المحرر موضوع: في ذكرى شهيدة أبنة كردستان حلبجة  (زيارة 842 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Motowa Denmark

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 128
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في ذكرى شهيدة أبنة كردستان حلبجة
16أذار لن يكون أبداً في ذاكرة التاريخ مثل أيام أذار الربيعية الاخرى المتألقة ك 8 أذار عيد المرأة ألعالمي  و10 أذار عيد المرأة العراقية و12ـ13 أذار ذكرى مؤتمر عينكاوة الاول لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي وحد جهود شعبنا وتمخض عن تأسيس مجلسه الشعبي في 2007، و17 أذار عيد الخليقة المندائي (برونايا) و21 أذار عيد نوروز وكاوة الحداد والربيع والخير ولن يكون مثل 31 أذار عيد تأسيس واحد من اقدم الاحزاب العراقية نضالاً وشهادة ذلكم هو الحزب الشيوعي العراقي.
16 أذار وصمة عار في جبين البعث الفاشي ألذي دفن حلبجة فيها بنيرانه الكيمياوية التي دارت أحداثها في العام 1988. أي منذ 24 عاماً. يوم 16 أذار يشبه يوم أل13 منه ألذي عثر فيها على جثة الشهيد المطران بولص فرجو رحو في الموصل عارية ومطمورة بطبقة خفيفة من التراب واثار التعذيب واضحة على جسد ذلك الشيخ الوقور ألمسالم حامل رسالة السلام. وجلاديه كانوا أنفسهم جلادي حلبجة. 16 اذار يشبه أيضاً يوم ال 3 منه قبل 94 عاماً حينما أغتيل قائد الامة ألاشورية وكنيستها مار بنيامين شمعون غدراً وخيانة بتأليب من اعداء شعوبنا الخارجيين هذه المرة، لزرع التفرقة وألفتنة بين شعوبنا الكردستانية ليسهل عليهم ألاستبداد والنيل منا وتأليب بعضنا على البعض ألاخر في كردستان.
كانت الدماء الثورية تغلي في شرايينا الشابة نحن الطلبة في بلغاريا حينها، نحن المناضلين الهاربين من الفاشية البعثية بعد أنهيار الجبهة الوطنية في عام 1978 .
ألتي قامت بقمع كل حس وصوت غير بعثي. فملئت سجونه بأكثر المواطنين والمواطنات أخلاصاً وولاءاً لوطنهم ولشعبهم الذين ناضلوا وقدموا الغالي والنفيس قرباناً له حتى الشهادة والتعذيب والتجريد من ابسط الحقوق المدنية العادلة،لانهم طالبوا بحقهم اسوة بالقومية العربية الشمولية التي نكرت الاقرار بوجود الاخر.
وتنكر لاجيال كاملة من الشعب الكردستاني حقه في وجوده على ارضه وتقرير مصيره. فتوج حقده الشوفيني الاعمى بقمة طغيانه وسمومه التي أفرغها في حلبجة وعلى سكانها بكبارهم وصغارهم وشيوخهم ونسائهم وبهائمهم التي لم تسلم هي الاخرى منه. فسكت تغريد عصافيرها ولهو أطفالها. وتجاذب نساءها للاحاديث في عزة الصيف. فكانت كمن هوت من كوكبها الارضي لفقدانها لجاذبيتها، بعد ان غطتها خيمة الخردل والسيانيد التي حملتها طائرات صدام والبعثيين ضد المدينة ألامن  المسالمة. فأصبح لهيروشيما وناكازكي أخت ثالثة تلكم هي حلبجة ألكردستانية العراقية.
هذا كان حال المطالبة العادلة للشعب الكردي والكلداني السرياني الاشوري والمندائي والازيدي والشعوب الاخرى غير العربية في وطننا ألعراق بحقوقه أسوة بالعرب.
