المحرر موضوع: "وطني هو لغتي" – بمناسبة الذكرى الأولى للإحتفال بلغتنا القومية  (زيارة 8218 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
"وطني هو لغتي" – بمناسبة الذكرى الأولى للإحتفال بلغتنا القومية

ليون برخو
جامعة يونشوبنك
السويد

المقولة بين هلالين في العنوان هي إقتباس ورد في مقال علمي عن الفرنكوفونية – وهو مصطلح يطلق على كل الذين يستخدمون اللغة الفرنسية كلغة أساسية اولية او لغة ثانونة خارج فرنسا.

المقال ضمن حوالي 10 ابحاث إخترتها من عشرات الأبحاث للنشر في المجلة العلمية التي أحررها والتي ستظهر في عدد خاص حول "إعلام الأقليات" في نهاية عام 2015.

والمقولة مترجمة من الإنكليزية   "My country is my language"  لأن المقال اساسا مكتوب بالإنكليزية. ويقول الباحث، مارك ليست، من الجامعة الكاثوليكية في لوفن في بلجيكا، إن المقولة رددها اغلب المشاركين في إستبيان اجراه لتقييم الإعلام الفرانكوفوني في كندا وبلجيكا وسويسرا ودول أخرى إتخذت الفرنسية لغة أساسية منها بعض الدول الأفريقية.

والبحث طويل أكثر من 8000 كلمة من الصعب إختزاله في مقال قصير إلا ان النتائج التي يحصل عليها في غاية الأهمية لكل اقلية تعيش ضمن اكثرية تختلف عنها ثقافة وهوية (أي لغة).

ويؤكد من خلال دراسة اذهلتني حقا لرصانتها العلمية ان الناطقين بالفرنسية في كل الدول خارج فرنسا ينظرون إلى لغتهم الفرنسية كمعيار رئسي للهوية والثقافة والفنون التي تتبعها وهم على إستعداد للتخلي عن أي شيء حتى جنسية بلدانهم ولكن ليس لغتهم (هويتهم).

ويظهر ان الإعلام الناطق بالفرنسية في هذه الدول له باع طويل في الحفاظ على الهوية الفرنسية للناطقين بها بإختلاف أجناسهم وجنسياتهم وذلك بتركيزه على اللغة الفرنسية في كل الوسائل الإعلامية - مرئية ومكتوبة ومسموعة.

ويضيف لولا الإعلام لربما ماتت اللغة الفرنسية في هذه الأمصار وأندثرت ومعها الهوية الفرنسية لهم. بالطبع يعترف الباحث ان التعليم باللغة الفرنسية وتدريسها الذي يصر عليه الناطقون بها خارج فرنسا له الدور الأساس في الحفاظ عليها.

والتشبث بالهوية اللغوية اصبح له مدلولات قومية وسياسية وجغرافية وإقتصادية حيث ترسم خطوط وحدود الأقاليم حسب التوزيع اللغوي وصار الفرز اللغوي في دول مثل بلجيكا وكندا وسويسرا وأماكن كثيرة اخرى من العالم مدعاة لطلبات الإستقلال او الفدرالية على أساس هذا الفرز.

لن يكون بإمكاني منح هذه الدراسة المهمة جدا حقها حيث قبلها المقيمون كما هي دون الطلب من الباحث إدخال أي تغير عدا الطلب منه إكمالها من الناحية الشكلية formatting كي تتماش مع متطلبات دار النشر.

في الشرق الأوسط حيث ارض اجدادنا هناك مسعى واضح في هذا الإتجاه في شمال افريقيا، في العراق وسوريا وتركيا وإيران وحتى افغانستان ودول أخرى كثيرة حيث بدأ الفرز اللغوي يحدد الخطوط العريضة للهوية والجغرافية والسيادة والفدرالية والأمثلة واضحة ولا أعتقد ان القارىء اللبيب بحاجة إلى الإتيان بها وما يقوم به الأكراد في العراق وسوريا وتركيا وغيرها من الدول لهو خير دليل.

ماذا عنا نحن الناطقين بالسريانية؟

نحن غائبون وللغتنا محاربون ولفنوننا وادابنا وموسيقانا وطقوسنا وليتورجيتنا مهمشون ولمدارسنا السريانية القليلة جدا مزدرون ومع ذلك نبحث عن هوية وقومية.

وكانت سعادتي غامرة عندما اعلن البعض من ابناء شعبنا من الغيارى على لغتهم اي هويتهم وقوميتهم ووطنهم كما يعلمنا الباحث الفرنسي في بحثه الرائع يوما في السنة للإحتفال بلغتنا السريانية.

ولكن اتى حتى هذا الحدث المهم وهو يعكس وضعنا الذي لا يحسد عليه من صراع ومهاترات حول إسم اللغة وليس دورها الحيوي والأساسي في الهوية القومية. بدلا من ان يكون هذا اليوم الكبير مناسبة لجمع ولمّ الشمل والوحدة صار مثل كل شيء في حياتنا تقريبا سببا للفرقة والتشتت.

لماذا لا نجتمع ونناقش ونحاور قبل ان نقدم على إتخاذ قرارات مصيرية مثل هذه كي ننهض بأنفسنا وهويتنا كي لا نزول ونندثر؟

كانت المناسبة ستكون إنطلاقة جديدة ودفعة دم تبث الحياة في اجسامنا المنهكة بسبب التناحر المذهبي والطائفي والتسموي لو ان الأخوة القائمون على هذا الأمر إستأنسوا بأراء كل مكونات شعبهم كي يجمعوا ولا يفرقوا ومن ثم اطلقوا على هذا اليوم الكبير والعيد البهي "يوم اللغة السريانية" لأن هذا هو الإسم العلمي لها والإسم الذي يستخدمه إخوتنا الباقون في ارض الأجداد والإسم الرسمي في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والهند وكل جامعات الدنيا.

هل خلقنا لله لنمزق أنفنسا بعد كل الويلات التي حلت بنا ام لنجمع ونحن اقلية وهوية لغوية في طريقها إلى الضياع؟


غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصديق الدكتور ليون برخو المحترم

احييك على نشاطك الثقافي بجانب التزامك الوظيفي. الحقيقة قليلون من أبناء شعبنا يستطيعون او لهم الإرادة للعمل وإعطاء اهتمام لشؤون اخوتهم في الوطن والمهجر في مثل موقعك.

احييك للمرة الثانية لأنك، تكتب عن المصير والوحدة والاتحاد وقبول الاخر بصيغة موضوعية ،غير منحازة الى جهة او طرف او حزب او كنيسة. هذا الموقف وحده يجب يجعلك  ان تكون في مقدمة الكتاب أبناء شعبنا.

احييك للمرة الثالثة، لأنك تكتب عن المستقبل الأجيال القادمة لا كغيرك الذين يشبهون باهل الكهف في قصة البحث عن المعرفة عند أفلاطون ،الذين لا يريدون غير العيش في الكهف وتحت الظلام الموجود فيه. انت تبحث عن خلاص والدواء وغيرك يبحث عن فتح الجروح والعيوب والتناقضات الموجودة في جسد هذا الشعب ، انت تبحث عن طريق للانقاذ وغير مشغول بالبحث في قمامات التاريخ لإيجاد الفروقات والبطولات التي مضى عليها اكثر 2500 سنة التي لم تعد تفيد للأحياء بشيء.

احييك لأنك دوما تعطي املاً مخرجا جديدا في حوارك او كتاباتك والذي بالتأكيد لا يأتي من لا شيء وانما من الجهد الفكري والذي تعطيه لهذه القضية ليس كغيرك يبحث ما جاء في مقالات او ردود او كتابات الاخرين يقضي وقته في الرد عليهم بإسلوب مملوء من الترهاتات الفارغة لا تقدم ولا تؤخر بشيء سوى مضيعة للوقت.

أخيرا احييك لأنك لا تهز وتطرب بكلمات المدح والذم التي تأتيك من أبناء جلدتك وان كان ذلك امر طبيعي على حد مقولة : : ان الشجرة المثمرة هي التي تأتيها الأحجار من المارة".

في الختام كنت أتمنى ان نراك هنا في مدينة  ملبورن  استراليا لإقامة لقاءات و محاضرات على غرار ما حدث خلال سنين الماضية مثل زيارة ألاستاذ والباحث بنيامين حداد والأستاذ روند بولص رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان و مؤخرا البروفيسور افرام عيسى يوسف  وغبرهم من رجال الدين والفكر والشعر والادب وجها لوجه كي نستفاد من خبرتك وطروحاتك.


يوحنا بيداويد

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد كاتب المقال
عندما نسأل الصيني ماذا يتكلم الفرنسيون ....سيقول فرنسي (بلكنة صينية)
وعندما نسأل بورتوريكي عن إسم الشعب الذي يتكلم الفرنسية سيجيب (فرنسي)
ولو أجلسنا أربعة من فطاحل مسيحيي العراق أو أقلهم معرفة عن إسم اللغة التي يتكلم بها مسيحيي العراق سيأتيني أكثر من جواب
وعن الأسم القومي لهذا الشعب ....أيضا سيكون هناك أكثر من جواب
ولو سألنا اللغويون الفرنسيون عن عدد الكلمات الحديثة في لغتهم خلال مئة سنة لذهلنا
ولو سألنا عن لغة مسيحيي العراق كم كلمة ومصطلح فقدوا خلال مئة سنة لذهلنا
ولو عكسنا السؤال عن عدد الكلمات أو المصطلحات المستحدثة لألف سنة وألفين ...ستكون النتيجة صفر
لو ذهب مريض بجالة حرجة إلى دكتور وقد أقسم أن يتكلم بكلمات لغته فقط والتي يجيدها الطبيب نفسه .... لمات قهراً لأنه لا يعرف أن يشرح حالته بدون استخدام كلمات ومصطلحات لغة أخرى
هذه الطروحات حول اللغة والحفاظ عليها باتت مضحكة ودغدغة عواطف فقط وغير خاضعة للنظام العقلي
ماذا سميت لغتنا ....السريانية؟ حسنا فعلت
لنسأل غيرك ونرى جوابه
لماذا تجنبت التسمية القومية؟ حسناً فعلت كونك لا تستطيع أن تقول حقيقة هذا الشعب
ومسلسل الضحك على ذقون المسيحيين العراقيين وتخديرهم بالماضي ما زال ينتج ولله في خلقه شؤون
والمقارنة لا تصح بين شعب يعرف لغته وهويته مثل الفرنسي وبين شعب نكر إسمه القومي وإسم لغته ويحارب من يحافظ على إسميهما
هوية الشعب القومية كلدانية ولغته كلدانية ....ولا حقيقة أخرى غيرها
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ ليون برخو المحترم
لنكون صريحين في موضوع اللغة وبالذات المحكية منها،
ادناه رابط مقابلة اذاعة SBS التي تبث من استراليا مع النائب يونادم كنا والذين يتكلمون عن نتائج الانتخابات . وعلى اساس باللغة السريانية وكما تسميها حضرتك.. ولكن ثق فأنني لم افهم من ما قاله السيد يونادم كنا اكثر من 90% من كلامه، وحتى ترى بأن المذيع  الاخ ولسون يحاول ترجمة بعض الكلمات بالعربية ليفهما المستمع.. علما بانني في البيت اتكلم الكلدانية المحكية وبلهجاتها المختلفة مع الاصدقاء من ألقوشي تلكيفي مانكيشي واهل زاخو الذين منهم يلفظون حرف السين بدلا من الذال(يعني كذيذة يلفظونها كسيسا) وحرف الحاء بدلا من الخاء(يعني خونوا يلفظونها حونوا) مع احترامي لكليهما..
ولكن كل ذلك على جهة وما تكلم به السيد النائب بلغة ربما كانت الجلواي او الطيارايي التي لم افهم كلامه لغويا وعلى اساس انها سرياني، والتي تدعوني الى الشك في اننا لسنا بشعب واحد ناطق للغة واحدة ..والحقيقة اصبحت معروفة الاّ المنتفع منها المدعي باننا شعب واحد، وتاريخهم الحديث خير دال على ذلك. نحتاج الى المصارحة، ولكن؟!!!
وعليه وللمقارنة، فأن اللغة الفرنسية تعتبر ثاني لغة عالمية لها دولتها الاصلية ودولها الفرنكفونية التي تعتبر اللغة الرسمية فيهم والتدريس فيها على اعلى المستويات اكاديميا وعلميا وادبيا.. فاين من لغتي الكلدانية السريانية الاشورية وبكل تسمياتها لكي لا يزعل الاخرين، ربما يكون تسلسلها برقم من الالاف وعلى وشك الانقراض..الى متى نبقى نتحايل على انفسنا...تقبل تحيتي

