المحرر موضوع: من يصدق الشهرستاني ؟  (زيارة 569 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صبحي ساله يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 405
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من يصدق الشهرستاني ؟
« في: 19:41 21/04/2014 »
من يصدق الشهرستاني ؟
صبحي ساله يي
منذ مدة والسيد حسين الشهرستاني يصرف وقته ليوضح أن حكومة بلاده لا تتراجع عن إلتزاماتها في محاربة الكوردستانيين وتطلعاتهم، وليبرر كيف أنه يستبسل في الرد على إنتقادات تنهال عليه من كل حدب وصوب، إنتقادات تصدر عن الأصدقاء قبل غيرهم، ولكن لو كانت كلمات وتصريحات ومقابلات السيد الشهرستاني قد لقيت درجة من التصديق، لكانت الأمور مختلفة عن الواقع الذي يشير الى تراجع وضمور الوزن السياسي له وللذين يؤيدونه والذين يرقصون على أنغام إيقاعاته، ولما إنكمشت هيبة الحكومة التي هو نائب لرئيسها، وبالعودة قليلاً إلى الوراء، يظهر أن بعض المشاركين في الحكم، مثل كل المعادين للكورد، لم ينجحوا بعد في الإستقرار على فلسفة معينة لسياساتهم، والإرتكاز على تصورات عميقة أو شاملة، لذلك يتخوفون حتى من ظلالهم، ويرتجلون مواقفهم، ويعجزون عن الوفاء بتعهداتهم والتزامات التي يطلقونها، وفي هذا السياق، يمكن التوقف عند الشعار الذي إختاره الدكتور الشهرستاني في حملته الانتخابية فوضعه الى جانب صورته وتحت اسمه وهو (حامي ثروة العراق)، هذا الشعار الذي يوحي الى مناكفاته التي حالت دون التوصل الى حل للمشكلات القائمة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية بشأن إنتاج النفط في الإقليم وتصديره.
لا شك في أن عوامل عدة ومختلفة لعبت دورها الطبيعي في إثارة الوجهة الشهرستانية هذه، وهي عوامل كثر الحديث عنها في السنوات الثمانية الأخيرة: من الأزمات المتتالية في العراق بين العراقيين وبين حكومتهم، وبين بغداد واربيل، و تعاظم المصالح الطائفية على حساب المصالح الوطنية والقومية، ومن الذاكرة المريرة التي خلفتها وعود الشهرستاني الكثيرة التي تفتقر الرؤية والمخيلة والتي لم تتحقق أبداً، وفقدان الثقة العراقية بالوعود الشهرستانية، وإلى التعافي الكبير لإقتصاد الإقليم والأمن والإستقرار السائدان فيه، ومن ثم تزايد المطالبات بالأقاليم على غرار ما هو سائد في كوردستان وأخذ مصالح جميع العراقيين في الحسبان، وبسبب امور اخرى كثيرة لامجال لذكرها الآن، نفهم لماذا لايصدق أحداً في العراق ذلك الشعارالشهرستاني الموجه إلى الإقليم، ونفهم لماذا يتسع التململ في أوساط العراقيين المتخوفين من سياسات قد تكون ساذجة وغير مدروسة أو غير محسوبة بعناية، ونفهم أيضاً لماذا يميل العراقيون كورداً وعرباً ودول الجوار ودول العالم، إلى تصديق حجج وأدلة إقليم كوردستان القانونية والدستورية أكثر من ميلهم إلى تصديق شعار وتهديد ووعيد الشهرستاني.
الحرائق النفطية وسحبها الكثيفة وأضرارها البيئة والصحية تسأل:
كيف تحمي ثروة العراق يا شهرستاني؟.. وتراخيص إنتاج النفط الفاشلة التي أشرفت عليها في عدة جولات، وتفريطك الكبير بمصالح العراق من جراء تلك التراخيص النفطية، والنفط المتسرب بغزارة، منذ سنوات، من موانيء الجنوب، ووعودك المخالفة، بشأن الكهرباء والأمن والبناء،  معروفة لدى القاصي والداني ...