فبعد عدة اشهر من حلبجة وفي شهر أب نفذ صدام البعثي الفاشي وزبانيته وطغاته وعلى راسهم علي حسن المجيد الكيمياوي والمجرمين البعثيين الاخرين جريمة ابشع من قبلها، حينما رش مالايقل عن 72 قرية وحي وقصبة كردستانية مرة أخرى بسمومه فأُحرقت مدننا وقرانا وهُجر شعبنا وهُدمت دوره. حتى أشجار الجوز واللوز وكروم العنب، لم تسلم من فاشيته. فردمت ينابيع المياه وصبتها بالكونكريت. وتم أستغلال جيش وطننا مرة اخرى من قبل البعثيين والصداميين والفاشيين الذي والمفروض ان يذود عن مواطنيه ومن أئتمنهم عليه، فقمع الجيش العراقي ألشعب الكردستاني، ومشط اراضي كردستان، متبعاً سياسة الارض المحروقة الذي مهد الطريق لها هؤلاء الادلاء والخونة والمرتزقة من جحوش الافواج الخفيفة والذي مازال البعض من هؤلاء المجرمين الملطخة أيديهم بدماء هيروشيما الحلبجية والانفال أحرار يتجولون في بعض أروقة السلطة ومراكز الدولة في بغداد.
فهُجر مالايقل عن 100000 الف من مواطني كردستان بأكراده وكلدو سريان أشورييه وأزيدييه في حملة الانفال السيئة الصيت. فأنتهوا في مخيمات اللاجئين في أيران وتركيا بعد ان استشهد الكثير منهم بالغازات السامة وفي الطرقات. وكان لي شرف العيش ل 12 يوم مع ألشعب الكردستاني في مخيمات تركيا في ماردين، الذي كان يبلغ سكانه 32000 نسمه وكان شريك حياتي واحد من هؤلاء المناضلين من أجل حرية وسعادة شعبنا. فتقاسمت كل 2ـ 3 عوائل خيمة قماشية في العراء ملتحفين ببطانية واحدة لكل نفر. فارتعدت مفاصلي وزمجرت معهم في ذلك البرد القارس في المدة القصيرة التي بقيتها معهم. فما بالكم بالبعض الذي بقى فيه مالايقل عن 1ـ 2 سنة حتى عودتهم الى كردستانهم الحبيبة بعد الانتفاضة في عام 1991. فعاشوا البؤس والفقر والمرض والجوع فيه، الا أن الشعب الكردستاني كان أقوى من أن يقهره طغيان الجلادين فأنتفض على نفسه وبدأ يلحس جراحه ليداويها، وبدأت الحياة والاعراس تدب في مخيم اللاجئين. أذ أن شعب كردستان قرر ان يواصل الحياة وأن لايفقد الامل وأن يستمر في النضال حتى النهاية. وكان له ما أراد.
فحُرمت أجيال كاملة من شعوبنا ان تولد وتنمو وتترعرع وتتطور في قراها ومدنها على مدى اكثر من 60 عاماً. فوضعوا العصا في عجلة شعوبنا الكردستانية والعراقية أيضاً، للمضي قدماً فشُرد وهُجر وأصبح لاجئاً في كل دول العالم. ففقد الالاف من ابناءنا هويتهم القومية ولغتهم وأرتباطهم بوطنهم.
فلم يعرف الطلبة العراقيين المعارضين في بلغاريا وأنا واحدة منهم الهوينا ولا الركون، فتحولت الاقسام الداخلية الى معارض تملئ جدرانها بوسترات أجساد حلبجة التي زُهقت أرواحها بالخردل الصدامي. فأمتزجت الجماهير ألبلغارية  والعربية وألاجنبية والمناضلين والطلبة بكل أجناسهم المعارضين للسياسات الفاشية والصدامية هنا، بأخوتهم الكرد والكلدو سريان ألاشوريين والعراقيين المعارضين العرب والمندائيين والازيديين، وفصائل حركات التحرر العربية الاخرى ومنها حركة التحررالفلسطينية المعارضة. فأقمنا المؤتمرات والمعارض واللقاءات ورفعنا المذكرات أحتجاجاً على جرائم الطاغية صدام التي لاتعد ولاتحصى والتي توجها بأب جرائمه الفاشية في حلبجااااه.
