الحوار والراي الحر > تاريخ شعبنا، التسميات وتراث الاباء والاجداد
الأزياء الشعبية في بخديدا(قره قوش) للدكتور بهنام عطاالله
(1/1)
د. بهنام عطااالله:
الأزياء الشعبية في بخديدا
د. بهنام عطاالله
معهد إعداد المعلمات / نينوى
مدخل
كان الإنسان العراقي اقدم من عرف الملابس والأزياء وتفنن في صنعها ، وتدلنا النقوش السومرية والتماثيل البابلية والآشورية ، على مدى الخيال الخصب للإنسان العراقي ، في إيجاد النماذج والتنوع لقطع الملابس التي كان يرتديها ، فكان له في كل مناسبة زياً خاصاً يستعمله لأغراض تلك المناسبة فمنها : لعمله اليومي أو للأعياد أو للاحتفال بالانتصارات أو للزواج وزيارة المعابد ، لذلك حضيت دراسة الأزياء الشعبية في العراق بأهمية كبيرة ، لأنها كانت وما تزال تشكل فرعاً مهماً من فروع مأثورات الفن الشعبي .
لقد تنوعت الملابس والأزياء القره قوشية على مدى الزمن ، واخذ المصممون يقتبسون من القرى والشعوب المجاورة ، بعض من أشكال التطريز المستعمل ونقوشه ، فهي تحمل في شكلها ومضمونها وأنواعها روح الشرق وجماله ، وهي عنصر مهم في مجال الدراسة الاجتماعية المتسمة بالحشمة والذوق الرفيع وابراز الملامح الشعبية لإنسان وادي الرافدين .
لقد حمل الإحساس بأن الحياة الحديثة تهدد الموروث في هذه الأزياء بالزوال تدريجياً ، إلى قيام المعنيين بشؤون الأزياء الشعبية والتراثية من فنانين وخبراء ؛ بإنشاء متاحف دائمة لحفظ نماذج من هذه الأزياء الشعبية ، وتشجيع صناعتها وتطويرها وصقلها من حيث المستوى الفني والذوقي ، لأنها تمثل مصدراً حضارياً لا يستهان به من مصادر التراث الرافديني ، الذي تميز عن بقية فنون الحضارات الأخرى باستقلاليته ، وغنى موارده وعمق معانيه ورفعة الذوق الفني فيه ، ومحافظته على الأصالة والملامح الشعبية العريقة .
ونحن في هذا الصدد ، نريد أن نلقي نظرة سريعة على الأزياء الشعبية في مدينة قره قوش ، والتي تعتبر من الأزياء الشعبية الجميلة في العراق ، كونها تحمل طابع التراث العراقي البديع ، فضلاً عن تميزها بكثرة وتباين الأشكال والألوان المزركشة المنقوش عليها أنواعاً مختلفة من الرسوم ، التي لها علاقة بالبيئة المحلية للمنطقة ، لقد تنوعت هذه الأزياء إلى درجة واضحة وملموسة حسب توفر المواد الأولية ، ثم دور العوامل المناخية والطبيعية ، التي تفرض نوعاً أو زياَ يتلاءم مع طبيعة المناخ السائد في المنطقة .
أزياء الرجل الخديدي
تشمل أزياء الرجل القره قوشي أنواعاً عديدة من الملابس المتباينة الأشكال والألوان من أهمها :
الغترة : وهي عبارة عن قماش مصنوع من الصوف أو من القطن ، عليها نقوش أما تكون باللون الأسود أو باللون الأحمر ، أو بيضاء بدون نقوش ، حيث تكون خفيفة تستخدم في فصل الصيف بينما الاخريتين تستخدم على الأغلب في فصل الشتاء .
العِقال : ويصنع من الصوف الأسود المسمى بـ (المرعس) ويوضع العقال فوق الغترة . وهما يستخدمان كغطاء للرأس . وهذا الزي هو من الأزياء العربية الأصيلة الذي مازال الرجال يستخدمونة بالرغم من ظهور الألبسة والأزياء الحديثة . انظر شكل (1)
العرقجين أو الفيس الرجالي : وهي عبارة عن (كلاو) يصنع من خيوط الصوف أو الحرير البيضاء أو السوداء ، ويرسم عليها نقوش معينــة وتوضع على الرأس مباشرة ، ثم توضع فوقها الغترة ثم العقال ،. وقد تستخدم لوحدها على الرأس خلال فصل الصيف ، خاصة في البيت وعند العمل بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف .
