" نداء عاجل الى الرئيس مسعود البرزاني ( آفة سرطانية تجتاح اهلكم في بعشيقة وبحزاني ) "
نداء عاجل الى الرئيس البيشمركة مسعود البرزاني المحترم
تحية طيبة وبعد :
تعتبر بعشيقة وبحزاني من المناطق العراقية الخاضعة للمادة 140 من الدستور العراقي ، والاكثر ضررا من غيرهما ..
ويبلغ عدد سكانهما حوالي 30 ألف نسمة يعيشون في وسط المدينة، وغالبية السكان هم من اليزيديين مع وجود أقليات من المسيحيين والمسلمين السنة والشبك في الضواحي .
كانت اخر زيارة لي الى بحزاني قبل 18 عام وتقريبا ، وهي مسقط راس ابائي واجدادي ..
وحين زرتها قبل عام من الآن ضمن زيارتي الى كردستان لم اتفاجأ بتغيير ايجابي كما تفاجأت في المناطق الاخرى من كردستان ، على الاطلاق سوى ببعض القصور الجميلة والمميزة وامتداد المنطقة طولا باتجاه الجنوب وسعتها امتدادا ضعف ما كانت عليه . وانما ما تفاجأت به ،
شوارع وارصفة باكملها قديمة متهرئة ومتهالكة ، حقول وبساتين الزيتون تستغيث للارواء والرعاية ، منازل دخلتها ما زالت تخزن الماء في اواني بلاستيكية كالطرق البدائية التي اصبحت ضمن ماضٍ لا نصدقه حينما نذكره . تفتقر الى التعديل حتى او الترميم ، والمزابل والنفايات المرمية على الارصفة والشوارع دون حاويات . ..
اما الازقة ، فتفوح منها رائحة مياه الصرف الآسنة بسمومها النفاثة, التي تحولت الى برك راكدة ...
المنطقة عموما توصف بانعدام الرعاية والخدمات العامة و المؤن اللازمة لحياة الانسان الاقل من عادية ولا سيما ~
انعدام الرعاية الصحية والادوية والكادر الكفوء في المؤسسات الصحية !
غلاء وصعوبة الحصول على المواد اللازمة من الوقود للحياة الطبيعية .
تدهور المؤسسات التعليمية
تردي الوضع الامني
ارتفاع معدلات البطاله بشكل جنوني ..
، هنا اتحدث عن تجربة عمرها ما يقارب 20 عام تقريبا ، حيث كان من الممكن ان تكون لها مصدرا خصبا لتجارب وتطبيقات ادارية رائعة ورائدة من الادارة الكردستانية في مجالات رفع المعاناة عن المواطن الايزيدي وغير الايزيدي في هذه المناطق ،وتجارب عديدة يمكن لها ان تقدمها في مجالات الخدمات كافة .
سيادة الرئيس :
سبق وان توجهت لسيادتكم بمجموعة نداءات كمناشدة لمشاكل مختلفة بخصوص شعبكم الايزيدي ، وكنت اتلقى استجابات تقديرية ولكن ليست فعلية !. والان ههنا ، ما جعلني ان أوجه لسيادتكم هذا النداء ، ما يأتي :
أجمعت المعلومات والاحصاءات على تسجيل أعداداً متزايدة وغير متوقعة من الإصابات و الوفيات الناجمة عن امراض السرطان في بلدتي بعشيقة وبحزاني ، بلغت أضعاف ما كانت عليه قبل عام 1990.ومن مجموع ضحايا السرطان ، أطفال دون العاشرة ونساء ورجال وشباب على الأرجح ..ويموت أغلب هؤلاء حالياً بسبب شحة الأدوية ، ولإكتشاف الحالات في مراحل متأخرة..
وقد مات خلال العقد الأخير العشرات منهم ، ولا سيما (( خمسة من افراد عائلتي خلال اقل من عام ، ثلاثة منهم قضوا في غضون 9 اشهر واثنان ما زالآ قيد المرض)) ..!
