المحرر موضوع: التغيير ... والبواسير !  (زيارة 946 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التغيير ... والبواسير !
« في: 18:00 28/05/2014 »
التغيير ... والبواسير !

ماجد عزيزة /
 احمد الله وأشكر فضله ، بأني كنت مصابا بـ ( البواسير) واجريت لي عملية استئصال على يد الجراح النطاسي الدكتور العزيز وليد غزالة في بغداد قبل حوالي 20 سنة ، لكن أثاره ما زالت موجودة ..أقول أشكر الله على ذلك ، لأن الإصابة بهذا المرض يبعد الشخص عن مرض آخر هو مرض ( الكرسي ) او حب الكرسي .فجميع اعضاء نقابة ( البواسيريين ) لا يمكنهم البقاء جالسين على الكرسي أكثر من ساعة واحدة على الأكثر .. من هنا ووفق نفس النظرية يبدو أن جميع اعضاء مجلس النواب العراقي الذين اعيد انتخابهم مرة أخرى ليسوا من المصابين بالبواسير ، ولهذا فالحكومة المقبلة لن تكون حكومة ( بواسيرية) وليهنأ الشعب العراقي .
استعملت كلمة ( التغيير) خلال الشهرين الماضيين بشكل كبير وتم تداولها بشكل مكثف في الأسابيع الأخيرة ، وهي تعني أشياء كثيرة ، وهناك من  يختزل مفهوم التغيير بان لايحصل رئيس الوزراء نوري المالكي على ولاية ثالثة. لكن من جانبي ارى ان المسألة لم تكن تغييرا اصلا .. والسبب انه لايوجد تغيير ولا ( بطيخ) . واذا كان هناك تغيير فللأسوأ،لان عدم تغيير الخارطة السياسية بطريقة لاتسمح للقوى الرئيسية بالإستفراد بالسلطة برلمانأ كانت ام حكومة بالقياس الى ما حلمنا به فلم يكن ثمة داع للانتخابات. فلماذا نوصم كشعب بالـ (ديمقراطية) لمجرد ان غمسنا اصابعنا بالحبر البنفسجي؟ مالذي سوف نفعله بمقعد لشريف أو شريفين من العراقيين أمام هذا الحشد الكبير من ( غير المصابين بالبواسير) المتشبثين بالكراسي الملتصقين بها .
ويبدو من خلال نتائج الانتخابات النيابية العراقية التي أعلنت قبل ايام ،  ان الشعب العراقي ( يموت) على النواب الموجودين فوق كراسي البرلمان ..ولا يستطيع فراقهم ، لأنهم عادوا وبكل صراحة الى الحديث عن الشراكة والاغلبية والتفاهمات والحوارات وكان شيئأ لم يكن. الم تصل بهم الامور الى حد وضع خطوط حمر فيما بينهم قبل الانتخابات بينما الان حلت محلها الخطوط الزرق والصفر والبنفسجية؟.
لا تغيير ولا هم يحزنون ، فالنتائج أوضحت بأن مصادرة اصوات العراقيين هو مرض من أمراض السلطة ، فقبل سنوات كان القائد الضرورة يصادرها بشكل واضح وخرافي وصريح من خلال نسبة المصوتين لسيادته ( 99.999%(  الشهيرة ، واليوم تصادر أصوات الناس بشكل أكثر حضاري من خلال تزوير ديمقراطي سافر ..لهذا فلسنا بحاجة لأن ( نقشمر) بعضنا وأنفسنا ونطالب بالتغيير ، فانا أشبهه بقنينة زجاجية قد حبس التغيير داخلها ووضع عليه ساسة العراق ( تبدور) في العنق ،فالتغيير لا يمكن أن يحدث إلا أن يغير الناس ما في نفوسهم !
العراقيون يريدون التغيير ، كيف يتم ذلك ، وإلى ماذا يريد العراقيون التغيير ؟ لقد اتهم البعض ( العراقيين) بالجبن ( حاشاهم) بعد أن راح هذا البعض يغبط الاخوة المصريين على ثورتهم وطردهم للتكفيريين ، حتى بات هذا البعض يشعر بالاحباط لعدم مبالاة العراقيين بالتغيير .. فلماذا لا يثور العراقيون كما فعل المصريون بنظام الاخوان المسلمين ؟
أن من أهم عوامل التغيير وأولها هي إرادة التغيير ، أي الاستعداد النفسي لمجموعة من الأفراد ، من كل اطياف المجتمع, للتحول من النقطة ألف إلى النقطة باء ، ولابد من توفر أدوات للتغيير وامتلاك مشروع بديل ليحل محل الواقع المراد تغييره .. فهل للعراقيين تلك الارادة ، وهل يمتلكون الأدوات ، وهل لديهم مشروع بديل ؟ الجواب : نعم عند البسطاء من أبناء الشعب ، ولا عند السياسيين المستفيدين من بقاء الوضع على ما هو عليه .
الآن نسأل : هل الظروف العراقية الحالية تسمح بالتغيير ؟ لا اعتقد فالدولة العراقية في أقصى حالات الضعف الذي يسمح بعملية التغيير ، ولن تسمح جهات كبيرة بهذا التغيير حاليا وأولها ( ايران) صاحبة اليد الطولى في حكم العراق ، ولا ( الولايات المتحدة) المستفيدة من بقاء الوضع على حاله ( في الوقت الحاضر على اقل تقدير) !لهذا فمن آمن بأن تغييرا يمكن أن تحدثه نتائج الانتخابات فهو مخدوع !
والآن يتوجب على دعاة التغيير ، والداعين اليه ، أن يجدوا من يجري عملية ( بواسير) للمئات بل للآلاف من الداخلين في العملية السياسية العراقية ، فبدون (بواسير ) لا سياسة في العراق !