رابط المقابلة الغريبة عن لساننا المحكي:
http://www.ankawa.org/vshare/view/5017/two-seats-for-zawa/



متصل Eddie Beth Benyamin

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1627
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضرة الاخ الاستاذ ليون برخو المحترم

مقالة رائعة لا تحتاج تعليق فقط الشكر والامتنان لحضرتك . كباحث واختصاصي باللغة السريانية عندي استفسار ممكن ترد لي بجواب اكاديمي كما رديت لاسائلتي في المقالات الماضية . طبعا لا اريد ان اتعبك بالبحث عن الرد الوافي كما في تعليقي الماضي .... ( امزح معاك ) ..

في اللغة السريانية الشرقية كما نسميها نحن الاشوريون اليوم باللغة الاشورية المعاصرة تحتوي على سبعة حركات ( ܙܘܥܐ ـ زوعي) كالاتي :

ܦܬ݂ܵܚܵܐ / بثاخا ...  ܙܩܵܦ݂ܵܐ / زقابا ... ܙܠܵܡܵܐ ܦܫܝܼܩܵܐ / زلامي بشيقي....  ܙܠܵܡܵܐ ܩܲܫܝܵܐ / زلامي قشيي ... ܚܒ݂ܵܨܵܐ /خواصا ... ܪܒ݂ܵܨܵܐ / رواصا... ܪܘܵܚܵܐ / رواخا . ( بالعربي فتحة..ضمة ..كسرة..سكون ..الخ ) .

بينما اللغة السريانية الغربية تحتوي على خمسة حركات ( ܙܘܥܐ ـ زوعي) .

مثلا كلمة ( ܚܘܥܕܐ / خويادا ) .. حركة الياء و الدال بالسريانية الشرقية " ܦܬ݂ܵܚܵܐ / بثاخا " بينما لا توجد " ܦܬ݂ܵܚܵܐ / بثاخا "  بالسريانية الغربية وتقراء (ܚܘܥܘܕܘ / حويودو ) .

هل السبب في ذلك الموقع الجغرافي للذين ينطقون بها ؟

لماذا توجد خمسة حركات في اللغة السريانية الغربية وهل تعتبر لغة كاملة ومعادلة للغة السريانية الشرقية التي تحتوي على سبعة حركات ؟

تقبل تحياتي
ادي بيث بنيامين  

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد المحترم

أشكرك على كلماتك الطيبة والثناء. انا إنسان عادي في هذا المنتدى الذي وصفته مرة بالمقهى الشعبي شأنه شأن أي منتدى اخر يدخله الكل والكل سواسية فيه ولهذا اتوقع الإساءة او ربما صدر ت او قد تصدر اخطاء او سلبيات مني – وأعتذر مقدما – في حالة غضب وهذا ما يمكن ان يقع فيه أي إنسان في مقهى شعبي لأننا بشر ومعرضون للخطاء والخطيئة ايضا.

الماضي مهم جدا ولكن كل من يحاول الذهاب إلى الماضي والعيش فيه يعيش في الكهف. الماضي يجب جلبه للحاضر والتعامل معه بمفاهيم اليوم والممكن ضمن الطاقات المتاحة اليوم.

الأخوة الذين تشير إليهم لا سيما من بني جلدتنا والذين يأتينا سيل من الهجوم والتجريح منهم ليسوا على صواب والدليل انهم اليوم في معركة خطابية حامية الوطيس جلها الرد والتعقيب والهجوم بأقس العبارات على من؟ على بني جلدتهم من امثالي وامثالك وأخرون كثيرون من الأكاديميين والمثقفين الكلدان  أي بدلا من النهوض بنا وهويتنا (لغتنا) وجهوا بنادقهم صوبنا ونحن بكل مكوناتنا وأسمائنا المختلفة شعب مسكين غلبان مضطهد من الكل ومن نفسه.

اتألم بالطبع عندما ارى الأخوة هؤلاء وكأنهم في معركة حقيقية وكأننا نتصارع فيها مع أعدائنا على احقية سهل نينوى وقرانا وأديرتنا وهويتنا (لغتنا). اصبح الكلدان ومع الأسف الشديد في صراع مرير مع بعضهم البعض كنسيا ومدنيا وليس هناك من يسمع للعقل والمنطق ...

والأخوة – وهم احباء وأعزاء – مهما إختلفنا ومهما اتانا من نقد وهجوم وتجريح منهم في وضع اسميه لأول مرة "التشويش."

والتشويش يعني أنك لا تعلم ماذا يريدون بالضبط حيث يختلط لديهم – وهذا خطر كبير على المستقبل والهوية – المذهب والدين والطائفة مع الهوية والقومية، وهذا هو التشويس بعينه. المذهب والدين بصورة عامة يعيش ويترعرع على إقصاء الأخر المختلف حتى وإن كان من ذات الهوية لأنه إن جمع لأنتهت مهمته. الهوية الحقيقية مثل الكردية والفرنسية تمقت الفرز المذهبي والديني وتحارب وتتصارع من اجل الحفاظ على الهوية (اللغة) ولا تكترث البتة إن كان الناطق بها سين او جيم من حيث المذهب او الدين او حتى الجغرافيا.

الهوية تتسامى على المذهب والدين لانها تجمع الف وباء وياء وتراهم سواسية  لأنهم يحملون هوية واحدة وهي اللغة ولأن اللغة لا دين ولا مذهب لها ولأن اللغة هي الهوية فهي ايضا ثقافة الشعب الذي ينطقها. والناطق بالعربية مثلا يتشبع شاء ام ابى بالهوية والثقافة العربية ولإسلامية ويقتبس من القرأن والحديث والشعر والأدب العربي دون ان يشعر لأن كل ما تكتنزه هذه اللغة من ثقافة وفنون وأداب وغيره يختزنه الناطق بها في عقله (شرقيا في قلبه) ويستخدمه لفظا وكتابة.

فهكذا اللبنانيون المسيحيون هويتهم وقوميتهم عربية لأن هذه لغتهم ولا يفيد ابدا إن قلت ان جورجي زيدان او إبراهيم اليازجي او إيليا ابو ماضي وغيرهم من فطاحلة العروبة واللغة العربية اشوريون او سريان او كلدان. نعم هم مسيحيون ولكنهم ابدعوا في الهوية التي إكتسبوها وهي العربية واليوم يتغنى بأشعارهم وادابهم العرب، المسلمون وغيرهم، ويدرسونهم في المدارس ويحولون اشعارهم إلى اغاني وطنية. مساهمتهم في هويتنا صفر لأنهم غادروا لغتنا.

وهذا ينطبق على شعبنا وكل فرد او مكون او كنيسة فيه عرّبت نفسها مثلا. التعريب والقبول به معناه إكتساب الهوية الجديدة من خلال اللغة الجديدة. وفي المهجر إكتساب اللغة الجديدة وإستبدالها بهويتنا (لغتنا) معناه إكتساب هوية هذه اللغة.

ولهذا فإن قادة الأكراد وأحزابهم اول شيء فعلوه عندما سنحت الفرصة لهم كان إعلاء شأن لغتهم اي هويتهم وقضوا على محاولات التعريب التي جرت بحقهم بسرعة مذهلة حفاظا على هويتهم لأن دون اللغة لن تكون هناك هوية كردية.

واللغة الكردية مع كل إحترامي هي اقل شانا بكثير جدا من لغتنا السريانية من حيث إستيعابها للعلوم والمصطلحات الحديثة ونحن كان ليدنا مكتبات سريانية عامرة في شتى العلوم منها الطب والكيمياء والصيدلة والمنطق والتنجيم والفلك والفلسفة والأداب وعلوم اللغة والنحو والصرف والليتورجيا والفنون والموسيقى في حين لم يكن هناك جملة بعد مكتوبة باللغة الكردية.

واليوم ايضا في المدارس السريانية في العراق وفي اماكن اخرى ترى ان المترجمين والمؤلفين السريان جريا على إبداعات اجدادهم إستطاعوا وبفترة قصيرة جدا ترجمة كل المناهج الدراسية في العراق ومن ضمنها المرحلة الثانوية إلى لغتنا السريانية التي إستوعبت وتستوعب كل العلوم إن كانت لنا حقا إرادة في الحفاظ على هويتنا.

عذرا للإطالة يا أخي وصديقي العزيز واظن انني في طريقي إلى أستراليا ويسعدني ان انقل إليك أنني اتلقى الكثير من الرسائل من شمامسة ورجال الدين في هذا البلد من كافة اطياف شعبنا بأسمائه ومذاهبه المختلفة وفيه ثناء وشكر لما اقوم به وكم كانت سعادتي كبيرة عندما اخبرني بعض الأخوة الكلدان انهم ينشدون "تودي لطاوا" اليوم بالطريقة التي أنشدتها وانهم بداؤا يعلمونها للجوقات.

نم قرير العين فإن ما أكتبه يؤثر كثيرا جدا في شعبنا بكل أطيافه.

