المحرر موضوع: تحية الى خالي العزيز / منصور(مسو) ججو ( وذكريات ذات صلة )  (زيارة 681 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أيوب عيسى أوغنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 83
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية الى خالي العزيز / منصور(مسو) ججو
( وذكريات ذات صلة )

لنحتفل بالحياة ومن هم على قيد الحياة ونذكرهم ونسعد بوجودهم بيننا ونتقاسم معهم ذكريات الماضي والحاضر....
ولأثراء الموضوع سأتطرق لبعض الأشخاص والأحداث و لهم صلة بالموضوع سواء من قريب أو بعيد !!..

ولا الحمد لله على السلامة ( خالي العزيز) من آثار الصدمة الدماغية ( الدملة) , وما نتج عنها من شلل نصفي أعاق حركتك ونأمل أن تستعيد قواك العضلية الى طبيعتها بلأرادة والعزيمة والتمارين الرياضية المطلوبة , تلك العزيمة التي أبهرت الجميع بحضورك وأنت تمشي دون سند متكأ على عكازة ( جوكانا)
في حفلة زواج (بشار) أبن أخي الكبير (دنحا) , في الصيف الماضي وعمره يناهز (90) عاما, وكانت مفاجأة فرح وترحيب وتصفيق حاربظهورك , وكأنك نجم من نجوم الحفل , وأنت تستحق ذلك وأكثر!!..
بالرغم من عدم مشاركتك بأغنية أوالرقص في الدبكة , كأيام زمان في أيام شبابك وأنت كنت حاضر في معظم حفلات الزواج في عنكاوة , كالمايسترو وعريف الحفل تقود الرقص وتلهب الحماسة بأغانيك وصوتك الذي ورثته من المرحوم والدك (ججو) , الذي كان أسطورة في حياته ...
Living Legend
حيث كان يتسامرحوله أعداد كبيرة من أهل عنكاوة , في ليالي الصيف على سطوح البيوت المتلاصقة مع
 بعضها وهو يتلو لهم الأساطير الفولكلورية ( دوروكياثا) , والأناشيد الدينية و سرد أحداث المجاعة الكبرى وغزوات جندرمة العصملي وسفر بولك(سفر بيوك / الحرب الكبرى بالتركية) , ومسيرة الهلاك لمرض الطاعون بلسان الملاك عزرائيل وهو ينتقل من بيت الى آخر يخطف أرواح الضحايا بلأسماء وكأنه الهولوكوست , وبلا أدنى شك كانت تلك الملاحم الشعرية هي محاكات للأساطير القديمة :- الأوديسا والألياذة للشاعر اليوناني هوميروس , والكوميديا الآلهية للشاعر الأيطالي دانتي في القرون الوسطى , وخاصة ما جاء في أبواب الجحيم ( الأنفيرنو), وأيضا رسالة الغفران للشاعر أبو العلاء المعري , وتوراة العهد القديم .
وكان والدي المرحوم الشماس/ عيسى بيو , قد ورث منه ( جده من الأم) , أيضا ذلك الصوت الرخيم و معظم الدوروكياثا التي كان يلقيها بتلحين غنائي في طيلة حياته وفي مختلف المناسبات , وتم تسجيلها في عنكاوة دوت كوم في السويد من قبل أمير المالح مشكورا , وكنت أظن بأن لي أيضا صوتا للغناء (سنين المراهقة) , وكانت أول تجربة لي عندما جاء دوري للغناء في جلسة جمعت أجمل وأعذب الأصوات الغنائية في عنكاوة , ومنهم خالي مسو , و بتي باوا/ بطرس بولص , وأسحق حنا , وجميل حلويا ونوري بهنام , وأخي حبيب
ب ( أغنية لمحرم فؤاد :- رمش عينو اللي جارحني رمش عينو ...) , ولكن أخي حبيب هو الذي كان يحي بالغناء معظم جلسات السهر والشراب بأغاني كردية شائعة ( بردي بردي , هاور ست هاور , وغيرها)  , ,  ولاننسى أيضا خالي ( المرحوم/  يوسف (يوسب) , شقيق منصور/ مسو , أيضا كان قد تولى الى حد ما , دور والده  , في أحياء تلك الأمسيات الليلية على السطوح في الليالي وتحت ضوء القمر والنجوم البراقة في ظلمة السماء حيث الهدوء والسكينة والهواء العليل . 
