لماذا الاشورية..؟
بولص الاشوري
بعد التغيير الذي حصل في عراقنا بواسطة القوات الامريكية والحلفاء في 9-4-2003 والتي تسمى معركة (الهواسم)ومن فقاعاتها نمت كثيرة من التسميات التي تبنتها الاحزاب السياسية والكنسية لكسب الاخرين حول كعكعة التغيير ويكون لهم موقع جديد في التركيبة السياسية العراقية مثل تسمية كلدو اشوريين وتسمية المجلس الشعبي الكلدان السريان الاشوريين مع العلم لا يوجد شعب بثلاث تسميات او اربع في تاريخنا القديم ولا يمكن ان تجمع التسمية القومية الاشورية مع التسميات الطائفية الكلدانية والسريانية واحيانا الارامية لتمزيق جسد الامة التي مزقتها المجازرمنذ عام 1843 و1846 ومذابح سيفو 1914-1915 ومذبحة سميل عام 1933 وصوريا 1969 والى مذبحة كنيسة ام النجاة عام 2007 ومازالت المجازر تلاحق ابناء شعبنا الى الان, والهجرة مستمرة الى الملجا الامن في اوربا......
وهكذا يحاول البعض كما فعلوا سابقا بتمزيق النسيج الحضاري والقومي لامة اشور لكي لا تطالب بحقوقها القومية وخاصة الاراضي التي سرقها اللصوص في فترات الهجرة وابتعاد عن خطوط النارية على الحدود الدولية بين العراق وتركيا وايران وسوريا التي يتواجد فيهما ابناء الامة.
التي شتتته الحروب الخارجية والداخلية منذ الحرب العالمية الاولى والثانية وموقف الاشوريين مع الحلفاء ضد الدولة العثمانية المتخلفة من اجل نيل حقوقهم القومية وتاسيس كيان سياسي لهم بعد انتهاء الحروب ولكن الانكليز خانوا الحليف الصغير وضحوا بهم من اجل مصالححم الخاصة وتركوا هذا الشعب يدفع الحساب وحده مع الاخرين, وكذلك وقوفهم مع الحركة التحررية الكردية من اجل الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي للاكراد وان يكون لهم نصيب من هذا الانتصار........ولكن ايضا غابت امالهم بعد تحقيق الاقليم,
وبدات الهجرة من جديد ولم تستطع الكنيسة الشرقية والغربية والسياسيين ان يوقفوها بسبب الظروف القاهرة التي يعيشها شعبنا الاشوري في اراضيه الاصلية في الشمال وبين جبال اشور..؟ والسبب الاهم هؤلاء الذين يحاولون الدفاع عن شعبهم لا يملكون الرؤية السياسية والاقتصادية والثقافية لتحقيق طموحات شعبهم في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية في العراق, وانهم يطمحون الى حكومة مدنية لا مذهبية مقيته ولا قومية عنصرية و فصل الدين عن السياسة كما حدثت في اوروبا عندما كانت الكنيسة تفرض سياستها السوداء ضد شعوبها الى ان جاءت الثورة الصناعية وفصلت الكنيسة عن السياسة والاقتصاد والثقافة وانما الى حكومة شراكة وطنية وقومية ولا فرق بين القومية الكبيرة والصغيرة والتساوي في الحقوق والواجبات بين ابناء العراق الواحد
كما هي دول اوروبا وامريكا واستراليا والسويد وغيرها..
يا ترى هل يمكن تحقيق ذلك والسياسين العراقيين المذهبيين والقوميين ما زالوا في صراع دموي لا ينتهي الا ببروز (سيسي) جديد في العراق يوحد العراق الواحد مع فيدرالية متساوية بين قومياته وتحت سلطة مدنية واحدة كما هي دول العالم....
نعم لماذا الاشورية لان الالواح التي خرجت من الارض السفلى هي التي ذكرت ذلك وليس اجتهاد الاخرين لان الاثار التي اخرجت تنطق بالحقيقة لاول مدينة اسمها اشور نسبة الى الههم اشور والامبراطورية الكبيرة التي كانت لها دور عظيم بجانب الامبراطوريات الاخرى نعم هي تسميتنا القومية والمنتشرة في كل دول العالم وهذه المؤتمرات التي تنعقد في لبنان واستراليا واليابان وروسيا اتي تدافع عن اصول الاشورية لغوية وتاريخية وحضارية وما زالت مكتبة العاهل الاشوري ( الملك اشور بانيبال) ومكتبته (مكتبة اشور بانيبال) التي اصبحت مائدة المعرفة والثقافة امام الباحثين والعلماء الى اليوم للوصول الى الحقيقة بان امة اشور كانت عظيمة ثقافية وعلمية وعسكرية واجتماعية واروائية تدفع المياه من الارض السفلى لتسقي الجنائن المعلقة وتروي عطش الارض الحبلى بالحب لشعبها وما زالت شاهدة الى اليوم..........