تحياتي


غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ د. ليون برخو المحترم
تحية...
مرة أخرى تتحفنا بموضوع مهم، حيوي ،حساس، ومثير للجدل.
أتمنى أن لاينحرف النقاش عن الغاية الأساسية للموضوع، وهي:
التفكير والعمل معا للمحافظة على لغتنا الأم كعامل أساسي للحفاظ على هويتنا القومية، أو (هوياتنا القومية) إنْ صَحّ التعبير.
 ولكن الغالبية التي تتفق على اننا شعب واحد، تعلم أيضا بأنه يتكون من ثلاث قوميات مصيرها مشترك، أهم ما يجمعها الدين واللغة التي نحن بصددها الآن.
أتفق مع الأخ زيد ميشو بأنه لايمكن المقارنة بيننا - في وضعنا الراهن- وبين الفرنكفونية، وان شعار (وطني هو لغتي) يمكن تطبيقه عندما يكون هناك وطن ولغة. نحن لغة بلا وطن أو وطن بلا لغة، ولكن هذا لا يعني أن نبقى عمرنا كله نعيش في الكهف كما ذكر الأخ يوحنا بيداويد إنْ كُنا نرغب فعلا في المحافظة على لغتنا وهويتنا كما ندّعي جميعنا كذباً، وإليك الأمثلة:
1- جميل جدا أن يعتز كل واحد منا بهويته القومية، ولكن أين الحكمة في أن يدّعي الآشوري بأن لغتنا اشورية والكلداني كلدانية بينما يعلم الجميع بأن الأسم العلمي والأكاديمي لها هو السريانية  وإن الناطقين بها  ليسوا من السريان فقط .
2- لاتوجد لهجة من لهجاتنا المحكية خالية من الكلمات الأجنبية، السريانية والكلدانية حَدّث بلا حرج، حتى الآثورية فيها الكثير من الكلمات  الكردية والتركية والفارسية والأنكليزية الدخيلة - ولو بنسبة أقل من الكلدانية والسريانية، ولغتنا اليوم مقارنةً مع اللغات الحية  لغة ضعيفة تفتقر الى المصطلحات التي نحتاجها في تعاملنا اليومي.
ماهو الحل؟
أن يكون كل طرف على استعداد للتخلي عن الكلمات الدخيلة ريثما يقوم المختصون بتبني لهجة او لغة مفهومة لدى الجميع تضاف اليها المصطلحات الحديثة التي دخلت الى كل اللغات الحية كمرحلة أولى لحين إيجاد كلمات بديلة لها، وإلا سيبقى الكلام عن هذا الموضوع مجرد هراء.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ زيد ميشو المحترم

اسئلتك في محلها وشكرا لإثارتها. تذكرني بالأسئلة التي انا اثيرها عندما اذهب لطبيب والطب ليس إختصاصي ولكن الطبيب لا يضجر ويجاوب على كل أسئلتي برحابة صدر.

ولا أعلم إن كانت لك قراءات في علم اللغة او انك تقراء لغتنا القومية وسمها ماشئت لأن هذا لن يغير في ماهيتها رغم ان إسمها العلمي وكما ذكرت  هو السريانية.

وسأركز على الأسئلة الخاصة بإختصاصي فقط ومن خلال ذكر بعض الخصائص للغات بصورة عامة ولغتنا بصورة خاصة وهذه ستجاوب وتوضح تساؤلاتك.

اللغات عادة لا تخترع مرادفات جديدة. اللغات عادة تشتق مرادفات او تركبها او تلصقها او تستعيرها من لغات أخرى. فمثلا لغتنا كلغة سامية إشتقاقية derivative في الأساس وهذه خاصية جميلة جدا لأنها تمكن هذه اللغة الإشتقاق من جذور افعالها الثلاثية والرباعية كلمات جديدة كثيرة جدا لأن الجذر الفعلي مصدر لا ينضب.

سأتيك بمثال من اللغة العربية. مرادفات جديدة مثل: "الطائرة والهاتف والحاسوب والنفاذة والمذياع والنقال" ومئات والاف اخرى جرى إشتقاقها من جذورها الأصلية: "طار، هاتف، حاسب، نفذ، ذاع" والعربية ما هي إلا لهجة مطورة إستقلت عن لغتنا ولغتنا لها جذور ثلاثية ورباعية ما يمكنها إضافة الاف والاف الكلمات إي إشتقاقات جديدة شأنها شأن الفرنسية التي تذكرها. كل المصطلحات بإمكان العارف والمطلع على لغتنا إشتقاق مرادافات لها وبسهولة.

وهناك لغات لاصقة   agglutinating  مثل السويدية التي بدأت اتقنها. فكلمة المستشفى بالسويد كلمة لاصقة sjukhus بيت المرضى وهناك كلمات لاصقة تصل إلى اربع او خمس مرادفات يصل عدد حروفها احيانh إلى اكثر من 30 حرفأ. ولغتنا لها هذه الخاصةي ايضا إضافة إلى كونها إشتقاقية.

 ولهذا لم يجد أي صعوبة مترجمونا المبدعون في ترجمة الكتب الحديثة في الفيزياء والكيمياء والطب وغيرها من العلوم  الأخرى إلى لغتنا. سعة لغتنا بسعة أية لغة اخرى في الدنيا إن لم يكن أكثر.

الأمر متروك لشعبنا بتسمياته ومكوناته وكنائسه. الحقيقة العلمية تقول المتشبث بلغته يحافظ على هويته والذي يكسب لغة جديدة ويستبدلها بلغته الوطنية يكتسب هوية جديدة.

الناطق بالفرنيسة في كندا، البلد الذي تعيش فيه، هويته فرنيسة، جغرافيته (جنسيته – جواز السفر) كندي وهو على إستعداد للتخلي عن جنسيته وليس عن هويته (لغته). وهكذا الكردي في العراق. هويته، لغته كردية (جنسيته – جواز السقر) عراقي وهو على إستعداد للتخلي عن جنسيته) وليس هويته (لغته).

القومية ترجمة غير دقيقة للمصطلح الإنكليزي  nationality  وهو يعني الجنيسة او جواز السفر.

أكتفي بهذا القدر لضيق الوقت وأمل انني وضحت بعض الأمور على قدر علمي ولنبقى ضمن سياق الموضوع الذي هو اساسا حول الهوية (اللغة) لأن التسمية والقومية ستأخذنا في متهات ضاع فيها شعينا بأكلمه.

تحياتي


غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ عبدقلو المحترم

وكذلك تثير أسئلة مهمة جوابها ليس صعبا على الإطلاق بالنسبة لأي ملم بعلوم اللغة. عندما نتحدث عن اللغة كهوية ليس في بالنا ما نتحدث فيه في البيت ام مع الجيران. ما نقصده هو اللغة كوعاء للثقافة والأداب  والشعر والفنون والموسيقى والطقوس وهذه ارقى ثمار الحضارة الإنسانية.

ما تشير إليه من حديث في البيت ومع الأقارب والأصدقاء هذا ليس لغة حسب مفهوم المقال لا سيما ما نتحدث به نحن الكلدان. هذا الحديث ومع إحترامي – لأنني أنتقد نفسي وأنا كلداني مثلك - لا علاقة له بلغتنا القومية. إنه هجين ومؤشر إلى زوال اللغة في صفوفنا ويقع عندما يصل إي مجتمع إلى مرحلة فقدان الهوية.

هذا الحديث الذي تشير إليه نطلق عليه   creole إي لغة هجينة تستعير لغة أخرى وتلفظها بلكنة مختلفة الا وهي العربية.

فمثلا كيف نترجم نحن الكلدان عندما نتحدث مع بعضنا هذه الجملة العربية البسيطة إلى ما نقول انه لغتنا الكلدانية: " افرام طالب في قسم علم اللغة في الجامعة". سنقول على الأرجح: "أفرام طالبيله كو قسم علم اللغة كو جامعة ." هذه ليست لغتنا على الإطلاق. هذا تأثير مباشر للتعريب أي نحن في طريقنا لإكتساب إن لم نكن قد إكتسبنا هوية جديدة.

الأستاذ ولسن وأشقاؤنا الأشوريون بصورة عامة هم أكثر حرصا على اللغة (الهوية) من كل مكونات شعبنا لذا لن يقبلوا بهذا بل على الأرجح سيقولون: أبرم إسكولايليه بكو راذيوثا دليشانا بكو بيث صوبي". وهذا قريب جدا من لغة الحوذرا.

ولهذا يضطر الأستاذ ولسن لترجمة كثير من الكلمات من حديثه مع الأستاذ كّنا للعربية لي ولك وأخرين من الكلدان مثلنا لأننا ولنعترف همشنا لغتنا (هويتنا) بأنفسنا وبدلا من إحيائها أقحمنا أنفسنا في مسالك لا علاقة لها بنهضتنا.

وأمل ان لا يساء التفسير لأنني وحدوي الهوى لا افضل تسمية على اخرى ولا مذهبا على اخر واؤمن اننا شعب واحد وكنيسة واحدة. أحترم خيارك وخيار الأخوة الأشوريين الذي لا يتفقون معي وأمل أن المختلفين عني يحترمون خياري.

مع تحياتي


غير متصل برديصان

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1165
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
           الشماس رابي ليون برخو   عرفناك  شجره باسقه  تعطي الثمار لمن  يرميك بالحجاره هذا هو حال الاشجار المثمره والباسقه منها خاصة من يحاول رميها ترجع عليه اي رمية كانت وتبقى تشق عنان الفضاء في بستان له من المنفعه لشعبه لذا اراك تجاوب كل من يحاول سحبك الى خارج موضوعة البحث وتعطيه درسا في الاجابه العلميه الاخلاقيه وهكذا كنت مع اللذين يقيمون جهدك الفردي متواضعا لاتحاول استغلال اطرائهم لك  فانت دوما تعمل بصمت لانك تمين على تراثك ولغتك فبارك الرب بكل جهد يحاول وضع الامل لنا بان يوجد هناك من له الاستعداد للعمل على تقويم لغته ووضعها موضع الاهتمام بجهود فرديه بعيدا عن نوم رجال الكنيسه وعدم اهتمامهم بلغة طقسهم والحانها لابل البعض يحاربها من اجل جاه زائف يتوجه له البعض الغرباء   تحياتي لك ولكل من لم يقطع الامل بنهوض لغته  التي تعني هويته   بغداد

غير متصل david ankawa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 317
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
Rabi Leon thank you for your previous reply to my question and i strongly agree with many readers you deserve the love and respect of all and it is true when they say the rocks only get thrown at the tree with most fruit and i congratulate you for such wonderful subject and as always

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي العزيز ادي بيث بنيامين المحترم

على الرحب والسعة دائما لأنني متيقن انك تبحث عن الحقيقة وتحترم الإختصاص وهذه ومع الأسف الشديد ميزة نادرة في شعبنا الواحد بمكوناته ومذاهبة المختلفة وهذا ما يفسر غياب الأكاديميين عن هذا المنبر وإن نشروا فإنهم يغلقون باب النقاش وأرى انهم على حق. ولكنني ترعرعت إنسانا شعبيا بسيطا جدا ومن ثم صرت صحفيا فصار النقاش مع الأخر والنزول إلى أي مستوى وأحيانا بحدة  – وهذه نقطة ضعف احاول تجنبها – جزءا من حياتي الأكاديمية.