ولكنني كنت محظوظا بحضورخالي مسو,  ومشاركته في الغناء والدبكة وهو يناهز السبعين من العمر
 في حفلة زفافي (الثاني) الذي تم بطريقة غير تقليدية , من خلال رحلة الى مصيف / شلال كلي علي بك , حيث تم دعوة شلة من نجوم عنكاوة اللامعين  ومنهم :- أسحق حنا(خوشناو) العنكاوي , جبرائيل ( جبا) , نوري بهنام كوندا , وماربين عودا , وشمعون عودا , وعديلي ( فؤاد قرياقوس جاجيلا) , ويوسف بطرس
 ( زوج/ نضال أبنة أختي الكبيرة) , وخالي قرداغ حنو ككو( الذي غنى من أغنياته الخاصة به و المسجلة بأسمه , وحبيبته سعاد جالسة بجنبه وهو يغني :- شمشا زرقلا وبلبل مخزيلا جيانه ... ) , وأبنيه نظير ونهاد وطبعا أخي دنحا وخالي مسو  وغيرهم من الأهل والأقارب , في رحلة باص يسع لأكثر من (50) فردا ذكور وأناث وأطفال . لقد كانت سفرة وأحتفال غاية في الروعة وفي موسم أحتفالات عيد نوروز , ومن حسن الحظ توفرهناك عدد من فرق موسيقى الدبكة (الدول والزورنة ) في كل محطة جلسنا فيها (و لم تكن تقاس بالأسطورة / خضر/ خدر) ولكنهم أبلوا بلاء حسنا ونقود الشاباش تنهمر عليهم من كل صوب , وأكملوا الفرحة بأمتيازبوجود الجميع  , حيث الشراب/ العرق والويسكي والبيرة والعصائر, والأكل الشهي الذي قام جبرائيل/ جبا مشكورا , بتحضيره طيلة الليلة السابقة للسفرة ( وخاصة أكلة البرياني المحشو بالجوز واللوز وعدد(25) دجاجة مشوية !!..
والشكر لأسحق حنا لتأجير الباص مع السائق الماهر الذي تمكن من أجتياز تلك الأنعطافات والأنحنائات الخطيرة في الطريق القديم المؤدي الى المصايف حيث الجموع الغفيرة من أنحاء العراق .

أعود بالذاكرة الى أيام كركوك وخاصة في بيت شارع (ألماس) بالقرب من التبة , حيث كانت زيارة خالي مسو , لنا شبه شهرية , وهو في طريقه الى عنكاوة لحضور الأعراس والتي كان على الدوام على أعلى قائمة المدعوين , وكنا نحضر له رؤوس البصل الحارة جدا التي لايتجرأ أحد حتى بشم رائحتها , وكان يلتهمها   كالتفاح , والدخان يتطاير من أنفه !!..
 ويبدو يا خالي مسو :-  أنك كنت بارعا في الحصول على أجازات على الطلب من آمرك في الجيش سواء بالكلام المعسول أو البرطيل/ الرشوة , وكم كان مقدارها نسبة الى راتب جندي بالجيش  !!؟؟..
حيث كنت قد تطوعت كجندي في الجيش وخلال عشرون سنة خدمة ألزامية تدرجت الى نائب عريف , وعريف , وأخيرا تم ترقيتك الى نائب ضابط ( ولولا كونك مسيحيا ) لكنت قد حصلت نجمة ضابط كبقية زملائك في دورة خاصة لتأهيل الضباط  , ومن يدري لكنت قد تقاعدت وأنت عقيد في الجيش العراقي كالمرحوم العقيد توما , الذي كنا نفتخر به كأعلى رتبة عنكاوي في الجيش .