نعم لقد كان في البدء اشور الدولة الاولى التي سكنها الاشوريين والتسمية ماخوذة من اسم الههم اشور الذي عبدوه وثم هم اولى الشعوب التي تقبلت الديانة المسيحية ودافعوا عنها بالدماء والتشرد والهجرة الى يومنا هذا, ولم نسمع يوما تسميات اخرى لكي تدخل خارطة السياسة او القوميات التي جاء بها الاخرون لتمزيق الامة الى تسميات قروية ومذهبية تدعي ايضا بانها امة..كما يقول الكاتب اللبناني المعروف (جبران خليل جبران) الويل لللامة التي تنقسم الى اقسام وكل قسم يدعي بانه امة, هذا هو مصيرنا اليوم ممزقين مشردين متشتتين في دول العالم والصراخ يندفع كالبركان لتنحض جذور الامة من الارض السفلى والصراخ يتعالى فقد تشرد شعبك في الوديان والجبال ولا يستطيع احد ان يجمعه الا بالوحدة القومية التاريخية والحضارية,وحتى لو تصفحنا الاف الكتب والدراسات ولكننا لا نستطيع ان نجد الحقيقة الا من خلال الاثار التي تندفع من الارض السفلى الى العلي بواسطة الحفريات في العراق وسوريا وايران وتركيا ومصر والصين ومنغوليا وروسيا والخابور شاهد على ذلك والاثاريين مثل د.دوني جورج ود.بهنام ابوالصوف والرسام والاف غيرهم اللذين تواصلوا مع الرقم الطينية لمعرفة اصلهم الاشوري الخالد في بقاع العالم , والاشورية ليست مذهبا دينيا حتى يضعها البعض مع المذاهب الكاثولكية والسريانية ويشكلوا عربة طويلة من القطار الجديد الذي خرج من فقاعات السقوط.وبهذه المناسبة اقترح الى كل المثقفين اللذين يؤمنون بالتسمية القومية الاشورية ان يكتب لقبه الاشوري في كل ما يكتبه ليكون نجما بارزا لللاخرين في مضمار الكتابة في هذا العصر السيء الذي تحاول المذهبية الدينية الى تمزيق شريان الامة الى اخطبوط . ونقولها لللاخرين نحن نحترم التسميات الخصوصية لاي شخص وفي اي مكان ولكن تبقى تسميتنا القومية امام العالم والاعلام الدولي هي الاشورية فقط. لانه لا تتقدم الامة الا باسمها التاريخي والحضاري الذي خدم البشرية بالثقافة والعلوم واللغة التي اشرقت كالنور الى دول العالم ,ان التسميات الثلاث الذي يحاول البعض الصاقها بنا لا تخدم الامة وانما تفرقها ,وعلى المثقفين العمل على اظهار درر التراث الاشوري الى الاحفاد لان الامة تعرف بثقافتها وان يكتبوا القصص والقصائد وترجمة الاثار الخالدة الى الاحفاد وخاصة ملاحم شعبنا مثل ملحمة كلككامش وقصة اخيقار وقاطينا الجبار والشاعر الشريد الحديثين وغيرها,
نعم لتسمية اشورية واحدة هي التي سوف تقودنا الى الاحترام من قبل الاخرين ويكون لنا موقع وموقف خاص
بنا سياسيا وقوميا وثقافيا في العراق والعالم اجمع لانه لنا لغة واحدة وتراث واحد وحضارة واحدة وطموح واحد هو ايجاد بيت خاص لنا في ارض الاباء والاجداد ليكون لنا شرف العمل كشعوب اخرى لخدمة المسيرة الانسانية لسعادة الجميع,هذا هو الحل الوحيد لامتنا في هذا القرن الجديد.
والمهم ان تقدم شعبنا ونيل حقوقنا القومية في ارض الاباء والاجداد لا ياتي بلا ثمن والتضحيات والدماء التي سالت على ارضنا عبر الحروب القاسية التي ما زالت تؤلمنا عندما نستذكرها بالمناسبات الوطنية والقومية الا بالعمل المخلص وتوحيد خطابنا الثقافي والسياسي من اجل تحقيق احلام الامة في ارض الواقع, مع محبتنا للجميع.20/5/2014 الاردن/عمان ...paul_ashuree@yahoo.com