تثير في رأي مسألتين مهمتين جدا. الأولى تخص ما تسمية " اللغة السريانية المعاصرة" او كما تقول "اللغة الأشورية المعاصرة." بالطبع انا مع المصطلح الأول. ولكن؟ هنا مربط الفرس.

اللغة هي الهوية (القومية). واللغة ممارسة والذي يمارسها له احقية بها أكثر من الذي يمقتها ويزدريها ويهمشها ويستبدلها بأخرى.

والأخوة الأشوريون ابدعوا في هذا المجال إبداعا منقطع النظير حيث هم اليوم المكون الوحيد الذي بإستطاعته الكتابة والتدريس والتأليف في شتى الفنون والعلوم والأداب باللغة السريانية المعاصرة التي هي إمتداد للغة السريانية القديمة. وهكذا تحافظ الشعوب على هويتها حيث اليوم نتحدث عن اللغة الإنكليزية  المعاصرة  Modern English  والتي تختلف بعض الشي عن اللغة الإنكليزية القديمة  Old English .

المكونات الأخرى من كلدان وسريان فشلوا في تطوير لهجاتهم السريانية إلى لغات سريانية معاصرة والتي لا تقل شأنا عن ما هو موجود لدى الأشقاء الأشوريين. فمثلا اللهجة السريانية المتداولة او التي كانت متداولة في القوش وهي لهجة بطاركتنا الأجلاء – لأن القوش كانت مقرا لهم لقرون عديدة – في ماهيتها وخصائصها اللغوية قريبة جدا من اللغة السريانية المعاصرة المتداولة كتابة لدى الأخوة الأشورييين.

واليوم إحياء  اللغة السريانية المعاصرة (هويتنا) يعتمد بالدرجة الأساس على الأخوة الأشوريين وهنا ارفع القبعة لهم ولا أرفعها عندما ارى بعضهم يستند إلى التعصب وإقصاء الأخر. اليوم لدينا كتب قواعد وصرف وفي شتى العلوم اللغوية من علوم الصوت والإشتقاق والمعاني والترجمة وغيرها في اللغة السريانية المعاصرة ولولا هذا الجهد الذي مكننا من إنشاء مدارس سريانية والتأليف بهذه اللغة في شتى المعارف الأدبية والعلمية والفنية والترجمة إليها لكنا اضعنا الهوية دون رجعة.

وأملي ان ارى كنيسة المشرق الأشورية – بشقيها – تعيد نظرتها للغة السريانية المعاصرة وتدخلها في الليتورجيا. إعادة كتابة السريانية القديمة وإستبدالها بالسريانية المعاصرة اراه امرا سهلا ولكن لا يجوز ان يقوم به أي كان لأن ليتورجيا وطقوس وأداب وفنون كنيسة المشرق الفها وكتبها مبدعون وكتاب كبار في تراثنا وأدابنا وهي موزونة وأغلبها شعر ولهذا نحتاج إلى اصحاب الإختصاص.

اما تعريب الليتورجيا والطقوس وإستبدال اللغة السريانية بالعربية بالطريقة التي تمت لدى كنيسة المشرق الكلدانية والكنيسة السريانية فبرأي يجب ان يشكل خطا احمر لأنه خطر كبير على الهوية الكنسية والقومية وحسب رأي بداء الكثير من الكلدان يرون ان هذا الأمر لا يجوز ومن الخطاء السماح به وامل ان لا يكون القطار تجاوزنا والمارونيون افضل مثال حيث صاروا هوية عربا اقحاح أكثر من عدنان وقحطان.

هذه كانت مقدمة لا بد منها وربما كان من الأفضل جعلها مقالا منفصلا وقد اقوم بذلك إن سنحت الفرصة.

اعود إلى ىسؤالك الأخر حول مساءلة إختلاف ما تسميه بالحركات بين السريانية الشرقية والسريانية الغربية. هذا امر عادي بين كل اللغات واليوم هذه الحركات   ليست متشابهة بين الإنكليزية البريطانية  British English  والإنكليزية الأمريكىية American English    ولكنها بالنسبة للمتضلع بالإنكليزية لا تشكل عائقا ابدا في التواصل بين الإنكليزيتين ولهذا لهما قاموس واحد مشترك يشير أحيانا إلى الإختلاف في الحركات vowels بين الإثنين وأحيانا إلى الإختلاف في السواكن consonants   وكذلك إستخدام بعض الكلمات. الإختلاف في اللفظ لا يعني ابدا ان هناك لغة جديدة مستقلة. في لندن ذاتها هناك إختلافات في اللفظ بين حي وأخر.

مشكلتنا ان التعصب من ناحية التسمية والمذهب والطائفة أخرجنا عن إطار المنطق والعلم والعقل وإلى الحين الذي يغلب العقل والعلم والمنطق خطابنا وتوجهاتنا أخشى اننا نكون قد أصبحنا في خبر كان.

تحياتي

غير متصل Kashira.Ashur

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 73
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
حضرة الاستاذ ليون برخو المحترم

مقالة حقا رائعة اشكرك جدآ لهذا الجهد الكبير, حقآ كاكاديمي كباحث واختصاصي باللغة السريانية  تاتينا دائما بما نحتاجه كشعب تفكك وانقسم على نفسه لايعرف نفسه لاتاريخه ولا لغته.
SBSالشيئ الغريب في رد عبد قلو عن عدم فهمه لمقابلة النائب يونادم كنا في مقابلته
رابط المقابلة الغريبة عن لساننا المحكي:
http://www.ankawa.org/vshare/view/5017/two-seats-for-zawa/
مع اني اصغيت لها لم ارى غير لغة السريانية الصافية بدون كلمات غريبة فيها ولكن تبين ان عبد قلو لايعرف الغة الفصحة او لايعرف الكتابة والقراء بلغتنا الجميلة ؟؟؟
حقتا يا الاستاذ ليون برخو له شيء غريب ان شعبنا يتعلم كل الغات ولكن لايحاول تعلم لغته الام؟؟؟
هل حقا نستطع ان نحمي نفسنا بدون ان نحافظ على لغتنا؟؟؟

 قاطينا

غير متصل كنعان شماس ايرميا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 97
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحيـــــــــة ايها الشماس الغيـــــور على لغتنا السريانية الجميلة وبودي ان اكرر مديح برديصــان لكم ... واصل ايها المعلم هذه الاضاءات المفيدة  لتغنينا عن لغــــو وثرثـــرات جيش الكتاب وطبــــول الثقافة الفارغين لكن  القتل والفـــوران الديني في العراق اليوم يرغمنا على  هوية جامعة وهي مسيحي العراق فقط فعندما تفجـــر الاجساد تموت  الهوية = اللغة = التي تحملها
     

              تحية ايها المعلم  ليــــون برخــو فحقا انت  تكتب وترتل ما يحرك الافكار والعواطف

                                                                                                                       كنعان شـــــماس ايرميا

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور ليون برخو كاتب المقال والسادة المحاورون

اقتباس:

ويؤكد من خلال دراسة اذهلتني حقا لرصانتها العلمية ان الناطقين بالفرنسية في كل الدول خارج فرنسا ينظرون إلى لغتهم الفرنسية كمعيار رئسي للهوية والثقافة والفنون التي تتبعها وهم على إستعداد للتخلي عن أي شيء حتى جنسية بلدانهم ولكن ليس لغتهم (هويتهم)

  القومية ترجمة غير دقيقة للمصطلح الإنكليزي nationality وهو يعني الجنسية أو جواز السفر.

انتهى الاقتباس.

 اذا كانت اللغة هي الهوية ( القومية) ولغتنا هي السريانية فمن هذا المنطلق تكون هويتنا ( قوميتنا) سريانية ونكون قد تخلينا عن الأقوام التي ننسب أنفسنا اليها ( الآشوريين والكلدانيين).

اللغة السريانية  ( الآرامية )هي لغتنا  المكتسبة وليست لغتنا الأصلية . لغتنا انقرضت وهي الأكدية فهل فقدنا قوميتنا بفقدان اللغة ؟ من نكون في هذه الحالة؟

هل أصبح سكان وسط أفريقيا الناطقين بالفرنسية فرنسيين لأنهم فقدوا لهجاتهم الأصلية؟ هل يسمي البلجيكي أو السويسري الناطق بالفرنسية نفسه فرنسيا أم بلجيكيا وسويسريا؟ قد يشذ عن هذه القاعدة سكان كويبك في كندا لأن أجداد هؤلاء قد قدموا من فرنسا تحديدا.
نصف الكرة الأرضية يتكلم اليوم اللغة الانكليزية فهل أصبحوا جميعهم أنكليز؟

مع تقديري للجميع.


غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخ العزيز جاك الهوزي المحترم

لا أظن ان التسمية هي عائق للكلدان مثلا او أي مكون اخر من مكونات شعبنا او كنائسنا للتشبث بلغتنا السريانية. المشكلة هي فينا. في العراق تقريبا الكل يسميها السريانية. إذا لماذ يهمشها البعض لا بل يزدريها ويطلق على ادابها وفنونها وليتورجيتها وموسيقاها الفاظا غير حميدة لا بل يدعو إلى إلغاء اروع ما خلفه لنا اجدادنا العظام وهو نشيد لا خو مارا، كما قرأنا في هذا الموقع؟

ومقارنة كما قلت فإن المكون الأشوري له باع طويل وقد سبق الأخرين وجعل من اللغة السريانية المعاصرة لغة حية.

ما يحدث اليوم لدى الأشقاء الأشوريين من إهتمام كبير وفائق للغتنتا اي هويتنا شي مثير ويدهشني حقا. وانت يا أخي العزيز سيد العارفين. لقد إنعكست الأية. نحن الكلدان وكنيستنا كنا في السابق اصحاب اللغة. اليوم غادرناها وصار الأشقاء الأشوريون هم أصحابها ممارسة.

قبل بضعة اسابيع إستلمت رزمة ثخينة جدا من كتب بلغتنا السريانية طبعها احد أساقفة كنيسة المشرق الأشورية في مطبعته الخاصة ومن ضمنها معاجم. أهداها لي لأنه فقط إستمتع بالأناشيد السريانية لاتي أديتها وأنا عندما اقوم بتأدية الالحان السريانية لا افعل ذلك لأنني مثلا مسيحي او كاثوليكي او متدين ابدا. اقوم بذلك لأنها جزء اساسي من هويتي المشرقية لأن الفنون والأداب والثقافة والشعر والموسيقى هي من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية ولغتنا تركت لنا ما هو ارقى مما لدى كافة شعوب الدنيا.

