الاخ العزيز د. صباح قيا
سرد جميل لذكريات منه ماهو محرج ومنه ما هو مفرح ايضا , انا ايضا من من تلك الضيعة التي زرتها انت يوما ولدت وترعرت فيها طوال ايام حياتي الى ان اتخذت قرار الرحيل بعيدا عندا مع عائلتي , في الحقيقة كان اصعب قرار اتخذته في حياتي وهو ان تقتلع جذورك من وطن ابائك وترحل غريبا بعيدا , عل كل لااريد ان اخوض في هذا المجال ولكن لنرجع الي ضيعتنا ضيعة والدك, انا لاالومك على ما ذكرت وخاصة نظرات النادل لكم, لاتعتب على ابناء ضيعتك لانهم طيبون جدا ويحترمون الغريب جدا , ولكن الذي حصل آنذاك ان النظام البعثي اراد ان يذل او يركع اهلنا ففتح فيها مركز امني وكانت كل عناصرها من شباب غرباء عن المنطقة وغرباء عن ايماننا هنا بدأت المضايقات والاعتقالات لشبابنا ولاابسط واتفه الاسباب, وكانت تبدل هذه العناصر بمجموعات اخرى بين فترة واخرى . عندها ذاق اهل البلدة ذرعا بهم, وكنا حينذاك شبابا في مرحلة المتوسطة ولاعدادية فعندما كنا نرى شابا غريبا في المنطقة ولايتكلم السريانية لغة البلدة راسا كنا نحسبه من العناصر الامنية القذرة.
فعزيزي الدكتور صباح نظرة النادل اليكم لم تكن بسبب انكم لاتتكلمون السريانية وانما اعتقاده بانكم من العناصر الامنية فقط اهلك طيبون جدا حتى للغرباء وبلد امن لكل من يلجأ اليها.
وتعقيبا على الاخ عزيز الياس , نحن ايضا عانينا من عدم اتقاننا للغة العربية في بداية مشوارنا الحياتي, حيث كنا نتكلم السورث في البيت وفي المدرسة وحتى المعلمين والمدرسين اكثر الاحيان كانوا يشرحون المادة بالسورث لتسهيل ايصالها الى التلميذ, فنحن هنا تعلمنا العربية الفصحى فقط كنا نجهل اللغة العربية العامية, فكنا نعاني من احراج كبير عندما كنا نسافر الى المدينة وخاصة الموصل للتسوق او مراجعة طبيب خاص او مستشفى , اهل الموصل كانوا يتهزأوون بنا ويضحكون علينا وعلى لبس ابائنا وامهاتنا , وحدثت لنا مواقف محرجة جدا عندما كنا نتبضع او عندما كنا ندخل مطعما لنأكل قليلا.
عزيزى الدكتور صباح عدم اتقان اللغة لم يكن سببا ابدا للانسان في عدم تعلقه بمسقط راسه او قوميته, مثالا حي امامنا الشعب اليهودي تشتت في كل انحاء العالم بالضبط مثل ما حدث لنا هذه الايام وكل بلد وجد اليهود تعلم لغة ذلك البلد وانحسرت اللغة العبرية وبقت فقط في التوراة, لكن الشعور بالانتماء لقومهم بقى ملتصقا بهم وباجيالهم الى وجد لهم وطن قومي, فالعلق بالارض والقومية هي ليست اللغة فقط وانما هو الشعور والانتماء.
املنا نحن الشعب الذي تشتت في زوايا الكرة الاضية ان نحضى بوعد بلفور ثاني وسوف يعيد ابنائنا امجادنا الماضية وهذا ليس بالمستحيل.
تحياتي لك د.صباح
وتحياتي الى الاخ العزيز الياس منصور لانني اعرفه من بغداد كم هو غيورا على لغة ابائه اللغة السريانية الجميلة لغة المسيح له المجد.