المحرر موضوع: عندما تفقد السريانيه معناها الحقيقي  (زيارة 708 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي




عندما تفقد السريانية معناها الحقيقي

من المعلوم بان اسم المسيحيين اطلق لاول مرة على المؤمنيين في انطاكيا ثم شاع استعماله في العالم اجمع فسمي كل المؤمنيين بالمسيح من اللأمم الاخرى بهذا الاسم وفقاً للآيه ( أع 11-26) من الكتاب المقدس ، في الوقت الذي نجد ان كلمة السريانيه طغت على مسيحيي هذه البقعة الجغرافيه خلافاً لبقية المسيحيين واتخذت بديلاً لها، فيا ترى متى ومن استبدل لفظة المسيحيين بالسريانيين في انطاكيا ؟ !!!، ولماذا اطلقت فقط على ابناء هذه المنطقة بالذات، بينما استمر استعمالها في بقية انحاء العالم ؟!!، وعند البحث عن معنى كلمة السريانية ومن اين اتت  نجد ان هناك ثلاث اراء في اصل هذه الكلمة واسباب اطلاقهاعلى هذه المنطقة بالذات ، ولكن الاحتمال الاقوى والذي اتفق عليه اغلب المؤرخين والاثاريين هو القائل بان كلمة السريانيه تعني الاشوريه وهذه هي بعض من اراء المؤرخين والمصادر لاصحاب هذا الاتجاه  -

 * المؤرخ اليوناني هيروديت يقول ( ان جميع الشعوب البربرية تسمى هذا الشغب المقاتل بالاشوريين إلاّ اننا نحن الاغريق نسميه سرياناً ويوافقه في هذا الاتجاه المؤرخ هوميروس.

* المفكر الفرنسي ريبانس دوفان يقول ( إن كلمة سرياني وضعها اليونان وهي مشتقة من كلمة آشور)

* الصحافي الكبير فريد الياس نزهه محرر (الجامعة السريانيه) يقول (هي لفضة يونانية مأخوذه من أسيران حيث كل من له اطلاع في التاريخ واللغة يعرف ان كلمة سريان اصلها آشوريان.

* قاموس المطران يعقوب اوجين منا وفيه سورايا = سرياني آرامي نصراني باختصار (اشورايا اي آثورايا)

* وثيقة المطران افرام برصوم (والذي اصبح بطريركاٌ) الى مؤتمر سان ريمو في 2/شباط/1920 يقول( لنا الفخر ان نحيط مؤتمر السلام علماً بان بطريرك انطاكيا للسريان الارثودوكس قد عهد على مهمة وضع معاناة وأماني امتنا الاشوريه القاطنة في وديان دجلة والفرات العليا ببلاد ما بين النهرين امام المؤتمر.

*  الدكتور سيار الجميل في كتاباته ( من دروس انثربولوجيه الاجناس العراقيه /الحلقه الاولى)  بما ان بقايا رعايا الدوله الاشوريه كانوا يملأون هذه البلاد لذا اطلق  اليونانيون اسم (أسيريان)على الشعب القاطن في بلاد الرافدين عموماً لعدم وجود حرف الشين في اللغة اليونانيه تمييزاً له عن غيره ، فعمت هذه التسمية على جميع الفئات من دون تمييز بين فئة واخرى، اي بين ساكني مناطق بابل و نينوى ثم تحول الى( سريان)

* قاموس الكتاب المقدس دائرة المعارف الكتابيه جاء فيه (ان اسم سوريا هو اختصار لكلمة ىشور وقد استعمل هذا الاسم المييز بعد ان غزى االآسكندر الكبير هذه البلاد . ويرى اصحاب هذا الفريق بانه عندما دخل اليونان المنطقة بقيادة الاسكندر الكبيرعام 332ق م اطلقوا لفضة آسوريين على الاشوريين لعدم وجود حرف الشين في لغتهم، وهذا يوافق اصحاب الرأي القائل بان اللغة السريانية ظهرت بحدود عام 300ق م ، وعندما جاء العرب قالو سوريون -سوريين-سريان لعدم لفظهم لهمزة الوصل ، وهكذا نرى بان اصل التسمية هي قوميه شامله لكنها اخذت الصيغة الدينيه بعد ان اعتنق غالبيتهم الديانة المسيحيه ولكنها بقيت تحتفض بمحتوى مدلولها القومي ،
ام الاحتمالين الاخرين بخصوص كلمة السريانيه ، فاحدهما يقول اصحابه انها جاءت من سوريوس والثاني يقولون  من صور، لكن غالبية العلماء والاثاريين قد ابعدو هذيين الاحتمالين لا بل تم ادحاضهما ليبقى الاحتمال الاول(من آشور) هو السائد والمتفق عليه لدى الاغلبيه.