ليس هناك لغة في الدنيا تخلو من الإستعارات، أي إعارة مفردات من لغات أخرى. هذا ليس امرا غريبا بل قد يكون محببا إن جرى توطينه لغويا اي سرينته كما كان يفعل اجدادنا العظام من الكتاب والمؤلفين والمترجمين الكبار. الخطر هو في التعريب الذي بداء ينخر في جسم كنيسة المشرق الكلدانية حتى في المهجر وفي صفوف الكلدان ايضا.

اللهجة تكون مفهومة عندما يتّقن الأفراد اللغة ذاتها. ولهذا لأننا نتقن العربية نفهم بيسر اللهجة السورية او البنانية مثلا. كيف نفهم اللغة السريانية المعاصرة المتداولة لدى أشقائنا الأشوريين مثلا ونحن أميين بلغتنا ( لا نقرأها او نكتبها) ولا نعرف  شيء عنها لا بل نهمشها وعلانية يزدريها بعضنا ونحارب المتشبث بها مدنيا وكنسيا؟

اللغة (الهوية) لا تعرف الجغرافيا ولا تعترف بها وصاحب الهوية (اللغة الوطنية) ينظر إلى هويته (لغته) على انها وجوده وكيانه. كما أشرت اعلاه الجغرافية تمنحنا الجنسية (جواز سفر)، اللغة تمنحنا الهوية.

تحياتي

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أعتقد بأن المقارنة لا تصح بين أسئلتي التي طرحتها أعلاه وبين الأسئلة التي تطرحها حضرتك للطبيب أبعدك الله عن كل الأطباء
بسؤالك لطبيب عن مرض معين سيجيب حتماً لكنه يتوقف عند الوقاية كلياً من الأمراض، لأن الطبيب يتعامل مع العلم، وأكثر ما يعرفه لو أراد هو أحدث التجارب العلمية
بالنسبة إلى اللغة والتي أتبنى لها التسمية الكلدانية، فليس هناك جواب ثابت علمي وتاريخي ممكن أن يوحد الأجوبة، ولو قلت بأن التسمية السريانية هي تسمية علمية، فأعتقد بأن العلم الذي حدد تسميتها بنيَ على فرضيات خاطئة بالأساس وإلا لكانت التسمية موحدة للجميع.
طبيبك ومعه الجميع متفقين جميعهم على تسمية الأمراض وأسبابها إن عرفت....بينما فطاحل اللغة الكلدانية بلهجاتها الأثورية والسريانية لن يتفقوا أبداً على تسمية موحدة للغتنا ....وإليك منها....كلدانية ... أثورية ... سريانية شرقية ....سريانية غربية ..... آرامية
فأي علم هذا الذي فرق علماء اللغة قبل غيرهم
حتى الحركات كما أشار السيد أدي 7 عند السريان وخمسة في اللغة الكلدانية!!
- قلت بأنك لا تعلم إن كانت لدي قراءات في علم اللغة او انني أقراء لغتنا القومية ... مع العلم أنك تعلم بأنني لا أقرأ لغتنا القومية الكلدانية (أسميها ما أشاء كما قلت لي) وأي علم هذا الذي يقول فيه المختصون سمها ما شئت!!
تقول بأن اللغات عادة لا تخترع مرادفات جديدة. اللغات عادة تشتق مرادفات او تركبها او تلصقها او تستعيرها من لغات أخرى. إنتهى الأقتباس
وأنا موافق رغم يقيني بأن اللغة الأنكليزية تخترع أحيانا مصطلحاتها خصوصاً العلمية والتي تنسب عادة إلى أشخاص، وأعود هنا وأقول المقارنة لا تصح حتى مع اللغة العربية، لأن ليس هناك شيئاً إسمه تطور في  لغة شعبنا المسيحي في العراق والتي نسميها كما نشاء بحسب توجيه المختصون..... لذا نسمع عندمة يتكلمون بلغتنا يستخدمون تعابير من لغة أخرى كما هي والتي أجزم بأن الأقتباسات والأستعارات في اللغة التي تسميها سريانية أكثر من المفردات في اللغة الأصلية ....وأجد مبالغة كبيرة عندما تقول بأن سعة لغتنا الأم أكثر من أي لغة أخرى ....ممكن أن تقول سرقات لغتنا الأم في عصرنا الحديث أكثر من أي لغة أكثر ويتكون قريب للمعقول أكثر
في فقرة أخرى من ردك، إليك مثال عملي تفند ما ذكرته عن الحقيقة العلمية التي أستشهدت بها وهي: تقول المتشبث بلغته يحافظ على هويته والذي يكسب لغة جديدة ويستبدلها بلغته الوطنية يكتسب هوية جديدة.
والمثال هو أنا..... فأي حقائق علمية التي تستعين بها؟
ومغالطة أخرى حيث تقول بأن الناطق بالفرنيسة في كندا، البلد الذي تعيش فيه، هويته فرنيسة، جغرافيته (جنسيته – جواز السفر) كندي...إنتهى الأقتباس
كلا عزيزي ليس هناك صحة في ذلك، لأن كثير من الدول تتكلم الفرنسية وهم ليسوا فرنسيون، وأكثر منها تتكلم الأسبانية وهم ليسوا بأسبان... ودولنا في الشرق السعيد! تتكلم العربية وغالبيتها ليست من أصور عربية ....ومع ذلك غالبية من ذكرتهم لهم أصولهم وجذورهم ولن يقبل الفنزويلي مثلاً أن يقول عن نفسه بأنه إسباني أو البلجيكي يقول بأنه فرنسي والصراعات على قدمٍ وساق مع الأمازيغ
عذراً سيدي .... لغتنا القومية وسمها ما شئت..... متراجعة جداً وخطأ كبير أن نوهم انفسنا والناس بأنها سوية مثل اللغات الأخرى ....حتى عنما نقول عنها بأنها لغة المسيح فهذه خدعة كبيرة ....فلا الناطق بها يفهم لغة المسيح ولا المسيح نفسه كأنسان يعرف شيئاً عن لغتنا
تحياتي  
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي العزيز برديصان

كلما أقراء لك اتذكر شاعرنا السرياني الكبير الذي تحمل اسمه. برديصان وضع اللبنات التي عليها بنينا ثقافتنا وادابنا وشعرنا وفنونا وموسيقانا. ظلمه شاعر كبير اخر وهو معلم الأجيال وكلما اقراء هجومه على برديصان لا افقه مراده غير تصوره ان برديصان لم يكن متدينا او حسب وجهة نظره مسيحيا حقيقيا مثله رغم انه استقى الكثير منه.

على اية حال شكرا لكلمات الثناء والمثل الجميل ولا اعلم إن كنت حقا شجرة مثمرة كما تقول لأنني لي اخطائي وسلبياتي وهي كثيرة ولكن تعلمت درسا مفاده ان كل خطاء او كبوة  اقع فيها لا اتعلم درسا منها فقط بل أجعلها سببا للإندفاع إلى الأمام وتحقيق منجز جديد.

كيف حال الغدير؟ وكيف بغدادنا؟ عندما غادرت بغداد في عام 2001 بكيت مثل الطفل.  المشكلة كانت لم يكن بإمكاني الاستمرار والعمل كصحفي. اتذكر الغدير كثيرا وكنيسة ماركوركيس، حيث كنت التقي مع صديقي العزير والغالي المرحوم الدكتور يوسف حبي وأخذه الى البيت وهناك كنا نتحدث وكان يشاركنا احيانا المرحوم الدكتور بهنام ابو الصوف واحيانا كن نمضي وقتنا في بيت ابو الصوف او نمضي سهرتنا في احد مطاعم بغداد على ظلال دجلة.

تحياتي لكل الصامدين من امثالك

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز David Ankawa

شكرا لكلماتك الطيبة وهناك شجرات مثمرة  كثيرة في صفوف شعبنا اكثر عطاءا مني وربما اقل ضجيجا. هناك من وضعوا اسس اللغة السريانية المعاصرة وهناك الشعراء وكتاب القصة وشتى الأجناس الأدبية الأخرى وهناك من يقوم بإحياء هذا التراث وذلك بجعله متاحا للقراءة من قبل عامة العشب.

وهناك ايضا من يطبع ويعيد الطبع لروائع ادبنا وثقافتنا وفنونا وهناك من أسس مدارس رسمية فيها لغتنا هي السائدة وهناك من يعمل بصمت اكثر مني بكثير مثل محرري مجلة حمورابي وهناك من يؤلف كتب لتدريس لغتنا السريانية المعاصرة في بلاد الانتشار وبواسطتها استطاع الاف الطلبة من ابناء شعبنا التمكن من لغتنا واخرون لا يتسع المجال لذكرهم. وشكرا للتواصل

تحياتي


غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز قاطينا المحترم

شكرا لمرورك ولكلماتك الطيبة. أمل ان اكون عند حسن ظن الأكثرية إن امكن وإن اخطاءنا او اتت سلبيات على ايدينا فنحن بشر. العظماء في التاريخ يقترفون زلات ويعتذرون ويستمرون في تعزيز مكانتهم وأخرهم الرئس اوباما الذي إعتذر عن زلة لسان لم يحسبها بشكل يليق بمكانته. والمؤسسة الكنسية ذاتها إعتذرت مرارا وتكرار عن اخطاء وخطايا إقترفتها.

اظن ان الغالبية الساحقة من شعبنا اصبحت تؤمن ان اللغة هي الهوية والشعب الذي لا لغة له لا هوية له وإن إستبدل لغته وأكتسب لغة جديدة معناه انه إكتسب هوية جديدة.

وسأتي إلى شرح ذلك بتفصيل اكثر من خلال تعقيبي على بعض الأسئلة التي اثارها بعض الأخوة المعلقين من الذين لم يسمح لي الوقت إجابتهم حتى الأن..

تجياتي

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحيه واحترام.. 

