
                            آمين
                          2014/2/25