حيث لايخفى انه خلال تلك الفتره كان لا يزال الأسم الاشوري طاغياً على المنطقة باسرها وان الاشوريه كانت لغتهم والتي كانت تعرف بعد سقوط الامبراطوريه الاشوريه بالاراميه العالميه (الاشورية المكتوبة بالابجديه الاراميه الفينيقية الاصل) ولكن نرى بمرور الزمن وبعد دخول أثنيات عرقية مختلفه وبمجموعات صغيره المسيحيه تقبلوا تسمية السريانيه بمعناها الديني اي بمعنى المسيحيه وخاصة في مناطق سوريا الحاليه والاردن ولبنان وفلسطين ومصر والتي يطلق عليهم السريان المغاربه في الوقت الذي نجد بان الاقوام ذات الاصول العرقيه المعروفه والتي دخلت المسيحيه باعداد كبيره فبالرغم من تواجدهم ظمن هذه المنطقه لكن نجد انهم رفظوا تسميتهم بالسريانيه لمعرفتهم بمحتواها العرقي الاشوري ولكون اللغة التي يتكلمون بها غير لغتهم ومنهم الأرمن ، لتبقى لدى من اطلق عليهم فيما بعد بالسريان المشارقه (الكلدان والاشوريين وسريان العراق) محافضة على نفس معناها ومضمونها الذي يحتوي على مجمل العواصر المشتركه بينهم والتي على اساسها اطلقت هذه المفردة عليهم  منذ البداية وقبل المسيحيه (بمعناها القومي واللغوي)وبعد اعتناقهم المسيحية اخذت لديهم بعداً ثالثاٌ وهو المعنى الديني، ولكونهم اصحاب اللغة الاصليين لذا نرى ان  كلمة السريانيه فيها المحتوى المسيحي ولكنها لا تعني المسيحيه، فالجميع يعلم بان  الكلمة المرادفه للمسيحيين لدى الكلدوآشوريين هي كلمة مشيحايي او مشيخايي ، بينما عرفت السريانيه (سورايي) بمعنى اللغة اي المتكلمين بلغة السورث ، وعليه قيل (كلن مشيحايي) لاننا من اتباع المسيح  وكلن سورايي لاننا نتكلم نفس اللغة (السورث) ،وهنا يبدوا جلياً بان كلمة السريانيه لا تعني اطلاقاً المسيحيه لدى الكلدوآشوريين  ( وإن كان فيها ما يوحي على ذلك بحكم الشموليه) وإنما تعني اللغه ، واللغة ترجع الى قوم او مجموعة بشرية محدده وهم المعروفين هنا بحسب اللفضة اليونانيه  بالآسوريين ( الاشوريين ).وبذلك تكون كلمة السريانيه لدى الكلدوآشوريين وسريان العراق واضحة المعالم والمحتوى وليس في اطلاقها اي اشكال(عدى عند دعاة القوميه الكلدانيه والسريانيه "الآراميه" موخراً ) حيث فيما يخص سريان العراق يقول الدكتور عامر فتوحي السرياني الكاثوليكي ( ان التسمية السريانية "فيما يخص سريان العراق" فانها وكما توكد ذلك المكتشفات اللآثارية والمصادر التأريخية حسب، وذلك لعدم ورودها في المصادر الكتابية ، بانها تسمية ذات مدلول ديني محض وتعني "مسيحيون") ،  ولذلك يبقى المغزى من الرجوع الى اصل الكلمة  فقط لاثبات  وإزالة الشكوك لدى المتشككين في التواصل القومي واللغوي الاشوري بمعناه الشامل (الكلدان والسريان والاشوريين) في ارض الاجداد واثبات شرعيه مطالبتهم بحقوقهم كاملة كشعب اصيل في هذه البقعة الجغرافيه والتي هي اصلاً ارض الآباء والاجداد .

