المحرر موضوع: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري  (زيارة 3442 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« في: 18:27 28/03/2014 »
ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
د. صباح قيّا
أسأل نفسي بين فترة وأخرى : لماذا لم أتعلم لغة ألأجداد نطقا ؟ , من هو ألملام أساسا ؟ أنا  أم والديّ , اخوتي أم أصدقائي ؟  ألمحلة أم ألمدرسة ؟ ليس ألجواب بالصعب اطلاقا بعد أن بلغت مرحلة ألنضج , بل بالآحرى تجاوزت ذلك . قناعتي ألان بأني أنا شخصيا أتحمل ألوزر ألأكبر .. كانت لغة " السورث " هي ألدارجة في ألبيت بين والدي ووالدتي , وأيضا يتكلمها ألكثير من أبناء محلتنا . اذن لماذا عجز لساني عن نطقها ؟ انه على ألأغلب تقاعسي وانعدام ألرغبة ألجادة في تداولها ، ربما نتيجة ألعقل ألطفولي ألذي يستمد سعادته من أللعب مع شلة من اقرانه رغم تباينها من جانب وتشابهها من جانب آخر،  ولكنها من دون شك  تستمتع بألحديث  بلغة مشتركة واحدة . أتذكر جيدا بأن أصابع ألأقرباء وألأصدقاء كانت توجه نحو ألمرحومين أبي وأمي تحملهم مسؤولية جهل أولادهم بلغتهم . لأ أعلم كيف تمكنت بعدئذ والى حد اليوم من فهم معظم ما يدور بين أبناء رعيتنا بلهجاتهم ألمختلفة وحتى ألأثورية ( الآشورية ) منها . قد  يخفف ذلك من ألشعور بالأثم ولكن لا يبرر بتاتا  الخطأ ألجسيم  ألذي ارتكبته بحق نفسي وبحق أطفالي من بعدي
 .....  
شاءت ألظروف أن نزور ضيعة والدي لأول مرة وأنا في ألمرحلة ألأعدادية . أقترح ألبعض أن نذهب انا وأخي ألمرحوم ألأكبر مني سنا واخي ألأصغر مني الى ألمقهى ألوحيد آنذاك لنسلّي أنفسنا ونمضي وقتا ممتعا هنالك . راقت لنا ألفكرة وتحمسنا لها فأطلقنا ألعنان لأقدامنا صوبها .  جلسنا لوحدنا في احدى زواياها .  ألكل يرمقنا بنظرات مريبة غاضبة . النادل يتجاهل اشارتنا له متعمدا ويلتفت نحونا بعصبية واضحة نفهم منها :  اخرجوا حالا والا ... وبينما نحن في حيرتنا اقترب صوبنا أحد معارفنا من منطقة سكنانا مرحبا ومندهشا في آن واحد  من وجودنا   ...  شاركنا منضدتنا ونادى على ألنادل " بالسورث "  لجلب ألشاي .. أجابه النادل بانه لا يخدم ألغرباء .. أفهمه صديقنا بأننا لسنا غرباء وانما أصلنا من هذه الضيعة .. فقال له ألنادل اذن لماذا لا يتكلمون " ألسورث " ؟  أقنعه صاحبنا باننا نفهمها ... وعندئذ بدت عليه علامات  ألارتياح  وتقدم الينا بابتسامة ودودة  مصافحا ومعاتبا ... واعدناه بأننا في ألمرة ألقادمة سنخاطبه " بالسورث " ... وكانت تلك ألزيارة ألأولى والأخيرة للمقهى ....

