ورحل فارس الثقافة السريانية
سامر الياس سعيد
أية نوبة تلك التي باغتت قلبك الكبير
وداهمت ذلك الفارس المعطاء
سليل الثقافة والناطق بأقدم لغاتها
رحل الدكتور سعدي المالح
ذو القلب الذي يحتضن المثقفين والأدباء
ليسهموا بإبراز دور مميز لمسيرة الثقافة السريانية
عبر سنوات وسنوات
لم يكن منثور الكلمات متاحا ليطوق موعد رحيلك المبكر
فمازال حبرك نابضا بالحياة
وكلماتك تتراقص على الأوراق
ومازلت تنشر إبداعك وتجوب به أروقة العالم
ومازالت المطابع تنتظر إطلالات مخطوطاتك
التي تتخذ من التاريخ
موقعا وزمانا وارث
يملاني الحبور
حينما ارقب متابعاتك
وتتوق نفسي في ان أراقبك
وأنت تمنح كل ضيوفك برهة من الزمن
تنصت لهم
وتشير الى ما قدموه
ليس هنالك من محطات جمعتني وإياك
سوى تلك الأيام التي توجت فيها الثقافة السريانية عروسا
يكللها ضيوفا حلوا في أحضان عنكاوا
وكنت أجد فيك ذلك الفارس
الذي تفتح ذراعيك لاحتضانهم
سأستعيد في الذاكرة صورا ومشاهد
قدمته من خلالها لمحات بارزة ومضيئة
عما اختزنه التاريخ نحو ثقافتنا السريانية
ومن المفارقات
ان تمنح خلال جلسة جمعتك بعميد الصحافة العراقية
في أخر محطات نشاطات المديرية العامة للثقافة السريانية
قبسا من محطات مشوارك الصحفي
كأنك تقول من خلال تلك المحطة
إنني جاورت الصحافة
وبنيت بيتي على مفترق القصة
ورسخت ذاتي في انتظار فرج الله القهار
ومادامت خاتمة روايتك عمكا تزف تحولها
الى مدينة زاهية
في جوهر الاسم ونواة الحكاية
فخاتمة حياتك تزفك فارسا
له الكثير من البصمات في راهن الثقافة السريانية
الموصل
31 ايار 2014