اما من جهة السريان المغاربه تبقى المحاولات المستميته من قبل البعض لتفريع كلمة السريانيه من معناها القومي الاشوري،  فبحسب معطيات الواقع  ورؤيتي الشخصيه استناداً على مداخلات بعض من الاخوه اتباع الكنيسة السريانيه، نجد الاختلافات عميقه وواضحة، حيث كل يذهب باعطاء معنى للسريانيه بما يخدم رؤيته ومصالحه وتوجهاته مختلفة تماماً عن ما يؤمن بها غيره، وهنا بعض التوجهات البارزه في هذا المجال. 

1- السريانيه تعني هويه دينيه فقط :- وان مروجي هذا الاداء هم من القوميين العرب وغيرهم من الاثنيات العرقيه المختلفة الذين يحاولون طرح السريانيه كمرادفه مجرده لكلمة المسيحيه، وهنا تجدر الاشاره ان من حق كل انسان ان يعتز بعرقه ونسبه وحسبه وبهذا الصدد انني شخصياً من المعارضين على اطلاق التسمية القوميه او الطائقيه على الكنائس والتي تؤدي الى تمزيق الوحده المسيحيه وبرود المحبه حيث إننا في هذا المجال جميعاً اخوة في الرب يسوع المسيح وكلمة البشارة لجميع الامم والالسن وفداء الرب يشمل الجميع .وعليه يجب اعطاء الكنيسه بعدها المسيحي الشاملا والموحد، لتأخذ السريانيه معناها الحقيقي ويتبناها من يؤمن بجوهر مفهومها واصالة تسميتها .

2- السريانيه تعني الاراميه بمعنى قوميه ولغه آراميه:-ان اصحاب هذا التيار يحاولون اعطاءها البعد القومي ثم ربطها بالاراميه باعتبار ان السريانيه هي ترجمة حرفيه لكلمة الاراميه وذلك لخدمة مصالحهم الهادفه الى الادعاء بالقوميه الاراميه واللغة الاراميه ويقود هذا التيار الحزب الآرامي القومي .

3- السريانيه تعني لغه وفيها معني ديني ولكن القوميه هي الكلدانيه وان المروجين والمؤيدين لهذه الفكره جميعهم من السريان الكاثوليك  .
 
4- السريانيه تعني  بالاساس الاشوريه لغه وقوماً وفيها الشموليه ولها محتوى ديني وهم الذين يطالبون باعطاء كلمة السريانيه معناها الحقيقي،ومؤيدي هذه الفكرة هم المؤمنين بانهم اشوريي الاصل وان السريانيه رديفة لللاشوريه

اما بالنسبة الى السريانيه في بلاد الهند فانها اتخذت وانتشرت بصفة دينيه مسيحيه او مذهبيه وفي جميع الاحوال فانها تأخذ الجانب الديني (المسيحي) في محتواها العام وعليه تم قبولها ، ثم اطلقت بعض التسميات مثل الكلدانيه وغيرها بصفة المذهبيه بعد الانقسامات التي حدثت في كنيسة المشرق(النسطوريه) ليس إلاّ. ومما تجدر الاشارة اليه بان كلمة السريانيه بمعناها الاشوري لا تعني حتماً بان جميع من هم تحت هذه التسميه اليوم هم اشوريين عِرقاً حيث انها تضم اجناساً مختلفة وبشكل خاص السريان المغاربه وحتماً سريان الهند اما ما يسمى باالسريان المشارقة فهم المعنيين وهم الاصل وليس فيهم استثناء .
وختاماً ولكل من يرفض او له شكوك في ان السريانيه لا تعني الاشوريه بشموليتها (العرق والجغرافيا) ولا تمت لها بصله تبقى الكثير من الاسئلة مفتوحاٌ وبحاجة الى اجابه  محايده ومحددة وصادقه ومنها ، ما معنى السريانيه ؟ ومتى اطلقت؟ وما هو سبب اطلاقها ؟ وما هو مضمونها الفعلي ؟ وهل هي كلمة بديله للمسيحيه؟ ولماذا ؟وهل السريانيه (سورايي) تعني نفس معنى كلمة مشيحايي مثل ما هي لدى الكلدو آشوريين ؟  ولماذا فقط في هذه المنطقه دون بقية العالم المسيحي ؟ لذا يبقى من يطرحها بغير معناها ومحتواها الاصلي وكما اشار واتفق عليه اغلب المورخيين وأيدت آرائهم  بدلائل اثاريه دامغه يكون طرحه مأخوذ من مصادر الذين لا يريدون الخير لهذه الامه لذا يعتبر طرح غير صادق ولصاحبه مآرب اخرى.