مرت ألسنون ... جاءني يوما احد زملائي في الكلية يدعوني لحضور اجتماع  في كنيسة ألمطران ألراحل ألأب آنذاك اسطيفان كجو لتشكيل اخوية تضم الطلبة ألجامعيين ألألقوش باعتباري أحدهم . حضرت في ألوقت المحدد حيث انتظمنا في ساحة الكنيسة بشكل دائرة يتوسطها ألمرحوم ، وبعد مقدمة مقتضبة طلب من كل واحد من ألحاضرين ألتعريف عن نفسه وعرض وجهة نظره وما يرتأيه من افكار ومقترحات . أستجاب ألحضور تباعا للطلب وطبعا " بالسورث " الى أن جاء دوري في ألكلام , وما أن ابتدأت الجملة ألأولى من كلامي حتى خيم ألوجوم على ألجموع , ألواحد ينظر الى ألآخر بأستغراب .  أحسست  بأن البعض منهم يحدق بي والشرر يتطاير من عينيه . تبعثرت ألأحرف وتطايرت ألكلمات وكأن عقلي أصبح في شبه غيبوبة .. أستفقت على ألصوت ألحنون للمرحوم ألذي يعرفني حق ألمعرفة من خلال نشاطي في أللجنة ألثقافية لأخوية ألشباب  ألجامعي ألمسيحي ألتي كنت أحد أعضائها ألبارزين  ،  وسبق  أن استضفناه  لألقاء عدة محاضرات فيها  وقمت شخصيا بادارة معظمها .  , مما قاله ألمرحوم عني :  من أصول القوشية ، ولد وترعرع بعيدا عنها ولم يزرها الا نادرا ، يفهم " السورث " جيدا ولكنه لا يستطيع ألتعبير عنها كلاما ، أرجو أن نسمح له أن يتكلم بالعربية . وكان لي ما اراد ... وبعد انتهاء ألاجتماع  تكرر المشهد ألذي حدث معي في ألمقهى .. مودة صادقة ممزوجة بعتاب  .

قفزت بي ألأيام لأصل كلية ألضباط ألأحتياط ... وفي فترة من فترات ألاستراحة بعد وصلة تدريبية شاقة , وبينما انا جالس بين مجموعة من زملائي توجه نحوي فجأة احد ألتلاميذ مستفسرا مني  " بالسورث " ان كنت انا من يقصد  ... وعندما اجبته بالأيجاب امتعض وغادر على الفور بدون أية اضافة اخرى . تعجب زملائي من هذا التصرف الغريب ولم أجد أنا تفسيرا مقنعا لهم . وبعد مدة من ألزمن نقل لي بعض أقاربي رأيه عني باني متكبر وأتعمد  عدم التحدث " بالسورث " ، ولم يقتنع أبدا بتاكيدهم له باني أفهمها  فقط ...

 يبرز ألآن تساؤلي : هل قلل عدم اتقاني لغتي من اعتزازي بمسقط رأس والدي ومثوى أجدادي ؟ تتفق ألاغلبية بأن أهم مقومات ارتباط ألأنسان بأصله وفصله هي ألأرض واللغة... فهل يعني ذلك أن من لا  يسكن تلك ألأرض ولا يتكلم لغتها فقد ارتباطه بأهلها وتاريخها ؟ كيف نفسر اذن استمرار الألتحام ألروحي والمعنوي وحتى ألجسدي لمن غادرها طفلا أو لمن لم يطأها اطلاقا ولأجيال ماضية وربما قادمة أيضا ؟ كيف يكون ألحال عندما تنسلخ تلك ألارض من ساكنيها ألأصليين عنوة أم  بتأثير ظروف قاهرة ؟ ماذا سيحصل لذلك ألالتصاق ألعقلي والعاطفي والمادي عندما تنحسر أللغة تدريجيا وتنصهر في بودقة ألواقع شئنا به أم أبينا ؟ ألأرض نغادرها تباعا واللغة تتآكل يوميا فمن سيحافظ بعدئذ على خيوطنا ألممتدة نحو ألبقعة ألتي تحمل تراثنا وتحكي قصة تاريخنا ويرقد في أعماقها أسلافنا ؟ هنالك عامل جوهري تتوازى أهميته مع عامل أللغة ان لم يتفوق عليها أحيانا . ذلك هو " ألشعور " وما يحويه من أحاسيس انسانية ملتزمة وصادقة . فعند توفر ألعاملين نكون قد حققنا أسمى معاني التمسك بالأرض والأنتماء الى ماضيها وحاضرها . ولكن أي العاملين له الكفة ألراجحة ان اختلف ميزان احدهما ؟ كلنا يعلم بأن ألأستاذ ألناجح هو ألذي يستطيع ايصال المعلومة الى طلبته . والأستاذ ألمرموق من يمتلك المعلومة من ناحية  ويتمكن من نقلها الى تلاميذه من ناحية أخرى . فلا فائدة ترجى ممن يتحلى بالخاصية الأولى ويفتقد الثانية , ولكنه يثمر من هو عكس ذلك رغم صغر حجم معلومته. فاللغة هي " ألمعلومة "  ، والشعور هو " ألأمكانية " .. وعليه فان أللغة ان لم تكن مقترنة بالشعور تظل مجرد لغة ... ويبقى ألشعور حتى بدون أللغة طريقا معبدا صوب قلب ألحبيبة ...    
  


