المحرر موضوع: شيكاغو وأدور موسى،والبطريرك مار لويس والهجرة.  (زيارة 1585 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصـور زندو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 203
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
                   شيكاغو وأدور موسى،والبطريرك مار لويس والهجرة.
الهجرة ،بمعناها العام تعني ،سفر فرد ،أو مجموعة ،أو أنتقالها من منطقة جغرافية كانوا يعيشون بها سابقاً ،إلى منطقة جغرافية جديدة ،وتسمى بالهجرة لأن طابع الحياة في الأقليم الجديد يفرض نفسه على حياة الفرد ،أو المجموعة ،وبذلك يصبح جزءاَ لايتجزأ من حياتهم ،وأصبحوا مرتبطين به كل حياتهم.
إن فعل الهجرة ،فعل طبيعي تمارسه كل الكائنات الحية ،وفيما عدا الإنسان تتحكم العوامل الطبيعية ،والبيئية بالهجرة ،هناك هجرات موسمية للطيور ،وضمن هذه الهجرات ،هناك الكثير من الكائنات تستفيد من هجرة الطيور لتشاركها هذه الرحلة ،كبذور النباتات ،والأحياء الدقيقة .
أما الإنسان له مقدراته الخاصة التي يستطيع التعامل مع الطبيعة ،والبيئة المختلفة ،ويكييف الظروف لحياته هو.لذلك تجده يهاجر إلى كل الأقاليم رغم أختلافها البيئي كلياً ،وبهذا ينفرد.
وكل هذا ينبع من حرية الإنسان ،وحرية أختياره مكان إقامته ،لكن مايحدث في الواقع المعاش ،هناك عملية أخرى يطلق عليها أسم الهجرة كمضمون ،ولكن إن تمعنت النظر ،والبحث فيها ،وجدتها ليست هجرة ،بل تهجيير ،أي أن القائمين بفعل الهجرة أرغموا على القيام بها رغماً عنهم ،وهذه قضيتنا اليوم؟
وكوننا كلنا نراها سارية في حياة شعبنا ،لنعد قليلاً إلى الماضي ،وبعض عمليات التهجير التي تمت ،لكن قبل ذلك لنقف ،ولو لحظات مع مطربنا المحبوب الأستاذ أدور موسى ،لقد شعر بهذا المرض كشاعر ومغني ،وفي عام 1985 ،غنى أغنيته شيكاغو كيلا قنّي،فهو يخاطب المدينة التي سلبته أهله ووطنه ،ويعبر شاعرنا بحنين أنتظار على الطرف المقابل للمحيط الأطلسي لرجوع الحبيب الغالي ،لكن ماحدث في الواقع ،أنَّ شاعرنا طال أنتظاره فلم يرجع أحد،لذلك وجد نفسه هو مرتحلاً ،مهاجراَ لأحضان أحبته في شيكاغو؟وهنا يكمن السؤال مالذي دعا شاعرنا وحبيبنا أدور موسى من أن يمل الأنتظار ،وينضم لقافلة المهجرين ،أعرفه مرهف الأحاسيس ،حرُّ الإنطلاقة ،وما دفعه لذلك له أسبابه الموجبة التي تخصه ،وأحترمها .
لكن هو سؤال صغير ،لشاعرنا ،هل لا زلت تؤمن بما غنيته ،بأن شيكاغو تسرق أهلنا ،وأوطاننا ،أم أنها اليوم هي وطنك الجديد ،ولها اليوم في القلب وقع جديد ،هو سؤال لصديقي وأخي الأستاذ أدور موسى.
أعتبر ذاتي من الجيل الثاني للمجموعة من شعبنا ،التي أرغمت ،وهُجْرت من العراق 1933،وضمن تلك المجموعة كان جيليين ،جيل يحسب أرضه في حكاري ،ويفتقدها يفتقد أرضه في العراق الجديد 1922،وما كان يجمعهما هو محبتهم لأرض الأجداد ،وحنينهم لها ،وكم رأيت رجالاً لم يعرف الخوف قلوبهم ،لكنهم لحنين وطنهم يبكون بكاءالأطفال اللذين فقدوا أمهاتهم  ،وتبقى اللحظة الحاسمة التي فصلت كل ذلك ،هو اللحظة التاريخية لعودة مالك يعقو إلى العراق ،رفع من حماس العودة وحقيقتها ،لكن أغتياله من قبل الحكومة العراقية ،كان صادما ،وجعل العودة بعيدة المنال ،من هنا بدأت حركة التهجير تأخذ مداها لتصل إلى اليوم الذي لاحظها شاعرنا أدور موسى ،وغنى للعدول عنها ،لكن بالنهاية جرفته هو أيضاُ.
واليوم سيدنا البطريرك مار لويس ،يقف معلنا خطورة الهجرة ،ويعلن عن أرقام كبيرة للعائلات التي ستهاجر،وما يوقفني هنا شيء لفت نظري ،أن سيادته أجتمع بالناس المقيمين في الوطن ،وليس بالمهاجرين ،حيث من قام بالفعل الهجرة حرِّ طليق ،لم يسمع ،ولم يتعظ مما قاله وطرحه سيدنا.
سيدي مار لويس ،سيادتكم بطريرك على كرسي بابل ،لكن حتى البطاركة الذين قد جلسوا قبلكم ،قد أبعدوا عن بابل ،هُجروا منها ،وبقي ذلك الأسم ،لأكثر من ألف عام أحداث تاريخية حقيقيية ،أين مطرانية مكة ،أو يثرب ،أو مطرانية الكوفة ،وغيرها.
سيدي كرسي بابل الآخر بقي رحالاً ،وأنتهى  به الأمر في قوجانس حكاري ،ثم قبرص،وثم......
شخصيا أرى أنه معاملتنا في أوطاننا الأصيلة كأقلية مسيحية هو يتعارض كلياًمع إيماننا المسيحي ،فالمسيحية إيمان ،وهو لكل العراقين ،ولايجوز بناء أي  كيان سسياسي بأسم المسيح تحت أي ذريعة كانت ،فالمسيح قدم نفسه لفداء الكل ،ومنهم العراقيين كلهم ،الأرهابي قبل المؤمن ،وهو يحبهم وأحبهم كلهم بما فيهم أحنا ،حتى الموت موت الصليب.
لذلك سيدي ،إنه من الأفضل أن تكون الكوتا الأنتخابية بأسم الشعب ،كشعب أصيل ،ولا خلاف على الأسم .
ثم إن الكرسي المشرقي ،أنطلق من قبرص وحلْ في شيكاغو ،مع الحفاظ على أسمه الأصلي ،ككرسي سالق وقطسيفون ،ولا أظن أنه سيعود ،ألا ترى سيدي مار لويس ،لما لا نسأل لماذا وجوده في شيكاغو ،أليس مكانه الطبيعي في بابل،وليس شيكاغو ،لماذا أبعدوه،أراك سيدي بأنتظارهم أن يعودوا ،لكن شاعرنا أنتظر كثيرا ،وفي النهاية ألتحق بالركب ،وهذا لا أتمناه لكم ،بل أتمنى أنكم ستسقبل كرسي سالق ،وقطسيفون أول من يعود إلى الوطن ،قلبي يقول لي إنك تنتظر ،لتكن تلك العودة بداية الخير .
أحبكم سيدي مار لويس ساكو.


غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ المحترم منصور زندو..مع التحية
هنالك من يقول بان القومية هي عبارة عن لغة وأرض .. وعلى هذه الحال:
فالذي ترك الارض ترك نصف قوميته والذي تغير لسان اجداده بحيث صار كلامه ثلاث ارباع انكليزي وربع لغة اجداده، وكما قال احدهم( خشلي لهوسبتال تو سي ماي فريند اِف هي سبايي اور نوت) يعني ذهبت للمستشفى لأرى صديقي ان كان جيدا ام لا..
 فالاجيال القادمة سيطيّر الربع المتبقي من لغة الاجداد.وتذوب القومية التي يدعون بها تماما. . لا ارض ولا لغة..
وهم لا زالوا ينادون (سُرمة بيّاوا خُجما ) ولكن اين في شيكاغو.. أليس ذلك ضحك على الذقون؟

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي منصور زندو
شلاما
ان الشجعان والمؤمنين الباقون  في الوطن هم  بمثابة الخميرة الحية والجيدة لاستمرار تواجدنا قوميا ووطنيا في سجل الحضارة الانسانية 
ونصلي الى الرب ان يكون في عون شعبنا الباقون

غير متصل منصـور زندو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 203
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
شكراً إخوتي على تعليقكم ،أراؤكم تقدر وتحترم ،أبطال شعبنا هم الباقون على الأرض ،لا أشك في ذلك ،لكن متى يعود الرعاة.
فيمايلي عنوان الألكتروني لأغنية أدور موسى.

http://www.youtube.com/watch?v=hzjS5dcq2-w