الجمداني أو الجراوية أو اليشماغ : ويستخدم كغطاء للراس بالنسبة للرجال ، وهو يشبه الغترة ، وتعتمر فوق الرأس في فصل الصيف . أما في فصل الشتاء البارد فغالباً ما يستخدم الرجل يشماغين أحداهما يدليه على الرأس والآخر يلفه فوق الأول وذلك لزيادة التدفئة . وقد اضمحل استعمال هذا الزي حالياً إلا ما ندر .ولفة اليشماغ على الرأس قديمة في هذه الربوع ، انتقلت إلى السكان من السومريين ، كما يتضح ذلك من زي الملك (جودية) حاكم مدينة لجش (تلو) العراقية القديم. انظر شكل (2)
الزبون : وهو عبارة عن قماش سميك نوعاً ما وطويل وله أردان طويلة يلف الجسم وله فتحة على طوله لسهولة خلعه وارتدائه ، ويشد من وسط الجسم بواسطة (الحزام) ، وهناك رسوم خاصة تكون تنقش على حوافيه الأمامية من خيوط خاصة لماعة من الحرير اتقويته ولتحول دون تمزقه .
الكَرِكي : لباس قصير يشبه (اليلك) وينسج بواسطة الجومة ويكون ثخيناً وستخدم خاصة في فصل الشتاء واوائل الربيع ويزين في بعض المرات بنقوش خاصة ، وهو من غير اردان .
الخاجية : وهي العباءة الخفيفة ، وتغزل بآلة الجومة ، وتستخدم أثناء المناسبات أو السفر ، وتتكون من نسبج خفيف لغرض التهوية يلف الرجل جسمه بها وتكون عادة أما سوداء أو في بعض الأحيان تكون بيضاء .
ِبرماثا أو الكلاش (الحذاء): أما لباس القدمين وكان يحيك بواسطة اليد من خيوط قوية خاصة وباللونين الأسود والأبيض ، او يشترى مصنوعاً من السوق المحلي ، حيث يستخدم الأسود أيام الشتاء لكونه يمتص الحرارة ويحتفظ بها ، والأبيض في فصل الصيف لكونه يعكس الحرارة .
الشروال : ويلبس هذا الزي تحت الملابس المارة الذكر ويكون عادة طويلاً وبلون ابيض ناصع .
الدَمير : وهو يشبه الجاكيت حالياً ويلبس فوق الزبون ، وغالباً ما يكون كبيراً نوعاً ما ، له أردان طويلة ايضاً ويصنع من قماش سميك ، وتنقش حوافيه بواسطة (سفيفة) أو سريدة وهي قطعة من القماش مرسوم عليها بعض الأشكال وبخيوط الحرير . والدمير يضفي على الرجل الهيبة والوقار والشياكة .انظر شكل (3)
الفروة : وتصنع من جلود الماشية وخاصة الخرفان ، وتكون بلونين الأبيض أو الأصفر ، وقد ‘تخوم بقماش اسود ، مما يضفي عليها جمالية خاصة ، وتستخدم عادة في فصل الشتاء للوقاية من البرد القارص ، وهي على أنواع منها : الحورانية ، الطرحية ، قوزي ، ‘ملس ، شباطي ، هرفي ، بكعة ، وقرخ ، وقد اشتهرت قره قوش بصناعة أجود أنواع الفراوي .
اليلك أو زخمة أو طرحية : وتصنع من جلد الخرفان وتكون بدون أردان وتستخدم في فصل الشتاء ، وتكون باللونين أما الأسود أو الأبيض .
خميسية او خماسي: هي عباءة صغيرة وسميكة تغزل بآلة الجومة على شكل قطع ، ثم تخاط حسب الطلب ، وتتميز بكون أردانها قصيرة ، وتلبس في الصيف والشتاء .
أزياء المرأة الخديدية
أما المرأة القره قوشية فقد استخدمت أزياءها الخاصة بها والتي تختلف عن أزياء القرى المجاورة ومن هذه الازياء :
الجتابة أو مستورتا (عصابة الرأس) : وهي عبارة عن قماش مصنوع على شكل عرقجين ، وفي أعلاها يوضع ما يسمى بـ ( القنجة) . تشد به المرأة أزياء رأسها الأخرى ، ويوضع على الجبهة الأمامية للوجع ويشد من الخلف .