غير متصل اكد زادوق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
  • الجنس: ذكر
  • التأريخ يكتبه المنتصرون
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #1 في: 19:52 28/03/2014 »
الدكتور صباح قيا تحية طيبة:

باعتقادي البسيط ان احتفاظ الفرد منا على لغة الآباء والاجداد لا تتوافق دائما مع مصطلح بقاءنا ا في الوطن او في رجوع من هاجر والعودة الى الوطن بقدر ماله من اهمية "البقاء او العودة" كبيرة لاكن ان تقترن المحافظة على اللغة بالبقاء هنا او هناك فماذا نقول؟

هنالك الكثير والكثير من ابناء شعبنا بمختلف طوائفه ومن داخل العراق لا يتقنون اللغة الام فمعظم الذين سكنوا في بغداد او الموصل او البصرة مثالا كانوا حتى في بيوتهم ومع باقي افراد اسرهم كانوا يتكلموا باللهجة البغدادية اي "بالعربي" وكذالك الحال في الموصل مع المواصلة ومنهم سريان وكلدان واشوريين يتكلمون باللهجة المصلاوية ولا يتقنون لغة الام لا قراءة ولا كتابة وانا لدي الكثير من الاهل والاقارب والى زمن قريب جدا حين زرتهم في بغداد كانوا فيما بينهم يتكلمون باللغة العربية بالرغم من انهم اشوريين.

ليس البقاء في الوطن هو مقياس المحافظة على اللغة بل الايمان الحقيقي والوجداني بان هذه اللغة هي كياني وسر وجودي وكينونتي وبقائي .
ان نؤمن بان لغتنا كباقي لغات العالم بل وافظل منها جميعا بحسب اعتقادي لانها لغة السيد المسيح له كل المجد على اقل تقدير. ان هذه اللغة يجب ان نتكلم بها ونهجوا بها ونغني ونكتب ونسطر ونبدع بها انها سر حضارتنا وشخيصتنا التي تميزنا عن باقي الامم .

هنالك الكثيرين ممن يتكلمون الانكليزية لاكنهم ليسوا بانكليز ولاكن قد لايوجد من يتكلم بلغتنا السريانية سوى نحن  فقط لانها خاصة بنا وملكنا وميراث الاباء والاجداد لنا  وواجبنا هو ان نصونها ونحميها  ونحافظ عليها من الزوال كمحافظتنا وتمسكنا بعقيدتنا المسيحية المجيدة بل ونقدسها لانها اروع لغة واحلى لغة بالعالم وانا اشكر الرب اني اتكلم بها نطقا وكتابة وهذه نعمة عظيمة .
مقالة رائعة وصادقة ومؤثرة تحياتي................
اكد زادق ججو

غير متصل حكيم البغدادي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 354
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #2 في: 01:35 29/03/2014 »


تحية طيبة حضرة الدكتور صباح قيا المحترم

دائماً مبدع في كلماتك ومقالتك ومعظمها هادفة

وسرد جميل لذكرياتك ومن مواقف الاحراج الذي تعرضت من بعض الأقرباء وكذلك في المقهى والجامعة والكنيسة

وأنا أيضاً تعرضت لهذه الأشكاليات حيث افهم ولا أجيد النطق الصحيح رغم فهمي لكل اللهجات

خصوصاً اني من مواليد بغداد ومن الأحياء العربية بالأضافة الى الدراسة والقرأة واللعب والخ كلها بالعربي