سيادة الرئيس :
اود اعلامكم بان ، محنة بعشيقة وبحزاني
الناجمة عن إنتشار أمراض السرطان عقب حرب الخليج الثانية لم تحظ بالأهتمام المطلوب من الادارتين ، لا المركزية ولا الكردستانية ،بالرغم من التحذيرات العلمية الأجنبية والعراقية العديدة، رغم أن المحنة مست وتمس حياة اَلاف العوائل في مناطق متعددة من العراق ككل وهتين المنطقتين على وجه الخصوص ..
ففي بداية حرب الخليج الثانية كان الدكتاتور صدام قد اخفى (( كميات كبيرة من أسلحة اليورانيوم المنضب في أراضي بساتين الزيتون التي تنتشر في المنطقة وتمكث في وسط الدور السكنية )).
مع ان ، قبل عقد من الزمن، دعا العالمان هاري شارما(كندي) وروك دوكه(أمريكي) بوجوب منع أسلحة اليورانيوم المنضب والبحث عنها واتلافها أينما وجدت ، لأن إستخدامها جريمة ضد الأنسانية.وأثبتا أنها ملوثة للبيئة، وتسبب المعاناة للمدنيين ، وكانا قد أعلنا ذلك أمام مجلس العموم البريطاني، وكررا ذلك أمام برلمانات أوربية أخرى.وأنتقدا البنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية لنفيهما لأخطار اليورانيوم المنضب البيئية والصحية ..
سيادة الرئيس :
لقد أثقلتنا أعباء هذه الحياة وضاقت أنفسنا ذرعا فالفساد والاحتكار والغلاء والمرض والشعوربالدونية شراب مر نتجرعه ليل نهار، والبؤس اضحى خيمة تظللُ عيشنا ، والحزن وشمٌ على جباهنا .
فكما يقول الشاعر الكبير نزار قباني :
(( كيف حلفْت اليمين، وماذا قلت فيه ، وكيف شهدت على الوزراء عند حلف اليمين ، فمسئوليتك أمام الله كبيرة ومركبة)) . ..
لذا ~ اناشدكم ~ لكونكم المسؤول الأول والاكبر على حماية شعبكم ، ان تكون خير من تقدر أبنائكم المناضلين الأوفياء (( كرْدكم من الايزيديين )) الذين قدموا اثمن ما لديهم قرابينا لكردستانهم وقوميتهم . وتأكيدا على الشرعية القومية والالتزام الوطني والدستوري لحقوق شعبكم بجميع الوانه ، اتوجه إليكم كأب وقائد لشعبنا الصامد بضرورة التدخل المباشربهذه المحنة الخبيثة ، واتخاذ إجراءاتكم وقراراتكم الموقرة لجهات الاختصاص في ظل تعرض شعبكم الايزيدي في بلدتي (( بعشيقة وبحزاني )) لاعتى موجة من الامراض المستعصية ولا سيما امراض السرطان التي اجتاحت المنطقة بشكل همجي لصعوبة الظروف المعيشية والنفسية وسرطنة البيئة بالأسلحة الممنوعة .
لكل تلك الأسباب ، اتوجه إليكم اليوم بأمل كبير وثقة بشخصكم الكريم للتدخل الفوري لإنهاء ((( كارثة سرطانية ))) تجتاح سماء شعبكم ، علما سبق وان تحدثت مع يعض الاخوة من القادة المسؤولين من المكتب السياسي بهذا الخصوص ووعدوني خيرا ولكن ! وسنكون
بانتظارردكم بصبروثبات ، على امل معالجة فورية للقضاء على تلك الكارثة ،
والأمر متروك بين ايديكم مع جل التقدير
ودمتم ابــا للنضال أبدا ....
سندس سالم النجار
رئيسة الهيئة الإدارية للبيت الايزيدي في النمسا .