استاذ ليون شكرا لمجهودك الطيب وموضوعك وهذا اقتباس من موضوعك ( وضعنا الذي لا يحسد عليه من صراع ومهاترات حول إسم اللغة وليس دورها الحيوي والأساسي في الهوية القومية.)  ..نعم استاذ هناك الكثير من المهاترات والصراعات من قبل اناس يحاولون سرقه لغه وتاريخها وان ينسبوها لقوميتهم  ولسان حالهم يقول (اللي يعجبه مرحبا والما يعجبه يطك راسه بالحايط ) !!!! انا عن نفسي لست بروفوسير باللغات ولا بالحضارات لكن الله اعطاني عقل افكر به وبمنطق ..منطقيا لكل قوميه لغه يتحدث بها اناسها وهي منهم وهم منها .فالعرب سموا عربا لانهم يتكلمون العربيه والفرس سموا فرسا لانهم يتكلمون الفارسيه وهكذا .واللغه تتطور وهذا شئ منطقي ايضا ولا خلاف فيه .لكن لايوجد شئ ان تتطور العربيه لتصبح فارسيه او انكليزيه !!!!!!  نحن هنا في الشرق وخصوصا بلاد النهرين تاريخيا مررنا تقريبا بثلاث قوميات الكلدان احفاد البابليين والاشوريين والسريان احفاد الاراميين ..وان كنا اليوم نتكلم السريانيه فلمن تعود هذه اللغه بالمنطق ؟ و لماذا سميت بالسريانيه ؟؟ ولماذا الاشوري يقول هذه لغتي ؟؟ والكلداني يقول هذه لغتي ؟؟ واسمها سريانيه !!!! ..بالمناسبه انا كلداني لكني اتكلم السريانيه( تستطيع ان تقول بلهجه كلدانيه وليس لغه كلدانيه )وافتخر بها وشكرا لكل من حافظ عليها رغم المحاولات المستميته من الاخرين لمحوها من الوجود .ان كان الجميع يفكر مثلي (وكل واحد حر بافكاره ) كنا غدا توحدنا .ولكن لله في خلقه شؤن .
مارن مبارخلوخون وناطيروخون.

                                                                              ظافر شانو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل oshana47

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1118
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ ليون برخو المحترم
لننسى لبعض الوقت ما دار بيننا من نقاش لربما اعتبره متشنج ، لكن اعود لنناقش بصدر واسع بوسع الايمان حول القضية المطروحة للنقاش ، واستمرار لنكمل ردك رقم 11 لنفس مقالك ، وتكملة لما طلب منك الاخ العزيز ادى بيث بنيامين ، ولنرجع الي مسيرة اقوامنا منذ معرفتنا بهم تاريخيا ظهورا وخاصة ضمن لغاتهم أو لهجاتها كما لتصور البعض الاخر منا .
1 - ما الذي تعرفنا تاريخيا من الحقائق والبراهين الثبوتية والتوثيقية عن تاريخ بداية المفهومة عن ظهور اللغة بين اقوامنا او اطيافنا بتتبع منابعها ومصادرها المثبت عبر هذا التاريخ ؟
  نرغب التعرف بافكاركم اللغوية عن مجريات اللغة أو اللغات بين اقوامنا قبل المسيحية وبعدها فقط / الاشورية والكادية والارامية والكلدية ( بمعرفتي لا وجود لغة مطلقا لقوم المسمى بالكلديين لانهم في بابل اول لغة تكلموا بها كان اللغة الاشورية باللهجة الاكادية البابلية ) واخيرا السريانية ، أنا معك في كل ما تصف هذه اللغات الان لأن وضعنا هو اضعف شعوب في هذا الشرق بينما في وقتها كنا اقواهم وقادة لهم ، سحب السلطة من يدنا لا قرار بقى لدينا والاطاعة للعلماء الذين يدرسون مصيرها اصبح بيدهم ما يقال نقول نعم وسمعا وطاعة وهي محصلة اقوامنا في الوقت الحاضر ، لكن العلم وتكنولوجيا والاثار لم تمنعنا عن مواصلة البحث عن مفقودنا بعد كل هذا الغيب الطويل الامد ، فعلا طويل والمسيحية كانت لها ظلالها الامينة علينا ولكن مع حفظ الكثير منها ضاعت المهمة والغالبية المطلقة من مفاهيمنا القديمة واصبحت لاحقا بيد الاجانب وهم الان من يقودنا في مسيرتنا .
2 - هل اللغة التي كتبت بها اثارنا القديمة والتي الان ما عثر عليها والموجودة في متاحف العراق والعالم لم تكتب بلغة اصحابهم الاشوريين ؟
 نعم اؤيدكم أن قلتم الخط المسماري هو سومري وبعدها اكادي وبها كتبوا هذه اللغة ولهذه الاثار ، لآني لأ اؤيد العلماء لما ذهبوا الي كون اللغة الاشورية هي اكادية ، لان اصل الاكاديين حسب النظرية التاريخية الاشورية هم قبائل اشورية هاجرت من منطقة سنجار العراقية الحالية الي وسط وجنوب البلاد وفي يوسفية بنوا مدينة اكاد ( العلماء لحد اليوم لم يعثروا على أي اثر لها ) واسسسوا الامبراطورية الاولى في العالم ، والتوراة تسمى منطقتهم هذه بسهل أو ارض شنعار من سنجار الاصل ، نعم الاشوريين بعد أن اصبحوا تابعين لفترة زمنة الي الحكم الاكادي اخذا منهم الخط المسماري وليس اللغة لانها كانت واحدة والاختلافات بسيطة جدا . 
لذا نرجوا حاليا ربط لغاتنا بجميع لهجاتها مع بعضها البعض لتتكون منها لغة واحدة لقوم واحد / ينتخب حقيقته التاريخية ولتشد قوة اللغة وتداولها وتشهر كلماتها الاصلية واشتقاقاتها والمفقودة منها والدخلية عليها / المرادفات والمعاكسات وتخصص الكلمة  بالمعنى المحدد لها في استواعباتها التداولية ، ونخلق منها لغة مستقبلية لاجيالنا القادمة ، وعلى المهتمين بها أن يكون استنادهم تاريخيا وتراثيا وثبوتيا وليس على تفسيرات وتحاليل من هنا وهناك .
كما هو معروف الوطن واللغة هما الركيزتان أو المقومتان الاساسيتان في اثبات الهوية القومية لما يسمى نفسه قومي ، ومع بقية المقومات تكمل كل افكار حولها ، ولمعالجة المقوم اللغة بين تسمياتنا واسماء اقومنا ومذاهبنا من جذورها ، وبما طرئ عليها من التغييرات وادخال المفاهيم بالكلمات الدخيلة عليها نحاول تسليط الضوء على اكبر انجاز تاريخي لاثبات لاحقت هذه الللغة ولا ننسى اهمية قاموس اللغة الاشورية المنجز قبل سنوات ، والذين اخذ من العلماء ولاجيالهم مدة 90 سنة ، لو كانت فعلا هناك لغة الأم غيرها بين اقوامنا لسموها بقاموس تلك اللغة لذلك القوم ، وهل نصدق لغة سريانية انحدرت من غيرها وفي زمن متاخر ومن كلمات غالبية تجمعت بعد المسيحية وتصبح لغة الأم والتي منها اخذت كلماتها ونصطف خلفها ، ومع ذلك كلها بالوعد الساري حاليا تكون أم لغاتنا وما تحويها من كلماتنا ، ولا فرق بين أي من هذه اللغات ولهجاتها،  ومهما فعلت الاعداء والمزييفين ضدنا من خلال اللغة .
وفي نفس هذا الوقت لأ ننسى مطلقا عبر العهود والازمنة المنصرمة والامكنة والظروف والتغييرات والتحويلات والاحداث واخيرا التسميات والمذهبيات ومن طاب من خلق الله والبشرية لنا ، والتي كلها وغيرها لم اتطرق اليها آوصلتنا اليها في الحالي الزمن والمكان . 
3 - ما المصدر الحقيقي لابجديتنا 22 حرف المستعملة حاليا في كتاباتنا وبشكليها الشرقي والغربي / تبع نهر فرات ؟ 
في التاريخ ظهرت بين اقوامنا الشرقية مجموعة من صور الكتابية كاحرف ابجدية أن صح التعبير عنها ، لم نتطرق اليها في اغلب تطلعاتنا عن اللغة ، لان اللغة من دون الابجدية ليس لها اهمية ، والتركيز هنا عن الابجدية الفينيقية ( الكنعانية ) / الاوغاريت التي ظهرت من قرن التاسع عشر ق.م ولم تستعمل الي القرن الثاني عشر ق.م ، ثم جرى عليها تطوير أو ظهرت اخرى مشابهة لها ولكن ب 30 حرف ابجدية صوري ومتطورة عن الابجدية المسمارية الاكادية ، وهذه الابجدية الفينيقية الجديدة لم نحصل اليها ولا استعملت لأقوامنا في كتاباتهم لحد اليوم وحتى بحرف واحد منها ، وكما توصلت أو علمت ... الاغريق منها اخذت احرفهم الابجدية بعد تغييرات خاصة تناسبهم والكتابة بها لاجل لغتهم ، وبعدها بزمن محدود انتهى الكيان التجاري والسياسي للفينيقيين .
 أما الابجدية ال 22 حرف فهي مخترعة كما توضح الموقف لنا في جبيل اللبناني بعد ان استقر الوضع الاشوري في هذه المنطقة ، وبناءا على طلب ملوك الاشوريين لتغيير ابجديتهم المسمارية لتوسع مساحة الامبراطورية وعدم تلبية الطلب والمترجمين وافهام الانتماءات الجدد الي الكتابة بهذة الابحدية المسمارية ، وفي جبيل تمت اختراعها وب 22 حرف تناسب وقتها كل النطق حسب الدارج في لسان اللغة المكتلم بها ضمن الامبراطورية ، ونعلم بعد ذلك أن اليهود والفرس يعترفان لكونها ابجدية اشورية ، ومن خلال الملك المحلي للاشوريين في منطقة ابيلا السورية سلمت هذه الابجدية لتجار الاراميين الموالين لحكم الاشوري / لانشغال الشعب الاشوري باعمالهم المكلفين بها وضمن دفاعاتهم العسكرية ، قبل تنبيها من قبل الامبراطورية التي اخذت منها جهد ووقت لاقرارها بالشكل التي تناسب هذا التحول بين هاتين الابجديتان ، والان لان اراميين استعملوها قبل الكل يعقتد البعض هي فينيقية كون اليونانيين اخذوها منها ونشروها اعلاميا انها فينيقية ، ثم الاراميون بيننا في الشرق تداولها قبل غيرنا وهي 22 حرف وليس 30 حرف فينيقي .     
ملاحظة مهمة  :- أن يشاركنا كل عالم لغوي وهم موجود ين في قلبي من أي جهة كان ، يطلع عليها وبالاخص الاقرب الي قلبي الاستاذ ميخائيل ممو ، والاجوبة نطلبها تاريخية ولغوية وجدية في البيان للحقيقة . 
اوشانا يوخنا

متصل Eddie Beth Benyamin

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1627
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ المحترم ظافر شانو

اقتباس
(( ولماذا الاشوري يقول هذه لغتي ))

نعم انا افتخر باشوريتي وبمحل ولادتي نينوى لان اتقن لغتي كتابة وقراءة بينما حضرتك لا تعرف كتابة لغتك ولهذا سوف اصحح ما كتبته لنا في الاقتباس الاتي :

يبدو لي من كتابتك الجملة (( مارن مبارخلوخون وناطيروخون )) بان لهجتك كلدانية ..
الاصح مريا ( او ) مارن بارخلوخون وناطرلوخون  //  ܡܪܥܐ ( ܐܘ) ܡܪܢ ܒܪܟܠܘܟܘܢ ܘܢܛܪܠܘܟܘܢ .