أن على شعبنا الكردي أن لاينسى اليوم أن الحقوق التي يستمتع بها وماوصل اليه الاقليم الكردستاني الفتي أنما دُفع ثمنه غالياً. فعليه أن يحرص على تلك المكتسبات ويحميها بمقلتيه وقلبه وفكره. وأن يكون العين الساهرة على شراك الاعداء ومايحاولون دائماً ان يبثوه في ربوع كردستان من بلبلة ومكائد لخلق بؤر توتر، تزعزع أمن واستقرار وتقدم كردستان كما حدث قبل مدة في زاخو ودهوك، لتفسح المجال للاجنبي بالعودة.
يجب ان لاينسى شعب كردستان أصدقاءه الحقيقيين اللذين وقفوا معه في المحن. ويجب ان يبنوا الاقليم يداً بيد مثل أيام النضال ألتي كانت تصيبهم المظالم بالتساوي. وليس هؤلاء أللذين يتراقصون ويتملقون امامه اليوم، هؤلاء اللذين كانوا يغطون في أحضان البعث الفاشي حتى سقوطه.
ويجب أن لاينسى شعب كردستان، أن الاقليم هو وطن كافة الاقوام الاخرى غير الكردية التي تقاسمت العيش المشترك معه بمره وحلاوته وقساوته على مر أكثر من قرن. وأن المسائل الحياتية والقيادية وأمن وأستقرار وتطور الاقليم لاتتم الا بمشاركة كافة أبناءه وأقوامه يداً بيد في الحقوق والواجبات ضاربين بيد من فولاذ على الفساد والاختلاس والتغيير الديموغرافي والترهل في الاقليم
ووضع مصالح الجماهير ألكردستانية وبناء كردستان خطاً أحمراً لايُسمح بتجاوزه، وأقرارها وأعتبارها من ألمُسلمات والمقدسات التي ليس هناك مساومة عليها أطلاقاً. ونتمنى من شركاء الوطن العراقيين العرب ان يعووا ان في وطننا وسع من الارض والخيرات تكفي للجميع ان يعيشوا فيها برفاهية وأمتيازات، وأن زمن الاقوى والاكثر والحروب الطائفية والمذهبية والقومية التي ساددت القرون الوسطى وأيام الغزوات قد ولى. أن العالم بأجمعه الان قرية صغيرة يقاس فيها مقدار تطور وأنسانية كل بلد بمستوى رفاهية وحقوق مواطنيه والاهتمامات المدنية العلمية والانتاجية للدولة، وليس بعدد مذاهبه، طوائفه، اديانه وقومياته. ففي الدول الكبرى تعيش الالاف الطوائف بحقوق كاملة بلا شغب واضطهاد لانهم يعيشون ويمارسون طقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم ويعملون في الدولة في وظائفهم بفعالية، دون ان يكون جنسهم، أثنيتهم، مذاهبهم، طوائفهم واديانهم عائق في ذلك. فهل سنتعلم من تجارب تلك الشعوب، أم نبقى نعود الهوينا..
فكلا هذه ليست خصائل القومية العربية الحقيقة التي يريد البعض من مريديها الشوفينيين في السواد الغالب في بلداننا أستئصال كل ما هو ليس عربي، فأنتهى هذا الزمن وولى، ويجب أحترام والحفاظ وصيانة حقوق السكان الاصليين في كامل منطقة الشرق الاوسط، اللذين يعود تواجدهم قبل التواجد العربي فيها. ولن يعم السلام بدون أفساح المجال لتزدهر مرة اخرى تلك الاجناس الاصلية بتراثها الانساني الغني.
وينتظر المثقفين والتيارات الديمقراطية العربية عمل ومجهود أكبر مما يقدموه اليوم.
يارب أحفظ شهدائنا جميعاً واقمهم في الاخرة وليكن مثواهم الجنة في خلدك الى دهر الداهرين. أمين
تيريزا أيشو
16 03 2014