ولم تبقى طويلا في حياة العزوبة , بالرغم من كونك (دون جوان/كازانوفا) عصرك , وكنت محط الأنظار والأعجاب لفتيات عنكاوة , ولكن لم تكن من بينهم سوى واحدة ( شموني) التي خطفت قلبك وأصبحت زوجتك الحبيبة و المخلصة والوفية والأم الحنون لأبناؤك وبناتك , والتي كانت ولاتزال بجانبك في السراء و الضراء , وكلما ندخل الى بيتك في عنكاوة على مر السنوات , فالمشهد كان واحد لايتغير , وأنتما جالسين في المطبخ وحولكم عدد من الأهل والأقارب وأبريق(القوري) الشاي يختمر على كتلي الماء المغلي , والأقداح
 ( الأستيكان) والسكر حاضر على الدوام ...
 وهذا ما لاقيته أيضا  في آخر زيارتي لكم في عنكاوة السنة الماضية , بعد حالتك المرضية وأنت تحاول أن تنهض ولو بصعوبة للترحيب بي كعادتك , حيث القيام بتلك الزيارة كانت من أولوياتنا وأنت تعلم محبتنا لك جميعا !!...
وكنا نتساؤل على الدوام , كيف يمكن أن يكون مسو هو خالي , ولكن أيضا أن والدي عيسى بيو يدعوه خالي مسو أيضا وهو أصغر من أبناؤه الكبار , وأن جدتي المرحومة والدة أبي , كانت أخته ؟؟!!..
وكنا لانسأل عن ذلك اللغز المحير , ألا عندما كبرنا وتم أيضاح الأمر :- 
بأن جدي (ججو) والد مسو , كان متزوجا من زوجته الأولى التي توفيت وأنجبت له عدد من الأطفال ومن بينهم جدتي وأختها ( والدة أسحق حنا )  وأختهما الثالثة ( والدة أديب ) , وتزوج وهو في عمر يناهز السبعين  من جدتي الثانية التي كانت في آخر أيامها كفيفة البصر وندعوها بكل حب ومحبة ( جدتي العمياء/ توتي كوري) , وأنجبت مسو و يوسب , ولقد عاشت مع عائلة خالي مسو طيلة حياتها لأنه هو فقط الذي قام برعايتها سواء في عنكاوة أو كركوك , وأتذكرعندما أنتقل الى كركوك في بيت في القورية , وكنت أقوم بزيارتهم وأنا طالب في مدرسة المتوسطة للبنين, وكنا قد أنتقلنا من شارع ألماس الى دبس/ نمرة ثمانية , حيث كان أخي الكبير جورج يعمل في الشركة البلجيكية/ الفرنسية لبناء محطة كبيرة لتوليد الكهرباء , وكانت في ثمانينيات من عمرها , وبالرغم من ضعف بصرها كانت نشطة ودائمة الحركة ونبادلها الحب والتقدير دائما . وكان يعيش في نفس البيت عائلة المرحوم (أديب) , والذي كان يكبرني بعدة سنوات ولكن كنا أصدقاء , وكان قد تزوج حديثا من فتاة آثورية ( أستر) , من كمب الأرمن / أو الدورة في بغداد , وكان الأبن الصغيرو الوحيد (عزيزا) بين أخواته الجميلات ( وأحدى أخواته هي زوجة الأخ الكبير لأسحق حنا , و والدة الرياضي والمدرب المشهور في كرة القدم / باسل جرجيس) , وبالرغم من أعتراض عائلته على ذلك الزواج من غريبة (من غير العنكاوية) ونظرا لصغر سنه وهو لم يتجاوز (18) عاما وهي في عمر (16) عام , وألتقى بها مرة واحدة فقط من بعيد وأحبها بحب المراهقين في سفرة له الى بغداد , ولكن أضطرأهله للذهاب الى بغداد لطلب يد الفتاة من أهلها بعد أصراره والتهديد بأضرابه عن الطعام , وتم الزواج الميمون وربما الأسطوري لأنهما بقيا على تلك المحبة والحب المتبادل لآخر أيامه وسنوات معاناته من مرض سرطان الرئة , بسبب السجائر التي تقتل شخصا كل عشر ثواني في العالم , وبالرغم من كل ذلك أزداد عدد المدخنين بين الشباب والشابات أيضا في عنكاوة , وخاصة النركيلا/ الشيشة والتي هي أخطر من التبغ , وكما يقال:- التبغ يؤدي الى الأدمان ولكن الشيشة تؤدي الى الموت !!؟؟..
