انطلق في ستينيات القرن المنصرم وباحثي مدينة الموصل يتجاهلونه
نادي الهمومنتمن .. سفر من أسفار التميز الارمني في مدينة الموصل
الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيدتميز الأرمن في كل المجالات التي ولجوها ومنها المجال الرياضي خصوصا مع سعيهم بإبراز الجوانب الثقافية والإبداعية التي تميزوا بها وحاولوا إطلاقها في المجتمعات التي كانوا على تماس معها ومن تلك المجالات تأسيس الأرمن في مدينة الموصل لنادي الهومنتمن الذي لم يكن اسمه الذي يعني مختصرا الاتحاد العام للرياضيين الأرمن مقتصر ببروزه في هذه المدينة فحسب بل عمل الأرمن على تأسيس اندية بذات الاسم في مناطق مختلفة ومنها لبنان حيث حقق النادي الذي يحمل هذا الاسم بطولات عديدة وبرز بقوة في البطولات الآسيوية بلعبة كرة السلة وعلى مدار سنوات عديدة
وقد ارتكز النادي في مدينة الموصل على ارث بارز أتاحته الكثير من الأسماء التي حملت اسمه من اجل التنافس في مختلف البطولات التي كانت تقام منذ سنوات تأسيسه الأولى والى يومنا الحاضر الا ان الباحثين الذين اعتنوا بالتاريخ الرياضي في مدينة الموصل ولدواعي معروفة للجميع تجاهلوه واسقطوا تاريخ النادي من سلسلة كتاباتهم ومنهم مؤرخ مر مرور الكرام امام اسم النادي مشيرا بان بحثه الأكاديمي والذي تحول الى كتاب فيما بعد اعتنى بفترة محددة انطلقت من القرن التاسع عشر وحتى عام 1958 ليبرر عدم ابراز الملامح الأولى لتأسيس النادي والتي انطلقت بشكل رسمي
في العام 1962 أي بعد ثلاثة أعوام كما تعرفت مؤخرا على شخصية أكاديمية باشرت بحثها حول الأندية الرياضية في مدينة الموصل وطلبت منها معلومات عن نادي الهومنتمن فوعدتني خيرا بأنها ستتصل بي خلال أيام من اجل إمدادي بالمعلومات المطلوبة ولكن مر شهر على تلك الواقعة دون ان تبادر تلك الشخصية واعتقد ان النادي المذكور لم يكن من اهتمامات تلك الشخصية فاعتبرت التناسي وسيلة لها للتواري عن منحي مات يفيد القاري حول أمر النادي الرياضي ..
لكنني وللأمانة لم افقد الأمل فبادرت بالاتصال بكاهن كنيسة الأرمن الأرثوذكس في مدينة الموصل الأب اراكيل كاسبريان الذي منحني معلومات قيمة في هذا المجال ممهدا لتعريفي بشخصية أخرى كانت من ضمن أعضاء النادي في فترة الستينيات حيث وافتني بمعلومات وصور توثيقية حول النادي ..
المحطة الأولى لتسليط الضوء على البدايات الأولى للنادي كانت لقاءنا مع الاب اراكيل كاسبريان الذي أشار الى ان حضور الأرمن الى العراق وبالتحديد في مدينة الموصل انطلق عام 1918 أي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى حيث بلغت أعدادهم 800 عائلة او ما يزيد وفي العام 1936 تم شراء قطعة ارض من اجل إنشاء مدرسة بالإضافة لقاعة مسرح واستمرت هذه المدرسة تستقطب ابناء الطائفة الارمنية حتى عام 1975 حيث تم تأميمها من قبل الدولة وقد كانت تلك القاعة مسرحا لإقامة الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية للارمن وقد كان للارمن خصوصية في المجال الثقافي والإبداعي اذ
بادروا الى الاهتمام بكل مجالات الفن والتراث حيث كان همهم عند الحلول في اية بقعة بشراء ارض لإقامة مدرسة ومسرح عليها من اجل الإبقاء على اللغة الأم لانها بمثابة جسر التواصل مع أجيالنا كما ساهم الأرمن بتأسيس ناد رياضي في مدينة الموصل وكان ذلك عام 1962..
اما المحطة التالية فكانت مع السيد انترانيك كركوزيان احد أعضاء النادي منذ تشرين الأول عام 1960 والذي بادر بالحديث حول النادي مشيرا الى تأسيسه عام 1962 في منطقة الدواسة وتكونت الهيئة الإدارية للنادي من الاعضاء كيغام وميسروب ومانوئيل وبوغوص وكانت الألعاب التي تمارس فيه هي العاب كرة السلة وكرة الطائرة وكرة القدم بالإضافة الى الفعاليات الكشفية التي كانت تقام في المدينة وكان هنالك فريق كشفي يمثل النادي مواظبا على المشاركة بتلك الفعاليات وقد حمل النادي في العام 1995 اسما اخر هو نادي الشهيد سيروب والأخير كان يعمل حلاقا في منطقة
الدواسة واستشهد في العام 1985 اثناء الحرب العراقية الإيرانية ومن اعضاء هذا النادي اسادور وانترانيك وشانت ورستم وخاجيك ونيشان ومازال النادي يواصل مشاركاته في مختلف البطولات الرياضية حيث برز في النادي في بطولة التنس للناشئات اللاعبة نايري انترانيك كما حاز فريق كرة الطاولة بطولات عديدة بفضل لاعبيه ليفون ملكون وشيراك وارزومان واري ماركوس ورازميك كما يمتلك النادي فريقا للعبة الجمناستك يتالف من اللاعبات نايري وهوري وتالين وماري وسونا اما في فريق النادي بكرة السلة فالفريق يتكون من اري وماركوس ونيشان وكرة بيت وكوركين
اما بما يختص بالمشاركات الحالية فأعضاء الفريق الارمني الخاص بمدينة الموصل أحرزوا المراتب الأولى والثانية في جميع البطولات التي كانت تقام بمشاركة الفرق الارمنية في العراق حيث تقام في بغداد والتي انطلقت منذ العام 2011 واللاعبون هم كلا من غازار افليك وادور هاكوب وخاجيك افيك وفاهيك ماهر وارا فاروس ..