وربما كنت اوفر حظاً منك

حيث كنت أجيد التكلم القليل السورث وبطريقة ((جقلومبية )) مزيج من العربية والسورث ((مشكل ))

نعم أتفق معك في مسألة أن اللغة هي وسيلة التخاطب بين الشعوب وربما نجيد لغات أفضل من لغة الأجداد

وأتفق أيضاً يخصوص الحنين الى الأجداد والوطن هو شعور وليس فقط باللغة المحكية السورث

لكن قناعتي تغيرت مع الأيام وأصبحت متشابهة لقناعة الأباء و الأجداد !!

لأن لغتنا السورث هي الأرث الوحيد الباقي لنا من الأباء والأجداد والمحافظة عليها اصبحت مسؤوليتنا جميعاً اليوم.  

تقبل تحياتي

حكيم البغدادي

غير متصل نيسن يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 195
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #3 في: 14:04 29/03/2014 »

عزيزي د. صباح قيّا

مقالة جميلة ومهمة
لا ننسى ان هنالك اسباب كثيرة ادت الى ان البعض منا لا يعرف لغة اهله.
فنحن شعب مسلوب الارادة في وطن لا يحترم مواطنيه.
 لا سلطة كانت تهتم بلغتك لا بل كانت السلطة تحاربها.
 لا مدارس متخصصة لتدريسها.
 ولكن الاهم من كل ذلك فهو الشعور بالانتماء الى تلك اللغة، فالشعور بالانتماء يجعل الفرد يقهر كل الاسباب الاخرى ويجاهد (جهاد فكري) كي يتعلمها بل يتقنها. (هذا رأي الشخصي)

فالذي حافظ على ممارسة لغته وساهم في ديمومتها رغم كل الصعوبات يستحق التقدير.

كنت اقرأ عن الدكتور الاديب ابراهيم العريّض، فهو بحراني (من البحرين) من اب بحريني وام عراقية لكنه ولد في مومباي (الهند) وتوفت امه وهو رضيع وتربى في اسرة هندية ، ودرس وتعلم في الهند الاوردو والانكليزية، ونال شهاداته التعليمية العليا في هاتين اللغتين(الانكليزية والاوردو) وكان لا يعرف العربية، ولكنة كافح كي يتعلم لغة اهله الاصلية اي العربية واصبح فيها بليغا واديبا كما في لغات تعليميه الاولى.
تقبل تحياتي عزيزي الدكتور قيا

نيسن يوحنا

غير متصل الياس متي منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 564
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #4 في: 03:38 30/03/2014 »
دكتور صباح قيا تحية طيبة
شكرا لهذا السرد حول مشاعركم وذكرياتكم  وما سببته لكم اللغة الام السريانية من مواقف مزعجة لعدم تمكنكم من النطق بها...
تجربتي مع اللغة الام كانت بالعكس تماما. نزحت من قريتي امرا  وبالعربية تمسى قرية (ديره شيش) وليس بمقدوري النطق بكلمة واحدة باللغة العربية،وذلك في عام 1966 وكان عمري انذاك 13 عشر عاما.
ومعاناتي كانت عند الذهاب عند بعض الاقارب ممن نزحوا الى بغداد قبل عشر سنوات او اكثر بقليل من قبلي حيث كانوا يتكلمونا معي بالعربية ومع بعضهم ايضا للدلالة على انهم مثقفون  ويخجلون او يستنكفون التكلم  بالسورت لانها لغة الفليحي والتلكيفي كما كانوا يسمونها اهل الموصل بالذات تكبرا علينا ثقافيا واجتماعيا نحنوا ابناء القرى (جرياوي). علما ان لغتهم العربية كانت ركيكة جدا !!
وعندما بلغت من العمر اكثر من ستة عشر سنة ، كان المد القومي العربي والكردي في ذروته وحينها علمت بان قوميتي ليست كردية كما كنت اظن ولا عربية، علمت بجد على تعلم القراءة والكتابة بلغتي الام  وتمكنتوا  من ذلك اولا بمفردي وبعدها من خلال دورة لتعليم قواعد اللغة في الجمعية الثقافية للناطقيين بالسريانية... وقمت بتعليمها في ستة كنائس من خلال دورات صيفية وحسب الوقت الممنوح لي من قبل الكنيسة ولا زلت حتى اليوم اقوم بتعليمها في كنيسة حافظة الزروع في ملبورن استراليا ولكن ساعة واحدة بالاسبوع وهو الوقت الممنوح لي...
والظريف في الموضوع عندما التقي مع بعض من هؤلاء الاقارب والمعارف اجد بعضهم لحد الان يتكلمون مع بعضهم العربية المكسرة والركيكة كما انهم لايجدون الانكليزية ايضا" في الحقيقة لايجدون سوى اللغة الام  امازحهم واقول لهم لماذا لاتعملون مترجمين عربي انكليزي لدى الدوائر الاستراليا !!!