 وكان من حسن حظي أن ألتقيت بأديب وزوجته أسترفي كندا , في حضوري لعزاء وفاة/ أنتحار أحدى بنات من عائلة علي بك , حيث كانت تعاني من مرض الكآبة المزمنة , وربما لعدم قبولها ظروف المعيشة في الغربة , بعيدا عن مسقط رأسها وصديقاتها ؟؟!!..
ولم أكون أعلم حينها بأن أديب يعاني من هذا المرض وكان على عهده في المرح وحب الحياة والبشاشة , رحمة الله على روحه والحيف على حياته وخدمته المخلصة لأبناء وطنه في كندا, حيث كان الجميع يكنون له التقدير والمودة .
وكان بصحبتي جنان/كرستوفر , أبن أخي الكبير جورج الذي كان قد تزوج من أبنة أديب ( خلود/ كلوديا)
ولهذا الزواج الميمون , وراؤه قصة جديرة بالذكر !!..
بعد وصول جنان الى مدينة  ديترويت الأمريكية لدى قبول طلبه للهجرة في باريس حيث كان يدرس , ولحق به أخوانه ( غسان و جهان وتمكن بعدها من جلب بقية العائلة ) , قمت بزيارتهم والأطمئنان على أوضاعهم , حيث كان قد سبقهم أبن أخي أمير ( المرحوم / الشهيد ) الذي أغتالته عصابة من الشبان الزن...ج / السود بدم بارد في عملية سطو مسلح , والعديد من الضحايا قتلوا بيد تلك العصابات الهمجية السوداء ( وأرهابهم لايقل عنفا وهمجية من أبناء جلدتهم بوكو حرام , أو أرهاب جماعات النصرة وداعش والأخوان الأرهابية وأخواتها من الأسلام السياسي المتطرف ) , ومنهم عديله (أركان) شقيق زوجته العزيزة أبتسام وغيرهم من من مسيحيي ديترويت, ومنذ تلك الحادثة الأليمة والمفجعة لم تطأ قدمي أمريكا وأصبحت (غصبا عني) عنصريا ضد من يسمون أنفسهم ( الأمريكيون السود) , بالرغم من أنني خلال وجودي لفترة في أمريكا ضمن برنامج مبادلة لطلاب الجامعات بين بريطانيا وأمريكا , كنت من أكثر المشاركين والمتحمسين , في مظاهرات للمطالبة بالحقوق المدنية للسود في سنة 1968 , ولكن أصبحت لا أطيق رؤيتهم حتى في الأفلام الأمريكية !!؟؟.. .
ولقد سبق وأن صرحت في العديد من المناسبات أن التدمير التدريجي للحضارة الأمريكية المتحضرة ستكون على أيديهم وبدون مبالغة , حتى اللغة الأمريكية (الأنكليزية) أصبحت تحتاج الى ترجمة في معظم الأفلام السينمائية التي لم تنجو من غزوهم لها , أما الجريمة والمخدرات والأنهيار الأخلاقي وأنهيارمستوى التعليم , فحدث ولاحرج !!.. 