بالنسبة لكلمة (سريان) بالجمع (سورايا) بالمفرد .. ان حقا تعرف قراءة وكتابة لغتك فما عليك الا ان تفتح قاموس المطران مار يعقوب اوجين منا الكلداني وتعطي لنا تعريف كلمة (سورايا) لنقراء ما كتبته لنا بان الاشوريين احفاد الاراميين ؟؟؟

لكي تعرف المزيد عن اللغة الاشورية رجاءا راجع تعليق الاخ oshana47 رقم 21 .

تقبل تحياتي وشكرا
ادي بيث بنيامين

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحيه واحترام ..

الاخ العزبز ادي بيث بنيامين ..اكون كاذبا لو قلت انني اكتب واقراء السريانيه اليوم ..اللهم القليل منها تعلمته عام 1981 في كنيسه مار توما في البصره القديمه على يد القس المرحوم  نوئيل من اهالي كرملش ومن بعدها ونتيجه الحرب والضروف التي مررنا بها وكل العراق حتى هذه المعلومات البسيطه نسيتها والحمد لله .المهم كما ذكرت انا لست فطحل باللغه السريانيه لكني اتكلمها ابا عن جد باللهجه الكلدانيه كما تتكلمها حضرتك احتمال ابا عن جد باللهجه الاشوريه .الفرق هنا بيني وبين البعض من الاخوه الكلدان والاشوريين انني لا انسب اللغه الا لاصحابها واقول انها سريانيه ومن نتاج السريان الاراميين .والا ان كان الغير يقول انها اشوريه ,اذن فليقل اللغه الاشوريه والسريان اخذوها منه ولا ياتي على ذكر اللغه السريانيه بعد اليوم لانها بالاصل اشوريه حسب زعمه .هل الامر فيه صعوبه ام بسيط جدا ؟؟ لكن هناك مشكله واحده الابجديه التي وجدت على اثار الاشوريين  هي الابجديه المسماريه !!! وهذه تابعه لبابل واجداد الكلدانيين ,بمعنى الاشوريين كانوا يستخدمون ابجديه البابليين ولم تكن لهم ابجديه خاصه ؟بمعنى انهم اخترعوا الابجديه (الاشوريه الحديثه) ذات ال 22 حرف بعد انتهاء دولتهم على يد الكلدانيين !!!  كل شئ وارد ؟؟؟لماذا اقول هذا الكلام ؟لانه منطقيا لو كانت هذه الابجديه اخترعت وقت الدوله الاشوريه عندما كانت حاكمه ,اذن لكنا وجدناها مكتوبه على الاثار الاشوريه ,هكذا يقول المنطق ببساطه  .وكل واحد منا حر بافكاره .وفعلا لله في خلقه شؤون.
مارن ناطيروخ خوني ادي وكولاي ناشد بيثوخ وكولاي عما سورايا.

                                                                       ظافر شانو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي العزيز كنعان شماس  إيرميا المحترم

أبادلك التحية وأثمن فيك غيرتك على لغتنا – هويتنا – وأشكرك على الثناء ولكنني أكرر أنني إنسان ضعيف ومعرض للخطاء وهناك من قدم اكثر مني بأضعاف مضاعفة ودون ضجيج فلهم الثناء والشكر.

ودعني في ردي هذا ان اعرج على مسألة التراتيل او الأناشيد السريانية التي في حدّ ذاتها تشكل جنسا ادبيا وفنيا وشعريا وموسيقيا رفيعا اكاد اجزم لا تملك مثله وبسموه ورفعته وصفائه ونقائه وطهارته امة اخرى في الدنيا. إنه يمثل ارقى وأعذب وأفخم واجمل وأهم جزء من ثقافة شعبنا بمكوناته وتسمياته ومذاهبه المختلفة.

ومن خلالك اخاطب الكل وأقول آن الأوان ان نخرجه من إطاره الديني او المذهبي أي انه لا يعود للكنيسة فقط. إنه ملكنا متدينين ولادينين او علمانيين، رجال الدين وغيرهم، الذين يرتادون الكنيسة والذين لم يزورها في حياتهم. إنه جزء حيوي من الهوية بتسمياتها المختلفة ومذاهبها المختلفة.

ولهذا ترى ان السويديين مثلا رغم علمانيتهم المطلقة والساحقة وإلحاديتهم فإنهم لا يزالون متشبثين بتراتيلهم يدرسونها في المدارس وفي جامعتنا في قسم التربية تدرس للطلبة الذين في طريقهم للتخرج كمعلمين كي يدرسوها لتلاميذهم وطلبتهم.

وأنا على إطلاع على الإرث الإنشادي السويدي واقول جازما انه لا يوازي واحدا في المائة مما لدينا.

ولهذا عندما انشد فإنني لا أنشد كمتدين او غيره بل كصاحب هوية مشرقية واحد من اعمدتها الأساسية هي الفنون والأشعار والاناشيد التي تركها لنا اجدادنا وما ابدعها.

تحياتي

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز عبدالأحد سليمان المحترم

اللغة تشكل الهوية من حيث الثقافة والأداب والفنون والموسيقى وإلليتورجيا والطقوس وهي ذاكرة الأمة الحية. ودور اللغة في تحديد وتشكيل الهوية هو اليوم فرع من العلوم الإجتماعية والإنسانية يدرس في امهات الجامعات.

لا يجوز الخلط بين التسمية والهوية. التسميات جغرافية أغلبها أطلقت نسبة إلى إسم المكان او الشخص او غيره من المعالم ولهذا هناك سبعة ملايين اجنبي في فرنسا هم فرنسيون ولكنهم متشبثون بلغتهم أي هويتهم وأغلبهم عرب.

وهناك حوالي 11 مليون تركي في المانيا هم المان (جنسية وجغرافية) ولكنهم اتراك هوية من حيث الثقافة واللغة.

ونصف الشعب الأمريكي تقريبا اصله المان ولكنهم في في ثلاثة اجيال خسروا هويتهم وأصبحوا جغرافيا امريكان من حيث الجنيسة والجواز ولكن انكلو-ساكسونيين (إنكليز) هوية من حيث اللغة.

بعد ثلاثة اجيال من إكتسابهم لغة جديدة تحولت هويتهم فكيف بشعب لغته الحالية يعود تاريخها بشكلها الكتابي وليس المحكي إلى أكثر من 2500 سنة أي عشرات وعشرات الأجيال؟

وشعوب او دول وسط افريقيا جنيستها وجوازها يستند إلى الجغرافيا - تسمية دولها - ولكن هويتها وثقافتها فرنسية لأنها تقراء الشعر والأدب والفنون الفرنسية ومن خلال اللغة الفرنيسة صارت هويتها فرنسية (لغة وليس جنيسة وجوازا وجغرافيا).

وهكذا الفرنسي في سويسرا او بلجيكا وغيرها. هو سويسري الجنسية والجواز والجغرافية ولكنه فرنسي الهوية من حيث اللغة التي تشكل وعاءه الثقافي والأدبي والشعري والموسيقي وغيره.

والقول ان نصف الكرة الأرضية يتكم الإنكليزية قول غير صائب ومبالغة في غير محلها. اللغة الإنكليزية تشكل هوية حوالي 400 مليون شخص فقط. وهؤلاء هويتهم متشابهة ولكن جغرافيتهم وجوازهم يختلف. نصف الكرة الأرضية يدرس اللغة الإنكليزية كلغة اجنبية لأغراض شتى ولكن ليس من اجل إستبدال لغته الوطنية - هويته - بها ابدا. اللغة الإنكليزية تدرس على طول وعرض الصين  اليوم ولكن ليس على حساب اللغة - الهوية - الوطنية.

هناك لبس وتشويش بمفهوم "القومية" في اللغة العربية الذي اخذ هذا المدى الذي يقترب من العنصرية في الستينات من القرن الماضي حيث بموجبه صار كل من يعيش في جغرافية اغلبها عربية عربي.

"مفردة او مفهوم "القومية" ترجمة غير دقيقة لمفردة  nationality في اللغة الإنكليزية. كلمة nation التي هي اصل nationality في معناها الأساسي تشير إلى كل الذين يعيشون ضمن حدود الدولة الجغرافية المعاصر. فالعراقيون يشكلون nation وهم هويات (لغات) مختلفة وكذلك الفرنسيون وكذلك السويسريون والكنديون من حيث الجغرافيا والجنيسة والجواز  واليوم هناك في سويسرا اربع هويات مختلفة تحددها اللغات الأربعة لل nation السويسرية.

وتحياتي




الدكتور ليون برخو كاتب المقال والسادة المحاورون

اقتباس:

ويؤكد من خلال دراسة اذهلتني حقا لرصانتها العلمية ان الناطقين بالفرنسية في كل الدول خارج فرنسا ينظرون إلى لغتهم الفرنسية كمعيار رئسي للهوية والثقافة والفنون التي تتبعها وهم على إستعداد للتخلي عن أي شيء حتى جنسية بلدانهم ولكن ليس لغتهم (هويتهم)

  القومية ترجمة غير دقيقة للمصطلح الإنكليزي nationality وهو يعني الجنسية أو جواز السفر.

انتهى الاقتباس.

 اذا كانت اللغة هي الهوية ( القومية) ولغتنا هي السريانية فمن هذا المنطلق تكون هويتنا ( قوميتنا) سريانية ونكون قد تخلينا عن الأقوام التي ننسب أنفسنا اليها ( الآشوريين والكلدانيين).

اللغة السريانية  ( الآرامية )هي لغتنا  المكتسبة وليست لغتنا الأصلية . لغتنا انقرضت وهي الأكدية فهل فقدنا قوميتنا بفقدان اللغة ؟ من نكون في هذه الحالة؟

هل أصبح سكان وسط أفريقيا الناطقين بالفرنسية فرنسيين لأنهم فقدوا لهجاتهم الأصلية؟ هل يسمي البلجيكي أو السويسري الناطق بالفرنسية نفسه فرنسيا أم بلجيكيا وسويسريا؟ قد يشذ عن هذه القاعدة سكان كويبك في كندا لأن أجداد هؤلاء قد قدموا من فرنسا تحديدا.
نصف الكرة الأرضية يتكلم اليوم اللغة الانكليزية فهل أصبحوا جميعهم أنكليز؟

مع تقديري للجميع.