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #5 في: 09:19 30/03/2014 »
الأخ elias matti mansoor المحـترم

يسرني أن أعـقـب عـلى رأيك الحـر وأقـول : أن أهـل أومرا لا يسمون لغـتـهم بالسريانية على الإطلاق ... من جهة أخـرى من المفـرح أن تـصبح معـلماً للغـتـنا في الكـنيسة ، وهـنا أريـد أن أذكــِّـرك ــ وأنت تعـلم ــ أن الكـنيسة التي تـدَرِّس فـيهل هي كـلـدانية ! تـرى هـل سألتَ ماذا تعـني الكـلـدانية ؟ ودمتَ بخـير .

غير متصل الياس متي منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 564
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #6 في: 18:19 30/03/2014 »
اجيبك بكل سرور : نعم كانوا يسمون لغتهم في قرية امرا  سورت لانهم لايتكلمون العربية حتى يقولون اللغة السريانية لذا كانت تسمى لشانا د سورت اي بوشاقا اما السريانية الكلاسيكية أي لشانا عتيقا كانوا يسمونه كشما  وانا شخصيا" لم اسمع يوما أي شخص في القرية  يطلق على لغاتنا السريانية لشانا كلدايا انذاك طبعا أي قبل عام 1966 .
والاسم العلمي  لها هو لشانا سريايا  أي اللغة السريانية  مثلا المستشرق دوفال اطلق على كتابه اسم ادب اللغة السريانية وقبله اخرون ايضا اطلقوا نفس التسمية على كتبهم، والعلامة اللغوي الشهيد توما اودو اطلق على قاموسه الشهير سمخا دلشانا سريايا قبل اكثر من مائة عام  كما اطلق مجموعة من اللغويين على مؤلفهم  قريانا دلشانا سريايا واذكر من بين مؤلفي الكتاب المطران مار سرهد جمو والعلامة البير ابونا والعلامة ابرهوم نورو والخوري افرا جرجيس وكذلك كتاب اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية للعلامة اقليمس يوسف داود ومعجم الادب السرياني المجلد الاول شارك في تاليفه عشرات الكتاب منهم الاب المرحوم يوسف حبي والاب المرحوم بطرس حداد والدكتور يوسف قوزي والعلامة بنيامين حداد. وبامكاني كتابة قائمة طويلة من الشواهد والادلة التي تثبت لك بان الاسم الصحيح هو اللغة السريانية.
اما بخوص سؤالك ماذا تعني الكلدانية؟ . الكلدانية مصطلح جديد المقصود به هو اللغة السريانية يتم تداوله الان في الكنيسة الكلدانية  لشانا كلدايا وربما معظمهم يقصدون به السريانينة الكلاسيكية ويطلقون على اللغة الدارجة سورت بدلا من كشما وبوشاقا.
ويطلق على الاكدية (البابلية الاشورية) شقيقة الارامية وان السريانية هي امتداد للارامية ....