ولاننسى ما يحدث في أوروبا حيث جائت الأحصائيات الأولية لعدد المهاجرين الغير الشرعيين ومعظمهم من الأفارقة بلغ أكثر من (60) ألفا خلال هذا العام فقط ,  ومن منفذ واحد هو شمال أفريقيا دون ذكر المنافذ الأخرى , ومن غرائب وعجائب الأمور قيام آلاف من المتظاهرين الشباب في باريس قبل أيام  , بلأحتجاج ضد قوانين ضبط الهجرة والسماح للمهاجرين الغير الشرعيين بحق الأقامة والعمل في أوروبا التي تعاني البطالة والكساد الأقتصادي وبعضها الأفلاس كاليونان وأسبانيا والبرتغال وأيطاليا مثلا , ومن يسمون أنفسهم المدافعين عن حقوق الأنسان !!..
 ( كما كنت أيضا مثلهم سنة 1968) ؟؟!!.. 
لنرجع الى قصة زواج جنان وخلود ...
أتصل بي جنان هاتفيا من ديترويت وأنا في مسقط/ سلطنة عمان , ( قبل عصر الأنترنيت ) , وطلب مني أن أتصل بصديقي ( أديب) , وأطلب منه الموافقة على طلب جنان يد أبنته بالزواج ( نظرا لأمكانيتي في الحركة والقيام باللازم !!؟؟..) , وخاصة وأنه كان لايزال يكمل دراسته وبعيد عن والديه في زمن الحصار الأسود في العراق , وطلبت منه رقم التلفون وتم الأتصال بأديب الورد !!.. والتحدث اليه لأول مرة منذ أيام قورية/ كركوك , وكالعادة ذكرته ببعض تلك الأيام الحلوة معا , وخاصة أول مرة ذهبت معه الى سوق القورية , الذي كنا نتجنب دخوله دون أن يرافقنا أحد , وحدث أن تصدى لنا عدد من شقاوات التركمان في الطريق , وبعد مناوشة غير متكافئة خرجنا والدماء تسيل من رأسه , وعندما وصلنا الى المقهى (الجايخانة الوحيدة في القوريا ) , التي كان والده المرحوم من أحد مرتاديها بأنتظام , حيث كان يجالس التركمان ويلبس نفس الملابس التقليدية ( شدة منقطة على الرأس و رداء طويل/ قابوط , وقميص طويل أبيض) وكما يقول المثل الأنكليزي :-
If you cannot beat them , join them !!..
وعندما علم بما حدث طالب من الحضوربردع المعتدين و الطلب من آباؤهم بمعاقبتهم أشد العقاب , وحدث هرج ومرج شديد كل يندد بالوعيد والتهديد بحق هؤلاء الشقاوة , ولولا ما كان يحضى به والده بين هؤلاء التركمان من تقدير وأحترام بالغين , لما تجرأ (مسيحي/ كاور) أن يقوم بذلك الأحتجاج وفورة الغضب , وأنا متأكد بأن أديب بعد تلك الحادثة لم يقترب منه أحد أو يهمس له أحد ولو ببنت شفة !!؟؟..
وبعد سرد تلك الذكريات الحلوة/ المرة ( وهي حلوة بالرغم من مرارتها لأنها تذكرنا بأيام الصبا) , طلب مني
أن أتصل بعمتها ( خاتون) في العراق وطلب الموافقة منها أولا , وهذا الطلب الغريب , أعاد ذكريات طفولتي في قلعة كركوك , وأنا لا أتجاوز السادسة من العمر , لأني رأيت (خاتون) لأول وآخر مرة في حياتي !!؟؟..
لاأزال أتذكر حفلة زواجها في تلك المناسبة , وهي ترتدي ملابس العروسة البيضاء وتاج الورود على رأسها وكأنها ملاك وهي والعريس بملابس سوداء وشعر أسود وشارب قصير( ك- رودولف فالنتينو)  ونجوم السينما في هوليوود / حيث كنا نجتمع مع عدد من الأهالي على مدرجات القلعة ونشاهد من بعيد على الطرف المقابل لنهر خاصة/صو, شاشة سينما غازي الصيفية , أفلام سوبرمان و والكاوبويز وشارلي شابلن والأفلام المتحركة , ولابد لي أن أذكر بعض التفاصيل الحارة في عدد من تلك المناسبات , لقد كانت أرملة تركمانية/ شيعية تعييش مع بناتها الثلاثة وكانت أحداهن تكبرني وأنا في السادسة , بأكثر من (6 أو 7) سنوات وكانت تحبني حبا جما وتطلب مني مرافقتها لمشاهدة السنما , وتجلس بجانبي على تلك المدرجات  وتضع يدي بين فخذيها وتضغط عليها بيدها الأخرى وبعد ذلك لم أكن بحاجة الى المساعدة ...
