المحرر موضوع: البطريرك عيواص :تاريخ المنطقة يثبت أننا عرب قبل المسيحية والإسلام  (زيارة 4181 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جميل دياربكرلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 173
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البطريرك عيواص :تاريخ المنطقة يثبت أننا عرب قبل المسيحية والإسلام
[/color]

 

نشرت مجلة بقعة ضوء في العدد /31/ السنة الثانية 200 حواراً مع قداسة سيدنا

 البطريرك المعظم مار أغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى، وذلك خلال زيارته الأبوية لأبرشية حلب السريانية،  ونظراً لأهمية ما ورد في هذا الحوار الذي أجراه الصحافي المعروف   وضاح محي الدين، ننشره على موقع ankawa وهذا نص الحوار :
 
 

        قداسة البطريرك زكا الأول عيواص الزعيم الروحي للطائفة السريانية الأرثوذكسية في العالم... شخصية لاهوتية ومعرفية عالمية تجاوزت حدود الوطن الأم سورية... ليس لكونه الزعيم الروحي لهذه الكنيسة العريقة (السريانية الأرثوذكسية)، بل كونه رجل معرفة وثقافة قل مثيلها، فهو القارئ الأول والمنهجي لمخطوطات بحر الميت التي ساهمت في قلب تاريخ المنطقة، وتكذيب الإدعاء الصهيوني بأرض فلسطين.

        قداسته زار حلب في مطلع رمضان الكريم وللمرة الثانية خلال احتفاليتها كعاصمة للثقافة الإسلامية. في زيارته المباركة للمدينة ولرعاياه، التقت بقعة ضوء بقداسته وخرجت بالحوار التالي :

 

س 1 : قداسة البطريرك بصفتكم الروحية كزعيم روحي لأقدم كنيسة مسيحية في العالم (السريانية الأرثوذكسية) وهي أم الكنائس، ومقامكم هذا يوازي مقام (بابا) روما الروحي، ما رأيكم بما يطرح حول مفهوم الرأي الآخر للحوار ؟

ج 1 : أنا لا أؤمن أن الأديان تتصارع، الدين الصحيح هو من يتوافق مع باقي الأديان، وخاصة بين الدينين الأكثر انتشاراً واعتقاداً (الإسلام والمسيحية). لا صراع أبداً، نحن في الشرق عامة، وفي سورية خاصة، في حالة تعاون وتمازج معرفي في كل المجالات في أيام السلم وأيام الحرب ولا نتصارع أبداً. الصراع هو بين أولئك الذين يريدون أن يستعمروا العالم، هذا صراع شرير ومرفوض، وبين الذين يُريدون أن يتخلصوا من الاستعمار وهيمنته، ليتحرروا مما يدعّون أنهم أقوياء في العالم، ويريدون نشر الحرية على الأرض. هذا هو الصراع، الصراع بين الديانتين الساميتين السماويتين الإسلام والمسيحية ؟ لا يوجد صراع أبداً.

        نحن أخوة وسنبقى أخوة، تاريخ المنطقة يثبت أننا عرب قبل المسيحية والإسلام (بنو تغلب) نصفنا مسيحيون، ونصفنا مسلمون، هذا هو تاريخ وواقع المنطقة، من أين صدامنا... نحن أخوة في الدم. في سورية الوحدة الوطنية هي الرد على هؤلاء الذين يرسلون إلينا هذه الاصطلاحات غير المطروحة ولا المعروفة في مجتمعاتنا.


س 2 : قداسة البطريرك... سورية حالياً تتعرض لعدة هجمات منها ما هو خارجي، ومنها ما هو داخلي من بعض الأنظمة العربية وذلك لمواقفها القومية والوطنية، ما رأيكم فيما يجري حول ذلك ؟

ج 2 : سورية قلعة حصينة ضد كل من يرغب في إيذائها. صراع أزلي ضد سورية بمفهومها الوطني والقومي العربي، نحن في زمن سقطت فيه كل الأقنعة الكاذبة... لا أقنعة في سورية، واضحون كشمس الظهيرة... وقول الحقيقة يرعب من يخفيها على شعوبه... وهذا الهجوم أمر طبيعي ثمناً لمواقف هذا الشعب العريق وقائده...

س 3 : قداسة البطريرك التصريحات الأخيرة لبابا الفاتيكان، انتشرت إعلامياً بعد زيارته لألمانيا وهذه التصريحات أثارت الشارع الإسلامي والعربي، البابا شنودة الزعيم الروحي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية المعروف بمواقفه العربية والوطنية والوطنية المميزة عبّر عن رفضه واستنكاره من هذه التصريحات فما رأيكم أنتم كزعيم لأقدم كنيسة مسيحية في العالم ؟

ج 3 : الحقيقة نحن كمسيحيين شرقيين نعرف الإسلام ديناً سامياً بكل المعاني والمفاهيم، والإسلام يرفض كل صراع لأي دين، نحن نستنكر كل ما جاء في هذه التصريحات، أنا أصدرت بياناً في دمشق فور علمي بتصريحات بابا الفاتيكان، رفضت مستنكراً باسمي وباسم كل رعايا كنيستي وكل مسيحيي الشرق ما جاء على لسان البابا... اليهودية والمسيحية والإسلام جاءوا من منبع واحد، من مشكاة نورها الله ـ كل الأنبياء أصفياء الله ـ هكذا نحن في الشرق، وللأسف هم يجهلون تاريخنا ولو عرفوه لما كانت هذه التصريحات.

س 4 : ماذا تعني حلب بالنسبة إليكم ؟

ج 4 : حلب عزيزة عليَّ كثيراً... حلب في رحمها معنى الخلق الإنساني البشري عبر آلاف السنين، من يريد أن يعرف ويكتشف معنى المودة والإخاء الديني ليأتِ سورية... وليعش في حلب المدينة التي هي مدينة الأديان والطوائف كلهم في ود ورحمة... وخصوصاً هذه الاحتفالية كعاصمة للثقافة الإسلامية التي أظهرت معنى قولي السابق ونحن كعرب وسريان هذه الثقافة تعني الكثير لنا... السريان ساهموا في بناء الثقافة الإسلامية العربية في الترجمات والتأليف وخصوصاً في الفترات الأولى الأموية والعباسية... نحن ساهمنا مع أخوتنا في العروبة والدين أي المسلمين في نقل هذه الثقافة العظيمة والمتنوعة إلى الغرب عن طريق الأندلس وصقلية وجنوب إيطاليا... وسميت هذه الثقافة عندهم بالثقافة الإسلامية السريانية...

س 5 : هل من كلمة تريد إيصالها لهذا الجيل في الوطن ؟

ج 5 : كل امتناني لهذا السؤال المهم... نحن الآن نمر في ظروف صعبة وبحاجة لشباب واعٍ لمشاكله وقضاياه... فلنزد من تقاربنا المعرفي بين الدينين المسيحية والإسلام، ولتكن هناك حوارات مفتوحة بين جيل الشباب لمعرفة الآخر مباشرة ودون تدخل الآخر الذي يرسل لنا شعاراته (صراع، وصدام) نحن بحاجة لإعلام واسع الطيف حول هذه القضايا...[/b][/font][/size]