غير متصل Noel Riskallah

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #7 في: 18:27 30/03/2014 »
الاخ العزيز د. صباح قيا
سرد جميل لذكريات منه ماهو محرج ومنه ما هو مفرح ايضا , انا ايضا من من تلك الضيعة التي زرتها انت يوما ولدت وترعرت فيها طوال ايام حياتي الى ان اتخذت قرار الرحيل بعيدا عندا مع عائلتي , في الحقيقة كان اصعب قرار اتخذته في حياتي وهو ان تقتلع جذورك من وطن ابائك وترحل غريبا بعيدا , عل كل لااريد ان اخوض في هذا المجال ولكن لنرجع الي ضيعتنا ضيعة والدك, انا لاالومك على ما ذكرت وخاصة نظرات النادل لكم, لاتعتب على ابناء ضيعتك لانهم طيبون جدا ويحترمون الغريب جدا , ولكن الذي حصل آنذاك ان النظام البعثي اراد ان يذل او يركع اهلنا ففتح فيها مركز امني وكانت كل عناصرها من شباب غرباء عن المنطقة وغرباء عن ايماننا هنا بدأت المضايقات والاعتقالات لشبابنا ولاابسط واتفه الاسباب, وكانت تبدل هذه العناصر بمجموعات اخرى بين فترة واخرى . عندها ذاق اهل البلدة ذرعا بهم, وكنا حينذاك شبابا في مرحلة المتوسطة ولاعدادية فعندما كنا نرى شابا غريبا في المنطقة ولايتكلم السريانية لغة البلدة راسا كنا نحسبه من العناصر الامنية القذرة.
فعزيزي الدكتور صباح نظرة النادل اليكم لم تكن بسبب انكم لاتتكلمون السريانية وانما اعتقاده بانكم من العناصر الامنية فقط اهلك طيبون جدا حتى للغرباء وبلد امن لكل من يلجأ اليها.
وتعقيبا على الاخ عزيز الياس , نحن ايضا عانينا من عدم اتقاننا للغة العربية في بداية مشوارنا الحياتي, حيث كنا نتكلم السورث في البيت وفي المدرسة وحتى المعلمين والمدرسين اكثر الاحيان كانوا يشرحون المادة بالسورث لتسهيل ايصالها الى التلميذ, فنحن هنا تعلمنا العربية الفصحى فقط كنا نجهل اللغة العربية العامية, فكنا نعاني من احراج كبير عندما كنا نسافر الى المدينة وخاصة الموصل للتسوق او مراجعة طبيب خاص او مستشفى , اهل الموصل كانوا يتهزأوون بنا ويضحكون علينا وعلى لبس ابائنا وامهاتنا , وحدثت لنا مواقف محرجة جدا عندما كنا نتبضع او عندما كنا ندخل مطعما لنأكل قليلا.
عزيزى الدكتور صباح عدم اتقان اللغة لم يكن سببا ابدا للانسان في عدم تعلقه بمسقط راسه او قوميته, مثالا حي امامنا الشعب اليهودي تشتت في كل انحاء العالم بالضبط مثل ما حدث لنا هذه الايام وكل بلد وجد اليهود تعلم لغة ذلك البلد وانحسرت اللغة العبرية وبقت فقط في التوراة, لكن الشعور بالانتماء لقومهم بقى ملتصقا بهم وباجيالهم الى وجد لهم وطن قومي, فالعلق بالارض والقومية هي ليست اللغة فقط وانما هو الشعور والانتماء.
املنا نحن الشعب الذي تشتت في زوايا الكرة الاضية ان نحضى بوعد بلفور ثاني وسوف يعيد ابنائنا امجادنا الماضية وهذا ليس بالمستحيل.
تحياتي لك د.صباح
وتحياتي الى الاخ العزيز الياس منصور لانني اعرفه من بغداد كم هو غيورا على لغة ابائه اللغة السريانية الجميلة لغة المسيح له المجد.

غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #8 في: 20:34 30/03/2014 »
             ܞ
ܡܥܵܩܪܵܐ ܕܵܟܬܘܪ ܨܵܒܵܐܗ ܩܵܥܵܐ ܐܥܬܠܵܢ ܣܵܒܪܵܐ ܩܵܕ ܡܥܵܩܪܘܬܵܘܟܘܢ ܥܵܠܦܥܬܘܢ ܩܪܵܥܵܐ ܘܟܬܵܒܵܐ ܒܠܫܵܢܵܐ ܕܐܵܒܵܬܵܬܵܘܟܘܢ ܠܫܵܢܵܐ ܚܠܥܵܐ ܕܥܡܵܐ ܕܐܥܠܹܗ ܚܵܕ ܠܫܵܢܵܐ ܥܹܗܒܵܐ ܡܵܪܕܘܬܵܐ ܩܵܐ ܕܘܢܥܹܐ ܀ ܒܵܣܥܡܵܐ ܪܵܒܵܐ ܐܠܗܵܐ ܥܵܗܒܹܐܠܵܘܟܘܢ ܚܘܠܡܵܢܵܐ ܘܫܘܘܫܵܛܵܐ ܡܵܢܬܵܥܬܵܐ ܐܠܗܵܐ ܡܒܵܪܹܟ ܠܵܘܟܘܢ ܩܵܐ ܕܐܵܗܵܐ ܡܘܐܵܐܘܟܘܢ ܐܵܡܥܢ ܀ قشو إبراهيم نيروا امريكا؟   

غير متصل الياس متي منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 564
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #9 في: 03:41 31/03/2014 »
االاخ العزيز نوئل جزيل الشكر على التعقيب والتحايا، املين لكم دوام الخير والتقدم
                                                                                                               مع الحب والتقدير
                                                                                                             اخوكم الياس منصور

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #10 في: 07:46 31/03/2014 »
سـؤالي للإخـوة المجـتـهـدين

هـل خـلق الله شعـباً ومن ثم تـكـوَّنـت له لغـته .... أم خـلق اللغة أولاً ومن ثم خـلق من أجـلها شـعـباً ؟؟

غير متصل صباعي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 104
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #11 في: 12:46 31/03/2014 »
هذا سؤال يدخل في باب المنطق والفلسفة والحضارة والثقافة وعلم الأجناس وعلم اللغة وعلم الإجتماع والتاريخ والجغرافية ... سؤال فطحل من فطاحلة الشعب وليس بإمكان لا الفلاسفة ولا الموقر الدكتور صباح قيّا الإجابة عليه ولا الموقر الدكتور ليون برخو الذي يدعي أن إختصاصه اللغة وتحليل الخطاب ....إلى أخره  الإجابة عليه. ما دام لنا كتاب؟؟؟ يسألون هكذا أسئلة محيرة ومهمة لمستقبل الشعب فكلنا بخير ..... ما شاء الله

سـؤالي للإخـوة المجـتـهـدين

هـل خـلق الله شعـباً ومن ثم تـكـوَّنـت له لغـته .... أم خـلق اللغة أولاً ومن ثم خـلق من أجـلها شـعـباً ؟؟


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #12 في: 05:29 01/04/2014 »
ألأخ أكد زادق
سلام ألمحبة
شكرا لمرورك ألجميل وإضافتك للموضوع ألتي أتفق مع مجملها . أشعر دائما بالفخر عند إجابتي لمن يسألني عن لغتي ألأصلية قائلا أنها لغة ألمسيح ، وقد لاحظت أن ألكثير من ألأجانب على علم باللغة ألارامية ، وقد ساهم الفلم Passion of Christ في إيصالها إليهم . وبصراحة أحسست بحاجتي لها في ألمهجر أكثر من حاجتي إليها خلال وجودي في ألوطن ألحبيب .
تحياتي
***************************

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #13 في: 05:42 01/04/2014 »
ألأخ حكيم ألبغدادي
سلام ألمحبة
شكرا لمرورك ولكلماتك ألرقيقة . أحيانا أحاول أن اتكلمها وخاصة في مناسبات ألحزن والفرح ولكني أتراجع خشية أن تظهر " سورث مجقلب  " ولكن على ألأغلب سأتمكن منها عاجلا أم آجلا .. طبعا ألكل يدعو إلى ألمحافظة عليها ولكن كيف ? لا بد من عمل جاد لتحقيق ذلك وإلا ستذوب  في بلاد ألشتات خلال جيلين من آلان .
تحياتي
***************