 وبدأت  أشك بأن زوج والدتها ( شرطي شارع , الذي كان يحتل المنصة أسفل مدرج القلعة/ ينظم مرور العربات والقليل من السيارات مقابل الجسر القديم) والذي تزوج والدتها حديثا كان يقوم بالتحرش بها أيضا لأنهم كانوا يعيشون في غرفة واحدة وكانت تبغضه وتتهرب منه ولكنني كنت صغيرا لأفهم ذلك السبب وكلما كبرت أصبحت تلك الشكوك حقيقة واقعة وأنني متأكد تماما بأنه تزوج الأرملة بسبب بناتها لأنه كان شخصية عنيفة وكنا نهرب من أمامه كلما ظهر في بداية طريق المحلة راجعا الى بيت الزوجية وملابس شرطة المرور كانت غاية في الأناقة يومئذ ولذا كان يزهو بها !!؟؟..
وفي الغرفة الثانية في نفس البيت كانت تعيش أبنة حنا (حمبالا) مع زوجها السكير عيسى الذي كان كلما يسكر(يوميا) , يعتدي عليها وعلى أبنتها الصغيرة , وكان صباغا عاطلا عن العمل يعيش على عمل زوجته كخادمة وكان المرحوم والدها أحدب الظهر نتيجة تلك الأحمال ( كونيات القمح والحبوب ) التي كان يحملها الى أعلى المدرجات , أو نزولا الى الأسفل , هكذا كانت الحياة صعبة , ( ولا تنسوا أننا كنا في في نهاية أربعينيات القرن الماضي)  .

 ولنرجع الى العرس الأسطوري :-
وكان العروسان يتبعهم جمع غفير من الأهل والأقارب والمدعووين في طريقهم من الكنيسة الى بيت العريس ( بالقرب من مدرسة الأبتدائية للبنات , التي لا أزال أتذكرها جيدا !!.. ) , ويقال للتأكيد على ذكريات طفولتي وأنبهاري بجمالها الملائكي , أن خاتون كانت أجمل بنات القلعة , و ملكة جمال قلعة كركوك بدون منازع !!..

( أرجو أن تكون لاتزال على قيد الحياة , لأنني لم أتمكن من معرفة عنوانها أو رقم الهاتف للأتصال بها , وطلبت من أهلي للقيام بذلك في العراق .
  والحمد لله تم الزواج الميمون وهم الآن يعيشون في سان دييجو / كاليفورنيا وأبنهم وأبنتهم يدرسون في الجامعات !!..
نتمنى للأحياء طول العمر والصحة والعافية , ورحمة الله  وغفرانه للذين غادرونا الى الحياة الأبدية !!!..

 وأخص بالذكر , الدكتور سعدي المالح , مديرالثقافة والفنون السريانية والأبن البار لعنكاوة  الذي هبت جموع عنكاوة , لوداعه في حفل تأبيني مؤثر الى مثواه الأخير,  وتكريما لخدماته للثقافة والفنون السريانية , وبمشاركة رسمية من كبار المسؤولين في أربيل , ومئات الرسائل للعزاء التي ملأت صفحات عنكاوة دوت كوم . وهذا هو التكريم اللائق والذي يستحقه بجدارة !!!..

أرجو أن لا أكون قد طولت كثيرا , فلابد من أعطاء الموضوع ما يستحقه من التركيز على التفاصيل .

أيوب عيسى (بيو) أوغنا
مسقط/ سلطنة عمان