‘كلابي أو جلاب: وهي عبارة عن حلية مصنوعة أما من الذهب أو الفضة ، حيث توضع على الجانب الأيمن من الوجه وبصورة طولية . انظر شكل (4)
دوبارا : وهو على شكل قطعة من القماش ، تكون بألوان عديدة على شكل شرائط صفراء وحمراء وسوداء وزرقاء ، وتشد على جبهة المرأة .
خاموك : وهو عبارة عن قطعة من القماش مستطيلة الشكل ، تكون أما باللون الأسود أو باللون الأحمر ، حيث تعتمر فوق الرأس وتتدلى أمام اسفل الوجه ،وقد يلبس بدلها ماتسمى بـ ( كشميريه ) .
عزراني : وهي من الحلي المكملة لزينة المرأة القره قوشية ، ويصنع من الذهب ، وتشبه المسبحة ، وتوضع حول الوجه من اليسار واليمين على شكل دائرة .
فرنتيي : وهي ايضاً حلي ذهبية على شكل دوائر صغيرة تشبة العملة النقدية المعدنية (الفلس) ، إلا أنها تكون رقيقة جدأ ومكتوب عليها كلمات باللغة التركية (العثمانية) وتوضع فوق جبهة المرأة ، وتلبس هذه أثناء الأفراح والمناسبات .
هَبرية : وهي عبارة عن قطعة من القماش مربعة الشكل وملونة ، ويكون اللون الأصفر والبرتقالي هو الغالب على ألوانها ، والهبرية غالباً ما تستورد ولا تصنع محلياً ، وقديماً كانت توضع على رأس العروس أثناء الزفاف خلال الطريق من بيتها إلى الكنيسة ، ومن الكنيسة إلى بيت العريس ، حيث تجري مراسيم الزفاف. وقد تستعين عن الهبرية بكوفية (ديار بكرلية) .
الشَال : قطعة منسوجة ببراعة بواسطة آلة الجومة وتسمى نسيج ( جاروكة )، ثم تخيط بالشكل المطلوب وينقش عليها رسوم خاصة بواسطة خيوط من الحرير ، ومن هذه النقوش اشكال حيوانية كالطيور وأنواعها أو النباتات والأزهار أو الفواكه أو الأيقونات أو مناظر طبيعية وصامتة وبألوان زاهية وبخيوط خاصة لهذا الغرض . وعادة ما يلبس الشال في المناسبات الخاصة كالأعراس أو الأعياد . انظر شكل (5)
فرمنه أو ( مقطنه) : وتخيط من قطيفة خفيفه وتكون على اشكال مختلفة وتشبه الدمير الرجالي إلا أنها اقصر منه .
الزبون : وهو شبيه بزبون الرجل ويخيط من قماش فضاض وملون ويكون عادةً مفتوحاً من الأمام ، ويشد بواسطة (الكمر).
‘شقتا أو الدشداشة : وتلبس تحت الزبون ، وتكون عادة من قماش خفيف وملون بلون واحد فقط ، ، وتكون أردانها طويلة جداً ليسمح للمرأة بعقدهما والقائهما خلف ظهرها .
الِزنار أو ( الكمر) : وهو عبارة عن قطع فضية فنية بأشكال مختلفة عليها نقوش خاصة تخيط وتعلق على قطعة من القماش وهي شبيهة بالحزام الذي يلتف حول خاصرة الرجل .
الخلخال : ويكون مكملاً لزي المرأة القره قوشية ، ويكون مصنوعاً أما من الذهب أو الفضة ، وهي حلية تلبس حول القدم وله رنين وغالباً ما تلبسه العروس في يوم زفافها .
المصادر
1 . ماجد النجار ، الأزياء العربية ، مجلة التراث الشعبي العدد (1) السنة الثانية ، 1970 .
2. لطفي الخولي ، أزياءنا الشعبية ، مجلة التراث الشعبي العدد(7) ، 1972 .
3. عبد المسيح المدرس ، قره قوش في كفة التاريخ ، مطبعة الاديب ، بغداد ، 1962 .
4. شاكر هادي غضب ، بداءة معجمية في مصطلحات الحلي والازياء ، ملحق مجلة التراث الشعبي ، العدد(4) السنة(7) ، 1976 .
5. مجلة التراث الشعبي ، العدد(8) نيسان ،1970 .
6. مجلة التراث الشعبي ، العدد(6) شباط ،1970 .
تصفح
[0] فهرس الرسائل
الذهاب الى النسخة الكاملة