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #14 في: 06:17 01/04/2014 »
ألعزيز نيسن يوحنا
سلام ألمحبة
شكرا لمرورك ألجميل ولأضافتك للموضوع . صحيح أن هنالك أسباب كثيرة ساهمت في إبعاد ألأفراد عن لغتهم وخاصة من سكن ألمدن ألتي غالبيتها تتكلم لغة أخرى . ولو أن ذلك لا يبرر ألأستغناء عنها ممن يتقنها مسبقا  . من دون شك أن شعور ألأنتماء يلعب دورا أساسيا في ألتمسك باللغة ،  ولكن لا بد من نظرة صائبة لواقع ألحال حيث هنالك عدد لا يستهان به من ألرعية لا بتكلم لغة أجداده فهل نعزله عن أصوله ألقومية أم نعزز من شعوره بالانتماء إليها . فحالما يشعر بأنه من تلك ألمجموعة سيتحمس عندئذ لتعلم لغتهم , فما أدعو إليه أولا تعزيز ألأنتماء ألقومي في ظرف أليقظة ألحالية وحتما ستأتي أللغة كمحصلة لذلك .
تحياتي
****************

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #15 في: 06:39 01/04/2014 »
ألأخ الياس متي منصور
سلام ألمحبة
شكرا لمرورك ولسرد تجربتك في ألأتجاه ألمعاكس . وأحيي فيك همتك ألرائعة في تعليم لغة ألأم في ألكنائس . كانت هنالك دورات مماثلة في كنيستنا وللأسف توقفت منذ ثلاث سنوات أو أكثر . هنالك إلحاح لإعادة فتحها وقد وعد ألكاهن خيرا . وبصراحة أني أيضا أشجع دورات تعليم أللغة ألعربية باعتبارها لغة ألتواصل مع ألبلد وأنظر إلى ألأمور بشمولية وواقعية والتحسب للمستقبل , ولكن لا تلقى فكرتي ألتأييد ألمطلوب .
تحياتي
***************************

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #16 في: 07:17 01/04/2014 »
ألعزيز نؤيل رزق ألله
سلام ألمحبة
شكرا لمرورك ألميمون ولإضافتك وتوضيحك للموضوع . رغم أني لم أولد هنالك ولم أزرها لأكثرمن ثلاث مرات إلا أني أفخر بإنتمائي إليها وأكنّ لأهلها كل ألأحترام والتقدير فهم أهلي وأقربائي وأبناء ضيعتي . كل معارفي يعرفون أن أصولي من هنالك . فمن لا يحلو له أن يتبع تلك ألقلعة ألشامخة  ألتي دافعت ببسالة عن ألشعب ألمسيحي بكافة أطيافه ?  . ما ذكرته هو جزء يسيط من ألطرائف التي صادفتها بسبب عدم إلمامي الكامل للغة ألأجداد وأنظر إليها كذكريات جميلة ضمن سيرتي ألذاتية .. كما أنها وأخريات أرنو إليها كمدخل لإيصال ألفكرة ألتي أستهدفها في كتاباتي . إني أتفق مع ما جاء في مداخلتك ولو أن وعد بلفور لن يحل علينا لحين توفر ألجيوب أللازمة لذلك .
تحياتي
*****************

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #17 في: 07:25 01/04/2014 »
ألأخ قشو إبراهبم نيروا
سلام ألمحبة
شكرا لمداخلتك ولكن للأسف ألشديد لا أتمكن من حل رموزها .
تحياتي.
***********************

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ذكرياتي مع أللغة ومشاعري
« رد #18 في: 07:43 01/04/2014 »

ألأخ صباعي
سلام ألمحبة
كافة ألحقائق ألمتعارف عليها بدأت من تساؤلات . ألتساؤل يؤدي إلى وضع  فرضية والتي تصبح حقيقة بعد ألبرهان . قد لا أعرف أنا ألجواب ألمطلوب ولكن منطقيا مع خلق ألشعب أولا . في هذا ألزمان ألألكتروني لنجرب  معا إبتكار لغة معينة ثم نبدأ بنشر تفاصيلها تباعا في مواقع ألتواصل ألأجتماعي .. ولننتظرما سيحدث ..
تحياتي
***************************