غير متصل جــلال برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 158
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد ليون ، أقبتس من مقالك ما يلي :

"والمقولة مترجمة من الإنكليزية   "My country is my language"  لأن المقال اساسا مكتوب بالإنكليزية. ويقول الباحث، مارك ليست، من الجامعة الكاثوليكية في لوفن في بلجيكا، إن المقولة رددها اغلب المشاركين في إستبيان اجراه لتقييم الإعلام الفرانكوفوني في كندا وبلجيكا والنمسا ودول أخرى إتخذت الفرنسية لغة أساسية منها بعض الدول الأفريقية."
انتهى الأقتياس
أنا عشت في النمسا ما يقارب 3 سنوات ولا أعتقد أن النمسا ضمن المجموعة الفرانكوفونية . ريما تقصد سويسرا ! على أية حال ، أرجو التوضيح اذا أمكن
فيما يخص علاقة أبنائنا بلغتهم الأم ... البعض منا ليس فقط يخجل ويزدري بها ، لا يل يصبح عدواً لها ! ربما نعزي ذلك الى قلة ثقافة أو ضعف الوعي القومي ، ولكن كيف تفسر عداء يعض رجال كنيستنا الكلدانية لِ لغتهم رغم أنهم يعلمون جيداً أنها غنية بمفرداتها ونحوها وهي مفخرة طخسا كنيسة المشرق . وتقبل خالص تحياتي

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي العزيز مظفر شانو المحترم

شكرا عى كلماتك المعبرة والثناء والذي أكرر لا أستحقه لأن هناك من يعمل أكثر بكثير لا سيما الذي يحاول جهده الحفاظ على وجودنا في ارض الأجداد والذين ملتزمون بلغتنا وطقوسنا وليتورجيتنا  (هويتنا) في الداخل وفي بلاد الشتات.

في الحقيقة اخي العزيز اعجبني قول لك وفحواه علينا عدم إقصاء واحد الأخر بسبب التسمية او المذهب او الطائفة لأننا إن قمنا بذلك فإننا نقصي أنفسنا.

نحن شعب صغير وأي إقصاء بأي شكل من الإشكال هو بمثابة الإنتحار لأن مستقبلنا ومصيرنا وهويتنا (لغتنا) واحدة وهذه صارت اليوم على كف عفريت.

تحية لكل صوت يجمع ولا يفرق بين ابناء وبنات كنيسة المشرقة المجيدة  الرسويلة المقدسة الجامعة بمغربها ومشرقها وبين تسميات شعبنا التي ما هي إلا أسماء مختلفة لمسمى واحد.

تحياتي


تحيه واحترام..  

استاذ ليون شكرا لمجهودك الطيب وموضوعك وهذا اقتباس من موضوعك ( وضعنا الذي لا يحسد عليه من صراع ومهاترات حول إسم اللغة وليس دورها الحيوي والأساسي في الهوية القومية.)  ..نعم استاذ هناك الكثير من المهاترات والصراعات من قبل اناس يحاولون سرقه لغه وتاريخها وان ينسبوها لقوميتهم  ولسان حالهم يقول (اللي يعجبه مرحبا والما يعجبه يطك راسه بالحايط ) !!!! انا عن نفسي لست بروفوسير باللغات ولا بالحضارات لكن الله اعطاني عقل افكر به وبمنطق ..منطقيا لكل قوميه لغه يتحدث بها اناسها وهي منهم وهم منها .فالعرب سموا عربا لانهم يتكلمون العربيه والفرس سموا فرسا لانهم يتكلمون الفارسيه وهكذا .واللغه تتطور وهذا شئ منطقي ايضا ولا خلاف فيه .لكن لايوجد شئ ان تتطور العربيه لتصبح فارسيه او انكليزيه !!!!!!  نحن هنا في الشرق وخصوصا بلاد النهرين تاريخيا مررنا تقريبا بثلاث قوميات الكلدان احفاد البابليين والاشوريين والسريان احفاد الاراميين ..وان كنا اليوم نتكلم السريانيه فلمن تعود هذه اللغه بالمنطق ؟ و لماذا سميت بالسريانيه ؟؟ ولماذا الاشوري يقول هذه لغتي ؟؟ والكلداني يقول هذه لغتي ؟؟ واسمها سريانيه !!!! ..بالمناسبه انا كلداني لكني اتكلم السريانيه( تستطيع ان تقول بلهجه كلدانيه وليس لغه كلدانيه )وافتخر بها وشكرا لكل من حافظ عليها رغم المحاولات المستميته من الاخرين لمحوها من الوجود .ان كان الجميع يفكر مثلي (وكل واحد حر بافكاره ) كنا غدا توحدنا .ولكن لله في خلقه شؤن .
مارن مبارخلوخون وناطيروخون.

                                                                              ظافر شانو

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي العزيز جلال برنو المحترم

اولا دعني أحيي فيك غيرتك على لغتنا – هويتنا. كم يسعدني انا ارى من امثالكم وهم يدافعون بشتى الوسائل عن هويتهم (لغتهم) لأن ضياعها معناه ضياعهم كهوية.

وأشكرك ايضا على تنبيهي لخطاء وقعت فيه دون قصد في متن المقال حيث اوردت كلمة "النمسا" وانا حقا أقصد "سويسرا."

ولكن ربما كانت هذه رمية من غير رام لأن قضية النمسا تؤكد بالدليل القاطع على موقفي الذي يميز بين الجغرافية – دولة ذات حدود سياسية لها علم والأفراد القاطنين فيها لهم جنسية وجواز إنتسابا للجغرافية. فالقاطنين في النمسا نمساويون جنسية وجوازا ولكنهم المان هوية واكثر تشبثا بالهوية الألمانية (اللغة) من الألمان أنفسهم.

ومن ثم يا اخي العزيز تسألني سؤالا محرجا جدا وانا المشهود عني انني اتجاوز أي خط مهما كان احمرا عند الدفاع عن هويتي المشرقية الكنيسة واللغوية المتمثلة بلغتي السريانية وادابها وفنونها وأشعارها وثقافتها وليتورجيتها وموسيقاها التي تعد من ارقى ثمارالحضارة الإنسانية.

 الذي يخجل ويزدري لغتنا اي كان لا يحق له القول انه واحد من ابناء شعبنا بأسمائه ومذاهبه المختلفة والذي يعاديها فإنه عدو لدود لا بل خائن لإرث وتراث ولغة وطقوس وليتورجيا وهوية كنيستنا المشرقية وهوية شعبنا الأبي وخطره أكثر من خطر أي جهة أخرى على شعبنا وعلينا فرزه وتنبيهه كائن من كان لأن حتى الكردي الأمي في اعلى جبال هورامان لا يقبل ان يهمش احد لغته (هويته) وإن حاربها حاربه وهذا ما فعله الكرد ونجحوا في الحفاظ على هويتهم.


ودعني أيضا اختم النقاش في هذا الموضوع الذي اخذ مداه ما لم يأيتنا سؤال مهم اخر كي اعرج على بعض ما أتى به بعض الأخوة ولم يتسنى لي الرد عليه لضيق الوقت:

اولا، ليس هناك علماء بالمفهوم الصحيح (اساتذة جامعيون بإمكانهم منح شهادة الدكتوراة مثلا) من ابناء شعبنا في لغتنا السرياينة. كل العلماء الكبار في لغتنا هم اجانب وكل هؤلاء العلماء وانا اتفق معهم يطلقون إسم "السريانية" على لغتنا وشخصيا عندما اقول "سمها ما شئت" هوتفاديا للمهاترات الجارية حول التسمية حيث هدفي هوالإحتفاظ بها وإحيائها وهو الأساس أي المسمى وليس الإسم.

ثانيا، الخلاف والإختلاف بالحركات ومعاني بعض المفردات او حتى تواجد مفردات معينة في الحدود الجغرافية المختلفة لللغة الواحدة ليس معناه اننا امام لغتين مستقلتين. اللغة الإنكليزية فيها إختلافات حسب الجغرافية في البلدان الناطقة بها وبين البلدان ذاتها ولكنها لغة واحدة.

ثالثا،  امل ان لا يصل أي منا إلى الجزم في أمور ليست من إختصاصه. لغتنا – هنا لا أقصد اللهجة المحكية مثلا لدى الكلدان – من انقى وأصفى اللغات في الحفاظ على النقاوة لأنها اساسا مصدر اغلب اللغات السامية المعروفة اليوم ومنها العبرية والعربية وثانيا إنها كانت واسطة النقل والترجمة بين كل الحضارات والثقافات في العصر القديم حتي تقريبا نهاية القرن العاشر. إذا لغتنا هي التي أثرت في الكثير من اللغات وهذا لا يعني إنها لم تتأثر بلغات اخرى لأن الإقتباس كما قلت حالة مرّضية وحسنة إن تم توطينها لغويا.

ورابعا، لم اكن اتوقع ان أسمع ان لغتنا تسرق من الأخرين. هذا قول غير صائب. لغتنا اثرت كثيرا في الأخرين ولكنها تأثرت بهم ايضا. هناك علم خاص يرد الكلمات إى اصولها وهو   philology   وإن طبقناه على لغتنا السريانية لرأينا انها ربما من انقى وأصفى اللغات من حيث الإقتباسات من لغات اخرى ولكن هذا لا يعني ان الإقتباس شي غير محبب ابدا. اللغة الحية هي التي تقتبس وتوطن ليس المفردة فقط بل العبارة والجملة ايضا ضمن نطاق اصواتها ونحوها وصرفها.

تحياتي



السيد ليون ، أقبتس من مقالك ما يلي :

"والمقولة مترجمة من الإنكليزية   "My country is my language"  لأن المقال اساسا مكتوب بالإنكليزية. ويقول الباحث، مارك ليست، من الجامعة الكاثوليكية في لوفن في بلجيكا، إن المقولة رددها اغلب المشاركين في إستبيان اجراه لتقييم الإعلام الفرانكوفوني في كندا وبلجيكا والنمسا ودول أخرى إتخذت الفرنسية لغة أساسية منها بعض الدول الأفريقية."
انتهى الأقتياس
أنا عشت في النمسا ما يقارب 3 سنوات ولا أعتقد أن النمسا ضمن المجموعة الفرانكوفونية . ريما تقصد سويسرا ! على أية حال ، أرجو التوضيح اذا أمكن
فيما يخص علاقة أبنائنا بلغتهم الأم ... البعض منا ليس فقط يخجل ويزدري بها ، لا يل يصبح عدواً لها ! ربما نعزي ذلك الى قلة ثقافة أو ضعف الوعي القومي ، ولكن كيف تفسر عداء يعض رجال كنيستنا الكلدانية لِ لغتهم رغم أنهم يعلمون جيداً أنها غنية بمفرداتها ونحوها وهي مفخرة طخسا كنيسة المشرق . وتقبل خالص تحياتي